الجامعـات الإسلامية.. تگافح التطرف ولا تخرج متطرفين!
الجامعـات الإسلامية.. تگافح التطرف ولا تخرج متطرفين!
حوار: نور الإسلام بن جعفر علي
دعا الدكتور حسن محمود الشافعي مدير الجامعة الإسلامية في باكستان سابقاً إلى إدراك المخاطر الثقافية وآثار القنوات الإعلامية التي تعمل ليل نهار لإفساد نزعة التدين لدى الناشئة ومحاولة إلهائهم بالشهوات وإثارة الغرائز عن معالي الأمور.
وقال: إن تحصين الشباب ضد الغزو الفكري لا يتم إلا عبر تعليمهم معطيات الدين الحنيف وتنشئتهم على معين القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة، لافتاً إلى ضرورة تبصير الناشئة بأمور دينهم على مختلف مراحل الحياة والعمر لتقوم بذلك الحصانة الكافية لوقاية الأبناء وفلذات الأكباد من الخطر الثقافي الذي يشهد تنامياً مطرداً على مر الأيام فإلى مضابط الحوار:
برأيكم هل تحتاج مناهج التعليم إلى تطوير وتنقيح لمواكبة التطور المتنامي؟
- نعم الحاجة إلى التطوير والتنقيح لا تزال ماثلة على أن يكون ذلك دورياً متى ما اقتضت الضرورة، أما كيفية التطوير وأهميته فتكمن في الرؤية الشمولية بعيداً عن المذهبية والطائفية حتى تأتي العناية بالمناهج كافة من خلال استخدام الأدوات التي من أهمها اللغة العربية فضلاً عن الاستيعاب الدقيق للتراث العلمي الإسلامي وفهم المقاصد مع الإلمام بالفكر المعاصر وهو ما يمكننا من إدراك الأخطاء الثقافية. حجم المخاطر
وماذا عن هذه المخاطر وهل هي بذات الحجم المهول الذي يتحدث عنه الناس؟ -
إذا نظرنا إلى آثار القنوات الإعلامية التي تعمل ليل نهار لإفساد نزعة التدين في الناشئة لتبين حجم الخطر الداهم أضف إلى ذلك ما يعدّهُ أعداء الأمة من خطط وأساليب دنيئة، ومن هنا تأتي أهمية تبصير أبنائنا بأمور دينهم على مختلف مراحل العمر حتى تتوافر لهم الحصانة الكافية للوقاية من هذه الأخطار والتي تشهد تنامياً مطرداً مع مرور الأيام.
ما هي أنجح الحلول لتحصين الشباب ضد الغزو الفكري؟
- لعل من أنجح الحلول لتحصين الشباب ضد الغزو الفكري تعليمهم معطيات الدين الحنيف وتربيتهم على معين القرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة، ومراعاة شمولية المناهج في مراحل التعليم المختلفة غاية في الأهمية وذلك حتى يتسنى للتربويين النأي بالأبناء بعيداً عن مزالق الهوى.
التثقيف الديني
نفهم من ذلك أن المعنيين بشؤون التعليم في الدول الإسلامية مطالبون بتفعيل التثقيف الديني؟
- بالطبع فالتعليم الديني يعزز الوعي في أوساط الطلاب ويقوم بدور فاعل في زيادة الحصانة، لذا فالمسؤولون إذا ما عجّلوا في تنفيذ المهمة فإن المهمة، فإن النتائج ستأتي تباعاً لكنها قد تتفاوت في درجة النجاح حسب البيئة التي يعيش فيها الأبناء الذين عادة ما يتأثرون بالمجتمع فبعضهم ربما يتعصب لمذهب معين أو طائفة محددة وفي كل الأحوال لا بد من الحفاظ على التراث الإسلامي والمنهجية الوسطية.
زيادة وانحسار
ما الذي أدى إلى تخلف الأمة الإسلامية وتراجعها عن الصدارة في العلوم الكونية والدنيوية؟ – الحضارات كالأمواج تفيض وتنحسر وأطول الحضارات عمراً على الصعيد الإنساني هي الحضارة الإسلامية، وللتخلف عوامل عديدة بدأت منذ أن ظهر التفاوت في المستوى الحضاري بعد انتهاء الحروب الصليبية وحينها بالغت الأمة في الثقة بنفسها مما جعل الغرب يستوعب الدرس وبدأ يعد العدة لنهضته حتى وصل الأمر إلى تفوق علمي كاسح وهو ما نتج عنه تخلفنا المرير ولا بد للأمة أن تنتفض من سباتها العميق لتستقبل بإذن الله عهداً جديدة يعجُّ بالنهوض الحضاري ويستغل هذه الوصمة ويخرجنا من الأزمة. عامل وقاية وصمام أمان
كيف تردون على المزاعم القائلة بأن الجامعات والمعاهد الإسلامية أصبحت تخرج المتطرفين؟
- من واقع التجربة في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد فإن دعاوى المغرضين للتعليم أخذت تعزف على هذا المنوال وللأسف فقد اقتنع الكثيرون في الغرب ولكن الواقع عكس ذلك تماماً فالتعليم الإسلامي عامل وقاية وصمام أمان ضد التطرف الفكري والعنف الإرهابي وبخاصة إذا توافرت السمات اللازمة من الثوابت والقواعد العقدية السليمة لدى الملتقي وبالتالي يدرك الخريج واجبه إزاء الأمة والإنسانية ويتتبع أحوال الخريجين من هذه المدارس ما إذا كانوا متطرفين هدّامين أو بنّاءين فاعلين يسهمون في الإصلاح.
المصدر: http://www.aldaawah.com/?p=3947