الحوار.. ضرورة تربوية من صميم التواصل

الحوار.. ضرورة تربوية من صميم التواصل

في دراسة تربوية حملت اسم «الحوار.. ضرورة تربوية»، أكد الدكتور حمد بن عبدالله القميزي، من جامعة الإمام محمد بن سعود، في دراسته التي نشرها على موقع «المستشار»، أن مهارة الحوار تعد من المهارات المهمة، التي من دونها قد يفشل الإنسان في التواصل الإيجابي مع الآخرين، وفي تبادل الأفكار معهم، وفي تقوية الروابط الاجتماعية والاستفادة مما لديهم.

وأشار القميزي إلى أن هدف الحوار ليس إقناع الآخرين بوجهة نظرنا أو جعلهم يقفون معنا، وإنما هدفه الأساسي أن نُريهم مالا يرونه، ونطلعهم على أشياء غابت عن أذهانهم أو لا يعلمونها، وفي المقابل أن نرى ما لم نكن نراه من الأمور ونعلم ما لم نكن نعلمه.

وقد أولى القرآن الكريم الحوار أهمية بالغة، وجعله وسيلة لتوجيه الناس وإرشادهم وجذب عقولهم، قال الله تعالى: «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا ليِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».

واستخدم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، الحوار في دعوته وتربيته وتعليمه لأصحابه رضي الله عنهم، بل وشمل حتى أعداءه ومخالفيه، وتميز هذا الحوار النبوي باللين في العرض، والقوة في البيان، والدقة في المعلومة والأفكار، وحسن الخطاب للمحاور معهم والصبر عليهم، والشمول والتوازن والالتزام بآداب الحوار.

وعلى هذا الهدي النبوي سار علماء المسلمين في تربيتهم وتعليمهم الطلاب والناس، واعتبروا عدم استخدامه أحد أهم أسباب الضعف العلمي والجدل العقيم لدى الطلاب.

وتُعد المدرسة المؤسسة الأولى التي تُسهم مع الأسرة، في إعداد وبناء أفراد المجتمع وتربيتهم وتعليمهم، بما يتوافق مع فلسفة المجتمع وقيمه وعاداته. وباستخدام إدارة المدرسة والمعلمين فيها الحوار في العملية التربوية والتعليمية، فإن ذلك يسهم وبشكل فاعل في ترسيخ مفهوم الحوار وآدابه في نفوس الطلاب، ويؤدي إلى تحقيق العديد من النتائج الإيجابية للحوار، ومنها:

1. تشجيع الطلاب على المشاركة الفاعلة والإيجابية في عملية التعليم والتعلم، والتعبير عن أفكارهم وهمومهم مما يخفف من حدة التوتر والاحتقان الفكري والاجتماعي لديهم.

2. توسيع مدارك الطلاب وتنمية أفكارهم، لأنهم بأنفسهم يتوصلون إلى المعلومات والمفاهيم بدلاً من أن يُدلي بها إليهم المعلم، فتصبح أكثر ثباتاً ورسوخاً في أذهانهم.

3. إثارة اهتمام الطلاب بالموضوعات الدراسية المنهجية المقررة عليهم، عن طريق طرح المشكلات في صورة أسئلة واستفهامات، ودعوتهم إلى التفكير في اقتراح الحلول المناسبة لها.

4. تكوين شخصية سوية ومستقلة للطلاب تجعلهم يعتمدون على أنفسهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومشكلاتهم، وهذا يساعد التربويين على تحديد مشكلات الطلاب والعمل على حلها.

5. اكتساب الطلاب مهارات الاتصال والتواصل والتفاعل مع الآخرين، مثل مهارات: الحديث والكلام والتعبير والإنصات وإدارة الحوار.

6. توثيق الصلة بين المعلم وطلابه، لأن الحوار يعتمد على احترام وتقدير كل طرف للآخر، ويسمو بالعلاقة بين المعلمين والطلاب، ويحقق لهم الدافعية للإنجاز.

7. تُكسب الطلاب اتجاهات إيجابية كالموضوعية في طرح الأفكار وإصدار الأحكام، والقدرة على التكيف والتعامل مع من يخالفهم في الآراء.

8. تشجع الطلاب على الجرأة في إبداء الرأي، بقصد توضيحه للآخرين، وتعرّف آراء الآخرين تجاه آرائهم.

9. تولد عند الطلاب مهارة النقد والتفكير الهادف الذي يساعدهم على حل مشكلاتهم، من خلال تحريك قدراتهم العقلية، والربط بين الخبرات والحقائق، وينمي كذلك لديهم مهارة المقارنة، ويدركون أن الخير والشر في الناس ليس أمراً مطلقاً.

المصدر: http://www.albayan.ae/science-today/studies-research/2012-01-29-1.1581742

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك