احتكار الحق

احتكار الحق

عبد الحميد الكبتي

 

من الأمور المهمة والتي تحتاج إلى نوع من التوضيح ولو عاجل في بدء هذه المقال، هو ما نطلق عليه ( الاختلاف) والذي يوحي في معناها القرآني بشيء من التكامل والتناغم كما في قوله تعالى {فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها } [فاطر]. فهو ظاهرة كونية جمالية، وهو لا ينفك عن إرادة الإنسان وتركيبه ؛ لذا قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين: " وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه "، والاختلاف أيضا من رحمة الشريعة الغراء، كي تستمر في العطاء بحسب الظروف والأحوال والبيئات.

 

ومع أن الاختلاف أمر ضروري ابتداء لما ذكرت، ومظهر جمالي في الكون والإنسان، ومعلم من معالم الشريعة وسعة لها ؛ إلا أن ما ذكره ابن القيم في كلامه: " ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه " هو بيت الداء كما يقال، والبغي في الاختلاف يتخذ صورا كثيرة متعددة، أبرزها ما تدور عليه هذه المقالة وهو موضوع ((احتكار الحق)).

 

إن أصول الدين الأصلية، وما هو معلوم من الدين بالضرورة، أمور متفق عليها بحمد الله تعالى، وفيها آيات بيّنات، وأحاديث صحيحة، وإجماع من كل الأمة عليها، وليس فقط الإجماع من أهل العلم. ولكن الاختلاف يكون إما في فرعيات هذه الأصول، وإما في فروع الشريعة، وما يدخل في دائرة الاجتهاد الشرعي بضوابطه وأصوله.

 

واحتكار الحق في هذه الأخيرة ( مرض خطير) إن وجد في أمة من الأمم حكمت على نفسها بالتقوقع والهلاك، فكيف لو وجد في خير أمة أخرجت للناس، والتي حمّلها الله أمانة هذا الدين وتبليغه للناس كافة، لا شك أن المرض ستكون آثاره وتوابعه أكثر وأعمق.

 

ولابد أن نجعل لهذا المفهوم (( احتكار الحق)) معنى واضحا جليا كي نقدر على فهمه ومعالجته ووصفه، ويمكن أن نقول، احتكار الحق هو: زعم المرء أو الجماعة أو المجتمع أنه يمتلك الحقيقة والصواب في رأيه، وهدرها لدى الطرف الأخر، و ممارسة السلوكيات العملية التابعة لهذا الزعم، بما يعمق فكره أنه على الحق، وغيره مجانب له.

 

و وجود هذا المرض ابتداء في أي فرد أو مؤسسة أو مجتمع، مانع من بناء أي أرضية للحوار أو الرقي بهذا الفرد أو المجتمع أو الجماعة، والقرآن الكريم يعلمنا كيف نبني هذه الأرضية في أول الطريق حتى مع الذين يخالفوننا في أصل الدين، وليس في الفروع، قال تعالى: { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [سبأ:24].

 

فإن وجد هذا المرض الفكري والنفسي فلن نأمل بأي تطوير أو نهضة أو تماسك في البنيان الداخلي للأمة أو المجتمع، بل لن نقدر على مواجهة حملة العولمة القادمة بشراسة.

 

إن محتكر الحق لسان حاله ومقاله يقول: رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب، وهذا من البغي الذي ذكره الله تعالى في كتابه: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} والذي يقود لمزيد من التفرق النفسي والفكري في الأمة وفي كل مؤسسة يظهر فيها هذا الاحتكار.

 

ولظهور هذا المرض أسباب، منها ما يتعلم بالجانب العلمي، ومنها ما يتعلق بالأفراد، ومنها ما يتعلق بالبيئة الجماعة أو المجتمع. * أسباب تتعلق بالجانب العلمي:

 

- قلة الوعي بفقه الاختلاف في الشريعة الغراء، وحمل الاختلاف الوارد في كتب أهل العلم على أنه كان قبل توفر الدليل على المسائل !

 

- الأخذ من النصوص مباشرة من قبل حديثي الطلب للعلم، وترويج بعض المشايخ لهذا الأمر، وعدم الرجوع إلى اجتهادات أهل العلم في المسائل.

 

- تهيمش ضوابط الاجتهاد التي تكلم عنها أهل العلم فيمن يتصدر للاجتهاد، والجرأة على الاجتهاد من أيٍ كان.

 

- حصر الإفتاء في المسائل الفرعية في مذهب معين، والزعم أن الدليل معه، وعدم مراعاة اختلاف الأقطار والبيئات وعادات الناس وأحوالهم.

 

- الترويج لمسألة الأخذ بالدليل - وهذا حق - دون الترويج للتراث الفقهي والفكري الكبير لعلماء الأمة، الأمر الذي حصر المستفيدين من هذا التراث في فئة معينة، وتصدر الآخذين بالدليل بزعمهم للدعوة والإفتاء.

 

وأحسب أن هذه النقاط واضحة، غير أني سأضرب مثلاً يؤرقني دائما، وهو الإفتاء في حكم تارك الصلاة تكاسلا ؛ فمن المعروف أن هذه المسألة محل اختلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال فاسق ويستتاب، ومنهم من قال يكفر بظاهر النصوص، والذي قال بالقول الأخير ورجحه وروج له، لم يتوقف عند هذا الحد - لأن تكفير المتكاسل عن الصلاة له تبعات - بل صاحب ذلك الترويج لتوابع هذا الحكم بالكفر على تارك الصلاة تكاسلا، فصدرت الفتوى بالتفريق بينه وبين زوجه و إلا كان زنى، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يورث... وهذا نص الفتوى من أحد مشايخنا رحمهم الله: " تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، وأنه يحكم عليه بما يحكم على المرتدين عن الإسلام من الأحكام الدنيوية والأخروية فلا تحل ذبيحته ولا يحل له أن يدخل مكة ولا حرمها ولا يحل له أن يتزوج بمسلمة وينفسخ نكاحه منها إن ترك الصلاة بعد العقد فتكون زوجته إذا كان لا يصلي حرما عليه ولا يغسل بعد موته ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة ولا يتصدق عنه ولا يكون مع المسلمين يوم القيامة ولا يدخل الجنة معهم نعوذ بالله من ذلك ولا يحل لأهله الذين يعلمون أنه مات على ترك الصلاة ولم يتب أن يقدموه للمسلمين ليصلوا عليه لأنهم بذلك يكونون قد قدموا كافرا يصلي عليه المسلمون ".

 

صحيح أن القول بكفر تارك الصلاة قول موجود في الفقه، وهو في مذهب الإمام أحمد، ولكن الأئمة الثلاث الآخرين على خلاف ذلك، وقد قال النووي في شرحه لصحيح مسلم أن لفظ الكفر الوارد في ترك الصلاة: " وتأولوا قوله عليه الصلاة والسلام " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر... أو أنه محمول على المستحل أو على أنه قد يؤول به إلى الكفر أو أن فعله فعل الكفار " وقد ساق الإمام النووي أدلة من تأولوا الأحاديث التي ظاهرها كفر تارك الصلاة، وهي مسألة قديمة على أي حال، لكن الذي يهمنا ؛ مَن هو الأولى بالإفتاء به في عصرنا، وما هي المصلحة في أن نطبق تبعات الحكم بكفر تارك الصلاة على المسلمين اليوم، وهل سيؤدي ذلك إلى مزيد تماسك لنا، ومزيد نهضة وإعمار وبناء !، والأمر فيه خلاف بين كبار أهل العلم، بل وبين الصحابة الكرام !؟ ولنا أن نتخيل كم هي أعداد المسلمين اليوم التي ينطبق عليها هذا الكلام، وكم من أزواج لا يصليان أو لا يصلي أحدهما و لهم أولاد، أولادهم - بحكم هذه الفتوى - أولاد زنا، ولقاء الأزواج زنا، وكم من كافر - بحكم هذه الفتوى قد ورث مسلما، أو دفن بين ظهراني المسلمين، ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وعلينا محاربة هذا الترك، ولكن ليس بهذا الفقه والاحتكار، بل والتكفير ! * أسباب تتعلق بالفرد:

 

- نشأة بعض الأفراد على الاعتداد برأيه، وهي مسألة نفسية صرفة، وإن غطاها صاحبها بالدليل ونحوه ؛ ترجع لأصل النشأة والتربية، ولا علاقة للنصوص بها.

 

- الحدية في الأمور، فيكون المرء لا يعرف إلا الأبيض والأسود من ألوان الحياة، بينما الألوان متعددة، تتركب من 7 ألوان جميلة، يحوطها موجات لا ترى بالعين المجردة !!

 

- الحماسة دون الوعي، ومن يتحمس دون علم يفسد أكثر مما يصلح، وتأتي نتائج حماسته في أحيان كثيرة مدمرة.

 

- الأمعية والتقليد، بحيث ينشأ المرء على نمط معين، لا يريد الفكاك منه، ويصبغ به شخصيته.

 

- البساطة في الفهم، وقلة العلم، والتعلق بظواهر الأمور، دون التعمق فيها.

 

من مثل هذه الشخصيات يأتي العجب العجاب، فقد عمد أحد هؤلاء إلى جمع كتب ابن حجر ومنها فتح الباري، وكتب النووي ومنها شرح صحيح مسلم، وجمعها في مكان وصب عليها الوقود وأحرقهما، بحجة أن الإمامين قد أخذا بمذهب الأشاعرة في بعض المواطن وأوّلا صفات الله عز وجل.

 

ومن مثل هذا التركيبة سمعت بأذني من يقول عن سلطان العلماء العز بن عبد السلام بأنه العنز بن عبد السلام !! لكونه ليس على رأيه، وهو الغر الجديد في العلم والدعوة، وأمام من؟ أمام سلطان العلماء رحمه الله.

 

ومن مثل هذه الخلطة النفسية العجيبة سالت اليوم دماء طاهرة، وروعت أنفس زكية، وأهدرت طاقات كثيرة، بدعوى الجهاد في سبيل الله !!. وإن هو إلا تطرف نفسي بني عليه جهل بأحكام الشريعة وفقه الدعوة والجهاد. * أسباب تتعلق بالجماعة أو المجتمع ونرمز لهما بلفظ " الجماعة ":

 

- زراعة العنصرية في الجماعة فكرا وعملا، والزعم أنها هي الأولى بالإتباع، لما تملكه من خصائص، وهذا أمر بعيد المنال إلا لأمة محمد عليه الصلاة والسلام في الجملة.

 

- تكوين عقلية أبناء الجماعة على الولاء التام لها دون قيد أنملة، ومهما كانت الظروف، دون أن يكون الولاء للشرع أولا وأخرا.

 

- تكبير خصائص الجماعة وما تتمتع به، كمثل كون المجتمع الفلاني منه أهل العلم، أو به مهبط الوحي، أو فيه منارة للعلم لألف عام تنبض، وغيرها، وجعل هذه الخصائص هي المحور الأولي في عقلية الأفراد ومن ثم كل الجماعة.

 

- إشاعة روح التحقير المقصود وغير المقصود للآخرين، وعرض العضلات الذاتية مقارنة بالغير، ونسيان { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم}.

 

- التعصب لأفراد الجماعة مهما يكن الأمر، ولو كان ليس له أي سند قوي، بل ربما مجرد أوهام زرعها الإعلام أو الفكر الموجه.

 

لعل الأمر في أسباب الجماعات أو المجتمعات تتداخل فيه عوامل سياسية وتاريخية، مما يجعلها أكثر تعقيدا في فهمها ومن ثم معالجتها.

 

نأخذ مثلا ما ذكره الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه مناقب الإمام أحمد رضوان الله عليه، قال بسنده !!: " أن رجلا جاء من بحر الهند يريد الصين، أصيب مركبه، فأتاه راكبان على موجة من أمواج البحر، فقال أحدهما له: أتحب أن يخلصك الله على أن تقرئ أحمد بن حنبل السلام؟ قلت: ومن أحمد، ومن أنتما يرحمكما الله، قال: أنا إلياس، وهذا الموكل بجزائر البحر، وأحمد بن حنبل في العراق. قلت نعم. فنفضني البحر نفضة فإذا أنا بساحل الأبلة فقد جئت أبلغك السلام ". مناقب الإمام أحمد/ 186.

 

مثل الأخبار الأسطورية الخرافية هي التي ولدت اليوم مثلها من غير بحر هند ولا جزائر بحر، وإنما بتضخيم أفراد وجماعات ودول على غير حقيقة، وإنما لمجرد الإبراز، ومثل هذه الأخبار - وهي كثيرة - هي الخميرة التي أنتجت ما نعانيه اليوم، وهي سند من تخلف منا وضخم الأمور على غير حقيقتها، بل بأساطير !

 

ونأخذ هذا الكلام من الإمام السبكي: " ومنهم أهل اليمن، والغالب عليهم الشافعية، لا يوجد غير شافعي إلا أن يكون زيدياً، وفي قوله عليه الصلاة والسلام " الإيمان والحكمة يمانية " مع اقتصار أهل اليمن على مذهب الشافعي دليل واضح على أن الحق في هذا المذهب المطلبي " طبقات الشافعية 1/283.

 

لنتأمل في هذا التحليل من الإمام السبكي، ولكل مذهب قديم كلام مشابه، المالكي والحنفي والحنبلي، وتخيل كيف هي حالة الأتباع ؟ وما هي نفسيتهم، وكيف يكون ولاؤهم حين يوجد من يحلل لهم مثل هذا التحليل المرفوض ؛ مرفوض ليس لكونه من الإمام السبكي رحمه الله، ولا لكونه من أتباع الإمام الشافعي رضوان الله عليه، وإنما نرفضه من كل زاعم له قديما وحديثا، مهما تكن منزلته، ومهما يكن انتشاره والترويج له. * ومن معالجات هذه الآفة وهذا المرض:

 

- تربية الأفراد والجماعات وزرع قيمة أننا كي نصل لأعلى المراقي يجب أن نعتقد أننا لا زلنا في أوله، وأن نتواضع ولا ندعي أكبر من حجمنا، وهذا دأب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

 

- التعمق في الدارسات التاريخية والاجتماعية والنفسية ؛ للكشف عن سنن الله في الكون وفي الآفاق والأنفس، فنميز بين المقدمات والنتائج في حركة الكون والنفس، ونعي مؤثرات كل منها، ويكون عقلنا أنضج وقتها، إفتاء ودعوة وفكرا وعلما.

 

- الانفتاح على الرأي الآخر، وعلى مجتمعات أخرى، وبيئات متنوعة، وشخصيات مختلفة، الأمر الذي يثري فينا ظاهرة الاختلاف الكونية بألوانها الجميلة، ويبعدنا عن عقلية البعد الواحد العقيمة.

 

- التحلي بالعلم المنهجي لدفع الأهواء في الأنفس، والجهل من العقول، وشيوع هذه المنهجية، بدلا من الترويج المستمر لما جلب لنا الخيبات الكبار.

 

- الحوار المستمر، وعدم الظن أننا على الصواب فيه ابتداء، فإن ذلك يمثل إغلاقا للعقل في أول أبوابه، وهذا يعني أننا قد نتخلى ونفقد بعضا مما عندنا في سبيل شيء أهم وأعظم مصلحة.

 

- العدل في الميزان، والقسط في الأحكام، وتربيتنا على التقوى في هذا الباب، تقوى العقول أولا بعلمها ووعيها ومعرفة مآلات كل فكرة، ثم تقوى القلوب المراقبة لله تعالى. * إن علينا أن نفرق بين مسألتين..

 

الأولى: أن يعتقد الداعية إلى الله تعالى أنه على الخير وأنه من الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو " منهاج النبوة " بحول الله، وأن هذه الفرقة الناجية ليست محصورة فيمن يشاركه الرأي فقط في الفروع والاجتهاد، وإنما مساحتها واسعة رحبة، تجمع كل المتفقين على " أصول " أهل السنة والجماعة، غير محتكر للحق والصواب في مسائل الاجتهاد، رحب الصدر مبتسم الثغر، لا يلمز غيره بأنه هو وهو فقط على الجادة.

 

الثانية: أن لا يبطن في نفسه ويضمر خلاف ما سبق، بحيث يكون تعامله مع الناس ومع العاملين للإسلام - عمليا - مناقضا لما في النقطة الأولى من جانب نظري ؛ لأن الإدعاء سهل ميسر، والممارسة العملية هي المحك، والتربية الربانية هي التي ترشد المرء أن يكون عمله كقوله، و إلا فهو " المقت الكبير " من الله تعالى.

 

إن مجالات الاجتهاد في الفروع وفي وسائل الدعوة وفي مناهج العمل للإسلام، لا تعطي الأحقية لأحد أن يدعي احتكارا للحق، بل في هذا رحمة بالناس، ورحمة في توصيل هذا الدين لهم، ولك أن تتأمل كيف رفض الإمام مالك رضوان الله عليه أن يلزم أمير المؤمنين الأمة بالموطأ ؟ّ ! وقال الإمام مالك في هذا تضييق على الناس!، قائلا: " لا تفعل يا أمير المؤمنين معتبراً أن لكل قطر علماءه وآراءه الفقهية ". و بعض الدعاة اليوم لم يصل لعشر معشار علم الإمام مالك، ويصر على تعميم الاجتهاد والفتوى ويراها الحق الذي لا يمكن أن يكون خطأ !

 

إن التعامل في ساحة العمل الإسلامي بهذه الروح - روح الاحتكار - تفوت بداية على الداعية صاحب هذه الروح الكثير من الخير:

 

- فلن يقبل النصح والنقد.

- لن تكون في نفسه فكرة المحاسبة الذاتية.

- لن يتطور ويغير من وسائله وطرقه.

- يخسر المدعوين ولو بعد حين، لأن روح الاحتكار مرض، ولا يمكن أن يستمر تغطية الأمراض.

- يكون سببا في نفرة الناس، لكون مغلق العقل، مقلوب التفكير.

 

رحم الله علماء وربانيي هذه الأمة الذين كانوا في غاية التواضع وهضم النفس، ونبذ " الكبر " بكل أنواعه، ولو تأملنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف الكبر، وأنه " لن يدخل الجنة " من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، وعرّفه عليه الصلاة والسلام قائلا: ( بطر الحق، وغمط الناس) !! كما في صحيح مسلم.

 

غمط الناس: تحقيرهم، تسفيههم، عدم إنزالهم منازلهم، الترفع عليهم...

 

ومن كان يحمل الاحتكار في رأسه، فهو يحمل هذه الأمور في قلبه..

 

نسأل الله العفو والعافية، وأن نكون جميعا مطهرين من هذا المرض الخطير، وأن يكتب لنا العمل لدين الله خدما بكل إخلاص.

 

المصدر: موقع إسلاميات

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك