الإرهاب فكر
الإرهاب فكر
محمد بن صالح الدحيم
(الإرهاب) أكثر الكلمات تداولاً في حديث العصر أيًّا كان –سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا أو دينيًّا- مع تباين كبير في التوظيف كل فيما يخدم مصلحته ويتكيف مع مطالبه، ولست هنا للحديث حول (المصطلح) لأن تحديد معالمه من الصعوبة والصعوبة جدًّا للتلاعب المفضوح الذي يمارسه منتجو (المصطلح).
ولست أريد بهذه الإطلالة أن أتحدث عن تحقيب الإرهاب أو الحديث عن آلياته وتطوراته، فضلاً عن الشجب والتنديد الذي هو ممارسة العربي تجاه كل حدث. وإنما أعتبر أنه الجانب الأهم، وأنه هو الخطوة الأولى في طريق التصحيح.
العالم كله ضد الإرهاب مع التباين الذي أشرت إليه، ولكن هذه الضدية في بعض ممارساتها تتحول -لاسيما في المناطق المكتوية به- إلى مصانع ذات إنتاجية عالية للإرهاب، ممارسات تغيب فيها الروح الحوارية والتقاربية، ويظهر فيها أسلوب التحدي والغطرسة. إن هذه الممارسات –وهي واسعة ومتلونة- يغيب عن وعيها أن:
* الإرهاب فكر
تشكل من واقع قراءات وفي ظل ظروف لا يمكن تجاهلها، وبالتالي فإن الفكر يقارع بالفكر. وحينما أقول بالفكر؛ فإن كلمة الفكر أعلى من أساليب الوصاية والإلغاء.
كما وأن الفكر الذي أنتج الإرهاب هو فكر اجتماعي سائد وليس ببدع، الأمر الذي يجعلنا نقول: "الإرهاب نتيجة وليس مقدمة".
فعلينا أن نخرج من دائرة (الفعل وردة الفعل) أي: إلى الإنتاج مقابل الإنتاج.
وحينما أقول: هو فكر اجتماعي؛ فإن ذلك يعني أن التصحيح يجب أن يطول المجتمع كله لينعم بحرية الرأي وقيمة الذات، أي: لبدء الإنتاج السوي، ليجيء الحق ويزهق الباطل.
ويعني فيما يعني أيضًا: أن الفكر كعلاج يلاقي فكراً آخر يجب أن يكون ملائماً اجتماعيًّا، بحيث لا يكون مستوردًا من بيئات لا تتوافق مع البيئات المراد علاجها.
ومن هنا ففي الساحة أقلام وأعمدة وبرامج وشخصيات فقدت مصداقيتها أو تم استهلاكها لابد من إعادة النظر فيها، وألا يكون قصدنا هو سد الفراغات الإعلامية على حساب الحقيقة وليس عن الحقيقة بدلاً.
كما أرجو ألا يتحول العلاج إلى مسكنات وقتية، أو أن يتحول إلى بحوث أكاديمية.
أعان الله وسدد.
المصدر: موقع الإسلام اليوم