القواعد العامة للحوار في الإسلام

القواعد العامة للحوار في الإسلام

د / عبد الله احمد فروان

 

تزايد الاهتمام بالحوار، وتعمق الاقتناع به وبدوره في تحقيق وفاق ثابت بين أبناء الأمة الواحدة، وبين مختلف الشعوب على أساس قاعدة الكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة، والحوار على خلاف الجدال الذي يعتمد على القوة والغلبة والصلابة والتمسك بالرأي الذي يرغب كل طرفٍ للوصول إليه، قال تعالى «وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب»(غافر:5) وقال تعالى: «ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد» وبذلك فالحوار يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة وتحقيق الأهداف السامية منه ولذا لابد أن يكون للحوار، العديد من الأركان والأسس والقواعد والآداب، والاستعداد النفسي لدى أطراف الحوار للاقتناع بالنتائج وعدم التعصب لفكرة مسبقة، وذلك بالاعتماد على العقل والمنطق وعدم التناقض وتحديد الغاية من الحوار وخلق الأجواء المناسبة الهادئة للتفكير السليم وفق خطة عملية لإنصاف أطراف الحوار.

والإسلام عالج في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الأسس والقواعد العامة للحوار والشروط و الآداب التي يجب على المتحاورين الالتزام بها لتحقيق الأهداف السامية للحوار. ثم بعد ذلك لا بد لكل أطراف الحوار من إزالة كل المعوقات التي تحول دون الوصول إلى الوفاق والاتفاق، وهذا ما سنبينه بشيء من الإيجاز في الأسطر التالية:

 

أولاً: القواعد العامة للحوار:

هناك قواعد عامة للحوار يجب الحفاظ عليها، وهي:

 

القاعدة الأولى: اعتماد العقل والمنطق:

 

ويعني ذلك أن يلتزم أطراف الحوار بالطرق المنطقية السليمة أثناء المحاورة، ويمكن أن نحدد معالم هذا الالتزام بما يلي:

1- تقديم الأدلة المثبتة أو المرجّحة لكل فرضية أو دعوى يقدمها المحاور.

2- صحة النقل للنصوص المنقولة والمروية.

ومن هنا أخذ علماء آداب البحث والمناظرة قاعدتهم المشهورة التي يقولون فيها:إن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدعياً فالدليل.

وقد وردت الإشارة إلى مضمون هذه القاعدة في كثير من الآيات القرآنية التي تطالب الطرف (الآخر) بتقديم البراهين والحجج المنطقية، منها قوله تعالى: «أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أَإِلَهٌ مع اللَّه قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».(النمل: ٦٤)

 

القاعدة الثانية: عدم التناقض:

وتفيد هذه القاعدة: أن لا يكون في الدعوى أو في الدليل الذي يقدمه المحاور تعارض واضح، أو أن يكون بعض كلامه ينقض بعضه الآخر، فإذا كان كذلك كان كلامه ساقطاً وفكرته لاغية، ذلك أن التناقض في الأفكار يجعل المحاور صيداً سهلاً لغريمه ومحاوره، بحيث يدينه من خلال اطروحاته المتناقضة وأفكاره المتباينة دونما حاجة إلى عناء ومشقة.

ومن أمثلة التناقض في الدعوى ما حكاه القرآن الكريم على لسان الكافرين في قولهم: «اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا آية يعرضوا ويقولون سحرٌ مستمر»:(القمر: 1،2).

 

القاعدة الثالثة: إنصاف المحاور:

ويقصد به: المحافظة على حق الطرف الآخر وإنصافه من كل وجه، بغض النظر عن صفة المحاور أو مركزه العلمي والاجتماعي، لأن الأمر المهم في الحوار هو إبراز حق الخصم وإنصافه حتى لا تنقلب المحاورة إلى مكابرة..

ويمكن تحديد النواحي التي يجب أن تراعى مع الطرف الآخر بما يلي:

1- التجرد من المؤثرات الجانبية – عقائدية كانت أو ذاتية -.

2- حماية الخصم أثناء المحاورة: ذلك أن طرفي المحاورة قد اتفقا، ولو ضمناً، على افتراض تجردهما من العقيدة والانتماء، وهذا يقتضي أن لا يوصف أحدهما بأنه مخطئ أو مصيب إلا بانتهاء المحاورة.

3- المساواة بين الطرفين: وهي درجة أعلى من مجرد حماية أطراف الحوار ؛ لأن إشعار المحاور بمساواته مع خصمه صفة تبعث في نفسه الطمأنينة وتدفعه لمزاولة الحوار بدرجة عالية من الثقة.

 

القاعدة الرابعة: تحديد الغاية وتوضيحها:

من قواعد الحوار الأساسية إبراز الهدف الذي تدور حوله المحاورة، مع التركيز على أن تكون الغاية واضحة والهدف محدداً ومقبولاً من النفوس والمشاعر بعد اجتيازه مرحلة القبول العقلي، ومن أمثلة ذلك ما جرى في محاورة إبراهيم عليه السلام مع المشركين من عبدة الكواكب، وتدرجه العقلي والنفسي معهم حتى وصل إلى تقمصه عبادة الشمس معهم:قال تعالى: «فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر»، ليصل بهم إلى النتيجة بعد أن انتزع اعترافهم بأن الإله لا يغيب ولا ينبغي أن يغيب، ومن هنا برزت النتيجة:قال تعالى «فلما أفلت قال يا قوم إني برىٌء مما تشركون، إني وجهتُ وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين».(الأنعام: ٧٨ – ٧٩)

 

القاعدة الخامسة: خلق الأجواء الهادئة للتفكير السليم:

إن من أشد الأمور ضرورة للوصول بالحوار إلى هدفه وتحقيقه لغاياته، توفر الأجواء الهادئة للتفكير الصحيح، الذي يمثل فيه الإنسان نفسه وفكره، والابتعاد عن الأجواء الانفعالية التي تبعد الإنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير، لأن الانخراط في محيط الأجواء الانفعالية يفقد المحاور استقلاله الفكري وشخصيته المميزة، فيبتعد رويداً رويداً عن الحقيقة، أما الفكر الهادئ الواعي فإنه يضع القضية في موقعها الطبيعي لينتهي بالإقرار بنتيجة المحاورة، سلباً أو إيجاباً،قال تعالى:« قل إنما أعُظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة. إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد».(سبأ:46)

 

القاعدة السادسة: إعداد خطة علمية للحوار:

ويعني ذلك: وجود ضوابط نظامية تحكم عملية الحوار، وتنأى به عن أن يكون ارتجالاً واعتباطاً، خاصة إذا كان ذلك الحوار بين مدرستين فكريتين، أو اتجاهين علميين.. والقيام بإعداد خطة علمية يقتضي اللجوء إلى أربع خطوات هي:

1- تحديد الموضوع 2- تحديد المفاهيم 3- تحديد الهدف 4- تحديد الآليات.

 

ثانياً: شروط الحوار وآدابه:

إذا أردنا للمحاورة أن تنجح وتحقق أهدافها، فلا بد أن تتوافر فيها مجموعة من الشروط والضوابط.. والمتتبع لآليات الحوار وعناصره الأساسية يجد أن هناك شروطاً تتعلق بعملية المحاورة نفسها، وشروطاً أخرى تتعلق بالمحاور الذي يباشر عملية الحوار، وسنتعرض هنا لهذه الشروط.

 

شروط المحاورة:

يشترط في المحاورة ما يأتي:

1- استخدام اللغة القوية:

نظراً لأن المحاورة هي محاولة لإقناع الطرف (الآخر) بوجهة نظر معينة، فإن ذلك يتطلب استخدام لغة قوية عن طريق وضوح الألفاظ، وترتيب الأفكار، وتسلسل المقدمات، وصولاً إلى النتائج المرجوة.

2- اختيار الأسلوب الأمثل:-

هناك طريقتان للحوار الفكري في جميع مجالاته، فهناك طريقة العنف التي تعتمد مواجهة المحاور بأشد الكلمات وأقسى العبارات، بحيث يتم التركيز على كل ما يساهم في إيلامه وإهانته، دون مراعاة لمشاعره وأحاسيسه، ولا شك أن هذه الطريقة إنما تنتج المزيد من الحقد والعداوة والبغضاء، وتبعد عن الأجواء التي تساهم في الوصول إلى النتائج الطيبة،قال تعالى:«ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين». فصلت33، وفي قوله تعالى:«ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».(النحل: ١٢٥).

3- احترام التخصص:

من شروط المحاورة احترام التخصص وعدم التحاور في موضوعات ليس لها علاقة بفكر المحاور واهتماماته.. والواقع أن هذا شرط يتسع ليشمل جميع وسائل المعرفة ولا يقتصر على الحوار فحسب، ويؤيد هذا ما روي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خطب الناس فقال:

من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب.

ومن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأت معاذ بن جبل.

ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت.

ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإني له خازن.

4- طلب الحق بتجرد عن العاطفة:

وهذا يعني أن مجرد الادعاء لا يحقق الغرض المطلوب للوصول إلى الحقيقة، وأن الحماس للفكرة ظاهرة صحية، ولكنه لا يكفي وحده للوصول إلى عقول الناس وقلوبهم، بل لا بد من أن يُطلب الحق بتجرد عن الحماس والعاطفة، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: تخاصم أهل الأديان فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب، ونبينا خير الأنبياء، وقال أهل الإنجيل مثل ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، وكتبانا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا، فقضى الله بينهم وقال:تعالى «ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزَ به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً » (النساء: 123) وخيًّر بين الأديان فقال:«ومن احسن ديناً ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً».(النساء: 125)

 

آداب الحوار

الحوار ظاهرة إنسانية مرتبطة بوحي العقل وإلهامه، وراجعة في نشأتها إلى طبيعة الإنسان المفكرة الناطقة، فهو يؤمن بفكرة معينة فيعرضها ويوضح أهدافها ويدافع عنها، فإذا خالفه في الرأي أحد ما من البشر استجمع أفكاره وقدمها عن طريق حوار يبعث إلى إشغال الذهن وإعمال الفكر ليضيف إلى عقولنا معلومات جديدة، وليفتح أمام أهل العلم آفاقاً واسعة في المعرفة..

وسنعرض هنا لأبرز وأهم آداب الحوار وأخلاقه:

1- عفة اللسان والقلم:

من أدب الحديث أن لا يتجاوز المتكلم في مدح ولا يسرف في ذم، ومن هنا فإن على المحاور أن لا يبالغ في الذم فهو طريق الشر والرذيلة، ولا يسرف في المديح والثناء لأن المبالغة فيه ملق ومهانة.

2- حسن الصمت والإصغاء:

الصمت هو السكوت بعد الكلام وتقديم الفكرة، أما الإصغاء فهو الاستماع، ولكي يتحقق حسن الصمت والإصغاء في المحاورة فإن ذلك يتطلب عدة أمور هي: السكوت، والانتباه، وعدم مقاطعة الطرف الآخر، والتأمل والربط والمقارنة.

3- التواضع:

التواضع أدب من آداب العلماء، وصفة من صفاتهم الكريمة، ولأن الحوار مهنة العلماء وصنعتهم فلا بد أن يتصف المحاورون بالتواضع الذي يفتح الطريق أمام الطرف (الآخر) ويتيح له المجال لإبداء الرأي والفكرة، يقول الزمخشري: ألهم الله الهدهد فكافح سليمان بهذا الكلام على ما أوتي من فضل النبوة والحكمة والعلوم الجمة والإحاطة بالمعلومات الكثيرة، ابتلاءً له في علمه، وتنبيهاً له أن في أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علماً بما لم يحط به.

4- احترام شخصية المحاور:

ويتم احترام شخصية المحاور من خلال الأمور التالية:

أ) اهتمام المحاور بالطرف (الآخر) اهتماماً ودياً بالانتباه لكلامه، وعدم اللجوء إلى تجاهله أو الشرود والانشغال عنه بشخص آخر أو بموضوع آخر.

ب) تحاشي تحقير الطرف (الآخر).

ج) فسح المجال أمام الطرف (الآخر) للدفاع عن وجهة نظرة كاملة.

5- الحوار بهدوء وروية:

لأن الانفعال والتوتر النفسي في الحوار يعني بالنتيجة فشل المحاورة وعدم الإفادة منها، فلا داعي للاستمرار فيها، بل إن ضرر الحوار الذي يسوده الانفعال يكون أكثر من نفعه.

6- الحوار بمودة واحترام:

فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم أنه قال: «الكَلمةُ الطيبَةُ صَدقَةٌ»، كما أن الذي يأتي للحوار والمناظرة إنما يأتي ليقنع أو يقتنع، ولم يأت للاحتراب أو الاعتداء، وكلما أبدى المحاور مودة أكثر واحتراماً أعمق للطرف (الآخر) كان استمرار الحوار أكثر نفعاً وفائدة.

 

ثالثاً: معوقات الحوار:

يتعرض الحوار شأنه شأن أي عمل فكري أو نشاط اجتماعي لمعوقات تصادفه وصعوبات يصنعها بعض المتحاورين، وهذه العوائق والصعوبات قد تكون شخصية وقد تكون موضوعية، وفيما يلي عرض لأبرز تلك المعوقات:

1) المعوقات الشخصية:

ونقصد بها: بعض التصرفات التي تصدر من أحد أطراف الحوار وتؤدي إلى إفقاد الحوار جدواه وفائدته، بحيث لا يصل إلى أهدافه المرجوة منه.

وتشمل هذه التصرفات: الثرثرة، والإطناب في الكلام، واللف والدوران، والابتعاد عن الوضوح في العرض، وغياب الأدلة والبراهين، وإخفاء جزء من الحقيقة، والغضب والانفعال، والتعصب الشديد.

وفيما يلي بيان موجز لكل من هذه المعوقات:

1- الثرثرة:

وتعني الرغبة في الكلام من أجل الكلام دون هدف محدد.

2- الإطناب في الكلام:

وهو الاهتمام بالصياغة اللفظية للفكرة أو الرأي على حساب المعنى والجوهر، بحيث يولي المحاور عناية خاصة بالبيان والبديع والطباق والجناس، فيهمل أصل الفكرة وجوهرها والمقصود منها، ويروح يلهث وراء شكلياتها.

3- اللف والدوران:

وهو عبارة عن الكلام في أمور جانبية لا علاقة لها بموضوع الحوار، وعدم الدخول في صلب الموضوع وحقيقته قصداً، لغرض التهرب من مواجهة حقائق معينة أو الاعتراف بشئ لا بد من الاعتراف به.

4- عدم الوضوح في العرض:

ويكون ذلك عندما يلجأ المحاور إلى الغموض والإبهام لكي يُشعر الآخرين بأهميته الفكرية أو لزيادة وزنه الثقافي دون وجه حق.

5- غياب الأدلة والبراهين:

ونعني بذلك: إطلاق الكلام من دون أدلة وبراهين، ومن غير مستند علمي أو حجة منطقية.

6- إخفاء الحقيقة:

ويتم ذلك من خلال التستر على جزء من الحقيقة لأغراض التعمية على الطرف (الآخر) والتضبيب عليه.

7- الغضب والانفعال:

ويعني ذلك: أن يتحلى المحاور برباطة الجأش وهدوء الأعصاب والسيطرة على انفعالاته، لأن الهدوء يعد من الأمور الضرورية لتحقيق مناخ طبيعي للحوار والمناظرة.

8- التعصب الشديد:

ويعد هذا أشد معوقات الحوار وأكثرها ضرراً، ذلك أن المعوقات الأخرى قد تكون مما يمكن معالجتها أو التغلب عليها، أما التعصب فهو آفة فكرية واجتماعية يصعب السيطرة عليها أو معالجتها.

2) المعوقات الموضوعية:

وهي عبارة عن الصعوبات والمعوقات التي لا تكون مرتبطة بأحد أطراف الحوار، وإنما تتعلق بالجو المحيط بالمحاورة، أو بالمصطلحات والمفاهيم التي يتم استعمالها، أو باختلاف العقليات والأفكار التي يتم تبادلها، وتشمل هذه المعوقات الضوضاء والتشويش، وتباين المفاهيم، واختلاف الأجيال.

1- الضوضاء والتشويش:

ويحصل الضوضاء بسبب قاعة المحاورة أو من قبل الأشخاص القائمين فيها، أو من خلال تدخلات خارجية تؤثر على سير المحاورة، فقد يعمل بعض الحاضرين من الجهلة أو المتنفذين إلى إيقاف عملية الحوار السياسي أو الاجتماعي لأسباب واهية أو لحجج غير منطقية، وربما تكون قاعة الحوار غير مهيأة بشكل صحيح لإقامة المحاورة فيها بسبب خلل في جهاز المذياع أو أجهزة التصوير، أو بسبب تأثير أجهزة جانبية كالتكييف مثلاً..

2- تباين المفاهيم:

يتطلب الحوار أن يقوم كل طرف بتحديد مفاهيمه قبل الدخول في صلب المحاورة وجوهرها، لغرض أن يعرف الطرفان أسلوب تفكير بعضهما والغايات الفكرية والعلمية التي يسعى إليها.

3- اختلاف الأجيال:

إذا استند الحوار إلى أسس موضوعية، وجرى الالتزام فيه بأخلاقيات الحوار العلمي وآدابه، كان ذلك الحوار مفيداً ونافعاً لجميع الأجيال والمستويات الثقافية، حيث يزداد كل جيل منه معرفة ومعلومات وخبرات، أما إذا كان حواراً منعزلاً قائماً على تبادل الاتهامات، وعدم الشعور بالمسؤولية، فإن هذا الحوار لن يتعدى مجال الاتهامات التي سيكون من الصعوبة التغلب عليها وتجاوزها في المستقبل.

وختاماً ندعو الله تعالى أن يجمع شمل أهل اليمن دوماً على الحق والخير لقوله تعالى: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ» (آل عمران103) صدق الله العظيم

 

المصدر: صحيفة 26 سبتمبر اليمنية.

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك