حرية التعبير عن الرأي – ضوابطها وأحكامها

ثانيا: حرية التعبير عن الرأي حق مصون في الإسلام في إطار الضوابط الشرعية.

ثالثا: من أهم الضوابط الشرعية لممارسة حرية التعبير عن الرأي:
1. عدم الإساءة للغير بما يمس حياته أو عرضه أو سمعته أو مكانته الأدبية، مثل الانتقاص والازدراء والسخرية، ونشر ذلك بأية وسيلة كانت.
2. الموضوعية ولزوم الصدق والنزاهة والتجرد عن الهوى.
3. الالتزام بالمسؤولية والمحافظة على مصالح المجتمع وقيمه.
4. أن تكون وسيلة التعبير عن الرأي مشروعة. فلا يجوز التعبير عن الرأي ولو كان صوابا بوسيلة مفسدة، أو تنطوي على خدش الحياء أو المساس بالقيم، فالغاية المشروعة لا تبرر الوسيلة غير المشروعة.
5. أن تكون الغاية من التعبير عن الرأي مرضاة الله تعالى وخدمة مصلحة من مصالح المسلمين الخاصة أو العامة.
6. أن تؤخذ بالاعتبار المآلات والآثار التي قد تنجم عن التعبير عن الرأي، وذلك مراعاة لقاعدة التوازن بين المصالح والمفاسد، وما يغلب منها على الآخر.
7. أن يكون الرأي المعبـَّر عنه مستندا إلى مصادر موثوقة، وأن يتجنب ترويج الإشاعات، التزاما بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
8. أن لا تتضمن حرية التعبير عن الرأي أي تهجم على الدين أو شعائره أو شرائعه أو مقدساته.
9. أن لا تؤدي حرية التعبير عن الرأي إلى إخلال بالنظام العام للأمة وإحداث الفـُرقة بين المسلمين.

ملاحظات
1. ما ذكر أعلاه ورد في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي وهو قرار رقم 196، دورة رقم 19.
2. إذًا، ليس من حرية التعبير أن يكون الضلال من باب الرأي والرأي الآخر، ولا أن تكون الخيانة وجهة نظر. وليس من حرية التعبير إعطاء منابر للزنادقة في فضائيات تزعم أنها إسلامية. وليس من حرية التعبير إعطاء أكبر فرصة، مع أكبر جمهور ممكن، لإسماعه من البدع والهذيان في برنامج يسمى "الوسطية".

3. وحتى لو كان الهدف مقاومة الفكر المنحرف والبدع فليس هذا هو السبيل الأقوم، فلا تقاوم بدعة بما يؤدي إلى مثلها، أو إلى ما هو شر منها، ولا بما يؤدي إلى شيوعها وانتشارها، بل تقاوم في أضيق نطاق ممكن، ولا تذكر البدعة أمام عامة الناس ومن ليس له علاقة. وحينما تذكر البدعة تذكر بشكل مجمل مختصر ويذكر الرد والصواب تفصيلا. انظر مثلا: الإحياء 1150\2 و232-234\1.