مسؤولية العلماء في ترشيد الصحوة الإسلامية وتلبية حاجاتها الفكرية

مسؤولية العلماء في ترشيد الصحوة الإسلامية وتلبية حاجاتها الفكرية

مهدي العطار

 

 (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)

إذا أردنا ان نستشرف الافاق المستقبلية لمصير الامة الاسلامية فانها متقومة بالصحوة الاسلامية المعاصرة وتعاظمها وتناميها الحضاري. فلابد من التعرف على ما تعنيه الصحوة الاسلامية ودراسة أسبابها الداخلية والخارجية لكي يمكننا بالتالي تحديد مواضع اقدامنا والانطلاق نحو المستقبل برؤية واقعية ومخطط علمي مدروس ومن ثم تحديد الدور الكبير الذي يجب أن تنهض به الحوزات العلمية وعلماء الاسلام في هذا البناء الحضاري المستقبلي.

 

اما الصحوة الاسلامية فهي الظاهرة الاجتماعية التي تعني عودة الوعي للامة واحساسها بذاتها واعتزازها بدينها وكرامتها واستقلالها السياسي والاقتصادي والفكري وسعيها للنهوض بدورها الطبيعي في بناء حضارة الانسان باعتبارها خير امة اخرجت للناس.

 

ولهذه الصحوة المباركة أسباب وجذور تاريخية ينبغي أن نسلط الاضواء عليها:

 

1ـ الاسباب الداخلية: ونعني بها امتلاك الامة الاسلامية لمقومات فكرية حضارية ونظرية متكاملة متمثلة بالدين الاسلامي الحنيف، الذي يمتاز بشموله للقيم والافكار والعقيدة والشريعة في شؤون الدنيا والاخرة. ان الدين الاسلامي قد حلّ مشكلة الانسان بكل ابعادها النفسية والجسدية والدنيوية والاخروية مما جعل الانسان المسلم والذي يستلهم من الاسلام سلوكه في الحياة يعيش حالة من الاستقرار والطمأنينة، فهو يرسم للانسان الآفاق العامة للاخلاق بلحاظ الضمير الانساني الحرّ ودوره في صيانة الانسان من الامراض الاخلاقية واكتساب الفضائل والصفات الحميدة، مع تصعيد حالة الارتباط بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه، وايجاد التماسك في الروابط والعلاقات الاجتماعية، كما ويخلق من الانسان فرداً اجتماعياً قادراً على المساهمة في تربية المجتمع مع تصعيد الجانب الروحي والمعنوي فيه، فالاسلام استطاع ان يستوعب حاجة الانسان ويعطيه دوره الطبيعي في خلافة الله سبحانه في الارض.

 

ان هذا البعد لمسيرة الانسان التي نادى بها الاسلام سواء كان في التصور العقيدي أو التشريع المتكامل أو الاخلاق الشاملة للفرد والمجتمع كلها ساعدت على ان تكون منطلقاً لهذه الصحوة.

 

2ـ الاسباب الخارجية: لقد افتتنت الامة المسلمة بالحضارة المادية الواردة من شرق الارض وغربها وغلبت على أمرها امام هذا الهجوم الحضاري الجديد وساهم في ذلك انحسار الاسلام من الناحية الميدانية بفعل عوامل متعددة ولمدة طويلة، وكذلك غياب القيادة الامينة وانشغال حكام المسلمين بالامور الشخصية وضمور روح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث ساعدت هذه العوامل على مضاعفة جهل الامة بروح الاسلام اضافة إلى الشعارات البراقة التي رفعها المستعمرون في تحرير المسلمين وتطويرهم، وتزامن ذلك مع التطور التكنولوجي الذي استخدمه الغزاة كدليل لاثبات تطورهم ورقيهم الحضاري.

 

كل هذا الضعف والجهل والخلط بين الحضارة والثقافة والعلم، ادى بالامة ان تقع تحت هيمنة الحضارة الحديثة، بل ان الكتّاب والمثقفين قد افتتنوا بها ونظّروا لها.

 

وبعد مدة ليست بالقصيرة وحيث زالت الاقنعة وانكشف زيف الحضارة المعاصرة وكذب ادعيائها وبعد الويلات التي حلت بالامة شعرت بأنها مغلوبة ومستغلة لقوى نهبت ثرواتها وامكاناتها واتضح لها ان الجميع يريدون سلب خيراتها واذلالها وابعادها عن قيمها وعقيدتها وفكرها الاسلامي. كما اتضح بأن الصراع بين المعسكرين كان صراع منافع بينهما لم يجن منه المسلمون.

 

هذه الحقائق فتحت عيون كثير من الضحايا المغلوبة المقهورة مما دفعها للبحث عن منقذ، فانبرى خير العلماء والمصلحون ونتيجة لردود الفعل الحاصلة من الاحتكاك الحضاري والمواجهة العنيفة بين الاسلام والحضارة المادية لمقاومة الهيمنة الفكرية والسيطرة الاجنبية باسم الاسلام واحساساً بمسؤولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله مما مهد لهذه الصحوة انطلاقتها في عصرنا الحاضر.

 

ومن الاسباب الخارجية كذلك حالة الصراع والتهافت بين الحضارات الحديثة من اجل السيطرة على العالم الثالث، والنتائج المريرة التي جنتها البشرية من تلك الصراعات والظلم الواضح والصريح الذي عانت منه، مما دفع الشعوب إلى أن تثأر لكرامتها وتحفظ وحدتها الفكرية والسياسية والاقتصادية بحثاً عن البديل الذي يكفل لها الخلاص من التجارب المظلمة التي مرّت بها تحت نير القوى المستكبرة المتلبسة بشعار الحضارة والتطور، فوجدت الشعوب المسلمة في الاسلام المنقد الاكبر والأمل العظيم فراحت تثأر له وتدافع عنه وتطالب به وتثأر لكرامتها المهدورة تحت وطأة التسلط الأجنبي، فترى ثورة هنا وهناك مطالبة بالحرية والإستقلال وبناء الحضارة الإسلامية على أرض الإسلام.

 

هذه هي الصحوة وهذه أسبابها، فهي لم تكن عملاً مفاجئاً بل كانت تعبيراً عن معاناة الشعوب الاسلامية منذ ان خضعت بلادها لهيمنة الاجنبي وفرضت عليها احكام غير اسلامية وحكام غير اسلاميين بهدف بث سموم الحضارة المستوردة في المجتمعات الاسلامية، فأخذت هذه الشعوب تتحسس بوجود حالة من التناقض الكبير بين إيمانها برسالتها وعقيدتها من جهة والذي يملي عليها نوعاً من الحياة الدينية والالتزامات الشرعية المنبثقة من الشريعة الاسلامية وبين المد الحضاري الجديد الذي يعمل على سلخها من هويتها وعقيدتها والتزامها من جهة اخرى ولذلك ظلّت الحضارة الغربية تراوح على السطح ولن تتنفذ إلى اعماق المجتمع الاسلامي، في مقابل المد الاسلامي الذي استقر في ضمير الامة، فانطلقت صيحات الرفض من المخلصين والمصلحين من أبنائها الواعين وفي بقاع مختلفة من العالم الإسلامي لكل ما هو غريب عن جسم الامة وفكرها وقيمها الحضارية الخالدة.

 

وقد تنبأ لهذه الصحوة اساتذة الاجتماع والسياسة والمصلحون فهذا المفكر الشهيد السيد قطب يبشر بالصحوة في كتابه «المستقبل لهذا الدين» وكذلك استاذ العلوم السياسية حامد ربيع، بل ان جميع القيادات الفكرية والسياسية العالمية توقعت هذه الصحوة منذ ستّين عاماً، فالاستاذ سميث في جامعة مونتريال له كتاب «الاسلام اليوم» صدر في الخمسينات، لفت نظر المسؤولين في بلاده إلى هذه الصحوة، وكذلك العالم الانكليزي وات اصدر كتاباً سنة 1964 بحث فيه الاسلام في العصور الوسطى وتوقع الصحوة ووصفها بأنها سوف تقود إلى ايديولوجية رابعة تحكم العالم المعاصر في نهاية القرن العشرين.

 

على ان اخطر وثيقة بهذا الخصوص تعود إلى عالم روسي هو زوجانوسكي حيث كتب في اعقاب الثورة الشيوعية محاولاً تقييم تلك الثورة ومتسائلاً متى وأين تأتي الثورة العالمية الثالثة مشيراً إلى الثورتين الفرنسية والشيوعية والى ان كل منهما قد فشلت من ناحية معينة وان العالم بحاجة إلى ثورة قادمة تستطيع ان تصحح من مسارات الحركة الانسانية، ثم تنبأ بأن تلك الثورة لن تأتي إلاّ من العالم الاسلامي وكان هذا التنبؤ عام 1919.

 

وبعد هذا العرض المختصر لاسباب الصحوة الاسلامية، فلابد من المحافظة على هذه الصحوة وتناميها لتؤدي دورها المستقبلي وتعطي ثمارها في نشر الحضارة الاسلامية في كل أرجاء العالم وتبشر بمستقبل زاهر للاسلام وللشعوب المحرومة من ابسط الحقوق الانسانية والحرية والاستقلال، وعليه فلابد من تسليط الاضواء على العقبات والمعوقات التي يمكن ان تعرقل هذا الوعي الجديد والمهد الحضاري الاسلامي لكي نتوقاها ونعالجها في مهدها ولكي لا تبقى عوامل مانعة من تأثير الصحوة ونموها مما يجعل الامة تراوح في مكانها.

 

ولذلك فيمكن ان نحدد الموانع والمعوقات للصحوة بالعوامل الداخلية والخارجية.

 

اما العوامل الفكرية الداخلية فنقول وبأيجاز ان عدم الفهم الواعي والعميق للفكر الاسلامي من قبل المسلمين وللظروف التي أشرنا إلى بعضها سالفاً ونتيجة لغياب القادة المبدئيين عن التطبيق السليم للمواقف المتغيرة للائمة للظروف المتبدلة التي دفعتهم إلى اتخاذ المواقف الاستثنائية مما جعل النظرية السياسية والاجتماعية غير واضحة المعالم واستنتاج دراسة معمقة بهذا الصدد يحتاج إلى جهد وتأمل. فقد غاب الموقف المبدئي الحقيقي ولمدة طويلة مما جعل النظرية الاسلامية في بعدها الاجتماعي والسياسي غير واضحة في اذهان العلماء وانعكس ذلك على آرائهم الاجتهادية وتجلى ذلك من خلال اهتمامهم بالقضايا الفردية بشكل كبير مع اهمال واضح لقضايا الامة الكبرى، اضافة إلى ان دخول بعض المندسين لتشويه حقيقة الاسلام وتأثر بعض البسطاء بالفكر المنحرف أوجد حالة التطرف في فهم الاسلام وعقائده مثل الغلو والسلوك المتطرف كالانعزال عن المجتمع لحفظ القداسة الشخصية.

 

كما ان النظر إلى الاسلام من الجانب العبادي والشخصي فقط أو فهم الصراع مع اعداء الاسلام بأنه صراع مسلح دائماً ضيع علينا في تاريخنا فرصاً كثيرةً لتقريب العديد من الشعوب إلى الاسلام وضمّها إلى خندق المسلمين، بل وفقدنا فرصة الاستفادة من الكثير من افكار الاسلام.

 

لذلك وفي سبيل الوصول إلى نظرية متكاملة لابد لنا من دراسة الاسلام دراسة موضوعية يمكن الاستعانة بها لتأسيس حضارة اسلامية تتمشى مع متطلبات العصر وتتطابق مع روح الشيعة بعيداً عن التمسك بالقشور والحرص على الجوهر من خلال استيعاب روح الشريعة والاعتماد على النصوص الصحيحة كي نتلمس الحلول الناجحة ضمن الخطوات التالية:

 

1ـ الاهتمام بالعقل ودوره وأثره في تحديد البعد الشرعي على ضوء ملاكات الاحكام، وبواسطة العقل ندرس الحالة المتطورة ومدى انطباقها مع الشريعة المقدسة في قواعدها العامة مع ملاحظة العناصر المتغيرة في الواقع كي نغير من أساليبنا على ضوء سنن التغيير ولتنسجم بذلك مع الواقع (إنّ الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم).

 

2ـ على علماء المسلمين ان يتحدوا الحق والحكم من الشريعة بملاحظة النصوص الصحيحة وبعد دراسة موضوعية لظروف النص ومتطلبات المرحلة الراهنة.

 

3 ـ دراسة الافكار ومناقشتها بعيدا عن الخلفيات المرتكزة في الذهن أو الافكار السابقة ومن ثم تحرى الدليل لاثباتها دون التبني التقليدي لاراء الفقهاء السابقين والذي يضيع علينا سلامة الاستنتاج. كالاخذ بالروايات الضعيفة والاستدلال بدليل لا يقاوم بقية الادلة القوية أو التغافل عن دليل ينبغي ان يوضع في الصدارة لتحيل الرأي الشخصي على الاسلام وامثلة ذلك في الفقه الاسلامي كثيرة.

 

وعلى ضوء ذلك لابد ان نعيش حالة الاختصاص لان الاجتهاد المطلق في ضمن الظروف الموضوعية يكاد ان يكون مستحيلاً.

 

4 ـ تجاوز الحالة الروتينية للفقه الفردي كما في باب العبادات والتي تكاد تكون قد اكتمل البحث فيها، والتأكيد على دراسة فقه الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لرسم المنهج المتكامل في هذه الحقول.

 

5 ـ محاولة دراسة الموضوعات دراسة مقارنة لان الدراسة الاسلامية على ضوء معين دون بقية المذاهب الاخرى قد يضيّع علينا نتائج عقول وابداعات في مجالات مهمة ويجعلنا نعيش العقلية السلفية وتتعطل عندنا روحية الابداع.

 

6 ـ دراسة الواقع الموضوعي ومحاولة التمييز بين القضايا العلمية والمناهج التي يمكن توظيفها لصالح الاسلام وبين الامور التي لها جذور حضارية مخالفة.

 

7 ـ التأكيد على المنهج العقلي والتجريبي وتقبل النقد في مسألة المنهج والاسلوب والابتعاد عن التبرير الغيبي للمواقف والاساليب الخاطئة التي لا تمت إلى الغيب بصلة.

 

اذ ان الغيب له قداسة في النفوس واثر كبير في علاج الكثير من القضايا النفسية للفرد والمجتمع من خلال بعث الامل والتسامي بالحياة الانسانية وربطها باليوم الاخر وتعميق الرضا بقضاء الله في نفس الانسان. فالغيب مصدر قوة للانسان في سلامة مسيرته في هذه الحياة الصعبة، ان ما نرفضه هو ابعاد الانسان عن السنن الاجتماعية التي رسمها الله عز وجل وتعطيل التفكير بها وهذا خلاف ما اراده الله تعالى للمسيرة الانسانية. فمعرفة السنن والقوانين الالهية يجنبنا الكثير من المواقف الخاطئة في مسيرتنا ويختصر الطريق علينا للوصول إلى الاهداف من خلال التجارب الناجحة المنسجمة مع السنن الالهية.

 

8 ـ دراسة التاريخ دراسة واعية حية لنستنبط منه سنن الحياة ولنعتبره ميدانا لدراسة اطروحة الاسلام والعوامل التي ادت إلى النجاح أو الفشل في تعليقه في مسيرته الكبرى ولنبتعد عن عوامل الفشل في بعض مناهج المسلمين وخططهم في هذه المسيرة.

 

امراض الصحوة

 

اما الامراض التي تمنع حيوية الصحوة الاسلامية والتي يجب التوقي منها وتحذير العاملين من آثارها السلبية فهي:-

 

1 ـ الفرقة:

 

وهو مرض يتزامن مع مسيرة البشرية على وجه الارض وهو ناتج عن الفهم الخاطىء أو حب الذات أو النظرة السطحية أو عدم التمييز بين الاهم والمهم من الامور وغيرها من العوامل، وقد بلغت ظاهرة الفرقة ذروتها في هذا العصر فتحولت الخلافات الفكرية إلى معارك دموية تمزق اوصال الامة إلى اشلاء متفرقة، والمسلمون يكفر بعضهم البعض الاخر، كل ذلك يجري في اطار الجزئيات والامور السطحية في الوقت الذي تحولت امهات الامور والمسائل المرتبطة بمصير الامة ومستقبلها إلى امور هامشية.

 

وبعبارة اخرى ان تعدد المدارس الفكرية الذي اريد له ان يكون وسيلة لتطوير الفكر الانساني والابداع في عالم الافكار، والعمل ضمن الدوائر المشتركة والاعتذارللآخرين في موارد الخلاف وحصرها في دوائر معينة كما صرح القرآن الكريم (قل يا اهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله). فقد صارت هذه المدارس مورداً للخلاف في اوساط الامة حتى في الاساليب وطرق العمل.

 

وما زالت الامة حتى الان عاجزة عن حصر الخلاف بين المذاهب الاسلامية والمدارس الفكرية بالرغم من الشعارات ونداءات الوحدة التي رفعها المصلحون منذ قرون، كل ذلك بسبب الجهل وبسبب فقدان اخلاقية التعامل مع الاختلاف خصوصاً مع سياسة تأجيج نار الفتنة التي يمارسها اعداء الاسلام.

 

اننا لا نريد ان نغلق باب الاختلاف، لان الاختلاف من مستلزمات الانسان وطبيعته البشرية، بل نريد ان نعرف كيف نتعامل مع اختلاف الاراء.

 

2 ـ الغرور:

 

وهو مدخل للشيطان يزين للانسان عمله ويحقر في عينيه عمل غيره ولذلك فهو يعيش حالة الانفتاح والرضى بالنفس حتى يصل به الامر إلى عدم قبول اي نقد أو نصح من الاخرين بل يعيش بحالة لا ينقد فيها نفسه ولا يراقبها مع تبرير وتوجيه لكل ما يصدر منه شخصياً.

 

والغرور قد يصيب الافراد والحركات والجماعات فتنغلق الجماعة على نفسها وتعيش الحالة الصنمية ولا تستجيب لاي نقد لانها تعتبره متوجها إلى الفكر والقيم والمبادىء، ان الموضوعية تقتضي ان الانسان المسلم الذي يريد الاصلاح وكذلك الجماعات التي تريد ان تسير نهج التكامل العملي والميداني لخدمة الرسالة عليها ان تعتبر الحياة حقلا للتجارب مستفيدة من تجاربها واخطائها وكذلك الاستفادة من تجارب الحركات الاسلامية الاخرى ولتكن الحركات صريحة في تعاملها مع افرادها وتعلن بصورة واضحة تجاربها الناجحة والفاشلة مع تبيان اسباب الفشل لمعالجتها من قبل اعضائها ومن قبل الحركة نفسها، ويتم ذلك بشروط: 1) وعي الجماعة وعدم وصول الجماعة إلى اليأس نتيجة الصراحة. 2) ان يتحمل الافراد المسؤولية في العلاج ولا يتركوا المسؤولية على غيرهم ولا نعيش حالة النقد فقط فان العيش عبر مستوى النقد فقط فهي حالة مرضية وتبرير للمتقاعسين من العمل وبذلك يعرف اتباعها منها الموضوعية وتصاغ شخصياتهم على هذا الاساس من التفكير بعيدا عن المغالطات.

 

وهذه من اهم معالم الجماعات الاسلامية التي تعيش لله سبحانه بعيداً عن الغرور والعجب اللذين يشكلان اخطر الامراض الاخلاقية التي تواجه العاملين للاسلام، والجماعة الاسلامية التي تأبى مواجهة نفسها باخطائها لاصلاحها سوف تواجه خطر التقوقع على النفس والانعزال عن الامة والرضا بما عندها، فلا يمكنها الابداع والتطور وتظل تراوح في مكانها وبالتالي سيتساقط افرادها ويتمكن منها اعداؤها.

 

ولقد حاول البعض تبرير هذا الفشل والمراوحة باسم القضاء والقدر أو المحنة أو طريق ذات الشوكة وطريق الانبياء الصعب المستصعب منطلقين من فهم خاطىء لهذه المفاهيم العالية، اذ ان القضاء والقدر لا يستدعي التسليم للظروف والتواكل، وان المحنة نتيجة طبيعية لعمل المؤمنين وجهادهم ضد الظلم والفساد وليس الرضا بواقع الظلم أو الواقع السلبي للعاملين وعدم دراسة الاخطاء أو الاستفادة من تجارب الآخرين وعدم معرفة الظروف الموضوعية التي تحيط بالعمل والعاملين، بل وعدم الادراك الصحيح للسنن والاسباب الطبيعية.

 

3 ـ السطحية:

 

ان الفهم الاجمالي العام للاسلام ورد الفعل تجاه الحالة المأساوية التي عاشتها الشعوب الاسلامية وان كان عوامل مهمة ليقظة المسلمين وظهور المنادي بالعودة إلى الاسلام، ولكنها لا تكفي لاحداث العملية التغييرية والانقلاب الاجتماعي الشامل ما لم تمتلك الدراسات الميدانية للعمل والتطبيق.

 

ومشكلتنا اننا نجهل حاجتنا الماسة إلى هذه الدراسة التطبيقية الميدانية معتمدين على البنود الدستورية النظرية التي نمتلكها والتي لا يمكننا ان نترجمها إلى واقع عملي في ضوء الظروف الموضوعية التي يعيشها المجتمع المسلم اليوم.

 

ان الكتاب والسنة المصادر الاساسية للتشريع الاسلامي تضع امامنا الخطوط العامة التي بواسطتها يمكننا ان نضع القانون الذي يحرك عجلة المجتمع الاسلامي على ضوء الاسلام وفق الحاجات المستجدة والمتطورة لمجتمع اليوم، وهذا يستلزم منا عمقا وادراكا عمليا لهذه المستجدات وهذا ما تفتقر إليه الان.

 

اننا بحاجة إلى منهج اخلاقي يستوعب حركة الفرد والمجتمع المعاصر وبلغة يفهمها ابناء اليوم، وعلينا ان نصوغ مفاهيمنا بطريقة تتماشى مع ذهنية مسلم اليوم والعمل الجاد على تنقية الفكر الاسلامي وكتب العقائد من الدس والغلو وعلى الباحثين في المجال العقائدي ان يعلموا ان الاسلوب الذي يعالجون فيه المسائل العقائدية يحتاج إلى منهج جديد لتقويم القضايا الفكرية وبلغة تتماشى وذهنية الانسان المعاصر والتحديات التي يواجهها.

 

هذا المنهج وتطبيق عالم التشريع وتحديد الموضوعات المختلفة التي يحتاجها المجتمع الاسلامي اليوم في جوانب الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع احكامها الشرعية التي تمثل رأي الاسلام وقوانينه التي يمكنها ادارة المجتمع وتغطية حاجاته التشريعية بكفاءة عالية.

 

ان من السطحية ان لا تحدد الامور التي تنال اهمية اكبر في سلم الاولويات في عملنا الاجتماعي التغييري أو الفكري وتتشاغل بالامور غير المهمة والهامشية مما يضيع علينا فرصا كبيرة لتحقيق اهدافنا وتحكيم رسالتنا.

 

4 ـ الارتجالية:

 

ونقصد بها عدم التخطيط والدراسة للقضايا والاحداث والمواقف، والتعامل معها على اساس ردود الفعل والعواطف لا على اساس التعقل والتخطيط.

 

وللارتجالية اثر كبير في ضياع الجهود والطاقات والفرص وكذلك ضياع للعمر والمال وبالنتيجة ضياع الامة نتيجة المواقف غير المدروسة، فالارتجالية آفة كبيرة مصدرها الجهل والتخلف وعدم التعقل وفقدان الحكمة والتدبر في الامور.

 

ان العدو يعدُّ الدراسات والمناهج العملية ويضع الخطط لمواجهة الاسلام والمسلمين وعلينا بالمقابل ان نواجه مخططاته بدراسات ومناهج مبنية على التخطيط العقلي والعملي والموضوعي (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) ورحم الله الامام المصلح السيد شرف الدين حين قال: «لا ينتشر الهدى الا من حيث انتشر الضلال».

 

وسائل العلاج

 

اولاً: لا يمكننا الخروج من هذه الازمة الكبيرة التي تعيشها امتنا الا باعادة العقل إلى دائرة البحث والتحقيق واستنتاج الافكار والرؤى العملية الصحيحة المتناسبة مع حاجات العمل التغييري اليوم، بعيداً عن التقليد الاعمى والتبعية للافكار من دون تدقيق أو تمحيص عملي، ونحتاج على هذا الاساس إلى انشاء مؤسسات للتحقيق العلمي والدراسات الاسلامية الحديثة، ويمكن للمؤمنين من اصحاب الاموال والقدرات ان يخدموا الاسلام ومستقبل الامة ودماء الشهداء الابرار وجهود العلماء لبلورة الفكر الاسلامي واعداد الكادر العلمي من خلال مساهمتهم الجادة في دعم هذه المشاريع البناءة ولينالوا بذلك حظ الدارين ويضمنوا لامتهم مستقبلا حضاريا زاهرا ان شاء الله.

 

ثانياً: على علماء الاسلام الواعين ان يتحملوا مسؤولياتهم في طرح الموضوعات النافعة ومعالجة القضايا التي تخص المسلم المعاصر وبصياغة جديدة تتماشى مع الحالة الاجتماعية المتطورة.

 

ثالثاً: مسؤولية الحركات الاسلامية في ان تعيش الواقع الموضوعي للامة وان تعيش روح التفاهم الفكري والحوار الموضوعي وان تمارس الاساليب الجذابة المبنية على فهم اسلامي عميق، وان تعمل باستمرار على تطوير هذه الاساليب وتعميق الافكار وتربية الجيل الاسلامي الجديد وانقاذ المسلمين من مخالب الجهل والكفر والفساد.

 

ان على الحركات الاسلامية ان تتحاشى وبجدية حالة الفرقة والتمزق من خلال وضعها للاهداف الكبيرة امامها واستعدادها للتفاهم والحوار مع الاخرين والتنسيق فيما بينها بل ويمكن لها ان ترسم استراتيجية متطورة تتقاسم فيها الادوار والمهمات فتكون بذلك سببا لوحدة الامة وحصانتها وازدهارها لا عاملاً من عوامل تمزيقها والقضاء عليها.

 

ان العدو يحاول ان يستغل كل الفرص لهدم المجتمع الاسلامي وقد ينفذ من خلال اختلافاتنا، والتأريخ اثبت لنا ذلك، اذ عمل الاستكبار على استثمار الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنة، أو الخلافات السياسية كما في قضيته المشروطة والمستبدة في ايران.

 

ومسؤوليتنا تتلخص في حفاظنا على وحدة امتنا بوحدة الفكر والتفاهم بين العاملين وصيانة الاهداف بالاساليب التي تتمشى مع روح العصر وبذلك نصون مستقبل امتنا، والا فالامر لا يبشر بخير وسيتحمل الجميع مسؤولية الهدم وضياع الجهود والطاقات واستغلال العدو لضعفنا وتمزقنا.

 

مسؤولية الحوزات العلمية

 

في الحديث عن دور الحوزة ينبغي ان نتحدث عن الاصلاحات التي ينبغي ان تحدث فى الحوزة نفسها لكي تؤدي دورها المرتقب بكفاءة واقتدار، وهذا الحديث يتلخص في محاور:

 

(1) محور الافكار.

 

(2) محور التبليغ والخطابة.

 

(3) محور الادارة والمرجعية.

 

(1) محور الافكار

 

ان الدراسات العلمية التحقيقية في الحوزة ونتيجة للظروف السياسية التي عاشتها والتي ادت إلى عزلها عن قيادة الامة والقيادة السياسية الحاكمة لفترة طويلة قد انحصرت بالجانب الفردي والشخصي للمسلم وابتعدت كثيراً عن الدراسات الاجتماعية الا اليسير، وقد انعدمت الابحاث العلمية الحديثة في حقول كثيرة كالعقائد والاخلاق والسيرة أو الفقه السياسي والاجتماعي وهذا يتطلب منا اليوم جهوداً كبيرة لتلافي النقص ورأب الصدع من خلال البحث والتحقيق العلمي والموضوعي في هذه الحقول، واستيفاء الموضوعات التي يحتاجها المجتمع اليوم، وتهذيب ما كتب من نقاط الضعف في الادلة والروايات غير الصحيحة وبذلك تصبح الحوزة العلمية قادرة على معاشاة الوضع الاجتماعي المتطور.

 

اننا إذا اردنا ان نحافظ على الصحوة الاسلامية فينبغي ان نعدها بالزيت الفكري الذي يعمق وجودها في الامة ويحصنها من التراجع أو التصدع والانهيار وذلك من خلال عمل تخصصي ومؤسساتي يعمل على تنقية الفكر مما لحق به من افكار دخيلة نتيجة الدس والتحريف والروايات الموضوعة والاباطيل، ونحتاج ايضا إلى وضع اسس سليمة لقبولنا أو رفضنا للافكار والروايات في ميدان التفسير والاخلاق والسيرة والعقائد.

 

ولا نبخس جهد بعض الكتّاب الذين اشاروا إلى ذلك في بعض مؤلفاتهم أو بعض المؤسسات التحقيقية التي انشأت في بعض البلدان الاسلامية وان كانت في اساليبها تعلم على احياء التراث على الطريقة القديمة.

 

(2) التبليغ والخطابة

 

يعاني هذا الحقل اهمالاً واضحا في الحوزة اذ ان الخطباء والمناهج الخطابية غير متبناه بشكل مناسب، وبالتالي لا تجد منهجا لاعداد الخطباء والمبلغ في عمله في الامة، وانما يعتمد على ملكاته الخاصة فقط.

 

فالمبلغ يختار من الموضوعات الفكرية والوعظية والسلوكية مما يراه هو مناسبا بناء على فهمه وادراكه ووعيه وهذا يؤدي إلى ان تكون الامة غير متوازية على الصعيد التربوي أو الفكري لتعدد الرؤى والافكار والمنطلقات والامزجة التي تتلقاها من المبلغين الذين لا يمتلكون منهجاً موحداً.

 

هذا اضافة إلى عدم اهتمام المرجعية بالشؤون المالية للخطباء والمبلغين وانما يترك الامر بين المبلغ والامة ونحن في غنى عن تبيان الاثار السيئة المترتبة على ذلك.

 

كما وان خطباء المنبر الحسيني مهملون من النواحي الثقافية والعلمية، والموضوعات التي يطرحونها تتحدد من خلال رغبات الناس وميول الجهلة منهم فقد تتحدد بالاهتمام بالصوت الشجي وموضوعات السيرة دون الخوض في المسائل الحياتية المهمة التي تواجه المسلمين أو التطبيق الواقعي للاسلام مما ترك هذا الحقل مورداً لارتزاق مجموعة تعتبر المنبر اداة للعيش لا لخدمة الرسالة، ما عدا القليل من الخطباء الواعين الرساليين.

 

ونحتاج في هذا المضمار إلى:ـ

 

1 ـ مؤسسة تقوم برسم منهج ثقافي يلائم متطلبات الخطيب والمبلغ مضافا إلى العلوم الحوزوية التي يجب ان يتلقاها، ويشتمل هذا المنهج على علوم التفسير والسيرة والاخلاق والعقائد وعلى النفس التربوي ليقوم بتهذيب عقائد الناس وابعادهم عن الانحراف الاخلاقي.

 

2 ـ تقوم المؤسسة بدراسة ميدانية لمناطق العمل وارسال المبلغ المناسب للمكان المناسب.

 

3 ـ تبني الحاجات المادية للخطباء والمبلغين كي يرتبطوا بالمؤسسة ويلتزموا بمنهجها وبتوجيهات المرجعية.

 

4 ـ ترتبط هذه المؤسسة بالمرجعية مباشرة.

 

5 ـ تقوم هذه المؤسسة بتدريس اللغات التي تنطق بها الشعوب الاسلامية وكذلك اللغات العالمية الحية لتتمكن من تلبية حاجات المناطق المختلفة إلى العلماء والمبلغين.

 

6 ـ تهتم المؤسسة بدراسة التقارير المقدمة من قبل المبلغين وكذلك التحقيق في مدى تأثيرهم في مناطق تبليغهم، كي تواكب هذه الخطوة وتتمها بالمبلغ الجديد الذى يكون دوره تكميلا للعمل الاول وليس البداية من الصفر.

 

7 ـ تقوم المؤسسة بتدريب المبلغ على الخطابة واساليبها الصحيحة الناجحة، وكتابة البحوث. وقد باشرنا بتأسيس مؤسسة تبليغية في قم الا انها تعطلت نتيجة عدم الدعم لها بشكل مستمر.

 

(3) كيان المرجعية

 

تمثل المرجعية الرشيدة القيادة الشرعية الربانية ذات التأثير والنفوذ الكبير في وجدان الامة ونسيجها الاجتماعي، وتمتلك اليد الطولى في توجيه الامة عقائديا وشرعيا وسياسيا. وللكيان المرجعي بعدان بعد عملي وآخر قيادي.

 

والملاحظ ان تسلم المرجع لموقعه القيادي هذا يتم في دائرتنا على ضوء الملاكات العلمية والشخصية، فيصبح المجتهد مرجعا من دون اعداد اداري ولا كادر بل ومن دون تخطيط استراتيجي مستقبلي على كل الاصعدة الاجتماعية والسياسية والعلمية، وهذا النقص في المنهج والكادر الاداري يجعل الكثير من المخططات وقتية وارتجالية بل غير مدروسة بشكل دقيق وقد تخص قضايا الحوزة فقط وبشكلها الرتيب من توزيع الرواتب للطلبة أو تأسيس مدارس لاسكانهم وتدريسهم، أو تتسع دائرة العمل لتشمل ارسال الوكلاء والمبلغين إلى المناطق ولكن من دون ان يكون ذلك ضمن مخطط علمي عام لاحداث انقلاب تغييري في بنية الفرد والمجتمع والنظام السياسي.

 

وقد يغيب التفكير في تطوير المناهج الدراسية للحوزة أو احياء العلوم التي غابت عن الحوزة مثل السيرة والتفسير والتأريخ والعقائد والاخلاق وغيرها والتي تشكل القسط الاكبر من الفكر الاسلامي وحاجة الفرد المسلم.

 

في الوقت الذى تظل الدروس المألوفة مع كتبها المعدة قبل مئات السنين هي المنهج الثابت في الحوزة بالرغم من التطور العلمي في الكثير من الاراء والنظريات الفقهية والاصولية، مما يخلق حالة من الاضطراب العلمي في ذهن الدارس اذ انّه يدرس في بحوث الخارج الاستدلالية آخر الاراء والنظريات العلمية في حين ان كتب المقدمات والسطوح تشمل النظريات القديمة ولا توجد مرحلة وسطية بين القديم والجديد، مما يجعل الطالب مضطراً إلى البدء من جديد في دراساته العليا.

 

واما على صعيد العلاقة بين المرجعية والامة ومن اجل تقوية كيان المرجعية في اوساط الامة فلابد من عمل مؤسساتي ذي اطروحة متكاملة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والساسية ويقف المرجع على رأس هذا العمل هذا العمل المتشعب ويستطيع بذلك ان يؤدي دوره القيادي في الامة والحوزة العلمية.

 

وقد اشار شهيدنا الصدر (رض) إلى اهداف المرجعية ومهامها والمؤسسات التي تحقق هذه الاهداف كما يلي:

 

1 ـ نشر الاحكام الاسلامية على اوسع مدى ممكن بين المسلمين والعمل على تربية الامة بكل قطاعاتها.

 

وهذا يستدعي التأكيد على لجنة الخطابة والتبليغ والدعوة لتهيئة مادة الخطاب والتبليغ التي تمثل حاجة المسلمين في الوقت الحاضر واعداد الافراد اللائقين لادارة هذا الدور وهذا من اهم وظائف المرجعية.

 

2 ـ اشباع الحاجات الفكرية للعمل الاسلامي وذلك عن طريق اعداد البحوث في مختلف المجالات. وهذا يتطلب ايجاد مؤسسة علمية تقوم بتنقية تراثنا العلمي مما علق من شوائب في مختلف الجوانب العقائدية والاخلاقية والتاريخية واعداد الدراسات المقارنة لابراز النظرية الاسلامية لتلبية حاجة الواقع في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

 

3 ـ تربية العلماء وتأهيلهم لمهمتهم القيادية واختيار الافراد القادرين على اداء دورهم القيادي وابعاد الافراد الذين يعيشون الحالة الفردية أو الانعزالية والذين لا تنتفع الامة من وجودهم ولا يمتلكون مقومات ادارة شؤونها.

 

ان على الواعين من ابناء الامة ان يساهموا في عملية الاصلاح والبناء هذه من خلال:ـ

 

(1) دعم مؤسسات الحوزة المرتبطة بالمرجعية وبالامة والتعامل مع المؤسسات الاصلاحية داخل الحوزة ودعم عملها من الناحية المالية وارسال المال والوجوه الشرعية اليها لتكون واسطة في ايصالها إلى المرجع وذلك لترشيدها وتقويتها.

 

(2) المساهمة في تشخيص الوجودات الناقصة في الحوزة والتي تتعامل مع الامة ليتم عزلها..

 

إذا استطعنا ان نرشد الحوزة استطعنا ان نستثمر وجودها وتكون الحوزة الطريق الطبيعي لتحقيق تلاحم الامة مع الحوزة ويستفاد من وجودها للحفاظ على الصحوة واستثمار جذوتها والحفاظ عليها والا فان الصحوة بلا زيت يعدها سوف يحجمها العدو ويقضي عليها بعد ذلك لا سامح الله.

(ومن احسن قولاً ممن دعى إلى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين).

 

المصدر: موقع البلاغ

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك