الإرهاب بين المكافحة والمناصحة

الإرهاب بين المكافحة والمناصحة

تضافرا مع أكثر من بليون ونصف البليون مسلم في أنحاء العالم، يمثلون ثقافات وحضارات عريقة تدعو للسلام والتعاون والتسامح .. ونبذ الإرهاب، الذي لا دين له ولا وطن، تبذل المملكة جهودا متعددة في محاربة تلك الآفة. هذه الجهود لاقت استحسان المجتمع الدولي ، من خلال اعتمادها استراتيجية شاملة وتجربة رائدة، تعتمد المواجهة الفكرية، والمناصحة بنفس درجة الاهتمام بالتعامل الأمني، والإجراءات القانونية في محاكمة المتهمين، ويأتي افتتاح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل غدا الأحد في جدة الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والذي سيناقش برنامج عمل المركز، وأولوياته واستراتيجياته المقبلة حيال مكافحة الإرهاب تأكيدا لتلك الجهود والتجربة الرائدة للمملكة في هذا المجال.

 

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أول من أطلق دعوة ضرورة تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وكان التوقيع على اتفاقية تأسيس (مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب) بمساهمة سعودية قدرت بمبلغ عشرة ملايين دولار .

كما حرصت المملكة على اعتماد استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف والتشدد والغلو. تشارك في تنفيذها جميع مؤسسات المجتمع، كل في مجال اختصاصه. فعلى مستوى التشريع والقضاء، أنشأت محكمة خاصة للنظر في قضايا الإرهاب تتولى التعامل مع مثل هذه القضايا، وتوفير جميع الضمانات للمتهمين بمحاكمة عادلة .. 

 

كما اعتمدت في جهودها مبدأ الحوار والمناقشة، وأنشأت (مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية)، بهدف كشف الشبهات التي يتبناها أصحاب الفكر الضال. 

 

من أجل إعادة المغرر بهم إلى رشدهم، وتصحيح مفاهيمهم، بالإضافة إلى إنشاء الكراسي العلمية التي تعنى بالأبحاث المتعلقة بالإرهاب، وفي مقدمتها كرسي (الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري) ، ولم تدخر الدولة جهدا عبر أجهزتها الرسمية لتجفيف منابع الإرهاب، واجتثاث جذوره إلا واستخدمته. ومن بينها إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تستغل لأعمال غير مشروعة، وقامت بإنشاء هيئة أهلية كبرى تتولى الإشراف والتنظيم على جميع تلك الأعمال لتفويت الفرصة على أصحاب الأهداف الملتوية باستخدام الهيئات الإنسانية لأعمال مشبوهة .

 

 

نقلاً عن عكاظ

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك