الارهاب حوار عقلاني

الارهاب حوار عقلاني

د. كمال الدين القاسم

27/05/2008

الارهاب ظاهرة وازمة عالمية تهدد الوجود الانساني للفرد والمجتمع اذا لم تعالج معالجة صحية علمية سياسية اقتصادية فأنها ستستمر وكل المحاولات في وقفها او القضاء عليها المبتعدة عن الاجندة الفكرية الاجتماعية ستؤدي الى تفرع ازمات كثيرة تصب كلها في الارهاب لان هذة المعالجات ذات اهداف سياسية واقتصادية متخبطة وخاطئة ومزورة لذلك نرى انها تعطي نتائج عكسية .

وعليه نرى :

1- الارهاب كلمة تطلق بالتوافق مع المصالح السياسية .

2- عجز العالم عن اعطاء تعريف موضوعي وحقيقي للارهاب سبب ذلك يعود للازدواجية وعدم وحدة المعايير وهذا ما نراه جليا وحسب المنافع السياسية فاضافة منظمات او كيانات الى قوائم الارهاب وشطب اخرى ينسجم مع الاجندات والاستراتيجيات السياسية للدول العظمى وهذا مما يثير حفيظة اطراف اخرى قد تندفع الى التطرف .

3- في الاسلام الارهاب هو الاعتداء او القتل وكل من يعث في الارض فسادا.

في المنظور الامريكي ، الارهاب كل ما يؤثر او يؤخر او يعطل تحقيق الاستراتيجية الامريكية والديمقراطية الامريكية التي لا نجد لها تعريف في السياسة الخارجية . فبقدر مواقفنا والتي كلها تصطف في الاصطفاف الذي يدين ويرفض عقيدة الارهاب وايديولوجيته ويعتبره قتلا وسحقا ودحرا للانسان والانسانية نرى ان التنظير الاستراتيجي الامريكي لا يصطف مع ما ذكرنا .

نرى امريكا تشترك مع الارهاب في هذه المشتركات وتمارسها خارج حدودها بل تلتزم وتشجع الاخرين على ذلك ويتجلى لنا الترابط العضوي الامريكي الاسرائيلي وما تفعله اسرائيل بشعب فلسطين والمنطقة العربية خير دليل ،

كذلك المنظمات الارهابية اذا ما توافقت مع الارادة الامريكية للسياسة الخارجية فهي منظمات غير ارهابية واذا ما اختلفت فهي منظمات ارهابية . الارهاب عمل اجرامي تحول الى اجندات سياسية وفق السياسية الخارجية للولايات المتحدة الامريكية وهذا لا يعني ان الولايات المتحدة الامريكية لا تحارب الارهاب العالمي ولكن لها معايير مزدوجة تتفق مع مصالحها .

ان دخول القوات التركية الاراضي العراقية في شباط 2008 واعمال القتل والعنف العسكري بأي حجة كانت غير انه جاء ليقتل الانسان ويمنعه من حقه الطبيعي في ممارسة اي نوع من النشاط السياسي والاجتماعي هو ارهاب لكن امريكا لزمت الصمت . غير ان دفاع اهل لبنان عن حدودهم ارهاب دفاع فصائل المقاومة الفلسطينية للمحتل ارهاب نزع السلطة الشرعية من قيادة منتخبة ارهاب بعقد اجتماعي وخطف رئيس البرلمان عزيز دويك من قبل اسرائيل غير ارهاب لا بل اصبحت حماس التي فازت بالاكثرية منظمة ارهابية يعني ان اكثرية الشعب الفلسطيني الذي صوت لحماس شعب ارهابي .

سحق الروس لشعب الشيشان لا يدخل ضمن اجندة الارهاب لكنه ورقة تلوح بها امريكا وموسكو بين الفينة والاخرى . ضرب التظاهرات السلمية في ديار بكر والمناطق الكردية وحتى في كركوك العراق لا يتنافى مع الاجندة الديمقراطية لان للولايات المتحدة الامريكية لها مصالح مع تركيا مختلفة في صورها اهم صفاحاتها .

التحالف الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل فلو حدث هذا في مناطق اخرى من العالم لا تتفق والمصالح الامريكية لاقام البيت الابيض الدنيا واقعدها كما يفعل اليوم في اورقة الامم المتحدة ويعمل على اصدار اقصى العقوبات بحق ايران والجميع يعلم ان هذه العقوبات واولها الحصار يقع اثرها المباشر على الانسان في الية الدولة كما حدث للعراقيين ابان النظام السابق . حتى حذر السفر على العاملين في المجال العلمي في ايران منع كل ذلك على مسمع واقرار من الامم المتحدة وكل ذلك يتنافى وابسط حقوق الانسان حتى ان سلمان زادة السفير الامريكي في الامم المتحدة صرح يوم 26/2/2008 ان الوقت ليس مناسب

لفرض عقوبات على ايران ، ماذا فعلت ايران سوى الاخذ باسباب العلم واذا كانت تعمل حقا للتسلح النووي وهذا سلاح العصر فأن ذلك معمول به في اكثر من دولة ودولة في العالم لكنه حرم على ايران لانها لا تتفق والمصالح الاسرائيلية وكما اعتقد لو ان هذا السلاح كان موجها لتهديد الوطن العربي لغضت امريكا الطرف عنه كما غضت الطرف عن الاعمال الارهابية الاسرائيلية التي قالت حتى مقدسات الانسان العربي في فلسطين غير مفرقة بين مسلم ومسيحي لكن حزب الله الذي قاوم ودافع عن ارض تحول الى منظمة ارهابية كذلك منظمة حماس ادرجت او ستدرج على قائمة الارهاب تلك الشماعة التي تعلق عليها اسرائيل وامريكا ما تريد لاقصاء الانسان وحرمانه من ابسط حقوقه . نرجوا ان لا يفهم من عرضنا هذا اننا ضد او مع احد ابدا انما نستعرض حقائق حدثت سياسيا وجولستيا تشجع على التطرف وتجعل من عقيدة الارهاب محط جذب والمفروض بنا ان نعمل بتوازن ولا نعطي فرصة ايا كان نوعها لانتشار عقيدة الارهاب وهي تستعرض المفارقات الغريبة التي تحدث مع علمنا بأننا نعيش اليوم بعصر تحول فيه العالم الى قرية صغيرة تنقل فيه المعلومه بكل سهولة عبر تكنلوجية المعلومات (الانترنيت) .

فلو ذهبنا الى حزب العمال الكردستاني نجده عمل سياسي متفق عليه من قبل عشرات الملايين من الشعب الكردي في تركيا والذي عانى الامريين من السحق والسجن حتى ان رئيسه عبدالله اوج الان قد نساه الاعلام وهو في السجون التركية ، اقول ان هذا الحزب انتقل الى العراق ولكنه لم يسلم وبمباركه غير معلنه من اصحاب القرار العالمي ضربت كوادر هذا الحزب واخترقت قوات عسكرية حدود دولة دون الرجوع الى ما كتب في المعاهدات الدولية والقانون الدولي .

دخلت القوات العسكرية التركية وانتهكت سيادة العراق ان كان هناك سيادة في زمن الاحتلال وضربت مواقعه وقتلت رجاله لا بل انها قصفت قرى المواطنين العراقيين الاكراد الذين لا ناقه لهم ولا جمل ودفعتهم الى ترك قراهم وقطع سبل عيشهم والديمقراطية الامريكية تتفرج فهذا لا يصنف بعمل ارهابي وهو اعلى صور انتهاك حقوق الانسان .

اننا بالوقت الذي نعرف ما لنا وما علينا كبشر غير خاضعين لاية اجندة غير اجندة الحق والعدالة وحقوق الانسان غير وجلين في الافصاح عنها نعتبر ذلك ارهابا صارخا يتمثل في قتل ارادة شعب عليه ان يرضخ لثقافه غير ثقافته لانتماء غير انتمائه انهم هناك يسمونهم اتراك الجبل كذلك الحال ينطبق على العرب في انطاكية وباب الهوى والاسكندرونه الارض السوريه حتى منع العربي من الكلام بلغته في الشارع او المطعم او حافلة النقل .

ان امريكا تصنف كدولة وكنظام في السياسة الخارجية بأنها ارهابية ويجب ان تدرج على قائمة الارهاب لانها تعمل على زيادة مساحة الارهاب بالعنف والقتل والحصار والتجويع والكيل باكثر من مكيال واختلاف معاييرها وتنوعها مما يدفع الانسان في الاتجاه المعاكس للدفاع عن حقوقه ومظلوميته فتصنفه امريكا ارهابيا وهو يدافع عن حقوقه الطبيعية والمشروعة .

سنذهب في هذا البحث الصغير المتواضع الى مناقشة مغتضبة للتسميات التي طرقت في هذه المقدمة .

1- العمل القمعي التركي للقومية الكوردية .

2- موضوع منظمة حماس .

3- الموقف من حزب الله والحركات السياسية في لبنان .

4- الموقف من دولة ايران .

مناقشة هذه المفردات مع الموقف الامريكي حيال كل منهم اما عن مواقفنا فعلى القارىء الكريم ان يعلم ان قلمنا ليس مجند لاحد وانما للانسان وللحقوق الانسان التي اكدت عليها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية كما اننا نلمس كما يلمس الجميع ان الفعل الامريكي وبهذه السياسة والاجندة يكون عاجزا على القضاء على العنف والعكس هو الصحيح يولد العنف ويلهب الساحة الاقليمية والعالمية بردود افعال مساوية له بالقوة وحسب القدرات واجندات كل منهم ويخالفه في الاتجاه وان هذه الاعمال لا تصنف كما تريد السياسة الامريكية ضمن قوائم الارهاب فالجميع يعلم ان اكثر الخيارات طردا في المنطقة هو الخيار الامريكي والاسرائيلي لانه لا يصب الا في المصالح الخاصة بهم فقط ويستثني اي حق يتسق مع شعب او انسان او مصالح سياسية حقيقية لتلك البلدان التي تعثرت فيها الحركات السياسية . ان القرار هو قرار الشارع الجماهيري وعندما نشير الى الحركات او المكونات السياسية لا نعني بها الحاكمة في بعض دول الشرق الاوسط وخاصه العالم العربي فان القرار الجماهيري للحركات السياسية يصب في مقولة مفادها ان القرار الامريكي للسياسة الخارجية هو راس الارهاب وان القرار الامريكي الذي يستخدم العصا حتى على الامم المتحدة هو قرار ارهابي بثوب دولي ديمقراطي كما حدث للعراق . فالقرار الجماهيري السياسي يعتبر الاحتلال وسحق الانسان ونهب ثرواته وتكوين ميليشيات القتل وجعل العراق وكما اراد بوش ساحة للارهاب هو الارهاب بعينه ولا يلتصق بالقواعد القانونية الدنيا .

يرى الشارع بأن بوش اراد ان يبعد الارهاب عن الاراضي الامريكية وليكن في اي ارض وكل هذا يتسق ويلتصق بالسقف الاعلى لسحق الانسان . وان الاحتلال قد جاء بحجج واهية لا صحه لها كما تعترف الدوائر الامريكية وما حدث من صراع للظواهر السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة الامريكية وداخل العراق فأحتلال بلد لبلد اخر منافيا لكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ومضاد لكل ما كتبوه هم بأنفسهم في الاعلان العالي لحقوق الانسان ، الاتفاقات الدولية ومعاهدات جنيف والعهد الدولي للحقوق المدنية لقد قتل الاحتلال الانسان وسلبه ابسط حقوقه في الحياة وحول مجتمع مدني يتكون اكثر من خمسه وعشرين مليون نسمة الى مجتمع عسكري انه العسكرة والسلطة القهرية والقوة المهيمنه وارتفعت نسبة جميع الامراض وخاصة النفسية والصدمية لدى الاطفال كذلك الامراض البايلوجية حيث ارتفعت نسبة السرطان الى اعلى نسبة لها لما وقع على العراق من مبيدات بشرية ومنذ التسعينات فالبصرة اليوم على سبيل المثال تتراوح نسبة السرطان بين5-10 بالمئة لا اعرف كيف يكون الارهاب ؟

نحن ننظر وقبل مناقشة الحالات والمواضيع التي طرحت ، بأن الحقوق لا تتجزأ كما ان المهتم المحايد بهذا الشأن لا يخضع للمحطات والمنافع السياسية او غيرها ولا يخشى في الحق لومة لائم ولنذهب الى استعراض مقتضب لما ذكر.

1- الموقف التركي : ان ما قامت به الجارة تركيا اعتداء سافر على السيادة العراقية واعتداء سافر على حقوق الانسان ويمثل ملاحقة قهرية سلطوية لاسكات صوت الانسان وقمع حريته وانتمائه انه يكاد ان يكون تطهيرا عرقيا لقومية تظل اكثر من عشرين مليون نسمه عليها ان تخضع وتستكين وتلغي انتمائها القومي وتسمي نفسها كما اريد لها (اتراك الجبل) صمت امريكا وصمت العراق قليل من الاستنكار والدعاية والالعاب . انها المصالح والمحطات السياسية فما قامت بها الجارة تركيا ليس بأرهاب .

2- تحدثوا عن الديمقراطية وعلى الشعب الفلسطيني ان يختار حكومته سلطته قيادته حدث الاقتراع وفازت منظمة حماس ونود ان نذكر ان لا علاقة لنا بوضع المنظمة وايدولوجيتها وتوجهاتها لان فكرها وتوجهها معروفا للشعب الفلسطيني الذي اختارها لكن تمسكها بأجندتها التي راهنت عليها مع ما حيك لها من مؤامرات دفع بقوات الاحتلال الاسرائيلي الا رفضها وعندما تصاعد حدة الخطاب على لسان اسماعيل هنيه رئيس الوزراء رافضا الاعتراف باسرائيل متمسك بخيار المقاومة مطالبا بالتحرير مع القبول بحلول مرضية للطرفين دخل جيش الاحتلال وتعطل البرلمان واخذ رئيسه عزيز الدويك الى سجون اسرائيل لم تصمت امريكا هذه المره بل تكلمت بأعلى صوتها مساندة كل ما يقوم به الكيان الصهيوني من ارهاب واعتداء لا بل ذهبوا الى اكثر من ذلك وعادت حماس الى قوائم الارهاب وعزلت في غزة وحوصرت وقتل الانسان وشنت عليها اسرائيل ابشع الحملات العسكرية مما اضطر ( بني ادم ) منهم بدافع الجوع والمرض الى كسر المعابر بين غزة ومصر وخلقت مشكلة اخرى كانت اسرائيل تسعى اليها بين غزة ومصر لولا ( الحكمة ) وقوة المقاومة ... نزفت الدماء حتى ان محمود عباس وعلى ما اذكر في بداية اذار 2008 حيث المجزرة البشعة في غزة ذهب وصحبه الى المستشفى في الضفة للتبرع بالدم .

هكذا نظر الاطفال والناشئة والشباب ودفعوا دفعا الى القتال وبدلا ان تضع الحرب اوزارها ونتخلص من لغة الرصاص ويكون الحوار وثقافة السلام بديلا عنها تضاعف الخيار الناري بسبب الضغط الاسرائيلي والانحراف المعياري الكبير للقرار الامريكي .

انهم وباعتراف كل المختصين في العلوم الاجتماعية السياسية والنفسية يدفعون الانسان الى السلاح والى القتل والدماء ونحن وبحيادا كامل يفرض علينا عملنا في ميدان حقوق الانسان اعادة النظر في هذه الاجندات وان تراعى مصلحة الانسان اولا ليس في الشرق فقط وانما في كل انحاء العالم .

3- لبنان وحزب الله : لا احد يغفل النسيج الاجتماعي الفسيفسائي الذي يكون المجتمع اللبناني ولا يستطيع مختص او كاتب غض النظر عن حزمة الولاءات والانتماءات السياسية لهذا وذاك خارج الحدود اللبنانية وكان اغتيال المرحوم رفيق الحريري بركان فجر لبنان وجعل فيها الحراك السياسي مشوبا بالخطر قد يكون هذا الاغتيال للبنان بمثابة احداث 11 سبتمبر لامريكا قام الدنيا واقعدها وخلق اصطففات متعددة وتيارات شتى وانقسامات هنا وهناك ودخل الاتحاد الاوربي بالضوء الاخضر الامريكي وحدثت الحرب في جنوب لبنان عام 2006 وهزمت اسرائيل وجيشها الذي يعد رابع جيش في العالم على يد المقاومة اللبنانية وتوجهة الانظار صوب سوريا وايران وحدث ما حدث وصنف حزب الله ارهابيا ووضع على قائمة الارهاب ودخلت قوات (اليونوفيل) واغتيل احد اعمدة المقاومة (عماد مغنية) وصرح حسن نصرالله بأن الحرب اصبحت مفتوحة بين حزب الله واسرائيل ويعني بهذا الاختيار الزمان والمكان ولم تعد للجغرافية بصمة في الصراع والتي كانت محددة بجنوب لبنان ودخلت البارجة الامريكية (كول) ووقفت مقابل السواحل اللبنانية (انه سيناريو معد مسبقا) سيناريو طبول الحرب والارهاب واشعال الحرب الشرق اوسطية هذا ما نؤكد عليه في عملية المعايير وضرورة التوازن في القرارات فأي كان الاصطفاف هنا او هناك لا يستفز ولا يقصى لان ذلك يؤدي الى الاحتقان السياسي ثم حدوث تخندقات تفرض نفسها لتوافق المصالح ثم اقتتال وهدم وهذا ما نرفضه في اي مكان في الارض .

المتابع والمهتم في الدراسات الاستراتيجية يستطيع ان يوجه اصابع الاتهام الى الدول العظمى المهتمة بالشأن الشرق الاوسطي وان هذه الدول تعمل على اتساع رقعة الارهاب او التطرف او استمرار الصراع الدموي وتؤكد الدراسات بأنها وبنفس الوقت قادرة على التهدئه وعلى تحجيم الارهاب وتقليص دائرته وكذلك الحد من التطرف اذا ما التزمت بحقوق الانسان وبهذا تعمل على تصدع العقيدة الارهابية اذا ما التزمت بالتوازن المعقول في العمل السياسي والمواقف المعتدله والمتوازنه والايمان بحقوق الجميع بشكل متساوي ومتوازن والاعتراف بحجم المعاناة والشعور بألم الضحايا وهي تساند الجناة وترسل المعونات والامدادات وشعب يجوع ويقتل شعب يحاصر ويباع بصمت من المجتمع الدولي ومن يتصدر هذا المجتمع ويملك وسائل القوة ويساند الجلاد فماذا ننتظر من ذوي الضحايا او ممن يحملون نفس الفكر والانتماء غير تحولهم الى التطرف والعنف او الى الارهاب حيث يرون ان لا خلاص لهم ولا قدرة لهم ولا طريق لهم سواه .

في 6-7 /3/ 2008 تزور المستشاره الالمانية ميركل اسرائيل وتصرح بأن المانيا مع اسرائيل وانها لن تتخلى ابدا عنها فسر التصريح من قبل الجماعات الاخرى والتي تخوض حرب مع اسرائيل بانه تصريح غير عادل ابدا وان المانيا عدوة لهم وان المستشارة ايضا تعاني من عقدة ما يسمى ( الهليكوست) وعليها ان تدفع ضريبة ما اقترفه اجدادها كما يدفعه الشعب الالماني هذه هي الازدواجية في المعايير التي تعمل على اتساع رقعة الارهاب والتطرف وديمومة الصراع .

الطرف الاخر يرد ويعبر عن استنكاره لما نشر في الصحيفة الدنماركية عن نبي الاسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) هو نبي ورسول وله كتاب معترف به ويدين بديانته بحدود مليار ونصف في العالم تنهجم على شخصه وذاته صحيفة دنماركية برسوم كاريكاتيريه تستفز اتباعه وعندما تناقش هذه المسأله الرد يحدد بحريته التعبير وحرية الصحافه في الغرب وحرية النشر غير اننا لم نلمس هذه الحقيقة التي يدعونها عندما يحاكم عالم ينكر محرقة الهيلكوست في المانيا ايام هتلر ويحكم عليه بالسجن اذن اين حرية التعبير يوما قامت الدنيا وقعدت في الغرب بسبب رفض طالبان ايام حكمها لافغانستان - نقل او بيع تماثيل بوذا التي عثر عليها خلال حفريات في احدى المناطق هناك ثم ضربت طالبان هذه التماثيل بالمدافع وهذا خطأ تاريخي لان هذه التماثيل من الاثارالحضارية التاريخية هاجمت الصحافة والاعلام الغربي والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية هذا العمل وادانته بشدة واستمر الهجوم طويلا لا من اجل الاثار والتاريخ ولكن اعتبار هذا العمل قد جرح مشاعر الانسان في حرية التعبير والعبادة بالنسبة للبوذيين ووجه انتهاك لديانتهم ورمزها (بوذا) .

المسلمون يتذكرون ذلك جيدا ويقولون بأن المساس برسولهم ودينهم مختلف جدا وانه حرية تعبير وهكذا تعمل القوى المسيطرة على العالم وفي ازدواجية المعايير على انماء واتساع عقيدة الارهاب وهذه الاعمال تستغل من قبلهم استغلالا حسنا في استقطاب الكثير اليهم وهنا نقصد اتساع دائرة الارهاب .

خذ العامل الاقتصادي وما تعانية دول كثيرة من الجوع والكثير منهم يعيش تحت خط الفقر وما يتركه هذا الوضع من اثر نفسي يدفع الى اضطرابات نفسية وعقلية ماذا ننتظر منهم ومن المسؤول ؟ نعيش هذه الايام ازمة في مصر شعب بحدود 80 مليون نسمه وجدت عندهم ازمة سميت اعلاميا (ازمة رغيف الخبز) الجميع اخذ ينادي ان سبب ذلك هو التوجه الاقتصادي الحر (اقتصاد السوق) استغل الاسلاميون ما حدث واخذت تتسع دائرة ما يسمى (الاسلام هو الحل) واطراف اخرى تنادي بعودة (دولة الخلافة) لا نريد ان نخوض اكثر في هذا المخاض فكل الدارسيين والمهتميين في العلوم الاجتماعية والسياسية والاستراتيجية تؤكد ان الولايات المتحدة والغرب يدفع الشرق الى التطرف وهو المسؤول عن اتساع دائرة الارهاب هذا ليس مستمدا من اجندة خاصة او معادية وانما من اجندات دراسية كثيرة موضوعية وواقعية همها الاول هو خلاص الانسان والقضاء على الارهاب وترى في مجمل هذه الاجندات السياسية ما يعطل ويعثر اقلامنا التي تريد ان تهد وتهدم الاسس التحتية للارهاب وعقيدته .

ان الذاكرة خطرة جدا في تاريخ الشعوب او الجماعات وقد تعمل على اثارة كثير من الضغائن وعدم العفو اذا ما استفزت لقد كانت معاناة شعب فلسطين شديدة جدا لما يزيد على ستين عام ان الآلم يعتصرهم دوما وعلى قيادة المجتمع الدولي الرسمي ان يخفف من هذة المعاناة وان يعمل على امتصاص حالة الآلم وهم يعيشون ازمة الحالة النعاسية والتي تسمى " احساس السقوط " وهذا الاحساس توالت عليه عقود من الزمن دون ضماد او مواساة وهم يرون يوم الاثنين 17/3/2008 المستشارة الالمانية (ميركل) تزور النصب التذكاري للمحرقة في اسرائيل نصب ( ياد فاشيم ) وتضع عليه اكليل من الزهور . الذاكرة تكون مؤلمه جدا في مثل هذا العمل او غيره وهم لا يعترفون بأي ممن قبر برصاص اسرائيل لا شهيدا ولا بطلا بل ارهابيا هذا مبعث ودافع للتطرف واستفزاز الذاكره بكل اوجاعها والآمها عبر عقود واجيال .

لذا يجب التأكيد على بوصلة الآداء السياسي وعدم حذف حقوق الانسان وطمسها بشكل يوحي ان لا عدالة ولا سياقات سياسية متوازنة بنسبة 10 بالمئه على الاقل .

لا نريد الاستطراد وضرب الامثال الكثيرة التي تدل على اسقاط معادلة الموازنه وتدفع الناس الى الاحباط واليأس فتنشط جماعات متطرفة وبأسماء متعددة تعمل على جذب اكبر عدد ممكن من النشطاء في هذا المجال .

ان الوضع المأساوي في كثير من الدول في عالمنا ومحيطنا يصب في اضافات مناخيه للارهاب والقاعدة واخيرا لا نعلم ان كان محاربة الارهاب حقيقة ام تظليل ونحن نرى ان هناك اختلاطات فكرية ورؤى ضبابية وثقافات تنشط بجرعات مختلفة واخرى تختزل .

د. كمال الدين القاسم

المصدر: http://www.alnoor.se/article.asp?id=25043

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك