أهمية الحوار مع الأبناء

أهمية الحوار مع الأبناء

أ . منى جمعة

هؤلاء أولادنا .. فلذات أكبادنا .. أرواحنا تمشى على الأرض ننظر إليهم فنراهم قد كبروا .. تعلموا . و لكن فجأة نشعر بابتعادهم .. بعدم ارتياحهم في الجلوس معنا .. يفضلون الأصدقاء في الخروج .. و في النقاش و تجاذب أطراف الحديث و السمر .. كلامنا لا يروق لهم يعتبرونه من الزمن الماضي . و إنه لا يساير العصر و متطلباته ذو أفكاره.. يتهموننا بأننا لا ندرك و لا نفهم أفكارهم و إننا نريد أن نحتكرهم و لا ندعهم يعبرون عن أنفسهم و عن شخصياتهم فما زلنا ننظر إليهم كأطفال لا نحترم رجولتهم .. و أنوثتهم فأين الخطأ !فينا .. أم فيهم

الحقيقة أن الخطأ في طريقة التواصل معهم و أسلوب الحوار بيننا .. فالحوار الهادىء مع الأبناء هو الأسلوب الأمثل لإسفارهم بأهمية أرائهم عندنا و إننا بالرغم من خبراتنا في الحياة إلا إننا على استعداد لتفهم أرائهم في الموضوعان المطروحة بيننا .. و الحوار كذلك يساعدهم على الابتعاد عن التعصب للرأي فيجعلهم يشعرون بالاطمئنان إلينا .. و من إيجابيات الحوار إنه يساعد على التفكير والابتكار . و يبث الثقة في النفس و يدفع الأبناء للتحاور مع من هم أكبر منهم سنا دون خوف أو تردد لأنه يثق في قدراته على الفهم و التحليل و مناقشة الأمور.

عزيزتي الأم عزيزي الأب: و لكي نصل إلى حوار ناجح يكون من نتائجه كل ما سبق لابد أن يتوافر فية عدة عوامل تمهد لذلك النجاح ..

*إذا قرر الأب أو الأم مناقشة أمر من الأمور مع الأبناء يجب الحرص على الهدوء و الأسترجاء لنقل ذلك الإحساس إليهم فيشعرون بجو مريح يساعدهم على إخراج ما في صدورهم من تساؤلات و استفسارات دون حرج أو تجمل . و لابد من إعطائهم الفرصة كاملة لإبداء الرأي حتى يكون الاقتناع في النهاية مفيدا و مؤثرا.

*إياكم وكثرة انتقادك لأولادك لأنه يولد الإحساس بالنقص و العجز و كذلك التفرقة و المقارنة بين الأخوة بعضهم البعض أو بينه وبين أصدقائه فلابد أن نراعى الاختلافات الشخصية من حيث الإدراك بأمور معينة و تقييمها فالابن مهما كان مستواه الفكري فلابد أن عنده شيئا جميلا يبنى عليه فيتطور و ينمو و ربما سبق أقرانه فأرجوك لا تهدمه فأرجوك لا تهدمه و لا تدفق لعدم الأستجابه لك كنوع من الرد الإنتقامى السلبي .

*إذا أردت أن تعلم أولادك كيف يتحاورون فكن قدوة لهم في تعليمهم الآداب السلوكية و المهارات الحوارية من حسن الإصغاء و الحديث الهادئ و مراعاة الآفات المناسبة للحديث.

*أحسن اختيار الموضوعان التي يتم الحوار فيها مع إعدادك الجيد لعناصر الموضوع مثل أهمية اختيار الأصدقاء و طريقة اللبس و التحدث بالألفاظ الغريبة الشائعة و أثرها على الأسر و المجتمع في المدى الطويل مع إعطائه الأمثلة المقنعة لما نقوله- الزواج - إعداد الأسرة -العمل ....الخ.

و أخيرا إياكم :لا تنسى أن القيم التي نود من قلوبنا أن ننقلها إلى أبنائنا تتسرب إليهم بشكل غير مرئي من خلال تصرفاتنا و أعمالنا و أقوالنا فلندع الأشياء تأخذ وقتها الطبيعي.
المصدر: http://almisk.net/ar/article.php?id=4315

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك