المسلمون ضد الإرهاب

المسلمون ضد الإرهاب

إعداد
ماجد بن ناصر

 

 

المقدمة
الحمد لله واصلاه واسلام على نبينا محمد
اما بعد

(رسالة عتاب للإرهاب) في عالم الضياع وانعدام الانسانيه في عالم الدمار وانعكاس الشخصية أتانا إنسان من عالم آخر إنسان حطم الروح االجسمانية إنسان لم ينظر نظرة أمل للمستقبل لم يبتسم يوماً للحياة عاش على معنى ألباس وعدم تحمل المسؤولية إنسان عكس معنى السعادة إلى معنى التعاسة أحلامه لاوجود لها وافكارة لا مكان لها وفي الأصل طموحاته لازمان لها ارادتة كسرتها أشعة الخيال وقدوراتة دسامتها عبر الأجيال وبهذه المناسبة اوجة رسالة عتاب إلى من هزوا أكيان العالم الإسلامي وكون النجم السامي وروح الشرف العالي
إلى من مارس الإرهاب سلام لكم وعليك وتحية منكم واليكم شوق حار ووقت مار يأخذني بكم إلى دنيا المرار إخوتي في الله علمتني الحياة إنكم افستم في أرضكم قالت إلى الأيام مالا يرضى به ربكم فحب التسلط على غيركم ضمان لاينت هي إلا بكم انتم بشر ونحن بشر جمعتنا اخو ة الإسلام لكن قد تكون عدوان إسلام فلماذا تقتلون الابريا وتسفكون الدماء وتكرهون غيركم للحياة السنا من أم واحدة وأب واحد وهما ادم وحوا عليهما السلام فالإسلام هو موطن السلام وليس موطن الإرهاب وليس ملجأ العابثين بالدين لقد نظرنا لكم نظره السماء الزاهية ورفعناكم رفعة الأفق العالي أخطئنا وقلنا الأمس واليوم والغد
الأتي بيد جيل متعلم واعي فاكتشفنا أن العكس هو الجواب الشافي فجمعنا نهتف باسم واحد وبصوت واحد نحن أبناء الإسلام لانرضى بذل والهوان والتدمير والحطام حبا في الإسلام ورغبه في لقضا على العدوان سنظل مثل الجسد الواحد سلاحا وافيا لأجل حرية الوطن فتلاشي هو يوم الفناء والأماني هو
طريق الرجاء والأمل هو تفاءل البأساء وختامن بلادنا العزيزة رفعك الله رفعه العالين وحفظك من كل ظالم لأيلين مساكي ونهار كي جنه اليقين فسال الله الكريم أن يهدي الغافلين في الدين ويحفظنا من كل شيطان رجيم 0 معناً ضد آفة العصر (الإرهاب )
قال الرسول (من أصبح أمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )انطلاقاً من حديث خاتم الأنبياء وأفضل خلق الله محمد والذي يحثنا كمسلمين للتعاضد والتلاحم لخلق سد منيع في وجه من ركبوا أهواءهم وتناسوا عالمية الرسالة الإسلامية وسماحة الدين الإسلامي وشرعوا إلى العنف والتدمير والقتل وأساءوا إساءة واضحة بفهم سقيم لنصوص القراّن الكريم والسنة النبوية.
ونحن إذ نعاصر ما تتعرض له بلادنا من هجمات إعلامية في الخارج وما تواجهه من الداخل على يد مجموعة صغيرة من أبناءها الذين ضللتهم المفاهيم المسمومة وغررت بهم فتارة يرهبون الآمنين وتارة يقتلون الأبرياء ويغتالون الأطفال ويتطاولون على أولياء الأمر ويدعون أنهم مجاهدون 00بل هم إرهابيون تقودهم خطة معده سلفا لخلق هوة بين مختلف فئات المجتمع وإفراده وقياداته وتشتيت قوتهم واستنزاف طاقاتهم لتوظيفها في صراع داخلي يجلب الهلاك والدمار ويشغل ألدولة الإسلامية عن متابعة
جهود التنمية ومقارعة الخصوم.
فحري بنا كشباب المستقبل وأمل الغد في هذه البلاد الطاهرة أن نحصن أنفسنا ومن حولنا ضد السيوف الغادرة الحاقدة التي ترصدنا ونحمد الله أن هذه الأفكار الإرهابية الدخيلة والمستوردة تتكسر يوما بعد يوم كما نشهد حالياً وسنشهده قريباً بأذن الله تعالى, واضعين نصب أعيننا إشراقه مضيئة فيما خطاه ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر الرياض لمكافحة الإرهاب ودعوة سموه الكريمة
لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وحديث سموه حول عدم التهاون مع من يبرر الإرهاب أو يتعاطف
معه نسال الله أن تتكلل جهود هذا المؤتمر بنتائج تخدم كافة دول العالم لموجهة هذه الظاهرة عبر إقامة مزيد من سبل لتعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات والتجارب والآراء والأفكار والمقترحات ليشكل العالم كله سداً يحول بين أرباب الإرهاب والأفكار الضالة المنحرفة للوصول إلى استقرار وامن الدول والشعوب.
ونحن كأفراد من هذه الشعوب جدير بنا بذل المزيد من التعاون والتلاحم لنكون جميعاً في خندق واحد ضد من يريد العبث بديننا ومبادئنا ومقدراتنا لان ما حدث ويحدث من إرهاب لا يقبله دين ولا عقل ولا إنسانية حيث يقول الله تعالى{ ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً} فأي مبرر بعد هذا النص القرآني الكريم لهذه التفجيرات وما نتج عنها من فساد وقتل للأنفس المعصومة وكل مايقض مضاجع الامنين00 (كلمة الشيخ: سلمان العودة)
= وقال فضيلته يقول الله –سبحانه وتعالى{ إن الله لايصلح عمل المفسدين}ولاشك أن مثل هذه الأعمال والجرائم التي تقع في المملكة من الفساد في الأرض لما فيها من إزهاق الأرواح- والنصوص القرآنية والنبوية في هذا الباب معروفة-وتعرض النفوس للقتل والجرح,ولما فيها من إحداث الرعب والترويع للآمنين والمسلمين,وقد نهى النبي- صلى الله علية وسلم- عن ترويع المسلم.
ولما فيها من إتلاف الأموال,وما يترتب على ذلك من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة.
ثم قبل ذلك وبعده واكبر وأعظم منه زعزعة الأمن والاستقرار وشق العصا والخروج عن وحدة المجتمع والأمة ورميها بكل عظيمة من الأقوال والإعمال ومن التضليل والتكفير إلى القتل والتفجير والتدمير وتعويق مشروعات العمل والإصلاح والبناء وتشويه صورة الإسلام والمسلمين إلى غير ذلك من المفاسد التي يطول حصرها .
ومثل هذه الممارسات داخل المجتمعات الإسلامية- فضلاً عن كونها محكومة بالفشل, وعاقبتها إلى خسارة ودمار لأهلها قبل غيرهم- إلا أنها مع ذلك تفتح الأبواب والخيارات للتدخلات الخارجية من إطراف عديدة تتربص الدوائر وتتحين الفرص,ولذلك يجب أن نكون أقوياء وصرحاء في تجريهم ونزع أي غطاء أو شبهة غطاء عنها, ولعل أصحاب الخطاب الإسلامي من العلماء والدعاة والخطباء أن يكونوا من أول من يبادر إلى ذلك, ويتحملون مسؤوليته في هذا الوقت خاصة؛ لان هذه أممارسات الفاسدة تحاول إن تتكئ على منطلقات أو دوافع تزعم أنها شرعية؛فأولى وأنجع من يفندها هم أصحاب الشريعة أنفسهم ولست اعني فقط التعليق على مثل تلك الأحداث,ولكني اقصد ما هو ابعد من ذلك في مجال العلم والدرس واللقاءات العامة والخاصة, بل والفردية أحياناً؛ بحيث تكون هذه أدبيات يربى عليها الشباب في دروس التحفيظ وحلقات العلم وجلسات المذاكرة واللقاءات الأسرية وغيرها ..؛لان الوقت وقت غضب وتأجيج للمشاعر وتأهل لبعض الفتن,والحكمة تقتضي هذا لأنه وضع الشيء في موضعه.
اسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين جميعًا من الشرور والآفات انه جواد كريم . (فتاوى الأئمة في حقوق الولاة وحكم الخروج عليهم) = قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله (ولهذا كان المشهور من أهل السنة أنهم لايرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف؛ وان كان فيهم ظلم,كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي لان الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة,فيدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما,ولعله لايكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي إزالته)
= قال الإمام ابن القيم رحمه الله (قوله ومنا صحة أئمة المسلمين )هذا أيضاً مناف للغل والغش؛فان
النصيحة لا تجامع الغل,فهي ضده,فمن نصح الأئمة فقد برئ من الغل. وقوله (ولزوم جماعتهم )هذا أيضاً مما يطهر القلب من الغل والغش,فان صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه, ويكره لهم ما يكره لها,ويسوؤه ما يسوؤهم,ويسره ما يسرهم,وهذا بخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم,والعيب والذم لهم,كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم,فان قلوبهم ممتلئة غلاً وغشاً,ولهذا تجد الرافضة ابعد الناس من الإخلاص,وأغشهم للائمة والأمة,وأشدهم بعداً عن جماعة .المسلمين) .
وقال رحمه الله .
والمثال الأول.أن النبي شرع لامته إيجاباً:إنكار المنكر؛ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله, فإذا كان إنكار منكر يستلزم ما هو أنكر منه وابغض إلى الله ورسوله؛فانه لا يسوغ إنكاره,وان كان الله يبغضه ويمقت أهله. وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم,فانه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر .
وقد استأذن الصحابة رضي الله عنهم رسول الله في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها,قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال((لا ما أقاموا فيكم الصلاة)وقال((من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر)) و((ولا ينز عن يدا من طاعة) .
ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار, رآها من إضاعة هذا الأصل, وعدم الصبر على منكر طلب إزالته, فتولد منه ما هو اكبر منه.
= قال ابن رجب رحمه الله في شرح الأربعين
(وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا,وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم,وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم؛كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(إن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر,إن كان فاجراً عبد المؤمن فيه ربه,وحمل الفاجر فيها إلى اجله).
وقال الحسن في الأمراء :( وهم يلون من أمورنا خمساً:الجمعة,والجماعة,والعيد,والثغور,والحدود, والله لا يستقيم الدين إلا بهم؛وان جاروا وظلموا,والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون,مع أن طاعتهم والله لغيظ,وان فرقتهم لكفر. انتهى.
= قال الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي رحمه الله.
وأما النصيحة لائمة المسلمين وهم ولاتهم:من السلطان الأعظم إلى الأمير إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة,فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم؛وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم,وذلك باعتقاد إمامتهم,والاعتراف بولايتهم,ووجوب طاعتهم بالمعروف, وعدم الخروج عليهم,وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله,وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم,وتوضيح ما خفي عليهم فيما يحتاجون إليه في رعايتهم,كل احد بحسب حالته,والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق,فان صلاحهم صلاح لرعيتهم,واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم؛فان في ذلك شراً وفساداً كبيراً 0
فمن نصيحتهم الحذر ولتحذير لهم من ذلك,وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً لا علناً, بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود,فان هذا مطلوب في حق كل احد؛وبالأخص ولاة الأمور, فان تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير,وذلك علامة الصدق والإخلاص.
واحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود أن تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم:أني
نصحتهم وقلت وقلت,فان هذا عنوان الرياء,وعلامة ضعف الإخلاص,وفيه أضرار أخر معروفة) 0
(رسالة شيخ الإسلام:محمد بن عبد الوهاب.رحمه الله.)
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب إلى من يصل إليه هذا الكتاب من الأخوان
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته, وبعد:
يجري عندكم أمور تجري عندنا من سابق,وننصح إخواننا إذا جرى منها شيء حتى فهموها,وسببها أن بعض أهل الدين ينكر منكراً وهو مصيب,لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء يوجب الفرقة بين الإخوان,وقد قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون* واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}
وقال ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وان تعتصموا بحبل الله جميعًا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم )).
وأهل العلم يقولون:الذي يأمر بالمعروف,وينهى عن المنكر,يحتاج إلى ثلاث:أن يعرف ما يأمر به وينهى غنه.ويكون رفيقاً فيما يأمر به وينهى عنه.صابراً على ما جاءه من الأذى.
وانتم محتاجون للحرص على فهم هذا,والعمل به,فان الخلل إنما يدخل على صاحب الدين من قلة العمل بهذا,أو قلة فهمه.
وأيضًا يذكر العلماء أن إنكار المنكر أذا صار يحصل بسببه افتراق لم يجز إنكاره.فالله الله في العمل بما ذكرت لكم,والتفقه فيه,فأنكم إن لم تفعلوا صار إنكاركم مضرة على الدين,والمسلم لا يسعى إلا في صلاح
دينه ودنياه 0
إلى أن قال:وهذا الكلام وان كان قصيراً فمعناه طويل,فلازم لازم تأملوه,وتفقهوا فيه,واعلموا به. فإن فعلتم صار نصراً للدين,واستقام الأمر إن شاء الله.
والجامع لهذا كله:انه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية,ما يشرف عليه احد,فان وافق,و ألا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية,فان لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً إلا إن كان على أمير, ونصحه ولا وافق, واستلحق عليه ولا وافق, فيرفع الأمر إلينا خفية .
هذا الكتاب كل أهل بلد ينسخون منه نسخة, ويجعلونها عندهم والله اعلم .

سؤال:سماحة الشيخ,هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير؛وان ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد,والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة,فما رأي سماحتكم ؟
الجواب:بسم الله الرحمن الرحيم,الحمد لله رب العالمين,وصلى الله على رسول الله وعلى اله وأصحابه ومن اهتدى بهداه,أما بعد:فقد قال الله عز وجل{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً }
فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر؛وهم الأمراء والعلماء,وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف.
والنصوص من السنة تبين المعنى,وتفيد بان المراد:طاعتهم بالمعروف,فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمر في المعروف لا في المعاصي,فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية,لكن لا يأتي الخروج عليهم با سبابها؛لقوله ((ألا من ولي عليه وال,فرآه يأتي شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله,ولا ينز عن يدًا من طاعة)) ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات؛مات ميتة جاهلية ))وقال صلى الله علية وسلم ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره,ألا أن يؤمر بمعصية,فان أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )) وسأله الصحابة لما ذكر انه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون,قالوا:فما تأمرنا؟ قال ((أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ))
قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه ((دعانا النبي فبايعناه؛فقال فيما اخذ علينا:أن بايعنا على السمع والطاعة؛في منشطنا ومكرهنا,وعسرنا ويسرنا,وأثرة علينا,وان لا ننازع الأمر أهله,ألا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان ))فهذا يدل على أنهم لايجوز لهم منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم؛إلا أن يروا كفراً بواحاً؛عندهم من الله برهان,وما ذالك ألا لان الخرج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً,وشراً عظيماً,فيختل به الأمن,وتضيع الحقوق,ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم,وتختل السبل ولا تامن,فيترتب على الخروج على ولاة الأمر فساد عظيم وشر كبير,إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان,فلا باس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة,أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا,أو كان الخروج يسبب شراً أكثر؛فليس لهم الخروج,رعاية للمصالح العامة,والقاعدة الشرعية المجمع عليها((انه لا يجوز إزالة الشر بما هو اشر منه,بل يجب درء الشر بما يزيله ويخففه))وأما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين,فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد هذا السلطان الذي فعل كفراً بواحاً؛عندها قدرة على أن تزيله,وتضع أماماً صالحاً طيباً,من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان؛فلا باس.إما أذا كان الخروج يترتب عليه فساد واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحق الاغتيال,إلى غير هذا من الفساد العظيم,فهذا لا يجوز,بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومنا صحة ولاة الأمور والدعوة لهم بالخير,والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير,هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛لان في ذلك مصالح المسلمين عامة,ولان في ذلك تقليل وتكثير الخير,ولان في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر,نسال الله للجميع التوفيق والهداية. الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمة الله
سؤال:يظن البعض من الشباب أن مجافاة الكفار ممن هم مستوطنون في البلاد الإسلامية أو من الوافدين من الشرع,ولذلك البعض يستحل قتلهم وسلبهم إذا رأوا منهم ما ينكرون ؟
الجواب:لا يجوز قتل الكافر المستأمن الذي أدخلته الدولة آمناً,ولا قتل العصاة,ولا التعدي عليهم؛ بل يحالون للحكم الشرعي,هذه مسائل يحكم فيها بالحكم الشرعي 0 الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ا بن باز رحمه الله
سؤال:وإذا لم توجد محاكم شرعية ؟
الجواب:إذا لم توجد محاكم شرعية فالنصيحة فقط,النصيحة لولاة الأمور,وتوجيههم للخير والتعاون معهم؛حتى يحكموا شرع الله,أما أن الآمر والناهي يمد يده أو يقتل أو يضرب؛فلا يجوز, لكن يتعاون مع ولاة الأمور بالتي هي أحسن,حتى يحكموا شرع الله في عباد الله,وألا فواجبه النصح,وواجبه التوجيه إلى الخير وواجبه إنكار المنكر بالتي هي أحسن,هذا هو واجبه,قال تعالى{فاتقوا الله ما استطعتم }ولان إنكاره باليد بالقتل أو الضرب يتريب عليه شر أكثر,وفساد أعظم بلا شك ولا ريب لكل من سبر هذه الأمور وعرفها.الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر وما منهج السلف في نصح الولاة ؟
الجواب:ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر؛لان ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف,ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع,ولكن الطريقة المتبعة
عند السلف:النصيحة فيما بينهم وبين السلطان,والكتابة أليه,أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به؛ حتى يوجه إلى الخير,وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل؛فينكر الزنا وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله,ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر أن فلاناً يفعلها؛لاحاكم ولا غير حاكم,ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تكلم عثمان فقال أنكم ترون أني لا اكلمه إلا أسمعكم,إني لا كلمه فيما بيني وبينه دون أن افتتح أمراً لا أحب أن أكون أول من افتتحه.
ولما فتحوا الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة؛تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم,حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية,وقتل عثمان بأسباب ذلك,وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني؛وذكر العيوب علناً,حتى ابغض الناس ولي أمرهم؛ وقتلوه نسال الله العافية. الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحه الله
سؤال:ما المراد بطاعة ولاة الأمر في الآية هل هم العلماء أم الحكام ولو كانوا ظالمين لأنفسهم ولشعوبهم؟
الجواب:يقول الله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وأحسن تأويلاً }
وأولو الأمر هم العلماء والأمراء,أمراء المسلمين وعلماؤهم,يطاعون في طاعة الله؛إذا أمروا بطاعة الله وليس في معصية الله .فالعلماء والأمراء يطاعون في المعروف؛لان بهذا تستقيم الأحوال, ويحصل الأمن,وتنفذ الأوامر,وينصف المظلوم,ويردع الظالم. أما إذا لم يطاعوا فسدت الأمور,واكل القوي الضعيف,فالواجب أن يطاعوا في طاعة الله؛في المعروف ,سواء كانوا أمراء أو علماء:العالم يبين حكم الله,والأمير ينفذ حكم الله,هذا هو الصواب في أولى الأمر ؛هم العلماء بالله وبشرعه,وهم أمراء المسلمين؛عليهم أن ينفذوا أمر الله,وعلى الرعية أن تسمع لعلمائها في الحق,وان تسمع لأمرائها في المعروف,أما إذا أمراو بمعصية سواء كان الأمر أميراً أو عالماً فأنهم لا يطاعون في ذلك؛إذا قال لك أمير:اشرب الخمر,فلا تشربها,أو إذا قال لك: كل الربا,فلا تأكله,وهكذا مع العالم؛إذا أمرك بمعصية الله فلا تطعه,والتقي لا يأمر بذالك,لكن قد يؤمر بذلك العالم الفاسق. والمقصود:انه إذا أمرك العالم أو الأمير بشيء من معاصي الله, فلا تطعه في معاصي الله,وإنما الطاعة في المعروف؛كما قال النبي ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) ولكن لا يجوز الخروج على الأئمة ولو عصوا,بل يجب السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة ولا تنزعن يداً من طاعة؛لقول النبي ((على المرء المسلم السمع والطاعة في المنشط والمكره وفيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية الله فان أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة )
ويقول عليه الصلاة والسلم ((من رأى من أميره شيئًا من معصية الله فيلكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة فانه من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية )) وقال عليه الصلاة والسلام ((من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم وان يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان ))
والمقصود: أن الواجب السمع والطاعة في المعروف لولاة الأمور؛من الأمراء والعلماء,وبهذا تنتظم الأمور, وتصلح الأحوال,ويامن الناس, وينصف المظلوم,ويردع الظالم,وتامن السبل,ولا يجوز الخروج على ولاة الأمور وشق العصا ؛ألا إذا وجد منهم كفر بواح, عند الخارجين عليه من الله برهان,ويستطيعون بخروجهم أن ينفعوا المسلمين,وان يزيلوا الظلم وان يقيموا دولة صالحة. أما إذا كانوا لا يستطيعون؛ فليس لهم الخروج,ولو رأوا كفراً بواحاً؛لان خروجهم يضر الناس,ويفسد الأمة,ويوجب الفتنه والقتل بغير الحق ولكن إذا كانت عندهم القدرة والقوة على أن يزيلوا هذا الوالي الكافر فليزيلوه,وليضعوا مكانه ولياً صالحاً ينفذ أمر الله؛ فعليهم ذلك, إذا وجدوا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان,وعندهم فدرة على نصر الحق,وإيجاد البديل الصالح, وتنفيذ الحق. الشيخ \ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:هل عجزهم يعتبر براءة للذمة؛أي ذمتهم ؟
الجواب:نعم يتكلمون بالحق, ويأمرون بالمعروف, وينهون عن المنكر, ويكفي ذلك, والمعروف: هو ما ليس بمعصية فيدخل فيه المستحب والواجب والمباح, كله معروف؛ مثل الأمر بعدم مخالفة الإشارة في الطريق, فعند أشارة الوقوف يجب الوقوف؛ لان هذا ينفع المسلمين, وهو في الإصلاح,وهكذا ما أشبهه. الشيخ \ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال: ما حكم سن القوانين الوضعية؟وهل يجوز العمل بها؟وهل يكفر الحاكم بسنه هذه القوانين ؟
الجواب:إذا كان القانون يوافق الشرع فلا باس به,مثل أن يسن قانوناً للطرق ينفع المسلمين,وغير ذلك من الأشياء التي تنفع المسلمين وليس فيها مخالفة للشرع,ولكن لتسهيل أمور المسلمين,فلا باس بها, وأما القوانين التي تخالف الشرع فلا يجوز سنها,فإذا سن قانوناً يتضمن انه لا حد على الزاني,أو لا حد على السارق,أو لا حد على شارب الخمر؛فهذا قانون باطل,وإذا استحله الوالي كفر؛لكونه استحل ما يخالف النص والإجماع,وهكذا كل من استحل ما حرم الله من المحرمات المجمع عليها فهو يكفر بذلك0 الشيخ\ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال: كيف نتعامل مع هذا الوالي ؟
الجواب: نطيعه في المعروف,وليس في المعصية,حتى يأتي الله بالبديل.الشيخ \ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:تحدثتم سماحة الشيخ في اللقاء المفتوح الذي عقد في جدة مؤخراً عن نعم الله تعالى على هذه البلاد: نعمة الإسلام,ونعمة الأمن,ونعمة تطبيق شرع الله,فكيف يحافظ المجتمع على هذه النعم ؟
الجواب:الواجب على المسلمين حكومة وشعباً في هذه البلاد أن يشكروا الله سبحانه وتعالى على ما من به عليهم من نعمة الإسلام, ونعمة الأمن,وان يتواصوا بذلك دائماً ويكون الشكر؛بأداء الفرائض, وترك المحارم,والوقوف عند حدود الله,هذا هو الشكر,كما قال تعالى{فاذكرني أذكركم واشكرا لى ولا تكفرون} وقال سبحانه وتعالى{اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور}
فالواجب هو الشكر الحقيقي؛قولاً,وعملاً,وعقيدة,فيشكر كل فرد الله بقلبه وقوله وعمله,ويخافه ويرجوه,ويتحدث بنعمه جل شانه,كما قال تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث }كما يجب الشكر بالعمل,وذلك بأداء الفرائض وبترك المحارم التي حرمها الله من الزنى والسرقة والعقوق وقطع الأرحام والربا والغيبة والنميمة ....إلى غير ذلك من المعاصي,فهذا كله من الشكر.الشيخ\ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال: لقد قامت الدولة في المملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على تطبيق شرع الله وعلى أقامة حكمه فما الواجب علينا جميعاً تجاه هذه المسؤولية ؟
الجواب: من الواجب على الرعية مساعدة الدولة في الحق,والشكر لها على ما تفعل من الخير,والثناء عليها بذلك,كما يجب عليهم معاونة الدولة في إصلاح الأوضاع فيما قد يقع فيه شيء من الخلل؛ بالأسلوب الطيب, والكلام الحسن,لا بالتشهير وذكر العيوب بالصحف وعلى المنابر,ولكن بالنصيحة, والمكاتبة,والتنبيه على ما قد يخفى,حتى تزول المشاكل,وحتى يحل محلها الخير والإصلاح, وحتى تستقر النعم,ويسلم الناس من حودث النقم,ولا سبيل إلى هذا إلا بالتناصح,والتواصي بالخير.
والواجب على الدولة وفقها الله أن تجتهد فيما يكون قد وقع من خلل في إصلاحه,وان تجتهد في كل ما يرضي الله عز وجل ويقرب إليه, وفي إزالة كل ما نهانا عنه الله عز وجل, وان تقوم بواجبها في إصلاح ما هو مخالف للشرع, وان تجتهد في إزالة ذلك بالتعاون مع العلماء والموظفين والمسؤولين الطيبين والصالحين, ومع هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر0 الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال: عند ما تقع بعض السلبيات أو المنكرات في المجتمع فما السبيل الأمثل – في نظر سماحتكم – نحو معالجة هذه السلبيات وإنكار المنكرات ؟
الجواب:السبيل أوضحه الله – عز وجل – حيث يقول{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر }ويقول سبحانه{ ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون }ويقول جل وعلا{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }ويقول سبحانه وتعالى{ والعصر *إن الإنسان لفى خسر *إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}هذا هو السبيل,وهو التعاون على البر والتقوى,والتواصي بالحق,والنصيحة,ودعوة الناس إلى الخير, وأمرهم بالمعروف,ونهيهم عن المنكر؛بالأسلوب الحسن, والكلمات الطيبة,والرفق؛حتى يعم الخير ويكثر,وحتى يزول الشر ويندثر, وهذا هو المطلوب من الجميع؛من الدولة,ومن العلماء,ومن أهل الخير,ومن أعيان المسلمين,ومن العامة, كل بحسب طاقته,ولكن بتحري العبارات الطيبة,والأسلوب الحسن, حتى يحصل الخير ويزول الشر . الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:هناك من يرى حفظك الله أن له الحق في الخروج على الأنظمة العامة التي يضعها ولي الأمر: كالمرور والجمارك والجوازات....الخ باعتبار أنها ليست على أساس شرعي فما قولكم حفظكم الله ؟
الجواب:هذا باطل,هذا منكر,وقد تقدم انه لا يجوز الخروج ولا التغيير باليد,بل يجب السمع والطاعة في هذه الأمور التي ليس فيها منكر,بل نظمها ولي الأمر لمصالح المسلمين؛مثل إشارات المرور, يجب الخضوع,لذلك والسمع والطاعة في ذلك,لان هذا المعروف الذي ينفع المسلمين . وإما الشيء الذي هو منكر؛كضريبة يرون أنها غير جائزة؛هذا يرجع فيها ولي الأمر بالنصيحة إلى الله, بالتوجيه إلى الخير لا بيده, يضرب هذا ويسفك دم هذا, أو يعاقب هذا دون حجة ولا برهان, لا, لابد أن يكون عنده سلطان,عنده ولاية يتصرف فيها,وإلا فحسبه النصيحة,حسبه التوجيه,إلا فيمن هو تحت يده من أولاد وزوجات ونحو ذلك ممن له السلطة عليهم .الشيخ \ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:هناك شبهة عند كثير من الشباب,استحكمت في عقولهم,أثارت عندهم مسالة الخروج,وهي :أن هؤلاء الحكام المبدلون وضعوا قوانين وضعية من عندهم,ولم يحكموا بما انزل الله,فحكم هؤلاء الشباب بردتهم وكفرهم,وبنوا على ذلك:أن هؤلاء ما داموا كفاراً فيجب قتالهم,ولا ينظر إلى حالة الضعف؛لان حالة الضعف قد نسخت كما يقولون بآية السيف,فما عاد هناك مجال للعمل بمرحلة الاستضعاف, التي كان المسلمون عليها في مكة ؟
الجواب:لا بد أن نعلم أولاً: هل انطبق عليهم وصف الردة أم لا ؟ وهذا يحتاج إلى معرفة الأدلة على أن هذا القول أو الفعل ردة,ثم تطبيقها على شخص بعينه,وهل له شبهة أم لا ؟ يعني : قد يكون البص قد دل على أن هذا الفعل كفر,وهذا القول كفر,لكن هناك مانع يمنع من تطبيق حكم الكفر على هذا الشخص المعين,والموانع كثيرة,منها : الظن – وهو جهل – ومنها:الغلبة. فالرجل الذي قال لأهله : إذا مت فحر قوني واسحقوني في اليم,فان الله لو قدر علي ليعذ بني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين هذا الرجل ظاهر عقيدته الكفر والشك في قدرة الله,لكن الله لما جمعه وخاطبه قال : يا رب إني خشيت منك أو كلمة نحوها,فغفر له,فصار هذا الفعل منه تأويلاً.
ومثل ذلك الرجل الذي غلبه الفرح,واخذ بناقته قائلاً:اللهم أنت عبدي وأنا ربك !! كلمة كفر,لكن هذا القائل لا يكفر؛لأنه مغلوب عليه,فمن شدة الفرح أخطا,أراد أن يقول : اللهم أنت ربي وانأ عبدك,فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك !
والمكره يكره على الكفر فيقول كلمة الكفر,أو يفعل فعل الكفر, ولكن لا يكفر بنص القرآن؛ لأنه غير مريد,وغير مختار .
وهؤلاء الحكام, نحن نعرف أنهم في المسائل الشخصية- كالنكاح والفرائض وما أشبهها- يحكمون بما دل عليه القرآن على اختلاف المذاهب,وأما في الحكم بين الناس فيختلفون...ولهم شبهة يوردها لهم بعض علماء السوء,يقولون: إن النبي (( انتم اعلم بأمور دنياكم )) وهذا عام, فكل ما تصلح به الدنيا فلنا فيه؛لان الرسول قال (( انتم اعلم بأمور دنياكم )) !!
وهذه – لاشك – شبهة؛لكن هل هو مسوغ لهم في أن يخرجوا عن قوانين الإسلام في إقامة الحدود, ومنع الخمور وما شابه ذلك ؟ وعلى فرض أن يكون لهم في بعض النواحي الاقتصادية شبهة,فان هذا ليس فيه شبهة .
وأما تمام الإشكال المطروح فيقال فيه: إذا كان الله تعالى بعد أن فرض القتال قد قال {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا ألفًا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون }؛ فكم هؤلاء ؟! واحد بعشرة,ثم قال{ الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفًا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وان يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين }وقد قال بعض العلماء:إن ذلك في وقت الضعف, والحكم يدور مع علته,فبعد أن اوجب الله عليهم صابرة قال{الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا }ثم نقول:إن عندنا نصوصاً محكمة تبين هذا الأمر,وتوضحه؛ منها قوله تعالى {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها }فالله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها وقدرتها .
والله سبحانه يقول –أيضاً – {فاتقوا الله ما استطعتم }فلو فرضنا أن الخروج المشار أليه هذا الحاكم واجب فانه لا يجب علينا ونحن لا نستطيع إزاحته,فالأمر واضح,ولكنه الهوى يهوي بصاحبه . الشيخ \محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله-
(جواب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)
وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:ما حكم الدعاء على الحاكم الذي لا يحكم بما انزل الله؟
الجواب:تدعو له بالهداية والتوفيق,وان يجعل الله على يده إصلاح رعيته؛فيحكم بينهم بشريعة الله
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله ابن باز
عضو : عبد الله ابن قعود . عضو : عبد الله ابن غديان . عضو : عبد الرزاق عفيفي .
(فتاوى الأئمة في حكم الشائعات واستماعها)
= قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ( الواجب علينا التثبت وعدم التسرع,والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتثبت فيما يختص بالعامة من الأمة,وجعل أمور السلم والحرب والأمور العامة جعل المرجع فيها إلى ولاة الأمور والى العلماء خاصة,ولا يجوز لإفراد الناس أن يتدخلوا فيها؛لان هذا يشتت ويفرق الوحدة,ويتيح الفرصة لأصحاب الأغراض الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر )
سؤال:هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ؟ وهل من يموت شهيداً أو في سبيل الله ؟
الجواب:لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج,ولكن أنا أرى أنها من أسباب الفتن,ومن أسباب الشرور,ومن أسباب بغض الناس,والتعدي على بعض الناس بغير حق,ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة, والنصيحة,والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية,شرحها أهل العلم,وشرحها أصحاب رسول الله وأتباعه بإحسان:بالمكاتبة,والمشافهة؛مع الأمير ومع السلطان,والاتصال به,ومنا صحته والمكاتبة له, دون التشهير على المنابر بأنه فعل كذا,وصار منه كذا,والله المستعان. الشيخ \ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر قولتكم أنكم تؤيدون ما تقوم به من اغتيالات للشرطة وحمل السلاح عموماً,هل هذا صحيح ؟ وما حكم فعلهم مع ذكر ما أمكن من الأدلة جزأكم الله خير ؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم,الحمد لله,وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.أما بعد:فقد نصحنا إخواننا جميعاً في كل مكان – اعني الدعاة – نصحناهم أن يكونوا على علم وعلى بصيرة,وان ينصحوا الناس بالعبارات الحسنة والأسلوب الحسن والموعظة الحسنة وان يجادلوا بالتي هي أحسن,عملاً بقول الله تعالى{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}وقوله سبحانه{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} فالله جل وعلا أمر العباد بالدعوة إلى الله,وأرشدهم إلى الطريقة الحكيمة؛وهي الدعوة إلى الله بالحكمة؛ يعني بالعلم:قال الله,قال رسوله,وبالموعظة الحسنة,وجدالهم بالتي هي أحسن,عند الشبهة يحصل الجدال بالتي هي أحسن والأسلوب الحسن حتى تزول الشبهة. وان كان احد من الدعاة في الجزائر قال عني أني قلت لهم:يغتالون الشرطة,أو يستعملون السلاح في الدعوة إلى الله؛ هذا غلط ليس بصحيح؛بل هو كذب. إنما تكون الدعوة بالأسلوب الحسن:قال الله,قال رسوله,بالتذكير والوعظ, والترغيب والترهيب,هكذا الدعوة إلى الله كما كان النبي وأصحابه في مكة المكرمة قبل أن تكون لهم سلطان ؛ما كانوا يدعون الناس بالسلاح,يدعون الناس بالآيات القرآنية والكلام الطيب والأسلوب الحسن ؛لان هذا اقرب إلى الصلاح واقرب إلى قبول الحق. أما الدعوة بالاغتيالات أو بالقتل أو بالضرب؛فليس هذا من سنة النبي ولا من سنة أصحابه,لكن لما ولاه الله المدنية وانتقل إليها مهاجراً؛كان السلطان له في المدينة,وشرع الله الجهاد وإقامة الحدود,جاهد عليه الصلاة والسلام المشركين وأقام الحدود بعد ما أمر الله بذلك. فالدعاة إلى الله عليهم أن يدعوا إلى الله بالأسلوب الحسن:بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية,وإذا لم تجد الدعوة,رفعوا الأمر للسلطان,ونصحوا للسلطان حتى ينف ذ,السلطان هو الذي يرفعون الأمر أليه,فينصحونه بان الواجب كذا والواجب كذا؛حتى يحصل التعاون بين العلماء وبين الرؤساء من الملوك والأمراء ورؤساء الجمهوريات,الدعاة يرفعون الأمر إليهم في الأشياء التي تحتاج إلى فعل:إلى سجن,إلى قتل,إلى أقامة حد, وينصحون ولاة الأمور, ويوجهونهم إلى الخير بالأسلوب الحسن والكلام الطيب,ولهذا قال جل وعلا{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل إلينا وانزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون }فلو ظلم احد من أهل الكتاب أو غيرهم؛ فعلى ولي الأمر أن يعامله بما يستحق,أما الدعاة إلى الله فعليهم بالرفق والحكمة لقول النبي (( إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )) ويقول (( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )) فعليهم أن يعظوا الناس ويذكروهم بالآيات والأحاديث ومن كان عنده شبهة يجادلونه بالتي هي أحسن:الآية معناها كذا,والحديث معناه كذا, قال الله كذا,قال رسوله كذا, حتى تزول الشبهة وحتى يظهر الحق. هذا هو الواجب على إخواننا في الجزائر وفي غير الجزائر,فالواجب عليهم أن يسلكوا مسلك الرسول عليه الصلاة والسلام حين كان في مكة والصحابة كذلك,بالكلام الطيب والأسلوب الحسن؛ لان السلطان ليس لهم الآن بل لغيرهم,وعليهم أن يناصحوا السلطان والمسؤولين بالحكمة,وحتى يتعاون الجميع في ردع المجرم وإقامة الحق. فالأمراء والرؤساء عليهم التنفيذ, والعلماء والدعاة إلى الله عليهم النصيحة والبلاغ والبيان. نسال الله للجميع الهداية0الشيخ \ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:قامت هذه الجماعة بقتل بعض النساء اللائي أبين ارتداء الحجاب فهل يسوغ لهم هذا؟
الجواب: هذا أيضاً غلط,لا يسوغ لهم هذا,الواجب النصيحة؛ النصيحة للنساء حتى يحتجبن, والنصيحة لمن ترك الصلاة حتى يصلي، والنصيحة لمن يأكل الربا حتى يدع الربا، والنصيحة لمن يتعاطى الزنى حتى يدع الزنى، والنصيحة لمن يتعاطى شرب الخمر حتى يدع شرب الخمر، كل ينصح،ينصحون:قال الله وقال رسوله:بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية،ويحذرونهم من غضب الله ومن عذاب يوم القيامة. أما الضرب أو القتل أو غير ذلك من أنواع الأذى فلا يصلح للدعاة,هذا ينفر من الدعوة,ولكن على الدعاة أن يتحلموا بالحلم والصبر والتحمل والكلام الطيب في المساجد وفي غيرها؛ حتى يكثر أهل الخير ويقل أهل الشر، حتى ينتفع الناس بالدعوة ويستجيبوا.الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:بماذا تنصحون من تورط في هذه الاغتيالات أو شيء من هذا ياشيخ ؟
الجواب: انصحهم بالتوبة إلى الله,وان يلتزموا الطريقة التي سار عليها السلف الصالح بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي أحسن،الله يقول{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً } فلا يورطون أنفسهم في أعمال تسبب التضييق على الدعوة وإيذاء الدعاة وقلة العلم,لكن إذا كانت الدعوة بالكلام الطيب؛ والأسلوب الحسن كثر الدعاة،وانتفع الناس بهم،وسمعوا كلامهم، واستفادوا منهم وحصل في المساجد وفي غير المساجد الحلقات العلمية والمواعظ الكثيرة حتى ينتفع الناس. الله يهدي الجميع،نسال الله للجميع الهداية والتوفيق . الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية ؟
الجواب:هذا لا يجوز,الاعتداء لا يجوز على أي احد،سواء كانوا سياحاً أو عمالاً؛لأنهم مستأمنون،دخلوا بالأمان،فلا يجوز الاعتداء عليهم ،ولكن تناصح الدولة حتى تمنعهم مما لا ينبغي إظهاره،أما ا لاعتداء عليهم فلا يجوز،أما أفراد الناس فليس لهم أن يقتلوهم أو يضربوهم أو يؤذوهم، بل عليهم أن يرفعوا الأمر إلى ولاة الأمور؛لان التعدي عليهم تعد على أناس قد دخلوا بالأمان فلا يجوز التعدي عليهم،ولكن يرفع أمرهم إلى من يستطيع منع دخولهم أو منعهم من ذلك المنكر الظاهر . أما نصيحتهم ودعوتهم إلى الإسلام أو إلى ترك المنكر إن كانوا مسلمين فهذا مطلوب، وتعمه الأدلة الشرعية،والله المستعان،ولا حول ولاقوة إلا بالله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وآله وصحبه. الشيخ \عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله
سؤال:هناك داعية من الجزائر ألف كتاباً يدعي فيه بان الاغتيالات من السنن المهجورة!!ويحتج بقصة قتل كعب بن الاشرف,وقتل اليهودي الذي اطلع على عورة المرأة المسلمة.فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
الجواب:ليس في قصة قتل كعب بن الاشرف دليل على جواز الاغتيالات,فان قتل كعب بن الاشرف كان بأمر الرسول ؛وهو ولي الأمر,وكعب من رعيته بموجب العهد,وقد حصلت منه خيانة للعهد؛اقتضت جواز قتله كفاً لشره عن المسلمين,ولم يكن قتله بتصرف من آحاد الناس؛أو بتصرف جماعة منهم من دون ولي الأمر؛كما هو حال الاغتيالات المعروفة اليوم في الساحة,فان هذه فوضى لا يقرها الإسلام؛لما يترتب عليها من المضار العظيمة في حق الإسلام والمسلمين.الشيخ\صالح بن فوزان الفوزان
سؤال:أحسن الله إليكم:هل القيام بالاغتيالات وعمل التفجيرات في المنشآت الحكومية في بلاد الكفار ضرورة وعمل جهادي ؟
الجواب:الاغتيالات والتخريب هذا أمر لايجوز؛لأنه يجر على المسلمين شراً وتقتيلاً وتشريداً,إنما المشروع مع الكفار الجهاد في سبيل الله,ومقابلتهم في المعارك,فإذا كان عند المسلمين استطاعة بان يجهزوا الجيوش,ويغزوا الكفار,ويقاتلوهم كما فعل النبي لما هاجر إلى المدينة,وصار له أنصار وأعوان,أما التخريب والاغتيالات؛ فهذا يجر على المسلمين شراً. الرسول يوم كان في مكة قبل الهجرة كان مأموراً بكف اليد,{الم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة }كان مأموراً بكف اليد عن قتال الكفار؛لأنه لم يكن عنده استطاعة لقتال الكفار,ولو قتلوا أحداً من الكفار؛لقتلهم الكفار عن آخرهم,واستأصلوهم عن آخرهم, لأنهم أقوى منهم,وهم تحت وطأتهم وشوكتهم. فالاغتيال يسبب قتل المسلمين الموجودين في البلد الذي يعيشون فيه كالذي تشاهدون ألآن وتسمعون, فهو ليس من أمور الدعوة, ولا هو من الجهاد في سبيل الله,كذلك التخريب والتفجيرات,هذه تجر على المسلمين شراً كما هو حاصل,فلما هاجر الرسول وكان عنده جيش وأنصار؛حينئذ أمر بجهاد الكفار.
هل الرسول والصحابة يوم كانوا في مكة,هل كانوا يعملون هذه الأعمال ؟
أبداً,بل كانوا منهيين عن ذلك .
هل كانوا يخربون أموال الكفار حين كانوا في مكة ؟
أبداً,كانوا منهيين عن ذلك.مأمورين بالدعوة والبلاغ فقط,أما الإلزام والقتال؛فهذا إنما كان في المدينة لما صار للإسلام دولة.الشيخ\صالح بن فوزان الفوزان
(فتاوى الأئمة في حكم الإضرابات والاعتصامات)

سؤال:ما حكم الإضراب عن العمل في بلاد مسلم؛للمطالبة باءسقاط النظام العلماني؟
فأجاب حفظة الله قائلاً: (هذا السؤال لاشك أن له خطورته بالنسبة لتوجيه الشباب المسلم,وذلك أن قضية الإضراب عن العمل؛سواء كان هذا العمل خاصاً أو بالمجال الحكومي؛لا اعلم لها أصلاً من الشريعة ينبني عليه,ولاشك انه يترتب عليه أضرار كثيرة حسب حجم هذا الإضرار شمولاً,وحسب حجم هذا الإضراب ضرورة. ولاشك انه من أساليب الضغط على الحكومات,والذي جاء في السؤال أن المقصود به إسقاط النظام العلماني,وهنا يجب علينا إثبات أن النظام علماني أولاً ,ثم إذا كان الأمر كذلك؛فليعلم أن الخروج على السلطة لايجوز إلا بشروط...) الشيخ \محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وسئل فضيلته أيضاً:بعد الإضراب يقدم الذين اضربوا مطالبهم وفي حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب,هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية ؟
فأجاب رحمه الله تعالى قائلاً:لا أرى أن تقام ثورة شعبية في هذه الحال؛لان القوة المادية بيد الحكومة كما هو معروف,والثورة الشعبية ليس بيدها إلا سكين المطبخ وعصا الراعي,وهذا لا يقاوم الدبابات والأسلحة,لكن يمكن أن يتوصل إلى هذا من طريق آخر إذا تمت الشروط السابقة,ولا ينبغي أن نستعجل الأمر؛لان أي بلد عاش سنين طويلة مع الاستعمار لايمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى بلد إسلامي,بل لا بد أن نتخذ طول النفس لنيل المآرب. فالإنسان إذا بنى قصراً فقد أسس؛سواء سكنه أو فارق الدنيا قبل أن يسكنه,فالمهم أن يبنى الصرح الإسلامي؛وان لم يتحقق المراد إلا بعد سنوات,فالذي أرى إلا نتعجل في مثل هذه الأمور,ولا نثير أو نفجر ثورة شعبية غالبها غوغائية لا تثبت على شيء,لو تأتي القوات إلى حي من الأحياء وتقضي على بعضه لكان كل الآخرين يتراجعون عماهم عليه)
(فتاوى الأئمة في العمليات الانتحارية)
= قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح حديث قصة أصحاب الأخدود,مجدداً الفوائد المستنبطة منه: (إن الإنسان يجوز أن يغرر بنفسه في مصلحة عامة للمسلمين,فان هذا الغلام دل الملك على أمر يقتله به ويهلك به نفسه؛وهو أن يأخذ سهماً من كنانته...قال شيخ الإسلام: (لان هذا جهاد في سبيل الله,آمنت امة وهو لم يفتقد شيئاً؛لأنه مات,وسيموت آجلاً أو عاجلاً ) .
فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار,بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار,ثم يفجرها إذا كان بينهم؛فان هذا من قتل النفس والعياذ بالله,ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم ابد الآبدين كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
لان هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام؛لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئه أو مئتين,لم ينتفع الاسلام بذلك,فلم يسلم الناس,بخلاف قصة الغلام,وبهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل,حتى يفتك بالمسلمين اشد فتك.كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين,فان أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة؛اخذوا من جراء ذلك ستين نفراً أو أكثر,فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين,ولا انتفاع للذين فجرت المتفجرات في صفوفهم .
ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار,نرى انه قتل للنفس بغير حق,وانه موجب لدخول النار والعياذ بالله,وان صاحبه ليس بشهيد,لكن إذا فعل الإنسان هذا متاولا ًظاناً انه جائز, فإننا نرجو أن يسلم من الإثم,وأما أن تكتب له الشهادة فلا؛لأنه لم يسلك طريق الشهادة,ومن اجتهد واخطأ فله اجر.
سؤال:ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده,ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم؟ وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله؟
الجواب:الذي يجعل المتفجرات في جسمه من اجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو؛قاتل لنفسه,وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم,خالداً فيها مخلداً,كما ثبت ذلك عن النبي فيمن قتل نفسه في شيء يعذب به في نار جهنم. وعجباً من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات,وهم يقرؤون قول الله تعالى{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً }ثم يفعلوا ذلك,هل يحصدون شيئاً؟هل ينهزم العدو؟أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات؛كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود,حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكاً بعنجهيتهم,بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب. ولكن من فعل هذا مجتهداً ظاناً انه قربة إلى الله عز وجل فنسال الله تعالى إلا يؤاخذه؛لأنه متاول جاهل. وأما الاستدلال بقصة الغلام,فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام,لا نكاية في العدو,ولذلك لما جمع الملك الناس؛واخذ سهماً من كنانة الغلام,وقال:باسم الله رب الغلام؛صاح الناس كلهم,الرب رب الغلام,فحصل فيه إسلام امة عظيمة,فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالاً للاستدلال,وان النبي قصها علينا لنعتبر بها,لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو,فاءن العدو لا يزداد إلا حنقاً عليهم وتمسكاً بما هم عليه .محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (فتاوى الأئمة في حكم التطرف والتكفير وشيء من صفات الخوارج)
= قال الأمام شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي رحمه الله ((فما ينبغي لك يا فقيه أن تبادر إلى تكفير المسلم إلا ببرهان قطعي,كما لا يسوغ لك أن تعتقد العرفان والولاية فيمن قد تبرهن زغله,وأنهتك باطنه وزندقته,فلا هذا ولا هذا,بل العدل:أن من رآه المسلمون صالحاً محسناً فهو كذلك؛لأنهم شهداء الله بأرضه,إذ الأمة لا تجتمع على ضلالة,وان من رآه المسلمون فاجراً أو منافقاً أو مبطلاً فهو كذلك.
وان من كان طائفة من الأمة تضلله,وطائفة من الأمة تثني عليه وتبجله,وطائفة ثالثة تقف منه وتتورع من الحط عليه,فهو ممن ينبغي أن يعرض عنه,وان يفوض أمره إلى الله,وان يستغفر له في الجملة؛لان إسلامه أصلي بيقين,وضلاله مشكوك فيه,فبهذا تستريح ويصفو قلبك من الغل للمؤمنين.
ثم اعلم أن أهل القبلة كلهم,مؤمنهم وفاسقهم,وسنيهم ومبتدعهم –سوى الصحابة- لم يجمعوا على مسلم بأنه سعيد ناجِ,ولم يجمعوا على مسلم بأنه شقي هالك؛فهذا الصديق فرد الأمة وقد علمت تفرقهم فيه,وكذلك عمر,وكذلك عثمان,وكذلك علي,وكذلك ابن الزبير,وكذلك الحجاج,وكذلك المأمون,وكذلك بشير المريسي,وكذلك احمد ابن حنبل,والشافعي,والبخاري,والنسائي,وهلم جرا من الأعيان من الخير والشر إلى يومك هذا,فما من إمام كامل في الخير إلا وثم أناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه,وما من رأس في التجهم والرفض إلا وله أناس ينتصرون له ويذبون عنه ويدينون بقوله بهوى وجهل,وإنما العبرة بقول الجمهور؛الخالين من الهوى والجهل,المتصفين بالورع والعلم,فتدبر-يا عبد الله- نحلة الحلاج الذي هو من رؤوس القرامطة,ودعاة الزندقة,وأنصف وتورع,واتق ذلك,وحسب نفسك,فاءن تبرهن لك أن شمائل هذا المرء شمائل عدو للإسلام,محب للرئاسة,حريص على الظهور بباطل أو بحق؛فتبرا من نحلته,وان تبرهن لك والعياذ بالله انه كان- والحالة هذه- محقاً هادياً مهدياً فجدد إسلامك,واستغث بربك أن يوفقك للحق,وان يثبت قلبك على دينه,فإنما الهدى نور يقذفه الله في قلب عبده المسلم,ولاقوه إلا بالله,وان شككت ولم تعرف حقيقته,وتبرأت مما رمي به؛أرحت نفسك ولم يسالك الله عنه اصلاً ))
= قال الشيخ ابن العثيمين في تعليقه على كلمة العلامة الألباني:احتج الشيخ الألباني بهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما,وكذلك غيره من العلماء الذين تلقوه بالقبول...لصدق حقيقته على كثير من النصوص,فقد قال النبي ((سباب المسلم فسوق,وقتاله كفر))؛ومع ذلك فاءن قتاله لا يخرج الإنسان من الملة لقوله تعالى{وان طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }إلى أن قال { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}لكن لما كان هذا لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتفكير؛صاروا يقولون:هذا الأثر غير مقبول,ولا يصح عن ابن عباس.
فقال لهم:كيف لا يصح؛وقد تلقاه من هو اكبر منكم وأفضل واعلم بالحديث,وتقولون لا نقبل؟
فيكفينا أن علماء جهابذة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم بموغيرهما – تلقوه بالقبول,ويتكلمون به وينقلونه,فالأثر صحيح.ثم هب أن الأمر كما قلتم:انه لايصح عن ابن عباس,فلدينا نصوص أخرى تدل على أن الكفر قد يطلق ولإيراد به الكفر المخرج عن الملة,كما في الآية المذكورة,وكما في قوله (( اثنتان في الناس هما بهم كفر:الطعن في النسب,والنياحة على الميت )) وهذه لا تخرج عن الملة بلا إشكال,لكن كما قال الشيخ الألباني وفقه الله في أول كلامه:قلة البضاعة من العلم,وقلة فهم القواعد الشرعية العامة,هي التي توجب هذا الضلال. ثم شيء آخر نضيفه إلى ذلك:وهو سوء الإرادة التي تستلزم سوء الفهم,لان الإنسان إذا كان يريد شيئاً؛لزم من ذلك أن ينتقل فهمه إلى ما يريد,ثم يحرف النصوص على ذلك,وكان من القواعد المعروفة عند العلماء يقولون: (استدل ثم اعتقد),لا تعتقد ثم تستدل فتضل.فالمهم أن الأسباب الثلاثة هي:
الأول:قلة البضاعة من العلم الشرعي.
الثاني:قلة الفقه في القواعد الشرعية العامة.
الثالث:سوء الفهم المبني على سوء الإرادة.
تعقيب سماحة الشيخ:عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز رحمه الله
الحمد لله,الصلاة والسلام على رسول الله,وعلى اّله وأصحابه ومن اهتدى بهداه,أما بعد: فقد اطلعت على الجواب المفيد القيم,الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وفقه الله,المنشور في صحيفة المسلمون,الذي أجاب به فضيلته من سأله عن( تكفير من حكم بغير ما انزل الله من غير تفصيل) فألفيتها كلمه قيمة أصاب فيها الحق,وسلك فيها سبيل المؤمنين,وأوضح-وفقه الله- انه لايجوز لأحد من الناس أن يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون أن يعلم انه استحل ذلك بقلبه,واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره من سلف الأمة.
ولا شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى{ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون }
{ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون}{ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون}
هو الصواب وقد أوضح – فقه الله – أن الكفر كفران:اكبر واصغر,كما أن الظلم ظلمان,وهكذا الفسق فسقان؛اكبر واصغر.فمن استحل الحكم بغير ما انزل الله أو الزنى أو اربأ أو غيرها من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً اكبر,وظلم ظلماً اكبر,وفسق فسقاً اكبر,ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفراً اصغر,وظلمه ظلماً اصغر,وهكذا فسقه؛لقول النبي في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )) أراد بهذا الفسق الأصغر والكفر الأصغر,وأطلق العبارة تنفيراً من هذا العمل المنكر,وهكذا قوله (( اثنتان في الناس هما بهم كفر:الطعن في النسب,والنياحة للميت )),أخرجه مسلم في ((صحيحة))وقوله (( لا ترجعوا بهدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب على كل مسلم ولا سيما أهل العلم التثبيت في الأمور والحكمة فيها على ضوء الكتاب والسنة وطريق سلف الأمة,والحذر من السبيل الوخيم الذي سلكه الكثير من الناس لإطلاق الأحكام وعدم التفصيل,وعلى أهل العلم أن يعتنوا بالدعوة إلى الله سبحانه بالتفصيل,وإيضاح الإسلام للناس بادلته من الكتاب والسنة,وترغيبهم في الاستقامة عليه,والتواصي والنصح في ذلك,مع الترهيب من كل ما يخالف أحكام الإسلام,وبذلك يكونون قد سلكوا مسلك النبي ,ومسلك خلفائه الراشدين,وصحابته المرضيين في إيضاح سبيل الحق والإرشاد إليه,والتحذير مما يخالفه عملاً بقول الله سبحانه{ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين }وقوله عز وجل {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}
وقوله سبحانه{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}
وقول النبي (( من دل على خير فله مثل اجر فاعله )) وقول النبي (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً,ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )) أخرجه مسلم في ((صحيحة)) وقول النبي لعلي رضي عنه لما بعثه إلى اليهود في خيبر(( ادعهم إلى الإسلام واخبرهم بما يجب عليهم فو الله لان يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم )) متفق على صحته وقد مكث النبي في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى توحيد الله والدخول في الإسلام بالنصح والحكمة والصبر والأسلوب الحسن,حتى هدى الله على يد أصحابه من سبقت له السعادة,ثم هاجر إلى المدينة عليه الصلاة وإسلام,واستمر في دعوته إلى الله سبحانه هو وأصحابه رضي الله عنهم بالحكمة والموعظة الحسنة,والصبر والجدال بالتي هي أحسن, حتى شرع الله له الجهاد بالسيف للكفار,فقام بذلك عليه الصلاة والسلام هو وأصحابه رضي الله عنهم أكمل قيام,فأيدهم الله ونصرهم وجعل لهم العاقبة الحميدة,وهكذا يكون النصر وحسن العاقبة لمن تبعهم بإحسان,وسار على نهجهم إلى يوم القيامة. والله المسؤول أن يجعلنا وسائر إخواننا في الله من إتباعهم بإحسان,وان يرزقنا وجميع إخواننا الدعاة إلى الله البصيرة النافذة, والعمل الصالح,والصبر على الحق حتى نلقاه سبحانه,انه ولي ذلك والقادر عليه,وصلى الله وسلم على نبينا محمد,وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الذين يقومون بأعمال التفجير خارجون على حكم الإسلام
لشيخ:صالح الفوزان
الحمد لله,والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه,وبعد:فلاشك أن توفير الأمن مطلب ضروري,والإنسانية أحوج إليه من حاجتها إلى الطعام والشراب,ولذا قدمه إبراهيم عليه الصلاة والسلام في دعائه على الرزق فقال{رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات لعلهم يشكرون}لان الناس لا يهناون بالطعام والشراب مع وجود الخوف,ولان الخوف تنقطع معه السبل؛التي بواسطتها تنقل الأرزاق من بلد لآخر,ولذلك رتب الله على قطاع الطرق اشد العقوبات فقال{ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} وجاء الإسلام بحفظ الضروريات الخمس؛وهي الدين,والنفس,والعقل,والعرض,والمال,ورتب حدوداً صارمة في حق من يعتدي على هذه الضرورات؛سواء كانت هذه الضرورات لمسلمين أو معاهدين,فالكافر المعاهد له ما للمسلم,وعليه ما على المسلم؛قال النبي (( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)) وقال تعالى{ وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه }وإذا خاف المسلمون من المعاهدين خيانة للعهد؛لم يجز لهم أن يقاتلوهم حتى يعلموهم بإنهاء العهد الذي بينهم,ولا يفاجئوهم بالقتال بدون إعلام,قال تعالى{وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}
والذين يدخلون تحت عهد المسلمين من الكفار ثلاثة أنواع:
المستأمن:وهو الذي يدخل بلاد المسلمين بأمن منهم؛لأداء مهمة ثم يرجع إلى بلدة بعد إنهائها.
والمعاهد:الذي يدخل تحت صلح بين المسلمين والكفار,وهذا يؤمن حتى ينتهي العهد الذي بين الفئتين,ولا يجوز لا حد أن يعتدي عليه,كما لا يجوز له أن يعتدي على احد من المسلمين.
والذمي:الذي يدفع الجزية للمسلمين ويدخل تحت حكمهم.
والإسلام يكفل لهؤلاء الأنواع من الكفار الأمن على دمائهم وأموالهم وأعراضهم,ومن اعتدى عليهم فقد خان الإسلام,واستحق العقوبة الرادعة.والعدل واجب مع المسلمين ومع الكفار,حتى لو لم يكونوا معاهدين أو مستأمنين أو أهل ذمة,قال تعالى{ ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا}وقال تعالى{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى} والذين يعتدون على الآمن:إما أن يكونوا خوارج,أو قطاع طرق,أو بغاة,وكل من هذه الأصناف الثلاثة يتخذ معه الإجراء الصارم؛الذي يوقفه عند حده,ويكف شره عن المسلمين والمستأمنين والمعاهدين وأهل الذمة.فهؤلاء الذين يقومون بالتفجير في أي مكان,ويتلفون:الأنفس المعصومة,والأموال المحترمة –لمسلمين أو معاهدين-,ويرملون النساء,وييتمون الأطفال؛هم من الذين قال الله فيهم{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام *وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد *وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}
ومن العجيب أن هؤلاء المعتدين الخارجين على حكم الإسلام يسمون عملهم هذا جهاداً في سبيل الله,وهذا من أعظم الكذب على الله؛فان الله جعل هذا فساداً ولم يجعله جهاداً,ولكن لا نعجب حينما نعلم أن سلف هؤلاء من الخوارج كفروا الصحابة, وقتلوا عثمان وعلياً – رضي الله عنهما- وهما من الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة,قتلوهما؛وسم وا هذا جهاداً في سبيل الله,وإنما هو جهاد في سبيل الشيطان,قال تعالى{ الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت}ولا يحمل الإسلام فعلهم هذا كما يقول أعداء الإسلام –من الكفار والمنافقين -:إن دين الإسلام دين إرهاب,ويحتجون بفعل هؤلاء المجرمين,فان فعلهم هذا ليس من الإسلام,ولا يقره إسلام ولا دين,إنما هو فكر خارجي قد حث النبي على قتل أصحابه,وقال (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم)) ووعد بالأجر الجزيل لمن قتلهم,وإنما يقاتلهم ولي أمر المسلمين؛كما قاتلهم الصحابة بقيادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-.وبعض المنافقين أو الجهال يزعم أن مدارس المسلمين هي التي علمتهم هذا الفكر,وان مناهج التدريس تتضمن هذا الفكر المنحرف,ويطالبون بتغيير مناهج التعليم. ونقول:إن أصحاب هذا الفكر لم يتخرجوا من مدارس المسلمين,ولم يأخذوا العلم عن علماء المسلمين؛لأنهم يحرمون الدراسة في المدارس والمعاهد والكليات,ويحتقرون علماء المسلمين, ويجهلونهم,ويصفونهم بالعمالة للسلاطين,ويتعلمون عند أصحاب الفكر المنحرف,وعند حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من أمثالهم,كما جهل أسلافهم علماء الصحابة وكفروهم.والذي نرجوه بعد اليوم أن يلتفت الآباء لأبنائهم,فلا يتركوهم لأصحاب الأفكار الهدامة يوجهونهم إلى الأفكار الضالة,والمناهج المنحرفة,ولا يتركوهم للتجمعات المشبوهة,والرحلات المجهولة,والاستراحات التي هي مراتع لأصحاب التضليل,ومصائد للذئاب المفترسة,ولا يتركوهم يسافرون إلى خارج المملكة وهم صغار السن,وعلى العلماء أن يقوموا بالتوجيه السليم,وتعليم العقائد الصحيحة في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام؛حتى لا يدعوا فرصة لأصحاب الضلال الذين يخرجون في الظلام وعند غفلة المصلحين. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
سؤال:فضيلة الشيخ,من الملاحظ اليوم بروز ظاهرة الغلو واتجاه العامة للتجاوب مع هذا الغلو,ما السبيل للحد من هذه الظاهرة ومن المسؤول ؟
الجواب:النبي حذر أمته من الغلو,قال عليه الصلاة والسلام ((إياكم والغلو فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو)) وقال عليه الصلاة والسلام (( هلك المتنطعون,هلك المتنطعون, هلك المتنطعون )) قالها ثلاثاً,والمتنطعون: هم المتشددون المغالون في دينهم. قال سبحانه تعالى{ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}وقال تعالى{قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق}والواجب هو الاستقامة من غير غلو ومن غير تساهل,قال تعالى لنبيه ولأتباعه{فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا} يعني لا تزيدوا ولا تتشددوا,فالمطلوب من المسلمين الاستقامة؛وهي الاعتدال بين التساهل والتشدد,هذا هو منهج الإسلام,وهو منهج الأنبياء جميعاً؛وهو الاستقامة على دين الله سبحانه وتعالى,من غير تشدد,ولا تنطع وغلو,ومن غير تساهل وتفسخ.الشيخ \ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
(صفات الخوارج)
= قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان:تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في رسالة له تسمى) قاعدة أهل السنة والجماعة)بعد أن أورد قوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته}إلى قوله تعالى{يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} وذكر قول ابن عباس-رضي الله عنهما-: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة,وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة.
قال (( وفي الترمذي عن أبي إمامة الباهلي عن النبي في الخوارج:((أنهم كلاب أهل النار)) وقرا هذه الآية{يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال الإمام احمد بن حنبل: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه خرجها مسلم في ((صحيحه)) وخرج البخاري طائفة منها؛قال النبي ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم, يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم,يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)) وفي رواية ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) ثم بين الشيخ رحمه الله من هم الخوارج فقال: ( والخوارج هم أول من كفر المسلمين,يكفرون بالذنوب- يعني التي هي دون الشرك- ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله,وهذه حال أهل البدع؛يبدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها) هذا ما قاله الشيخ في بيان حقيقة الخوارج.أقول بهذه المناسبة:لما كانت حقيقة الخوارج أنهم يكفرون من المسلمين من ارتكب كبيرة دون الشرك,فانه قد وجد في هذا الزمان من يطلق هذا اللقب: لقب الخوارج على من حكم بالكفر على من يستحقه من أهل الردة ونواقض الإسلام؛كعباد القبور وأصحاب المبادئ الهدامة؛ كالبعثية والعلمانية وغيرها,ويقولون: انتم تكفرون المسلمين فانتم خوارج؛لان هؤلاء لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يعرفون نواقضه, ولا يعرفون حقيقة مذهب الخوارج؛ بأنه الحكم بالكفر على من لا يستحقه من المسلمين, وان الحكم بالكفر على من يستحقه بان ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام هو مذهب أهل السنة والجماعة.
كما يؤخذ من اتصاف الخوارج بكثرة العبادة والتلاوة والزهد مع عدم الفقه في الدين؛أن كثرة العمل من غير اتباع للكتاب والسنة,ومن غير فقه في معانيهما؛لا تفيد الإنسان شيئاً,ولا يجوز الاغترار بمن هذه صفته, وانه لا يجوز الحكم بالكفر على كل من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب,إلا أن تكون هذه الكبيرة من نواقض الإسلام المعلومة؛ كدعاء غير الله, والذبح,والنذر,للقبور, وما أشبه ذلك.
ثم قال الشيخ-رحمه الله- ( وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة,ويطيعون الله ورسوله؛ فيتبعون الحق,ويرحمون الخلق. وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة,حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه,فعاقب الطائفتين؛أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم, وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار,وطلب قتل عبد الله بن سبا فهرب منه,وأمر بجلد من يفضله على أبي بكر وعمر.وروي عنه من وجوه كثيرة انه قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر) ورواه البخاري في ((صحيحه)). قال الشيخ: (ومن أصول أهل السنة والجماعة:أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات,ولا يدعون الجمعة والجماعة؛كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم. فإن كان الإمام مستوراً لم يظهر منه بدعة ولا فجور؛صلي خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة أربعة وغيرهم من أئمة المسلمين,ولم يقل احد من الأئمة انه لا تجوز الصلاة إلا خلف من علم باطن أمره,بل ما زال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور,ولكن إذا ظهر من يصلي بدعة أو فجور-وحصلت الصلاة خلف من يعلم انه مبتدع أو فاسق- مع إمكان الصلاة خلف غيره؛فأكثر أهل العلم يصححون صلاة المأموم. وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وهو احد القولين في مذهب مالك واحمد,وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر وليس هناك جمعة أخرى؛فهذه تصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة,وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة واحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة أهل السنة بلا خلاف عندهم. وكان بعض الناس إذا كثرت الاهوا يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الاستحباب,كما نقل ذلك عن احمد انه ذكر ذلك لمن سأله,ولم يقل احمد:انه لا تصح إلا خلف من اعرف حاله.إلى أن قال:فالصلاة خلف المستور:جائز باتفاق علماء المسلمين,ومن قال:إن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله؛فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة,وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون خلف من يعرفون فجوره ,كما صلى عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط,وكان عبدالله بن عمر وغيره من الصحابة يصلون خلف الحجاج بن يوسف,وكان الصحابة والتابعون يصلون خلف ابن أبي عبيد).انتهى كلام الشيخ. رسالة الإمام:عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ.رحمه الله.
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إلى عبد العزيز الخطيب.السلام على من اتبع الهدى,وعلى عباد الله الصالحين.وبعد:
فقرات رسالتك,وعرفت مضمونها,وما قصدته من الاعتذار. ولكن اسات في قولك:إن ما أنكره شيخنا الوالد من تكفيركم أهل الحق,واعتقاد إصابتكم انه لم يصدر منكم.وتذكر أن إخوانك من أهل (النقيع) يجادلونك,وينازعونك في شاننا,وأنهم ينسبوننا إلى السكوت عن بعض الأمور. وأنت تعرف أنهم يذكرون هذا غالباً على سبيل القدح في العقيدة والطعن في الطريقة,وان لم يصرحوا بالتكفير؛فقد حاموا حول الحمى,فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى,ومن الغي عن السبيل الرشد والعمى. وقد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالاحساء,قد اعتزلا الجمعة والجماعة, وكفرا من في تلك البلاد من المسلمين.وحجتهم من جنس حجتكم,يقولون:أهل الاحساء يجالسون ابن فيروز,ويخالطونه هو وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت,ولم يصرح بتكفير جده الذي رد دعوة الشيخ محمد,ولم يقبلها,وعاداها. قالا:ومن لم يصرح بكفره,فهو كافر بالله لم يكفر بالطاغوت,ومن جالسه فهو مثله.ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام؛حتى تركوا رد السلام,فرفع إلي أمرهم,فأحضرتهم,وتهددتهم,وأغلظت لهم القول. فزعموا أولاً أنهم عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب,وان رسائله عندهم. فكشفت شبهتهم,وادحضت حجة ضلالتهم بما حضرني في المجلس, وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب,وانه لا يكفر إلا بما اجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر,والكفر بآيات الله ورسوله,أو بشيء منها,بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر,كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله,وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية. وهذا مجمع عليه عند أهل العلم والإيمان,وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة يفردون هذه المسالة بباب عظيم يذكرون فيه حكمها,وما يوجب الردة ويقتضيها,وينصون على الشرك. وقد افرد ابن حجر هذه المسالة بكتاب سماه: (الإعلام بقواطع الإسلام). وقد اظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم,وزعما أن الحق ظهر لهما,ثم لحقا بالساحل,ودعا إلى تلك المقالة,وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين بمكاتبة الملوك المصريين,بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين,نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى,والحور بعد الكور.وقد بلغنا عنكم نحو من هذا, وخضتم في مسائل من هذا الباب؛كالكلام في الموالاة والمعادات,والمصالحة والمكاتبات,وبذل الأموال والهدايا,ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات,والحكم بغير ما انزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة,لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب,ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفضل الخطاب. والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه,ومعرفة أصول عامة كلية لا يجوز الكلام في هذا الباب –وفي غيره- لمن جهلها واعرض عنها وعن تفاصيلها؛فإن الإجمال والإطلاق وعدم العلم بمعرفة مواقع الخطاب وتفاصيله يحصل به من اللبس والخطاء وعدم الفقه عن الله ما يفسد الأديان,ويشتت الأذهان,ويحول بينها وبين فهم السنة القرآن,قال ابن القيم في كافيته –رحمه الله تعالى- :
فعليك بالتفصيل والتبيين فالإطلاق والإجمال دون بيان
قد افسدا هذا الوجود وخبطا الأذهان والآراء كل زمان
وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها من مكفرات أهل الإسلام,فهذا مذهب الحرورية المارقين الخارجين على علي بن أبي طالب – أمير المؤمنين- ومن معه من الصحابة. فإنهم أنكروا عليه تحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص في الفتنة التي وقعت بينه وبين معاوية وأهل الشام,فأنكرت الخوارج عليه ذلك,وهم في الأصل من أصحابه من قراء الكوفة والبصرة, وقالوا:حكمت الرجال في دين الله,وواليت معاوية وعمراً,وتوليتهما,وقد قال الله تعالى{ إن الحكم إلا الله},وضربت المدة بينك وبينهم,وقد قطع الله هذه الموادعة والمهادنة منذ أنزلت (براءة) وطال بينهما النزاع والخصام,حتى أغاروا على سرح المسلمين,وقتلوا من ظفروا به من أصحاب علي. فحينئذ شمر رضي الله عنه لقتالهم,وقتلهم دون النهر وان بعد الاعذار والإنذار. والتمس المخدج المنعوت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره من أهل السنن,فوجد علي,فسر بذلك,وسجد لله شكراً على توفيقه,وقال:لو يعلم الذين يقاتلونهم ماذا لهم على لسان محمد لنكلوا عن العمل. هذا وهم أكثر الناس عبادة وصلاة وصوماً.
(فتاوى الأئمة في حكم الطعن في العلماء)
= قال عبد الله بن المبارك –رحمه الله- ( حق على العاقل أن لا يستخف بثلاثة: العلماء,والسلاطين,والإخوان؛فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته,ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه,ومن استخف بالإخوان ذهبت مرؤته) = قال الحافظ ابن عساكر –رحمه الله-: (واعلم يا أخي –وفقنا الله وإياك لمرضاته,وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته –أن لحوم العلماء –رحمة الله عليهم- مسمومة,وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة؛لان الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم,والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم, والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم)
= قال العلماء سعد بن عتيق,محمد بن إبراهيم,عمر بن سليم,محمد بن عبداللطيف,عبدالله العنقري
( ومما ينبغي التنبيه عليه ما وقع من كثير من الجهلة من اتهام أهل العلم والدين بالمداهنة,والتقصير, وترك القيام بما وجب عليهم من أمر الله سبحانه,وكتمان ما يعلمون من الحق والسكوت عن بيانه. ولم يدر هؤلاء الجهلة أن اغتياب أهل العلم والدين,والتفكه بأعراض المؤمنين؛سم قاتل,وداء دفين,وإثم واضح مبين,قال تعالى{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} اقلوا عليهم لا أبا لابيكمو من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا فإذا سمع المنصف هذه الآيات, والأحاديث,والآثار,وكلام المحققين من أهل العلم والبصائر,وعلم انه موقوف بين يدي الله,ومسؤول عما يقول ويعمل؛وقف عند حده,واكتفى به عن غيره. وأما من غلب عليه الجهل والهوى,وأعجب برأيه؛فلا حيلة فيه,نسال الله العافية لنا,ولإخواننا المسلمين,انه ولي ذلك والقادر عليه)
= قال سماحة الشيخ:عبد العزيز بن عبد الله ابن باز –رحمه الله- (الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عما لا ينبغي,وألا يتكلم إلا عن بصيرة.فالقول بان فلاناً لم يفقه الواقع؛هذا يحتاج إلى علم,ولا يقوله إلا من عنده علم؛حتى يستطيع الحكم بان فلاناً لم يفقه الواقع. أما أن يقول هذا جزافاً,ويحكم برأيه على غير دليل؛فهذا منكر عظيم لا يجوز,والعلم بان صاحب الفتوى لم يفقه الواقع يحتاج إلى دليل,ولا يتسنى ذلك إلا للعلماء)
مقال فضيلة الشيخ:د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين,أما بعد:
فانه لما حصل التفجير والتخريب من جماعة من الشباب غرر بهم,ولقنوا أفكارا فاسدة من قبل أعداء الإسلام والمسلمين؛اجمع كل المحللين على أن سبب هذا العمل الإجرامي هو بعد الشباب عن العلماء الراسخين الموثوقين,وقال بعض هؤلاء المحللين:إن العلماء مقصرون في توجيه هؤلاء الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار الهدامة.وأقول:لاشك أن على العلماء واجباً عظيماً في هذا المجال,ولكني أقول:
أولاً:هؤلاء الشباب الذين تلقنوا تلك الأفكار الهدامة ينفرون من العلماء ومن المجتمع كله؛بل من والديهم وأقاربهم,ولا يرون في المساجد ولا في ملتقى الناس وتجمعاتهم,وإنما يفرون إلى أمكنة مجهولة, يتلقون فيها التوجيهات من قادتهم وزملائهم,فكيف يتمكن العلماء من اللقاء بهم!!وهم يفرون ويتحاذرون منهم.
ثانياً:هناك من يسقط منزلة العلماء في المجتمع من خلال الفضائيات ومن خلال بعض الصحف,فهناك من يسب الأئمة القدامى؛كالإمام احمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد ابن عبدالوهاب وغيرهم,ويفضل علماء الضلال عليهم,كعلماء الجهمية,والمعتزلة,والباطنية,وهناك من يقلل من شان العلماء المعاصرين,ويصفهم بالتشدد,والسطحية في التفكير,وقصور النظر,وأنهم لا يفهمون فقه الواقع, وأنهم علماء جزئيات,وأصحاب مناصب,أو علماء سلاطين,أو عملا,وغير ذلك من الألقاب المنفرة عنهم,ويلمعون للشباب أصحاب المناهج الجديدة,والمفكرين؛الذين ليس عندهم علم بالأحكام الشرعية, وإنما عندهم ثقافة عامة؛لا يفرق بين صحيح وسقيم في العقيدة,فكيف يلقى باللائمة مع هذه المعوقات على العلماء؟!,أو يقال إنهم في بروج عاجية لا يلتقون بالشباب ولا ينزلون في الميادين... .
ثالثاً:هناك من يقولون إذا أفتى العلماء بخلاف ما يهوون:فان العلم ليس مقصوراً على علماء المملكة؛ فهناك علماء يرون غير هذا الرأي الذي رآه علماء المملكة,وكأن الشريعة في نظر هؤلاء تؤخذ من آراء الرجال والله تعالى يقول{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} فالله لم يكلنا عند الاختلاف إلى آراء العلماء؛وإنما أمرنا بالرد إلى كتابه وسنة ورسوله,والأخذ بالذي يعضده الدليل من أقوال العلماء,فإن لم يظهر الدليل مع احدهم وصارت الأقوال متساوية؛فإن العمل على ما عليه القضاء والفتوى في البلد,على القاعدة التي تقول: ( حكم الحاكم يرفع الخلاف) فالأمور الشرعية ولله الحمد منضبطة,وليست فوضى بحسب الأهواء والرغبات. والذين يقولون هذه الأقوال في حق العلماء يريدون نزع الثقة بهم,وفصل المجتمع وخصوصاً الشباب عنهم,وهذا هدم وتضييع,والشاعر يقول:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم
ويقول الآخر:
أرى ألف بان لا تقوم لهادم فكيف ببان خلفه ألف هادم
وإذا لم ترد الأمور إلى أهل العلم الراسخين,وأهل الرأي الحصيف من العقلاء؛ضاعت الأمور,واختلطت المعايير,كما قال الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والله تعالى يقول{ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً } فالواجب ألا يتدخل في القضايا العامة وحل المشكلات المعضلة إلا أهل العلم,وساسة الأمة,ولا يتدخل في ذلك أصحاب الأهواء والنزعات.نسال الله أن يوفق علماءنا وولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح, وان يجعلهم هداة مهتدين,وان يصلح بطانتهم,ويبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين,وان يصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
(فتاوى الأئمة في بعض أحكام الصلح والجهاد)
= قال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق-رحمه الله- ( ومما انتحله بعض هؤلاء الجهلة المغرورين: الاستخفاف بولاية المسلمين,والتساهل بمخالفة إمام المسلمين,والخروج عن طاعته,والإفتيات عليه بالغزو وغيره,وهذا من الجهل والسعي في الأرض بالفساد بمكان,يعرف ذلك كل ذي عقل وإيمان,وقد علم بالضرورة من دين الإسلام انه لا دين إلا بجماعة,ولا جماعة إلا بإمامة,ولا إمامة إلا بسمع وطاعة, وان الخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد والعدول عن سبيل الهدى والرشاد)
= وقال الشيخ عمر بن محمد بن سليم –رحمه الله- ( ... ولا يجوز الافتيات عليه بالغزو وغيره وعقد الذمة والمعاهدة إلا بإذنه,فإنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة,فإن الخروج عن طاعة ولي الأمر من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد )
سؤال:إنني أحب الجهاد وقد امتزج حبه في قلبي. ولا استطيع أن اصبر عنه,وقد استأذنت والدتي فلم توافق,ولذا تأثرت كثيرا ولا استطيع أن ابتعد عن الجهاد.سماحة الشيخ:إن أمنيتي في الحياة هي الجهاد في سبيل الله وان اقتل في سبيله وأمي لا توافق. دلني جزاك الله خيرا على الطريق المناسب؟
الجواب:جهادك في أمك جهاد عظيم,الزم أمك وأحسن إليها,إلا إذا أمرك ولي الأمر بالجهاد فبادر,لقول النبي (( وإذا استنفرتم فانفروا )) وما دام أن ولي الأمر لم يأمرك؛ فأحسن إلى أمك,وارحمها,واعلم أن برها من الجهاد العظيم,قدمه النبي على الجهاد في سبيل الله,كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول الله ,فإنه قيل: (( يا رسول الله أي العمل أفضل؟قال: الصلاة على ميقاتها.قلت:ثم أي؟قال:ثم بر الوالدين.قلت:ثم أي؟ قال:الجهاد في سبيل الله. فسكت عن رسول الله ,ولو استزدته لزادني ))
(متفق على صحته) فقدم برهما على الجهاد,عن عبدالله بن عمرو,قال:جاء رجل إلى النبي يستأذنه في الجهاد. فقال: ((احي والداك))قال:نعم قال ((ففيهما فجاهد)) (متفق على صحته) وفي رواية أخرى قال : (( قال ارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما )), فهذه الوالدة:ارحمها,وأحسن إليها؛حتى تسمح لك,وهذا كله في جهاد الطلب ,وفي ما إذا لم يأمرك ولي الأمر بالنفير,وأما إذا نزل البلاء بك فدافع عن نفسك وعن إخوانك في الله,ولا حول ولا قوة إلا بالله,وهكذا إذا أمرك ولي الأمر بالنفير فانفر؛ولو بغير رضاها؛لقول الله تعالى{يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز –رحمه الله-
سؤال:يسال بعض الأطباء والعاملين في النفط,هل إذا اخلصوا النية,وأنهم يقومون بعملهم من اجل الله تعالى,وحدث أن قتلوا بالصواريخ التي يطلقها حاكم العراق,هل يعتبرون من الشهداء؟
الجواب:إذا كانوا مسلمين فهم شهداء,إذا ضربوا بالصواريخ أو غيرها مما يقتلهم حكمهم حكم الشهداء, وهكذا كل مسلم يقتل مظلوماً في أي مكان؛لقول النبي : (( من قتل دون ماله فهو شهيد,ومن قتل دون دينه فهو شهيد,ومن قتل دون دمه فهو شهيد,ومن قتل دون أهله فهو شهيد)) ولما ثبت في صحيح مسلم: عن النبي انه أتاه رجل فقال:يا رسول الله يأتيني الرجل يريد مالي؟فقال : (( لا تعطه مالك )) فقال الرجل: يا رسول الله: فإن قاتلني؟فقال النبي : ((قاتله)) فقال الرجل:يا رسول الله فإن قتلني؟ قال : (( فأنت شهيد )) قال الرجل: فإن قتلته؟قال (( هو في النار)) وهذا الحديث عظيم يدل على أن من قتل من المسلمين مظلوماً فهو شهيد. فلله الحمد والمنة على ذلك.
(كلمة الشيخ:أحمد بن عبدالعزيز بن محمد التويجري)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:
فإن التكفير شره عظيم,وخطره جسيم,وعواقبه وخيمة,ونهايته مؤلمة,وفواجعه لا تنتهي. أخي القارئ الكريم:لا يسارع في التكفير من كان عنده مسكة من ورع ودين,أو شذرة من علم ويقين,ذلك بان التكفير وبيل العاقبة,بشع الثمرة,تتصدع له القلوب المؤمنة,وتفزع منه النفوس المطمئنة.يقول العلامة الشوكاني في [ السيل الجرار ] ( 4\58):( وهاهنا تسكب العبرات,ويناح على الإسلام وأهله بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر,لا لسنة,ولا لقرآن,ولا لبيان من الله,ولا لبرهان,بل لما غلت به مراجل العصبية في الدين,وتمكن الشيطان الرجيم من تفريق كلمة المسلمين لقنهم إلزامات بعضهم لبعض بما هو شبيه الهباء في الهواء,والسراب بقيعة,فيا لله وللمسلمين من هذه الفاقرة التي هي أعظم فواقر الدين,والرزية التي ما رزئ بمثلها سبيل المؤمنين ... والأدلة الدالة على وجوب صيانة عرض المسلم واحترامه يدل بفحوى الخطاب على تجنب القدح في دينه بأي قادح,فكيف إخراجه عن الملة الإسلامية إلى الملة الفكرية,فإن هذه جناية لا تعدلها جناية, وجرأة لا تماثلها جرأة,وأين هذا المجترئ على تكفير أخيه من قول رسول الله : ((المسلم اخو المسلم,لا يظلمه ولا يسلمه)) وقوله : (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) وقوله : (( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ))
والأحاديث الخاصة بالترهيب العظيم من تكفير المسلمين كثيرة نذكر منها على سبيل المثال: قوله : (( أيما امرئ قال لأخيه:يا كافر,فقد باء بهااحدهما,إن كان كما قال, وإلا رجعت عليه)) وقوله :((من دعا رجلا بالكفر,أو قال:عدو الله,وليس كذلك إلا حار عليه)) رواهما مسلم في (صحيحه) وقال : ((لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق,ولا يرميه بالكفر,إلا ارتدت عليه,إن لم يكن صاحبه كذلك )) وقال : ((ومن رمى مؤمناً بكفر,فهو كقتله)) رواهما البخاري في (صحيحه) أخي القاري الكريم:التكفير حكم شرعي,مرده إلى الله تعالى ورسوله ,ومن ثبت إسلامه بيقين,لم يزل عنه ذلك إلا بيقين,ولا يجوز إيقاع حكم التكفير على أي مسلم,إلا ما دل الكتاب والسنة على كفره –دلالة واضحة,صريحة بينة,فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن. وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول,أو العمل,أو الاعتقاد:كفر,ولا يكفر به احد عيناً إلا إذا أقيمت عليه الحجة بتحقق الشروط وانتفاء الموانع وهي:أولاً: العلم,وذلك بان يعلم المسلم أن هذا العمل كفر ويقابله من الموانع الجهل فمتى حل الجهل ارتفع التكفير,قال سبحانه وتعالى{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرًا*}فمن لم يتبين له الأمر فلا تنزل نصوص الوعيد عليه. ثانياً: قصد القول أو الفعل الكفري,والمراد به تعمد القول أو الفعل ويقابله من الموانع الخطأ,أي: أن يقع القول أو الفعل دون قصد كسبق اللسان أو السهو ويدل له قوله تعالى{ربنا لا تؤاخذنآ إن نسينآ أو أخطانا } قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ((قد فعلت)) رواه مسلم.
ثالثاً:الاختيار ويقابله من الموانع الإكراه قال تعالى{ من كفر بالله من بعد إيمنه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمن}
رابعاً:التأويل غير السائغ:ويقابله من الموانع التأويل السائغ,ويدل له اتفاق الصحابة على عدم تكفير الذين استحلوا الخمر لأنهم تأولوا قوله سبحانه{ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصلحت جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وءامنوا}بجواز شرب الخمر مع التقوى والإيمان. رواه عبدالرزاق في مصنفه بإسناد صحيح,على أن الخمر محرمة تحريماً قاطعاً ولكن الصحابة لم يكفروهم لوجود الشبهة وهي تأويلهم للآية الكريمة..وهذا كله لان التكفير حق الله ولرسوله ومن لم يصب في إطلاقه فإنه يعود إليه كما قال رسول الله : (( من قال لأخيه يا كافر إن كان كما قال وإلا حارت عليه)) انظر [ مخالفات في التوحيد ] ص15
واليك أخي القارئ الكريم:بيان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية عن خطر التكفير وضوابطه:
(بيان من هيئة كبار العلماء)
الحمد لله,والصلاة والسلام على رسول الله,وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه,أما بعد:فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من التاريخ 2\4\1419هـ
ما يجرى في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير,وما ينشا عنه من سفك الدماء, وتخريب المنشآت,ونظراً إلى خطورة هذا الأمر,وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة,وإتلاف أموال معصومة,وإخافة للناس,وزعزعة لأمنهم واستقرارهم,فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحاً لله ولعباده,وإبراءً للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من أشتبه عليه الأمر في ذلك,فنقول وبالله التوفيق:أولاً:التكفير حكم شرعي,مرده إلى الله ورسوله,فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله,فكذلك التكفير,وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل,يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة.
ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة,فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن,لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة,وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات,مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير,فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات؛ولذلك حذر النبي من حكم بالتكفير على شخص ليس بكافر,فقال (( أيما امرئ قال لأخيه:يا كافر,فقد باء بها أحدهما,إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)) وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر,ولا يكفر من اتصف به ,لوجود مانع يمنع من كفره,هذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها,وانتقاء موانعها كما في الإرث,سببه القرابة- مثلاً- وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين,وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به. وقد ينطق المسلم بكلمة الكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد,كما في قصة الذي قال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) أخطأ من شدة الفرح. والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال,ومنع التوارث,وفسخ النكاح,وغيرها مما يترتب على الردة,فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة. وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد؛لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم,وإشاعة الفوضى,وسفك الدماء وفساد العباد والبلاد,ولهذا منع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من منابذتهم,فقال: (( إلا أن تروا كفراً بوحاً عندكم فيه من الله برهان)). فأفاد قوله: ((إلا أن تروا)),انه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة.وأفاد قوله((كفراً)) أنه لا يكفي الفسوق ولو كبر,كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار,والاستئثار المحرم. وأفاد قوله: ((بواحاً)) أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر,وأفاد قوله: ((عندكم فيه من الله برهان)). أنه لا بد من دليل صريح,بحيث يكون صحيح الثبوت,صريح الدلالة,فلا يكفي الدليل ضعيف السند,ولا غامض الدلالة. وأفاد قوله:((من الله)) أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله وسنة رسوله . وهذه القيود تدل على خطورة الأمر. وجملة القول: أن التسرع في التكفير له خطره العظيم؛لقول الله عز وجل{ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعملون}
ثانياً: ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض,وسلب الأموال الخاصة والعامة,وتفجير المساكن والمركبات,وتخريب المنشآت,فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعاً بإجماع المسلمين؛لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة,وهتك لحرمة الأموال,وهتك لحرمات الأمن والاستقرار,وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم,وغدوهم ورواحهم,وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها. وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم وحرم انتهاكها,وشدد في ذلك,وكان من آخر ما بلغ به النبي أمته فقال في خطبة حجة الوداع: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا,في بلدكم هذا)). ثم قال : ((ألا هل بلغت؟اللهم فاشهد)) متفق عليه.وقال صلى الله عليه ((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)). وقال عليه الصلاة والسلام: ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)). وقد توعد الله سبحانه من قتل نفساً معصومة بأشد الوعيد,فقال سبحانه في حق المؤمن{ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خلداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيما*}وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ {إلآ أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة}فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة, فكيف إذا قتل عمداً,فإن الجريمة تكون أعظم,والإثم يكون أكبر. وقد صح عن رسول الله أنه قال: (( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)).
ثالثاً: إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله وخطورة إطلاق ذلك,لما يترتب عليه من شرور وآثام,فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ,وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك الدماء البريئة,وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة,وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي,والإسلام بريء منه,وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه,وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف,وعقيدة ضالة,فهو يحمل إثمه وجرمه,فلا يحتسب عمله على الإسلام,ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام,المعتصمين بالكتاب والسنة,المستمسكين بحبل الله المتين,ولهذا جاءت نصوص الشريعة والفطرة؛ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله.قال تعالى{ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام*وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد*وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق,والتناصح والتعاون على البر والتقوى,والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة,والجدال بالتي هي أحسن,كما قال تعالى{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}
وقال سبحانه{والمؤمنون والمؤمنت بعضهم أوليآء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة ويطيعون الله ورسوله أولآئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}
وقال عز وجل{والعصر*إن الإنسان لفى خسر*إلا الذين ءامنوا وعملوا الصلحت وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر*}وقال النبي (( الدين النصيحة)). قيل:لمن يا رسول الله؟قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم)),وقال عليه الصلاة والسلام: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد,إذ اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)), والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين,وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين,وأن ينصر بهم دينه,ويعلي بهم كلمته,وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في كل مكان وأن ينصر بهم الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
(كلمة الشيخ:عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ )
إن ما اقترفته أيدي هؤلاء المفسدين من جرم وقتل وترويع وانتهاك لهي أعظم الذنوب كونها اعتداء على الأبرياء من أناس حاقدين على الإسلام وأهله هدفهم الترويع والإيذاء. إن هذا الوقت هو أعظم الأوقات التي يقف فيها الجميع من قيادة وأمة صفاً واحداً ضد هؤلاء المجرمين الذين أساءوا للإسلام لذا يجب أن يكون المواطنون عيناً يقظة لما يحاك ضدهم وضد أمن بلادهم من أناس خرجوا عن الإسلام وسماحته وقاموا بترويع أهل الوطن والمقيمين فيه والجميع مطالب بوقفة حازمة تجاههم وعدم الالتفات لآرائهم المنحرفة وتلك الدعاية المغرضة التي يحاولون من خلالها الحديث باسم الإسلام وهم بعيدون عنه. والإسلام براء منهم ومن أفعالهم المشينة والمخربة وجميع أبناء الوطن عليهم مسؤولية كبيرة وأمانة في أن يكونوا عيناً ساهرة على أمن بلادهم وأن يقفوا جنباً إلى جنب مع قيادتهم لردع هؤلاء الخونة المفسدين المعتدين وأن يلتفوا لقطع دابر من يحاول المساس بأمن بلادهم,وهي مسؤولية كبيرة وعظيمة على كل مواطن ومقيم ومن يتساهل في هذا الأمر فإنه آثم إثماً عظيماً. وجميع الأئمة والخطباء دورهم كبير وعليهم في هذا الوقت تبصير الأمة وحثهم على تقوى الله والتمسك بهذا الدين وإظهار الإسلام وأنه دين السماحة واليسر وليس للعنف والإجرام أي مكان فيه والتحذير من مكائد الأعداء. وهذه الفئة التي ارتكبت هذا الجرم هي فئة معتدية ومجرمة قامت بقتل الأبرياء وهم في مكان آمن دون ذنب لهم وبغير حق ومعاهدين حيث يقول رب العزة {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}وفي الحديث: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة))نسال الله العافية. وهؤلاء الأبرياء الذين قتلوا كانوا من الذين لهم العهد حتى لو كانوا على غير ديننا ويجب الوفاء بالعهد واحترام المعاهدين ولا يجب الإخلال بالأمن كما أن هناك من القتلى سعوديين وعرب مسلمين الذين يرجى لهم إن شاء الله أن تكون لهم كفارة ذنوبهم وأن يرفع الله بها درجاتهم. إننا نرفض كل أنواع وأشكال ما يقوم به هؤلاء الخائنون لدينهم وندعو الله أن يجعل كيدهم في نحورهم وأنهم قاموا بعمل لا يقره الله ورسوله أو دينه الحنيف الذي يدعو إلى التسامح واليسر والمحبة والسلام, ندعو الله تبارك وتعالى أن يقي هذه البلاد من كل آثم ومعتد وأن يعين كل رجل أمن ومواطن في الوقوف بوجه هؤلاء المجرمين.
( كلمة سماحة الشيخ:صالح بن محمد اللحيدان)
إن النبي شدد في القتل بغير حق وبين صلوات الله وسلامه عليه أن قاتل النفس بغير حق إذا كانت معصومة هو من أهل النار وجاء في نص الحديث أنه مخلد في النار وجاء في القرآن الكريم في سورة الفرقان قرنه بالشرك والتخليد في النار. وحكم هؤلاء الذين يتجنون على الأنفس المعصومة العذاب في نار جهنم,وأما أحكام الدنيا فمن ارتكب جرماً تنفذ فيه أحكام الشريعة الإسلامية. هذه الأحداث هي جناية لم يكن لها وجود في بلادنا بهذه الصفة فهي ظاهرة نشاز في المجتمع وعمل شنيع محرم في الشريعة الكاملة العظيمة بل تستنكره جميع أعراف الدنيا. وشريعتنا الإسلامية تشتمل على تحريم العدوان على الأنفس وتشتمل على تحريم الظلم بشتى صوره,فإن الله يقول في الحديث القدسي حديث أبي ذر: ((يا عبادي أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))ويقول المصطفى : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)). ومن أبشع ظلم الإنسان لغيره العدوان على الدماء والعقائد والأعراض,والأنفس,أي العدوان على شيء من الضروريات الخمس أو عليها كلها.ويتحدث أناس عن وجود فجوة بين الشباب والعلماء.فلا صحة لوجود فجوات بين العلماء والشباب الراغبين في الحق والحيارى قلة في مجتمعنا فلا يصح أن يقال هذه سمة المجتمع,والعلماء إذا أراد الشباب لقاءهم لقوهم إن أرادوا سؤالهم وصلوا إليهم وربما وصلتهم أجوبة العلماء ولم يطلبوها بواسطة المحاضرات,أو ما يبث في وسائل الإعلام,والله جل وعلا أمر طلاب المعرفة بأن يسألوا أهل العلم فقال{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}وأمر أهل العلم بأن يبينوا للناس ما نزل من ربهم جل وعلا فأخذ الميثاق على أهل العلم.وفيما يتعلق بالفتاوى فإن الذي عليه أهل العلم في صدر هذه الأمة توقي الفتوى ما وجد إلى ذلك السبيل فإن خير هذه الأمة بعد نبيها الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتدافعون الفتوى,ليس تهرباً من الجواب وإنما رغبة في أن يقول من يرونه أكثر تأهيلاً للقول. ومن سئل عن علم وهو يعلم ويتوقع أن السائل محتاج إلى الجواب إما لتحصيل علم وإما لحل مشكلة وجب على الإنسان أن يقول في ذلك ما يعلم,وإذا كان لا يعلم ذلك. فما عليه إلا أن يقول لا أعلم وعليه أن يرشده إلى من يعتقد أنه أدرى منه وأعمق معرفة وأدق فهماً. وهذه الأحداث حدث أمثالها في خارج بلادنا وهي تعد شراً على الإسلام والمسلمين,وإلصاق التهم بمن عرف عنهم التمسك بالدين والمحافظة على أداء العبادات والظهور بمظهر تطبيق السنة الظاهرة بالتجن عليهم إذا لم يثبت حصوله ,فأن النبي يقول: (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)) ويقول أصد القائلين {اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم}وما تبثه الصحف والقنوات الفضائية عن حديث عن التوجهات والانحرافات والمناهج فإننا ولا شك نحسن الظن بالقائلين إلا أنهم تحدثوا بما لم يعلموا ولم يحيطوا به علماً وكان عليهم أن يتثبتوا وأن لا يكونوا خائضين مع المرجفين. أما المناهج التعليمية فليست وليدة اليوم فكتب العلم من الفقه والحديث والتفسير والعقيدة لم تأت البلاد بشيء جديد منها فإنها تراث علمي متوارث عن الأجداد والأسلاف,أغصانها عندنا وجذورها وأصولها من الصدر الأول, والمرجع في ذلك استنباطاً وتأصيلاً إنما هو على كلام رب العالمين وسنة المصطفى .
فليس للتعليم ولا لمناهجه تأثير في الانحراف الفكري أو ارتكاب جرم من الجرائم. وأنصح طلاب العلم في كل شعب طلب العلم من العلوم المتعلقة بالكتاب والسنة وفقه الشريعة ومن العلوم الأخرى التي تحتاج إليها الأمة في حياتها وأن يتوقفوا عن الحديث ألا عن علم ومعرفة. وأن يمسكوا عن القول في دين الله بغير علم. كما أني أحث طلبة العلم على الاستزادة منه وأن لا يشغلوا فراغهم فيما لا يعود عليهم بالمعرفة والعلم. كما أنصحهم أن يرجعوا إلى أهل العلم وأن يحسنوا الظن بعلمائهم وأن لا يتهموهم بالجهل أو القصور. وأقول للجميع ولنفسي معهم علينا بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ومراقبته في كل حال,لأن الله لا تخفى عليه خافية. فإذا هم إنسان بفعل فليتذكر العرض على الله عز وجل والمساءلة في ذلك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وإنني أقول لكل من ولاه الله أمراً من أمور المسلمين ابتداء من قمة القيادة وانتهاء بأقل مسؤولية أن يتقي الله فيها كما يرشد إلى ذلك الحديث الصحيح (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته)). كما أنصح كل إنسان من رجل وامرأة أن يهتموا بتربية الناشئة وتعويدهم صدق القول,وهذه الأحداث التي طرأت وحدثت أن لا يكثر الخوض فيها إلا فيما يعود على الأمة بالمصلحة وأن يتولى ذلك القادرون على البيان لمنع هذه الجرائم وعلى من علم أن أحداً يخطط لارتكاب جرائم أو العبث في أمن البلاد أو العدوان على فرد من الأفراد من مسلم أو غير مسلم في هذه البلاد أن ينصحه فإن لم ينتصح بلغ عنه فإن ذلك من نصرته,وقال المصطفى ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً قال تكفه عن الظلم))فإن الإبلاغ عن من تسول له نفسه وظهرت علامات ذلك ومقاصده لمن يكفه عن ذلك من نصرته ومن حفظ أمن المجتمع وتسهيل سير الأمور على المنهج القويم,وأسأل الله جل وعلا بأسمائه وصفاته أن يوفق ولاة أمر هذه البلاد وعلماءها ومعلمي الناشئة وناشري العلم ووسائل الإعلام والقائمين عليها على أن يكون إرضاء رب العالمين رأس الأمر عندهم وأجل مقصد يهدفون إليه,فإن التماس رضى الله يتحصل منه رضى الناس وتوفير الأمن والسعادة والله جل وعلا قادر على كل شيء وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(كلمة معالي:د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي)
إن العمليات الإرهابية التي استهدفت ثلاثة مبان في الرياض هي من أعمال الغدر المحرم والفساد في الأرض,والغدر ليس من صفات المسلم. إن أبناء شعبنا يتساءلون كيف ينتحر المسلم وقد حرم الله الانتحار مثل ما حرم قتل النفس الإنسانية بغير حق.والخالق سبحانه وتعالى حرم قتل الإنسان الذي كرمه وقد اقتضى هذا التكريم تحريم إيذاء الآدمي والاعتداء عليه والاقتصاص منه أو قتله دون سبب وبلا حق مهما كان لونه أو جنسه أو دينه{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}. وما يقوم به الإرهابيون القتلة من نوع البغي والفساد في الأرض والإسلام شنع على الذين يؤذون الناس في أرجاء الأرض{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد*وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}.وهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد تحريم هذه الأعمال سواء قام بها أفراد أو مجموعات من المسلمين أو غيرهم حيث حدد الشرع الإسلامي عقوبات ضماناً لحماية الإنسان من كل اعتداء عليه وبين أن أعمال الإرهاب لا تفرق بين مسلم وغيره حيث إنه أزهق أرواحاً كثيرة من المسلمين بينهم شيوخ وأطفال ونساء,وحرمة هذا الإجرام لأنه من القتل العمد والإسلام حرم قتل غير المسلم الذي يعيش في ديار المسلمين:((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة))رواه البخاري وأحمد وابن ماجه وتأكيداً لحرمة قتل المسلم لغير المسلم ضرب الله سبحانه وتعالى المثل ببني إسرائيل وقرر لنا نحن المسلمين{أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}. وهكذا يتضح أن جريمة قتل النفس الواحدة تعادل في منظور الإسلام في بشاعتها قتل جميع الناس سواء كان القتل للمسلم أو لغيره بغير الحق الذي يملكه الإمام المسؤول لا الأفراد أو المجموعات. والمملكة العربية السعودية بلد الإسلام الأولى والدولة التي تطبق شرع الله وتحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله لن ينال منها ومن أمنها واستقرارها هذا العمل الأرعن الذي يصب خانة أعداء الله وأعداء المسلمين وإننا على ثقة بأن الجهات الأمنية ستصل إلى الأيدي المجرمة ومن وراءها وأنها ستتعامل مع هذا البلاء بحزم وأن شعب المملكة المسلم يقف مع دولته وولاة أمره في مكافحة هذه الفتن وأن العالم الإسلامي يشجب هذه الأعمال ويدعو المسلمين إلى الحذر من عواقبها الوخيمة..سائلاً الله أن يحمي بلاد المسلمين عامة وبلاد الجرمين خاصة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
(كلمة معالي الشيخ:د.عبدالله بن محمد المطلق)
إن إساءة الظن بالناس واتهامهم وتفسير الأمر على هوى النفس كما يحصل في مواقع الإنترنت وما يسمى بالساحات خطر يهدد وحدة الأمة.الإنسان إذا سمع أقوالهم وقرأ كتابات هؤلاء يجد أنهم يتحدثون فيما لا يعرفونه ويدعون أنهم يعرفون نية الإنسان ومقاصده ويبنون على ذلك القدح والتحذير والاتهام بالكفر سواء كان هذا المتهم عالماً أو حاكماً ولو أن هؤلاء هداهم الله تأملوا قول الله تعالى{ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}. ولو أن هؤلاء تأملوا كذلك آيات الإفك التي ذكرها الله تعالى في سورة النور وأن المؤمنين يجب أن يظنوا بإخوانهم خيراً فيظنوا بعلمائهم خيراً,وبحكامهم خيراً,قال الله تعالى{لو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين}. ولو أن هؤلاء قالوا مثل ما قال المؤمنون الذين أثنى الله عليهم في قصة الإفك {ما كان لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين} .لكن العجب كل العجب أننا نجد من هؤلاء جرأة على رمي الناس بما هو أشد من الكفر والزنا والنفاق من موالاة الكفار وبيع الذمم والإفتاء بغير علم وبيع الفتوى ونحو ذلك وهم يتهمون الناس بمثل هذه الأمور التي لا يملكون أدلة عليها إلاسوء الظن بالناس.وهذا الأمر لم يحصل لهم إلا بسبب بعدهم عن الاختلاط بعلمائهم وسماع ما عندهم ومناقشتهم وكذلك زيارة حكامهم وسماع ما عندهم ولو أن هؤلاء زاروا العلماء وتحدثوا معهم وسمعوا ما عندهم لزال كثير من هذا الأمر لديهم ولرجعوا عما يعتقدونه. ولكن الشيطان إذا انساق له الإنسان وقبل نصائحه التي يخدع بها المؤمنون نفخ في رأسه وجعله عند نفسه من كبار العلماء الذين يستنبطون ويعرفون ويحكمون. ندعو الله بأن يصلح أحوالهم وأن يرزقهم السداد في القول وأن يعيدهم إلى منهج الرشد,وأن يبصرهم بما ينفعهم ويعيذهم مما يضرهم وأن يتدبروا قول الله تعالى {إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصون} فلابد أن يتخاصموا مع هؤلاء الذين يكتبون عنهم وأن تعاد الحكومة يوم القيامة أمام الحكم العدل الذي لا يخفى عليه خافية ولابد أن يعرض الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. ولا شك أن ما قام به مجموعة من الشباب من الإقدام على التفجيرات التي حدثت بمدينة الرياض تعود أسبابه إلى الأفكار المنحرفة التي تغلغلت في قلوبهم. تلك الجريمة النكراء تشوه صورة وسمعة الإسلام وتعطي الفرصة لأعدائه بأن يتهموه وهو بريء من الإرهاب وإزهاق الأنفس بغير حق مشروع. إن هؤلاء الفئة وصل بهم الأمر أن كفروا علماءهم وولاة أمورهم وأساءوا الظن بجميع من يشارك في دولتهم بالإضافة إلى اعتمادهم في معالجة القضايا الشرعية على طلبة علم قاصرين يمشون في الظلام,ولا يحسنون التعامل مع النصوص الشرعية وتطبيقها على واقع الأمة الإسلامية,وعلى واقع المجتمع الدولي.وهو ما يجعل حوادث التفجيرات جريمة بشعة وغريبة على مجتمع المسلمين وهي جريمة مركبة من جرائم كبيرة كل واحدة منها جاءت النصوص الشرعية بتحريمها وتحذير المسلمين منها ففي هذه الجريمة إتلاف للأموال والممتلكات وتخريب للمنشآت النافعة وقد مقت الله من يفعل ذلك بقوله تعالى{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام}وخطورة هذه الجريمة أنها ستفتح باب أذى يلحق بالمسلمين في كثير من بلدان العالم في جميع القارات,حيث يتكالب عليهم أعداؤهم وينشطون في السعي بينهم لدى السلطات وفي إلحاق الأذى بمراكزهم متهمين أهلها بزرع الإرهاب وإفساد الناشئة وتوليد الحقد والكراهية بين الشعوب وستلحق بوالدي المجرم الهم والغم,لذا ندعو الآباء والأمهات إلى حسن تربية أو لادهم وتعريفهم بالرفقة الصالحة الحسنة الطيبة وبذل الوسائل المختلفة في إصلاحهم وسلامة أفكارهم من الانحرافات الفكرية والمتطرفة.
(التفجيرات منكر عظيم وإهلاك للحرث والنسل)
لشيخ:إبراهيم بن عبدالله الغيث
إن ما حدث مساء الاثنين الموافق 11\3\1424هـ من التفجيرات في مدينة الرياض يعد منكراً عظيماً,لما كان جراء تلك التفجيرات من القتل والترويع والفساد الكبير,ومهما تكن هوية من قاموا به ومهما تكن مبرراتهم فإن ما فعلوه منكر لا نقره بل نرفضه جميعاً رفضاً تاماً,وهو تصرف لا ريب مشين,فالإسلام يحرم قتل المستأمن من غير المسلمين ناهيك عن قتل المسلمين,كما أنه يحرم الإفساد في الأرض ويحرم إهلاك الحرث والنسل ويحرم ترويع الآمنين.الجميع عموماً والشباب خصوصاً مطالبون بحسن التلقي من المصادر الموثوقة,وعدم إعارة أسماعهم وعقولهم وقلوبهم لمن يزج بهم في نهاية المطاف في أتون التفجيرات وهو ما لا يحمد عقباه,كما أن على الآباء والأمهات حسن توجبيه أولادهم وتربيتهم على ضبط مصطلاحات التكفير والتبديع والتفسيق وفق الضوابط الشرعية,مع ربطهم صحبة صالحة متزنة هينة لينة,تفقه فقه إنكار المنكر بدرجاته الشرعية,وقافة عند حدود الله,رجاعة إلى الحق,كما على الدعاة وطلاب العلم الأخذ بأيدي الشباب,والصبر عليهم. نسأل الله جل وعلا بمنه وفضله أن يحمي بلادنا من كل سوء وأن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحبه ويرضاه,ويهدي شباب المسلمين إلى الطريق السوي.
(كلمة الشيخ:د.عبدالله بن محمد الجبرين)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:فقد أكد الله الوفاء بالعهد في مثل قوله تعالى{وأوفوا بالعد إن العهد كان مسؤولاً}وقوله تعالى{وبعهد الله أوفوا} وقوله تعالى{وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم}والعهد هو أن يتعهد المسلم أو المسلمون لغيرهم من مسلمين أو كفار على عدم الحرب,وعدم القتل,وقد ذكر العلماء أن للكفار مع المؤمنين أربع حالات:
الأولى:أن يكون من أهل الذمة إذا بذلوا الجزية.
والثانية:أن يكون له عهد,كما عاهد النبي قريشاً.
والثالثة:أن يدخلوا بأمان,لقول الله تعالى{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}.
الرابعة:المحاربون..فيصح الأمان للكافر,ويكون الذي يؤمنه من المسلمين حتى ولو امرأة,لقول : ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ)) وقوله :((المسلمون تتكافأ دماؤهم, ويسعى بذمتهم أدناهم))والذمة هي العهد,فإذا دخل بلاد المسلمين أحد من المشركين بأمان من الدولة, أو بأمان من أحد الأفراد,سواء دخل لحاجة المسلمين كالعمال والعاملين أو دخل لحاجته هو,فإنه يجب على أفراد المسلمين ألا يغدروا به,فإن الغدر من صفات المنافقين, لقوله : ((وإذا عاهد غدر))وقد شهد الكفار للنبي أنه لا يغدر وقد أمره الله تعالى بالوفاء للذين عاهدوا,كما في قوله تعالى{إلا الذين عاهدتهم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم}وقد أكد النبي على المؤمنين احترام أهل العهد حتى قال: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)) وسواء كان هؤلاء المعاهدون من اليهود أو النصارى أو غيرهم من أصناف الكفار فإنه يجب الوفاء لهم وعدم إيذائهم حتى يصلوا إلى بلادهم,وما حصل في هذه الليالي القريبة من تلك التفجيرات,والتي مات على إثرها خلق كثير وجرح آخرون,لا شك أن هذا من أفظع الجرائم,وقد وقع من تلك التفجيرات وفيات وجراحات للآمنين,ولبعض المسلمين الساكنين في تلك البنايات,وذلك بلا شك من الغدر ومن إيذاء المستأمنين وإلحاق الضرر بهم,فالذين حصل منهم هذا التفجيرات يعتبرون مجرمين,ومن اعتقد منهم أن هذا جهاد وأن هؤلاء الساكنين في هذه الأماكن من الكفار ومن الذين تحل دماؤهم بكفرهم,قيل له:إن هذا من الخطاء,فإنه لا يجوز قتالهم ولا قتلهم إلا بعد إخبارهم بذلك,ونبذ عهدهم إليهم,لقول الله تعالى{وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء}فليس قتلهم وهم آمنون من المصحة,بل فيه مفسدة شرعية,وهي اتهام المسلمين بالخيانة والغدر وأن فيهم إرهابيين بغير حق,فنقول لمن اعتقد حل دمائهم لكونهم غزوا بعض البلاد الإسلامية:إن هذا غير صحيح,وإن الذين غزوا بلاد الإسلام غير هؤلاء,فلا يجوز الغدر بهؤلاء الذين لم يحصل منهم قتل ولا قتال,وقد قال تعالى{ولا تزر وازرة وزر أخرى}ولا شك أن كل من شارك في هذه العمليات الإجرامية يأثم ويستحق التعزير,سواء الذي باشر هذا التفجير,أو الذي ساعده بهذه المتفجرات,أو أعان على نقلها لدخولهم في قوله تعالى{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}وقد نهى الله تعالى عن ظلم الكفار إذا كانوا مستأمنين فقال تعالى{ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدولا هو أقرب للتقوى}وقال تعالى{ولا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا}والشنآن هو البغض والحقد,فنصيحتنا للشباب المسلمين ألا يفتحوا علينا وعلى بلاد المسلمين باب فتنة,وأن يرفقوا بإخوانهم المسلمين ,وأن يقوموا بما يجب عليهم من الدعوة إلى الله على حد قوله تعالى{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.فإن هؤلاء الكفار قد يهديهم الله ويسلمون إذا رأوا معاملة المسلمين لهم بالاحترام. وبالرفق بهم والإكرام,فيدخلون في الدين الإسلامي,وقد قال النبي : ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه,ولا نزع من شيء إلا شانه))ولما دخل بعض اليهود على النبي وقالوا: ((السام عليكم))فقال ((وعليكم))قالت عائشة:بل السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم,أنكر عليها النبي وقال: ((مهلاً يا عائشة,عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش))ونصيحتنا لهؤلاء الشباب الذين معهم هذه الحماسة وهذه الغيرة نقول لهم:على رسلكم أربعوا على أنفسكم,ولا يحملكم ما يرون أو تسمعون من أعمال الكفار على هذا الاعتداء والظلم,وتعريض إخوانكم وشباب المسلمين للتهم والأضرار والعذاب الشديد,وتفتحوا باباً على عباد الله الصالحين باتهامهم واتهام كل صالح ومتمسك بأنهم متهورون,وأنهم غلاة ومتسرعون,فتعم التهمة الصالحين,وليس ذلك من مصلحة المسلمين,ونشير على شباب المسلمين أن يعلنوا البراءة من هذه الأعمال الشنيعة,مع إظهار بغضكم للكفار ولأعمالهم الشنيعة مع المسلمين.مع البراءة من موالاة الكفار ومحبتهم,كما نهى الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}ولا يدخل في موالاتهم استخدامهم,أو عقد العهد معهم لكف شرهم,فإن ذلك لا يستلزم محبتهم ومودتهم,فإن الله تعالى قطع الموالاة بين المؤمنين وبين الكفار ولو كانوا أقارب,ولم يحرم تقريبهم لإظهار محاسن الإسلام,فقد ثبت أن بعض الصحابة كانوا يصلون أقاربهم الكفار,فقد أهدى عمر بن الخطاب حلة لأخيه الكافر,وأمر النبي أسماء بنت أبي بكر أن تصل أمها وهي كافرة لأجل التودد,ولما يحصل بذلك من تصور الكفار للإسلام,وأنه دين العدل والمساواة,وأنه بعيد عن الظلم والجور والعدوان.والله المستعان .
(كلمة معالي:د.محمد بن سعد السالم)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أما بعد:فبداية أبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأمتنا وجميع بلاد المسلمين من شر الأشرار ومن كيد الفجار كما أسأله تعالى أن يكون للمسلمين المستقيمين على شرعه ولياً وظهيراً وناصراً ومعيناً وأن يوفق ولاة أمر هذه البلاد لكل خير,وصلاح,وأن يصلح جميع ولاة المسلمين ويجعلهم لشعوبهم عوناً على الحق والهدى. وإنه لما يؤلم أشد الألم أن يخرج من شباب هذه الأمة من ينحرف عن طريق الصواب,وتزين له أهواؤه فعل المنكر على أنه معروف،وارتكاب الجرم على أنه حق وصلاح,وإن ما حدث في مدينة الرياض مساء يوم الاثنين الموافق 11\3\1424هـ من تفجيرات روعت الآمنين،ودمرت المنشآت،وقتلت الأبرياء أمر منكر محرم لا يقره دين الإسلام ولا يوافق عليه مسلم حقيقي يخاف الله ويخشى عقابه،وأي تأويل لهذا المنكر انحراف عن جادة الصواب فالإسلام رسالة سماوية يدعو إلى السلام والتعايش داخل المجتمعات, وبين الكيانات الدولية،ونصوصه وتعاليمه تحرم العنف,والقتل على مستوى الفرد والجماعة إلا بحقه، كما أنها تحرم الإفساد في الأرض،والتعرض لممتلكات الناس بالتخريب{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا ..} الآية{من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}نصوص صريحة واضحة ترسم منهجاً واضحاً جلياً.يقول مجاهد رحمة الله تعالى في الآية الأخيرة فكأنما قتل الناس جميعاً في الإثم وهذا يدل على عظم قتل النفس بغير حق.إن العاقل إذا تأمل نصوص الكتاب والسنة يجد فيها تعظيم حرمة المسلم والمعاهد والذمي وعدم التعرض له أو الإضرار به دون وجه حق أو مستند من دليل صريح واضح.
إن هذه التفجيرات ستبقى في ذاكرة الناس لشناعتها وفظاعتها وعظم جرمها والمجتمع بكل شرائحه وأفراده يرى فيها مصيبة عظيمة وفاجعة كبيرة لن يندمل جرحها ألا بعد زمن طويل,وإن مسؤولية الجميع مباشرة وجهدهم لمكافحة الظاهرة وتبعاتها يجب أن يأخذ بعداً كبيراً,وأن يكون له تأثير واضح .إن جهود الجميع يجب أن تبدأ من الحرص على تربية أبنائهم التربية الصحيحة,وتوجيههم الوجهة المستقيمة,وإبعادهم عن كل أنواع الانحراف سواءاً كان انحرافاً عقدياً,أو فكرياً,أو سلوكياً , فأبناؤنا أمانة,ورعايتهم واجب,وتوجيههم الوجهة السليمة لازمة من لوازم حفظ مجتمعاتهم ,وتربيتهم على دين الإسلام القويم الذي يتسم بالوسطية,فالمسلم الحقيقي يمنعه دينه عن ارتكاب الجرائم,وعن الانحراف عن جادة الصواب,وإن على علمائنا العاملين واجب الرعاية لشباب الأمة,والقرب منهم , والعمل على توجيههم وتبصيرهم والأخذ بأيديهم إلى طريق الحق والصواب. إن احتواء شباب الأمة من قبل علمائها الموثوقين فيه خير كثير,ففيه تحصين لهم ضد أعدائهم,وتبصير لهم في مسيرتهم،وإنارة لطريقهم. والأمة تصلح بإذن الله إذا استقام شبابها,فهم عمادها ومصدر قوتها. لقد ورد في بيان هيئة كبار العلماء الذي صدر عن الجلسة الاستثنائية المعقودة بتاريخ 13\3\1424هـ البيان الشافي,والحكم الوافي عن هذه الجريمة البشعة والفعلة الشنيعة,والحل الأمل للقضاء على مثل هذه الانحرافات والسلوكيات الخاطئة.فيا شباب الأمة تقربوا من علمائكم الذين يعتنون بالعلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة وأحسنوا الظن بهم والتقي عنهم في المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلان،فإن مما يسعى إليه أعداؤنا الوقيعة بينكم وبين علمائكم وبينكم وبين ولاة أمركم حتى تضعف شوكة هذه البلاد وتسهل السيطرة عليها,وإن قيادتنا الرشيدة وولاة أمرنا المخلصين قد سخروا كل الإمكانات لخدمة العلوم الشرعية من خلال مؤسسات التعليم العالي,وعبر مراكز البحوث والمكتبات وأنشأت الهيئات والمجالس المتخصصة التي تضم نخبة من علماء الأمة الذين فهموا نصوص الشريعة وهم يقومون بإيضاحها وتبيينها وهم يستقبلون اتصالات الناس واستفتاءاتهم في أي وقت وبأي وسيلة,يعقدون اللقاءات العلمية,والمحاضرات والندوات لتبصير المجتمع,والناشئة على وجه الخصوص,وهذا فضل كبير وتميز تتميز به هذه البلاد وعلماؤها الذين يحظون بثقة المسلمين في كل أنحاء المعمورة. إن ما حل بأمة الإسلام اليوم من ويلات ونكبات ما هو إلا نتيجة لسلوك نفر قيل من المحسوبين على المسلمين حملوا آراء فاسدة ومعتقدات ضالة استندوا فيها على فتاوى ضعاف العلم,وقليلي البضاعة ممن تعوزه الحكمة والدراية بأحوال الزمان والمكان ودلالات النصوص فقالوا على الله بغير علم.أسأل الله أن يجنب بلادنا وأمتنا كل شر,وأن يقيها كل سوء وأن يصرف عنها كيد الأعداد وأن يحفظ أمن هذا الوطن وأن يرزقنا صلاح القول والعمل والتقوى في السر والعلن وأن يصلح حال المسلمين ويجنبهم كل سوء ومكروه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(كلمة الشيخ:د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس)
إن أحداث التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض جريمة نكراء وفعلة شنعاء وعمل فظيع وجرم شنيع ولون من ألوان الإفساد في الأرض وصورة من صور المحاربة لله ورسوله وللمؤمنين والغدر مع المعاهدين والمستأمنين وهي سابقة خطيرة تحمل نذر سوء وتورث قلقاً يخشى أن تمتد آثاره إلى أبعاد خطيرة وشرور مستطيرة. الشريعة الإسلامية قصدت إلى حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والمال والعرض وحرمت الظلم والعدوان وإزهاق الأنفس المعصومة وجعلت عاقبة ذلك الغضب واللعنة والعذاب العظيم في الدنيا والآخرة مصداقاً لقوله تعالى{ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله عذاباً عظيماً }وبقوله تعالى{من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}وقوله ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة))والواجب على المسلمين جميعاً أن يتعاونوا في القضاء على هذه الظواهر المفزعة وتلك السوابق المفجعة واستئصال شأفتها وأن يكونوا يداً واحدة وعيناً ساهرة لحفظ دينهم وبلادهم ومنهجهم والإبلاغ وعدم التستر على كل من أراد تعكير الأمن أو السعي في الأرض بالفساد والتبليغ عن كل مشترك في الجريمة سواء بجلب هذه المتفجرات أو الإعانة على نقلها أو التواطؤ في تهريبها أو السكوت على أصحابها. وندعو علماء الأمة ودعاتها لفتح الصدور والنزول إلى ميدان التوجيه وسد الثغور واحتواء الجيل وفتح قنوات الحوار الهادئ الهادف بكل مصداقية وشفافية ووضوح وموضوعية وحسن أسلوب وجودة في الطرح وصدق الرؤى وعمق في الحجة,كما ندعو المربين وأولياء أمور الشباب إلى ضرورة تحصين الجيل وحماية الناشئة من كل فكر دخيل ومنهج هزيل مشيراً إلى دور الأبوين والأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام في هذه المهمة العظيمة ودعوة الشباب إلى ألا ينخدعوا بالأفكار الهدامة والمناهج الضالة وألا ينساقوا وراء حرب الشبهات التي يروجها من قل علمه وضل سعيه وأن يحذروا أن يستجروا بدعوى الجهاد الموهوم إلى مثل هذه الأعمال الشنيعة فالجهاد في الإسلام له مفهوم وشروط وضوابط لا يخفى على أهل العلم. وهنا تكمن أهمية التحام الشباب مع ولاتهم وعلمائهم في هذه البلاد وأن يحرصوا على التمسك بعرى القيادة الشرعية والعلمية والرجوع إليها لاسيما في النوازل كما قال سبحانه وتعالى{ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}وأن يسلكوا سبيل الرفق واللين في الدعوة إلى الله وأن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وإنكار المنكر على مقتضى قواعد الشريعة ومقاصد الدين وآداب الإسلام وإظهار الوجه المشرق وعكس الصورة الحسنة عن الإسلام والمسلمين.
وهنا تبرز أهمية مراكز البحث العلمي وقنوات الحوار المعرفي في علاج مثل هذه الظواهر الغربية على مجتمعنا وبلادنا حتى لا تقابل الأفعال بردود أفعال وألا ينظر إلى النتائج في غفلة عن المقدمات وأن يعالج الكفر بفكر أصوب وأن يتولى أهل الاختصاص في الشريعة والأمن والتربية وعلم النفس والاجتماع دراسة هذه الظواهر وعلاجها العلاج الأمثل والأنجع حتى تسلم البلاد والعباد من عواقبها وشرورها مع الحذر ممن يريد الاصطياد في الماء العكر وينسب للدين ما ليس منه ويتهم المتدينيين،فليست كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء فحمة وألا يظن بشبابنا إلا الخير في جملتهم ولا تزر وازرة وازر أخرى ويجب أن
يشجعوا على سلوك منهج الوسطية بلا لغو ولا جفاء ولا إفراط تفريط وإن كان من غرر بهم قلة بحمد الله ففي الكثير من أبنائنا وشبابنا الخير فهم تربوا على منهج الدعوة الإصلاحية التي انبثقت من ربى هذه البلاد المباركة حرسها الله مشيداً بما تنعم به من أمن وارف الظلال واستقرار سابغ الخلال مهما حاول خفافيش الظلام النيل من أمنها وتعكير صفوها..سائلاً الله العلي القدير أن يديم عليها وعلى سائر بلاد المسلمين الأمن والأمان وأن يحفظ عاصمة التوحيد وسائر بلاد الحرمين وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وأن يسلمها من شر الأشرار وكيد الفجار وأن يرد كيدهم في نحورهم.
(تفجيرات الرياض..وجهل الفئة الضالة)
لشيح:عبدالعزيز بن صالح الحميد
لا شك أن ما حل من تفجيرات في الرياض أقدم عليها أناس لم يقدروا هذه الآثار الخطيرة المترتبة على هذه الجريمة البشعة أمر مؤسف وأمر يندى له الجبين وإذا أراد الإنسان أن يحلل هذه الحادثة بل هذه الحوادث المؤلمة يجد أنها منعطف خطير تمر به الأمة..وفي الحقيقة هذه البلاد بحمد الله ومنه بلاد الحرمين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين,هذه البلاد التي تطبق شريعة الإسلام وتدافع عن قضايا الإسلام وتحرص على أن تكون بلداً آمناً,هذه البلاد لا شك ندرك ونؤمن بإذن الله تعالى أن هذه الحوادث لا تهزها بل تزيدها إيماناً بأن من وراء هذه الحوادث سواء كانوا المخططين أو المنفذين سيرد الله سبحانه وتعالى شرورهم في نحورهم وسيحمي هذه البلاد وأهلها من كل شر ومن كل فتنة.
وإذا أسجل ألمي واستغرابي أن يحصل هذا الأمر في بلد يحكم الشريعة الإسلامية,إذا أسجل ذلك لأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحمي هذه البلاد من الشرور والفتن وأدعو إخواني الشباب أن يحذروا من هذه الفئة الضالة التي أقدمت على هذا الجرم الكبير والخطير وأدعوهم ألا يتأثروا بهذه الدعوات الضالة والمنحرفة المبنية على عقائد فاسدة وإن كانت تستند إلى ظواهر النصوص إلا أن تفسيرهم لهذه النصوص هو تفسير خاطئ,وإلا فأي مؤمن وأي عاقل ومسلم يجيز لنفسه أن يقدم على قتل الأبرياء وإشاعة الخوف ويقدم على هذه الجرائم الكبيرة؟إننا نعلم أن حرمة النفس محرمة في جميع الأديان.
النفس المعصومة فكيف بديننا الإسلامي الذي جعل القتل العمد سبباً في دخول النار{من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها}كما بين النبي أن قتل نفس معصومة بغير حق أشد عند الله سبحانه وتعالى من زوال الكعبة..وبين الله سبحانه وتعالى أن هذه النفس المعصومة لا يجوز قتلها ولا يجوز الاعتداء عليها بل أن هذا الاعتداء وهذا التفجير وهذا الإجرام هو ضرب من ضروب المحاربة وضرب من ضروب الفساد وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه حكم المحاربين وحكم المفسدين{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا}وقال تعالى{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}.
فالنفس المعصومة لا يجوز قتلها ولا الاعتداء عليها ولا يجوز أن يصدر فئة ضالة حكماً من الأحكام دون مستند من كتاب الله أو سنة رسوله ولا يجوز الاعتداء على الآخرين حتى ولو كانوا من أهل الذمة لأن لهم مالنا وعليهم ما علينا فهم آمنون في بلاد دخلوها بعقود وأهل الذمة معلوم أحكامهم في الكتاب والسنة وكتب الفقهاء فقد قرر الفقهاء رحمهم الله أن لهم أحكاماً لا يجوز الاعتداء عليهم بها فهم آمنون في بلد آمن.
لا يجوز أن يتخذ فئة ضالة قراراً في الاعتداء على الآخرين الآمنين,هذا في أهل الذمة فكيف بإخواننا المواطنين الذين قضوا نحبهم في هذه الجريمة سواء كانوا شباباً أو أطفالاً أو نساء وكذلك إخواننا المقيمين من المسلمين الذين حصل عليهم الاعتداء الآثم.
إنني أدعو الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمنها في ظل قيادتها الرشيدة,وأن يسدد خطى ولاة الأمر في القبض على هؤلاء ومن وراءهم لينالوا جزاءهم الرادع وفق الشريعة الإسلامية والله من وراء القصد.
(كلمة الشيخ:عائض بن عبدالله القرني)
إن هذه الأعمال المخالفة لشرع الله عز وجل ومن يؤديها يرتكب أمراً محرماً وعليه إثمه وأثم من تورط في مثل هذه الأفعال التي تخالف شرع الله وسنة نبيه .
وهذه الأفكار هي غريبة على مجتمعنا وهي مستوردة لأننا نحن أمة ودولة وشعب نعيش _ أو عشنا _ على كتاب الله وسنة رسوله ،وما عرفنا من علمائنا ولا مدارسنا تأييداً لأفكار تخالف دين الله عز وجل,بل عشنا على الوسطية والحمد لله في مناهجنا وفي جامعاتنا وفي دروسنا , ومحاضراتنا,وهذه الأفكار سبق أن ناقشتها في بعض المنتديات واللقاءات وبان لي أنها غريبة على المجتمع وأنها وفدت إلينا من أناس لا يملكون العلم الشرعي وليس عندهم عمق ..فتأثر بهم بعض شبابنا.
وسلموا لهم قيادات أنفسهم,فوقع ما وقع,وأما طرائق معالجة هذا الانحراف فهناك منافذ كبرى في المجتمع ينبغي أن تقوم بهذا العبء.
فعلى المسؤولين أن يفتحوا باب الحوار وقد ناديت بهذا في جريدة الرياض وجريدة الجزيرة,وأن يقبلوا الرأي الآخر وأن يجادلوا بالتي هي أحسن كما فعل علي رضي الله عنه مع خصومه،وغيره من الصحابة.
وعلى العلماء واجب أن يتصدوا لهؤلاء الشباب وأن يعطوهم من أوقاتهم وأن يجلسوا معهم,وأن يرفقوا بهم حتى يردوهم رداً جميلاً.
وواجب رجال الإعلام أن يتقوا الله عز وجل فيما يطرحون وأن تكون شريعة الله نصب أعينهم,وألا يستفزوا مثل هؤلاء الشباب بمقالات أو شيء يسيء للإسلام أو يسيء لولاة الأمر,أو تسيء للعلماء.
أو فيها تهكم بالدين فإن مثل هذه تكون حججاً لهؤلاء حتى يقول أساتذتهم انظر إلى صحفهم ومجلاتهم تستهزئ بالدين وتستهزئ بالعلماء وتستهزئ بالدعاة.
فليتقي الله رجال الإعلام ولا يكونوا سبباً في خراب المجتمع.
وأنصح أيضاً ولاة الأمور في بيوتهم أن يكون عندهم رقابة وخوف من الله عز وجل في إصلاح شبابهم وفي متابعتهم في مدارسهم وفيمن يجلس معهم فيختار لهم من الدعاة الناصحين والأخيار والصالحين الذين عرفوا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام,وسلوك مذهب أهل السنة والجماعة.
ودور المسلم في مثل هذه الفتن أن يتقي الله عز وجل وأن يكثر من الاستغفار وأن يقوم مع أهل الحق في مثل هذا ويلتف حول ولاة الأمر والعلماء والدعاة الصالحين وأن لا يصدر منه شيء يثير فتنة.
فإن الرسول أخبر بالفتن في آخر الزمن فقال((النائم خير فيها من القاعد ..والقاعد خير من القائم ..والقائم خير من الماشي..)) وقال لأحد الصحابة في يوم الفتن((كف عليك لسانك وليسعك بيتك..وابك على خطيئتك))فالمسلم إذا ما استطاع أن يقدم خيراً وإحساناً فعليه أن يكف لسانه ويده.
والإرهاب إرهاب العدو المحارب هذا في كتاب الله{ترهبون به عدو الله وعدوكم}.أما إرهاب المسلمين والمستأمنين في بلادهم فهذا محرم .فعلينا أن نميز بين الكلمتين.
ملاحظة(ما نأخذها كما يعطينا الإعلام الغربي)لأن في القرآن ترهبون به عدو الله وعدوكم في حالة الحرب,المحارب يرهب كما قال سبحانه وتعالى هذا في الجهاد.
أما المسلم والمعاهد والمستأمن فلا يجوز وهذا أمر محرم,لأن الرسول قال((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))وقال((إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا..))فدل على أنه يجب علينا أن نؤمن من استأمن بنا بمعاهدات ولم يكن محارباً في صف المحاربين.
ولقد بين الله سبحانه لنا في كتابه ورسوله في سنته طرائق الدعوة {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}وقال{وقولوا للناس حسنًا} {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك} فنحن بعثنا رحمة للعالمين ما بعثنا نقتلهم,ولذلك يقول الرسول ((لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)).
بعثنا هداة نهدي الناس بالتي هي احسن إلى دخول الجنة..جنات النعيم أما القتال والجهاد فله أحكامه الخاصة وأبواب معلومة يعلمها العلماء.
وفي ظل هذه الأحداث يجب على المواطن أن يكون رجل أمن وأن يكون لبنة صالحة في مجتمعه بتوجيهه أبناءه إلى جمع الشمل وتوحيد الكلمة وعدم تمزيق الصف وأن يعود هو وأمثاله إلى أهل العلم العارفين،أهل الدراية لسؤالهم في مثل هذه المسائل وأن لا يجتهد اجتهاداً فردياً أو شخصياً يؤدي به وبمجتمعه إلى عواقب وخيمة.
وإني أقول إذا سكت العلماء ولم يوضحوا ولم يشرحوا فإننا سوف ندخل جميعاً في نفق مظلم وأنا أطلب من المجلة الناجحة – مجلة الإرشاد – وفق الله القائمين عليها،أن تبرز هذا القول وأنا أطالب رجال الإعلام وقنوات الإعلام والصحف والمجلات أن تفتح المجال للدعاة وطلبة العلم المعروفين بمنهج الوسط والاعتدال ليكتبوا لهؤلاء الشباب والمجتمع ويبينوا آراءهم ويدعوهم بالتي هي أحسن.
ولا تحجم أدوار هؤلاء العلماء ويكتب أناس مرتزقة أو أناس ملوثة أفكارهم يستفزون مجتمعنا وشبابنا,لأني أرى في المجالس من يشكو حتى من الشباب ممن ينال من دينهم وينال من الدعاة وينال من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتعرض للعلماء..هذا الاستفزاز يؤدي إلى تمزيق وحدة المجتمع والوحدة الوطنية.
وكذلك أدعو الجميع إلى تقوى الله عز وجل وإلى العودة الصادقة إلى الله وكثرة الاستغفار والتوبة لأننا نخشى جراء ذنوبنا أن يسلط الله علينا وأن نعاقب,فوصيتي للشباب أن يتقوا الله عز وجل وأن يلتفوا حول العلماء وطلبة العلم والدعاة ويأخذوا العلم من مصدره الموثوق،ولأولياء أمور الطلاب بما سلف أن يراقبوا أبناءهم من الوقوع في المعاصي والمخالفات الشرعية وينبهوهم من الغلو في الدين فنحن أمة وسط قال تعالى{وجعلناكم أمة وسطا}وصية للخطباء وأئمة المساجد أن يجعلوا منابرهم منابر هداية ورشد فيها من جمع الكلمة وتوحيد الصف وفيها التحدث عن الموضوعات التي تهم الناس في تربيتهم وأخلاقهم وآدابهم وكذلك المربين والمعلمين أن تكون التربية قبل التعليم.
وأوصي رجال الإعلام أن يتركوا مساحة واسعة للعلماء والمربين والدعاة وأن لا يحجموهم بحجة أنه لا يوجد عندهم أوقات.
ورجال الأمن أن يتقوا الله ويراقبوه وأن يحسنوا التعامل مع الناس وأن يكونوا مستأمنين على ما اؤتمنوا عليه من حفظ للأمن ومن سعي في ذلك وأن يحتسبوا في ذلك الأجر.
وأقول للمتهورين أقول لهم اتقوا الله عز وجل في أنفسكم وفي بلادكم وفي أهلكم وأمهاتكم وآبائكم لابد من أن تفكروا في نتائج هذا العمل الذي قد يودي بأرواح وأنفس ودماء وأموال,وسوف يسألكم الله سبحانه وتعالى عن قتل المسلمين مثل السعوديين الذين قتلوا,وأقول لهم إذا كان عندكم شك في المعاهدين فما الحال في المسلم الآن ولو طلب هؤلاء العلم ما وقع هذا. (الإرهاب ظاهرة لا دين لها ولا وطن)
د.عبدالعزيز بن صفر الغامدي رئيس أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.
إن الآثار المترتبة على الجرائم الإرهابية التي تعد من أبشع جرائم هذا العصر وأكثرها وحشية لقيامها على تدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين وتقويض المكتسبات الحضارية لكثير من بلدان العالم.
والإرهابي لا يقدر حقوق الإنسان ولا يأبه بالقيم التي حضت عليها الأديان السماوية ولاسيما الشريعة الإسلامية السمحة التي تقوم على نبذ العنف والتخريب,كما يهدد الإرهاب السلام العالمي والأمن الإقليمي للأمم ومصالحها الحيوية وهو ظاهرة عالمية لا دين لها ولا وطن والمجتمعات العربية على اختلافها تنبذ الظاهرة الناتجة عن الفهم السقيم لمجموعات فاقدة للحس الوطني والفهم الصحيح لتعاليم الإسلام.
وانطلاقاً من ذلك فإن أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية وهي الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب تستشعر عظم المسؤولية إزاء تعاظم خطر هذه الجرائم على المجتمعات الإنسانية,وانطلاقاً من هذه المسؤولية وتأكيداً على الدور الرائد الذي تضطلع به في مجال العلوم الأمنية دأبت الأكاديمية على تناول المشكلات ومعالجتها باستخدام الأساليب العلمية والبحثية المتخصصة سعياً نحو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل في جميع المجالات.
وبتوجيهات مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الأكاديمية وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب فإن موضوع الإرهاب يأتي على رأس القضايا التي تحرص الأكاديمية على معالجتها بأساليب علمية مدروسة من خلال برامجها وأنشطتها العلمية نظراً لخطورة هذه الجرائم وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الدولي نتيجة للتطور المستمر لهذه الجرائم بفعل تقدم وسائل الاتصال.
ومن هذا المنطلق فقد تولت الأكاديمية تنفيذ البرنامج العلمي للخطة المرحلية لتنفيذ بنود الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب الموقر في دورته الرابعة عشرة ونفذت الأكاديمية الخطة كاملة من خلال المناشط المنفذة عبر مرافقها ومراكزها العلمية المختلفة كما نفذت الأكاديمية عدداً من الأنشطة الإضافية التي تصب في وعاء مكافحة الإرهاب,إيماناً منها بضرورة تكثيف الجهود المبذولة لدرء هذا الخطر على أسس علمية مدروسة.
والأكاديمية بهذا تكون مسؤولة عن الشق العلمي من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب من حيث تقدم المادة العلمية بحثاً وتدريباً وإسهاماً في الإطار الإعلامي والتثقيفي،فقامت في هذا السياق بتنظيم الدورات التدريبية والدورات التطبيقية والحلقات العلمية التي بلغ عددها (73)دورة وحلقة تناولت الموضوع من مختلف جوانبه وأبعاده.
ونظم مركز الدراسات والبحوث بالأكاديمية في هذا الإطار ثماني دورات علمية داخل دولة المقر وخارجها.
أما في مجال الدراسات والبحوث فقد أنجزت الأكاديمية (15) دراسة علمية عن واقع الإرهاب وأساليب مكافحته،واستعرضت هذه الإصدارات ظاهرة الإرهاب والعوامل التي تساعد على تفاقمها وخلفياتها الاقتصادية والسياسية والدينية،وحاولت وضع الحلول التي تحد من أخطرها وتعمل على علاجها من جذورها وتناولت هذه الدراسات جميع أشكال الإرهاب بالتحليل الدقيق وتنوعت موضوعاتها لتغطي موضوعات مثل أمن المطارات وإدارة الأزمة في الحدث الإرهابي ووقع الإرهاب في الوطن العربي،وحماية المنشآت المهمة,والوسائل التي يتبعها الإرهابيون,ومكافحة الإجرام المنظم,والإرهاب باستخدام المتفجرات،وتشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي وغيرها وإضافة إلى طباعة ونشر أعمال الندوات التي تناولت مشكلة الإرهاب في شكل إصدارات علمية تتضمنها الأوراق المقدمة في هذه الملتقيات والنتائج والوصيات التي توصلت إليها.
وقد تم توزيع هذه الإصدارات على جميع مراكز البحوث والجامعات والمعاهد الأمنية والأجهزة العربية المختصة ذات الصلة,سعياً نحو تحقيق الغايات المنشودة.
وفي مجال المعارض الأمنية خصصت الأكاديمية جناحاً في معرض الأجهزة الأمنية عرضت فيه معدات ووسائل مكافحة الإرهاب فضلاً تخصيص جناح في معرض الكتاب الأمني الذي تنظمه الأكاديمية سنوياً تعرض من خلاله الكتب والمطبوعات التي تتناول ظاهرة الإرهاب,كما يقوم قسم التقنيات العلمية بتوثيق كل مناشط الأكاديمية العلمية ومنها ذات الصلة بالإرهاب,وتعميم هذه الأفلام والتسجيلات على الدول العربية,وفي مجال الدراسات العليا ناقشت الأكاديمية (28) رسالة ماجستير لطلاب من معهد الدراسات العليا بعد أن ضمنت الأكاديمية مناهجها العلمية المقدمة للدارسين في مرحلة الماجستير والدبلوم العالي,عدداً من الموضوعات في مجال مكافحة الإرهاب,وفي الإطار الإعلامي نشرت كل من مجلة الأمن والحياة الشهرية والمجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب عدداً من الدراسات والتحقيقات واللقاءات الصحفية حول الإرهاب وسبل مواجهته,كما شاركت الأكاديمية في معظم المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تناولت موضوع الإرهاب واستضافت بعض هذه الملتقيات.
وأخيراً ورغم قصر المدة منذ بداية تنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب فإن أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية قد حققت كل هذه الإنجازات بفضل الله تعالى ثم بفضل التوجيهات الحكيمة والمباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الأكاديمية وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب الذين أولوا هذه الأكاديمة جل اهتمامهم ورعايتهم حتى صارت بيت الخبرة الأمنية العربية.
(الإسلام أيسر من حمل السلاح لنشره)
الشيخ:د.سعد البريك داعيه ومفكر إسلامي. إن من الفتن التي تدع الحليم حيران ذلك الخلط واللبس في فهم الإسلام إلى حد تقلب فيه المقاصد ليسعى من لا يحظ له في الفقه والفهم الصحيح للدين ومقاصد الشريعة إلى تحصيل المفاسد ودفع المصالح من حيث يدري أو لايدري.
وإن مما لا شك فيه أن الاستقامة على هذا الدين هي ميزان الثبات في أمر الله,والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
إن الإسلام أيسر من حمل السلاح إلى نشره,وإن الإسلام أو ضح من أن يحتاج إلى الخلايا والأقبية والسراديب من أجل رفعه وإعلاء شأنه.
إن الإسلام أقوى وأثبت من أن نظن أن بقاءه متوقف على فعل جاهل أو اجتهاد قاصر.
هذا الدين جاءت نصوصه وأحكامه وشرائعه يسراً وسهولة ورفعاً للحرج ودفعاً للمشقة وجلباً للمصالح ودفعاً للمفاسد,هذا الإسلام الذي أصبح الناس بدونه في حيرة إلا من رحم الله أمام سلوك غريب وتصرف عجيب,ظاهرة يحمل شعار الإسلام وباطنه يخالف غايات الإسلام.
من أصول هذا الدين وقواعد الشريعة أن الدماء والأعراض والحقوق والأموال معصومة ممنوعة معظمة محرمة لا تستباح باجتهاد قاصد ولا تسفك برأي متحمس ولا تهدر بحماس مقتدر .
أليس الذي يرتكب جرماً – يوجب قتله شرعاً – يعقد له جمع من القضاة ينظرون أمره ويدرسون قضيته,ثم يرفع إلى جمع أضعاف الأولين للنظر في صحة هذا الحكم من عدمه ثم يرفع إلى جمع أضعاف المتقدمين لينظر هل يسفك دمه أم لا بعد التحقق من جنايته فما بالنا نسمع ونرى ونشاهد أعمالاً تقضي إلى سفك الدماء وضياع الحقوق ؟ إننا في خطر ولا مزايدة لأحد علينا.
ولا نرضى بعمل تنمو بموجبه خلايا سرية في سراديب وكواليس تحت جنح ليل مع جهل حماس وعاطفة بلا علم تسبب العاصفة,لا مزايدة لهذا على ما أوجب الله وشرع من التثبيت والنظر والتأمل والتريث ولا مبرر لهذا.
الكل سمع أو قرأ أو شاهد ذلكم البلاء وليس النبأ وذلكم الخطب وليس الخبر الذي من الله عز وجل بوأده قبل انفجاره ومحاصرته قبل انتشاره.
ولكن التردد والحياء والمجاملة في نقد مثل هذه التصرفات وأفكارها وبيان خطرها وتبعاتها وبراءة الإسلام ودينه والفهم الصحيح منها,يجعلنا ندفع الثمن من أنفسنا وأبنائنا واقتصادنا وأبناء مجتمعنا.
وإن الشر مرفوض أياً كان فاعله,وإن كانت هذه الأيادي الفاعلة تنسب نفسها إلى الصلاح أو الخير, لا تأخذنا المجاملة إذا رأينا سمات ظاهرة فإن الثابت على حقيقة ما شرع الله عز وجل هو المحك الصحيح بمثل هذه الأمور.
إن الدعوة إلى الله على علم وبصيرة هي صمام الأمان ,وما هذا الفعل إلا دليل على بعد واضح عن العلم الشرعي وطلبه وتحصيله على أصوله وقواعده .
مبيناً أن الفتن ليست جديدة ولكن يسلم الناس منها بقدر اجتهادهم في رفضها وإنكارها والتواصي بالسلامة من شرها وآثامها,ومن ابتلي بمثل هذه الفتنه فباب التوبة مفتوح إلى الله عز وجل, وليس عيباً أن يقلع من استدرج إلى مثل هذا الفكر إنما العيب أن يمضي على الضلال والانحراف في هذا الفكر.
وحمل السلاح لا يعني الفقه الشريعة فقد تحمل السلاح ولكن لا يعني هذا أن تكون فقيهاً مجتهداً,إذا انتهى الجهاد أو ما زالت أبوابه مفتوحة ولم تكن في ساحاته ورجعت إلى بلاد الإسلام عد إلى أهل العلم والعلماء إلى المشائخ وامكث معهم تعبد بأرض الله بما شرع الله واطلب اللقمة الحلال ورب أسرتك ..أسعد أولادك..عش في مجتمعك ..ازرع..تاجر..بع واشتر..تعلم ..اقرأ تمتع بدنياك بما أباح الله.
إن هذه الشريعة ما جاءت شقاء على العباد بهذا التصور.
وهذا الفعل هدر لطاقات الشباب وتمزيق لشملهم وتدمير لجهود الدعاة وإتلاف للأموال المعصومة وترويع للآمنين وإخلال للأمن وتشويه لصورة الإسلام,ومثل هذه الأعمال لا يقف وراءها فقط الفهم المنحرف للدين والعقيدة بل سيدخل فيها مرتزقة من أصحاب تصفية الحسابات والأخذ بالثارات واستغلال الفوضى والهيجاء..ومن مخاطرها تنفير الناس من دين الله والتشكيك في الصالحين من عباد الله واتهام خطاب الدعاة إلى الله عز وجل, وذلك عرقلة لمسيرة الدعوة إلى الله عز وجل..لذلك يجب السلامة والبعد والنأي عن مثل هذا,والعلاج موجود في كتاب الله وسنة رسوله.
فيجب على الشباب بالتمسك بالكتاب بفهم العلماء الأثبات الثقات والتمسك بالسنة بفهم العلماء لنصوص السنة لاجتناب مشكلات الغلو والتطرف والانحراف.
( الظاهرة دخيلة على مجتمعنا )
الدكتور:صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العالم للندوة العالمية للشباب المسلم .
إن الجريمة الإرهابية التي وقعت في مدينة الرياض فعل مشين لا يقره شرع ولا عقل, إن قتل الأبرياء وترويع الآمنين محرم شرعاً,وأن من يقره يحمل فكراً دخيلاً على أمتنا ومجتمعنا,وعلى شباب هذا الوطن الرجوع إلى علماء الأمة,والأخذ برأيهم في الملمات والحوادث والمستجدات,وأن يتبينوا في أخذ قناعاتهم وآرائهم,وأن يبتعدوا عن الأهواء والرغبات الشخصية,وأن يدركوا أننا في سفينة واحدة يجب علينا إيصالها إلى بر الأمان,وأن يدركوا الأخطار الكبرى التي تحيط بالأمة,خصوصاً في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية الجديدة وأن تكون سنة الرسول الله هي الهادي الذي يقودنا ويؤمنا,نلتزم بها ونهتدي بهديها.
وعلى المؤسسات الإعلامية والتربوية ومؤسسات المجتمع المدني أن تضطلع بمسؤولياتها وأن تتلمس حاجات الشباب ومشكلاتهم وتقترب منهم لتفوت الفرصة على أي فكر دخيل أو منحرف .
أمتنا بحاجة في ظل هذه الظروف إلى التماسك والترابط والوقوف صفاً واحداً خلف أولي الأمر وقيادة المجتمع,وإننا أحوج ما نكون إلى فتح قنوات الحوار لنفوت الفرصة على من يريد بالأمة الانجراف وراء نزوات عاطفية أو أفكار منغلقة,وعلى كل غيور على هذا الوطن وعلى مكتسباته أن يكون صمام أمان لتماسكه والحفاظ على أمنه واستقراره,فهو بلد الحرمين الشريفين,ومهبط الوحي السماوي،وقلب الأمة الإسلامية النابض,وكذلك لابد من الإسراع في عقد حلقة نقاش وندوات يجتمع لها ثلة من العلماء والمفكرين والمتخصصين الاجتماعيين والدعاة والمسؤولين في الدولة لمناقشة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا,ووضع التوصيات والمعالجات اللازمة والحاسمة لها.
( الإسلام أبعد ما يكون عن إرهاب الناس )
لشيخ:عبدالعزيز بن عبدالله العمار وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد.
إن العالم يمر هذه الأيام بوضع خطير,والأمة الإسلامية تمر بها أحداث جسيمة تتطلب منها أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى,وأن تسأله أن يرفع ما بها وأن يهديها لسبيل الرشا,وأن يجنبها الويلات والمشكلات.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نرجع إليه وأن نعتصم به في حال العسر واليسر,في حال المنشط والمكره.
لقد جاءت شريعة الإسلام لتحقيق المصلحة التي تثبت بالنصوص الدينية,وهي التي تحقق المقاصد الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والمال والعقل والعرض,لأن حياة الإنسان تقوم على هذه الأمور الخمسة,ولا تتوافر الحياة الإنسانية الرفيعة إلا بها.
والمقصد العام للشريعة الإسلامية هو عمارة الأرض وحفظ نظام التعايش فيها واستمرار صلاحها بصلاح المستخلفين فيها وقيامهم بما كلفوا به من اعدل واستقامة ومن صلاح في العقل وفي العمل وإصلاح في العقل وفي العمل وإصلاح في الأرض واستنباط لخيراتها وتدبير لمنافع الجميع.
والإسلام يدعو إلى التوسط والاعتدال,قال سبحانه وتعالى{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولا على الله إلا الحق}كما أن الله نهانا عن الطغيان,قال سبحانه وتعالى{فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير}وقال رسول الله ((إياكم والغلو في الدين)).كل هذا وغيره من الآيات والأحاديث نهت عن الغلو, فقد نهى المسلمون عن الغلو في دينهم وفي الاعتقاد والكفر منذ عهد الصحابة الكرام مرورا ًبفترات تاريخنا إلى عصرنا المشهود,لما جره الغلو من أخطار عظيمة ومصائب جسيمة.
قال رسول الله ((يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم.فالله سبحانه وتعالى يدعونا إلى الوسطية والتمسك بالكتاب والسنة فلا غلو ولا جفاء.
وعلاج ذلك هو الاعتصام بالكتاب والسنة,وترك الجرأة في الحديث عن العلم,واحترام العلماء ولزوم جماعة المسلمين.
إن العمل الإجرامي الذي قامت به الفئة الضالة في الحادي عشر من ربيع الأول واستهدفت أمن الوطن وترويع الآمنين وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق أمر محرم لا يقره الإسلام,ولا تقره به كل مسلم يؤمن بالله ولا تقره النفوس السليمة,فهو عمل مشين لأنه اعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع الآمنين.
إن الإسلام أبعد شيء عن إرهاب الناس وترويعهم وقتلهم,وتحريم الإسلام للإرهاب الذي هو العدوان,وتأمر بالعدل والسلم قال سبحانه وتعالى{ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
والإسلام لا يكتفي بإدانة الإرهاب العدواني بل يحرص على وضع وسائل لعلاجه,فالإسلام ينبذ العدوان على البشر لأنه اعتداء على الإنسانية جميعاً,يقول سبحانه وتعالى{من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً},والإسلام يحرم الاعتداء على الأنفس المعصومة سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة.
فلا يجوز الاعتداء على النفس المسلمة وقتلها بغير حق ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب,يقول الله تعالى{ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} ويقول النبي ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث:بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة)) متفق عليه.وهذا دليل على عظم حرمة دم المرء المسلم كما أن أموال المسلمين محرمة محترمة بقول النبي ((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكن هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) أخرجه مسلم,ويقول أسامة بن زيد رضي الله عنهما:بعثنا رسول الله إلى الحرقة فصحنا القوم فهز مناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته,فلما بلغ النبي فقال يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذاً فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم متفق عليه,فقد كفل الإسلام لأهل الكتاب حق حماية دمائهم وأنفسهم وأبدانهم ,وقتلهم حرام بالإجماع.
يقول النبي :من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة,وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً,رواه أحمد والبخاري في الجزية.
كما كفل حماية أبنائهم ونسائهم ومعاملاتهم من المسلمين وفق الأخلاق الإسلامية الفاضلة القائمة مع المسلمين,وهذا يدل على حرمة الدماء ولو كان من غير المسلمين.
وما قام به من نفذوا هذه العمليات من قتل أنفسهم بتفجيرها فهو داخل في عموم قول النبي ((من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة)) أخرجه أبو عوانة في مستخرجه من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه.
كما أنه لا توجد حجج ولا مبررات لمثل هذه الأعمال الإجرامية التي يسوقها هؤلاء الضالون لتبرير أفعالهم الدنيئة التي تستهدف ترويع الآمنين وإنما هي أوهام وأباطيل ودسائس من الخارج فهم لا يحملون فكراً مستقيماً,ولا رأياً صحيحاً,فتفجير المباني التي يسكنها الأبرياء ليس من الدين.
إن هذه البلاد تقوم على أساس الشريعة الإسلامية منذ تأسيسها,والمجتمع السعودي يقوم على المحبة والعدالة والمساواة وينعم بأمن ورغد من العيش فجر في نفوس الحقد فهي لا تريد لهذه البلاد أن تنعم بهذه النعم من الله سبحانه وتعالى,وكل صاحب نعمة محسود.
ومن يقف وراء هذه العمليات الإجرامية فهم أصحاب قلوب مريضة حاقدة.
وفي تاريخنا وجد مثل هؤلاء منذ أن قامت الفئة الباغية على الخليفة الراشد عثمان بن عفان ,وخرجت الخوارج,وعلى الخليفة الراشد علي بن أبي طالب,والصراع بين الحق والباطل موجود,والله تكفل بنصر المؤمنين وحفظهم والدفاع عنهم.
وأود أن أقول إنه واجب على كل مسلم أن يحافظ على المجتمع الذي يعيش فيه وأن يشعر أنه مع إخوانه الموظفين والمقيمين في سفينة واحدة وفي بيت واحد,حق المجتمع عليه أن يبلغ عن أي انحراف يراه,ويكون بمثابة رجل أمن يحمي مقدرات الوطن وممتلكاته ومن واجبة النصح لله ولرسوله,فلا يجوز التستر والتساهل في مثل هذه الأمور الكبيرة,وهذا واجب على الأب في بيته وعلى المدرس في مدرسته وعلى الأستاذ في جامعته وعلى كل إنسان في عمله.
( نحو مشروع وطني لمكافحة الإرهاب )
د.مساعد بن إبراهيم الحديثي أستاذ علم الاجتماع الجنائي المدير العام لمركز البحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
ما الذي يجعل شاباً مسلماً نشأ على الإسلام يتحول إلى أداة مرعبة للقتل والتدمير,فيقتل نفسه التي حرم الله قتلها إلا بالحق أمام بوابة لإسكان مدني مليء بالأبرياء من الأطفال والرجال,في منظر رهيب لم تستطع تصويره حتى أبشع أفلام الرعب التي بلغت القمة في تخويف الناس وتصوير مشاهد القتال والدمار؟ ما هو الفكر أو المنطق الذي يغذي تلك السلوكيات البشعة ويوجد لها التبريرات؟ ماذا يهدف أولئك الأشخاص إلى تحقيقة من خلال القيام بهذه الأعمال إلى جانب الإرهاب والترويع والإخلال بالأمن وبث الفوضى.
أسئلة كثيرة تتسابق في الذهن تبحث عن إجابات,والقارئ الكريم يدرك أكثر مني صعوبة الإجابة عنها من خلال مقالة كهذه أو حتى من خلال عشرات المقالات والآراء والتوقعات.
الأمر أيها السادة جد خطير,والمسألة تحتاج إلى وقفة جادة حازمة عاجلة وعلى كافة المستويات حفاظاً على أمن هذا البلد الغالي على الجميع،وحفاظاً على مكانته المتميزة,عالمياً وإسلامياً وعربياً,وحفاظاً على مكتسبات التنمية التي تحققت خلال العقود الماضية,وحفاظاً على الوحدة الوطنية التي قل أن تجد لها مثيلاً في العالم وحفاظاً على أرواح الأبرياء وأموالهم وممتلكاتهم.
لقد كانت المملكة العربية السعودية مضرب المثل في الاستقرار والرخاء والأمن على مستوى العالم كله،وإن كانت –ولله الحمد والمنة- لا تزال كذلك ,إلا أن تلك الصورة الناصعة البياض قد شابها شيء من التشويه الذي يحتاج إلى معالجة فعالة لتعود الأمور كما كانت,بعون الله,ثم بتكاتف الجهود من الجميع.
ينبغي ألا يتكرر ما حدث,ومسؤولية تحقيق ذلك تقع على كاهل كل مواطن ومقيم على أرض هذا البلد الطاهر بدءاً من القيادة وانتهاءاً بالموطن العادي الذي ينعم بالأمن والرخاء.
إنها مسؤولية متعددة الجوانب ومترابطة الأطراف,لها أبعاد دينية وسياسية وأمنية واجتماعية وثقافية ولإعلامية واقتصادية في نسيج يشير إلى أن الظاهرة التي نتحدث عنها ليست يسيرة الفهم و يسيرة العلاج.
هل يمكن أن نفسر ما حدث على أنه نتاج لمناهج التعليم في بلادنا؟ وهل يمكن الربط بينه وبين البطالة أو الفقر أو الفراغ؟ وكيف يمكن لعاقل أن يقول إن خطبة الجمعة قد تكون السبب لأن نصل إلى ما وصلنا إليه ؟إن هذا كله يدخل ضمن إطار تبسيط الأمور والبحث عن حلول سطحية عاجلة دون الانتباه إلى البعد التاريخي لهذه الظاهرة ابتداء مما يسمى بالجهاد الأفغاني ضد السوفييت وما تفرع عنه من تنظيمات وظروف وملابسات والبعد الجغرافي المترامي الأطراف ابتداءاً كذلك من أفغانستان ومروراً بالشيشان والبوسنة والعديد من الدول التي لا يتسع المجال لذكرها,وهناك بعد عقدي قائم على أفكار غريبة عن تراثنا ومجتمعنا تقوم على مبادئ التكفير لكل مخالف في الرأي واستهداف غير المسلمين والخوارج على ولاة الأمر وجعل ذلك كله تحت اسم الجهاد في سبيل الله.
إنني لا أهدف هنا إلى البحث عن إجابات أو محاولة ترجيح رأي أو الربط بعامل,فلا زلت أعتقد أن المسألة أكبر,وإنما أدعو من خلال هذه المقالة إلى تأسيس مشروع وطني لمكافحة الإرهاب تتبناه الدولة,أيدها الله ,ويسهم في دعمه أبناء هذا الوطن من المحسنين ورجال الأعمال والبنوك والشركات والمواطنين,ويعمل على تنفيذ برامجه نخبة من العلماء والدعاة والباحثين,مشروع وطني جاد لا يبحث عن أنصاف الحلول ولا يستعجل النتائج ولا يخضع لقيود الروتين وضعف الإمكانات,مشروع وطني يسهم في إنقاذ الوطن الغالي من انعدام الأمن وترويع الآمنين والبعث بالوحدة الوطنية المقدسة.
مشروع وطني يقوم على أسس علمية سليمة ويستثمر جهود الجميع ويفيد من تجارب الآخرين,مشروع وطني يضع الحلول الناجعة لكل المشكلات التي أدت إلى ما نعيشه اليوم من خلل اجتماعي يحتاج إلى المزيد من الفهم والعلاج.
هذا المشروع ينبغي أن يكون على هيئة مؤسسة وطنية ذات شخصية اعتبارية مستقلة تجمع لها التبرعات من الجميع في حملة وطنية شاملة,ويوضع لها تنظيم إداري ومالي متطور ومرن وتعمل على تحقيق العديد من الأهداف,والتي من أبرزها:
1.إعداد بحوث ودراسات علمية متعمقة لتحليل وفهم ما حدث,ووضع الحلول العملية للتعامل معه.
2.إعداد برامج دعوية وثقافية وإعلامية خاصة بالتوعية والتوجيه ونشرها عبر وسائل الإعلام والتركيز في ذلك على فئة الشباب.
3.تنظيم المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش الخاصة بالقضايا الفكرية والاجتماعية والثقافية التي استجدت في السنوات الماضية.
4.دراسة الظواهر الفكرية والاجتماعية المستجدة في المجتمع,واقتراح ما يناسب للحد من آثارها السلبية.
5.تنسيق ودعم الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية فيما يتعلق بمكافحة الفقر والبطالة والفراغ.
6.دراسة الآثار المترتبة على انتشار وسائل الاتصال والترفيه في المجتمع وبخاصة القنوات الفضائية والإنترنت,وفتح قنوات جديدة للتواصل والحوار.
7.دراسة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي نشأ فيها من عرف بالانتماء للتنظيمات الإرهابية ومقارنة تلك الظروف لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف.
8.رصد الأفكار التي يروج لها دعاة العنف والإرهاب وتحليلها والرد عليها بعملية ومنطقية.
9.الاستماع إلى الشباب ومعرفة ما ينتشر بينهم من ظواهر وأفكار وسلوكيات ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم ضمن إطارات تمنح قدراً من الحرية وتقدير الرأي الآخر.
10.مساعدة الأسر التي تعاني مشكلات مع بعض أفرادها من الشباب خصوصاً الذين سافروا إلى خارج المملكة تحت اسم الجهاد في سبيل الله,وإعادة تأهيل أولئك وفقاً لأساليب علمية مدروسة.
11.دفع تعويضات للمتضررين من الأعمال الإرهابية مادياً أو نفسياً.
وغيرها من الأهداف والوسائل التي يمكن دراستها وتحديدها من خلال فريق علمي من المتخصصين يؤلف لهذا الهدف.
وما أوردته هنا ليس سوى محاولة متواضعة لاقتراح عملي أعتقد أنه هو السبيل الأمثل للتعامل مع هذا الوضع المعقد,وهو ليس حلاً سحرياً سريع المفعول,وإنما تنظيم مؤسس يوحد الجهود,ويتعامل مع المشكلة بمنظور علمي,ويبتعد عن المعالجة العاطفية والمرتجلة.
ما حدث هو نتاج لعقليات مريضة تعرضت لسنوات من التغريب والتضليل,ولا يدعي أحد أن هذه الظاهرة سوف تزول سريعاً من خلال حلول أمنية حازمة,فالقضية في حقيقة الأمر ليست أمنية فقط وإنما لها أبعاد عقدية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية,ولن يكون هناك حل مفيد ما لم تؤخذ كل هذه الأبعاد في الحسبان.
إن منظر الجثث المتفحمة عند أبواب المجمعات السكنية يدل,بدون شك على أننا أمام خطر كبير يحتاج منا جميعاً إلى وقفة صادقة حازمة قبل أن يتسع الخرق على الراقع,لا سمح الله,ولن يجدي الشجب والاستنكار شيئاً ما لم تتبعه إجراءات عملية ملموسة تعيد النظر في الكثير من الأمور التي غفلنا عن معالجتها,والكثير من السلوكيات التي انشغلنا عن تقويمها.
لابد أن يتحمل كل منا مسؤوليته ويقوم بها خير قيام,ولا عذر لمقصر أو متقاعس,فنحن في سفينة واحدة تمر عبر بحر متلاطم من المشكلات الدولية والمتغيرات المتلاحقة والتحديات المستجدة.
ومزية هذا البلد المسلم الآمن كانت في أمنه ورخائه واستقراره وستبقى بإذن الله كذلك,وسيبقى هذا الوطن عزيزاً بالإسلام قوياً بحكومته الرشيدة الحريصة على أمنه واستقراره,شامخاً بمواطنيه الذين أعطاهم الكثير وجاء دورهم ليعطوه دون من ولا تردد..والله الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
( من المسؤول عن التفجيرات )
لشيخ:د.محمد بن عبد الحمن العريفي عضو هيئة بكلية المعلمين.
سؤال كبير..أليس كذلك؟
ولكن من حق كل عاقل أن يسأله..فضلاً عن أن يكون مسلماً..من المقرر عند كل من له أدنى معرفة بدين الإسلام أن ترويع الناس وتخويفهم من غير سبب شرعي أمر غير مقبول..نحن جميعاً نستنكر هذا العمل,ونعتبره من الأعمال المضرة بالبلاد,وقد تعدى ضرره في صد أقوام من غير المسلمين عن الدخول إلى الإٌسلام.
ووجود نوع من الشطح في التكفير عند فريق من المنتسبين إلى التمسك بالإسلام..أمر ليس بالجديد..فقديماً قسم النبي أموالا ًبين الصحابة..فأقبل عليه رجل وجعل يردد قائلاً:يا محمد اعدل فإنك لم تعدل..يقول هذا لنبي يأتيه الوحي من السماء..فهذا الفكر المنحرف عند هذا الرجل..لم يستح من طرحه أمام نبي ما ينطق عن الهوى..هذا أولاً..
وثانياً:كل من تصرف من تلقاء نفسه دون أن يستعين بجماعة العلماء والعقلاء..ففي الغالب أن الصواب بجانبه.
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه:أشيروا علي أيها الناس..وأخذ برأي سلمان في حفر الخندق..ورأي الحباب بن منذر في معركة بدر..وأي أم سلمة في الحديبية إلى غير ذالك..وكان يجعل الحق مظنته..يدور معه حيث دار..
وأمر ثالث مهم:وهو أنه لو أخطأ طبيب في عملية فمات المريض..من السفاهة أن نذم الطب ونغلق كلياته..ولو أخطأ مهندس فسقط البيت على ساكنيه..فخطأ أن نغلق كليات الهندسة..وكذلك أخطاء المنتسبين إلى الإسلام..لا يتحملها الإسلام..فالإسلام يحترم العهد والميثاق..قال تعالى{يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}ويحرم قتل النفس المحرمة إلا بالحق..قال تعالى{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}.
وما يفعله بعضهم من تجاوز لما قرره ولي الأمر من اعتداء على معاهدين أو ترويع لآمنين..ليس من الإسلام في شيء..
رابعاً:الأمن مسؤولية الجميع..أن يأمن المسلمون على ضروريا تهم الخمس وهي الدين والعرض والمال والنفس والعقل..فعلى الدولة مسؤولية حفظ الأمن بهذا المفهوم الواسع..وأن تجند الأجهزة لهذا الغرض..وأن يقوم كذلك كل مسلم بواجبه لتحقيق المحافظة على أمن الضروريات وأن كل من يتجنى عليها فهو خارق للأمن مستحق للعبودية.
خامساً:أن هذه البلاد قامت على شرع الله..وفيها مأرز الإسلام..ومهوى قلوب المسلمين..وهي جزيرة الإسلام..ولولا وجود الدين في النفوس الناس لما توحدوا واجتمعوا..وهذا التماسك في المجتمع سببه الدين وتأثيره على قلوب الناس..وولاة الأمر فيها أشد حرصاً على حماية الدين..وتبجيل أهله.
سادساً:الوصية بما أوصى به بيان هيئة كبار العلماء من إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..ومن أكبرها الوقوف أمام كل من أراد زعزعة أمن هذه البلاد..أو خرق سفينتها..فهي صمام الأمان للمجتمع وهي وسيلة علاج الاحتقان من المنكرات..وإذا ضيق عليه وعلى أصحابه أوجد فرصاً للتجاوزات وتوسيع أضرار المنكرات.
أسأل الله أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من الشرور..وأن يوفق الحاكم والمحكومين لما يحبه ويرضاه..والله أعلم و وبارك على رسول الله.
(بيان هيئة كبار العلماء)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه.
أما بعد..فإن مجلس هيئة كبار العلماء في جلسته الاستثنائية المنعقدة في مدينة الرياض يوم الأربعاء 13\3\1424هـ استعرض حوادث التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض مساء يوم الاثنين 11\3\1424هـ وما حصل بسبب ذلك من قتل وتدمير وترويع وإصابات لكثير من الناس من المسلمين وغيرهم.
ومن المعلوم أن شريعة الإسلام قد جاءت بحفظ الضروريات الخمس وحرمت الاعتداء عليها وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل.
ولا يختلف المسلمون في تحريم الاعتداء على الأنفس المعصومة في دين الإسلام إما أن تكون مسلمة فلا يجوز بحال الاعتداء على النفس المسلمة وقتلها بغير حق ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب العظام يقول تعالى{ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}ويقول سبحانه{من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}.
قال مجاهد رحمه الله في الإثم:وهذا يدل على عظم قتل النفس بغير حق.
ويقول النبي (( لا يحمل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة)) متفق عليه وهذا لفظ البخاري.
ويقول النبي ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله))متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي قال ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)).
ونظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال((ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمنين أعظم حرمة عند الله

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك