أحرقت بصلة اسرائيل في بابا عمرو

أحرقت بصلة اسرائيل في بابا عمرو

بقلم : حمدي فراج

ستظل سوريا جرحنا النازف وستظل تشدنا اليها حتى ترتد المؤامرة الى نحر اصحابها ، ولا يمكن ولا بأي حال ان تستقيم سوريا الحضارة والعراقة وعبق التاريخ وهي تقيم علاقات مع اسرائيل يحاول البعض زخرفتها فيطلق عليها مصطلح "سلام" ، وقد يختلف الكثيرون حول ذلك من الناحية النظرية والمبدئية والاخلاقية ، فالذي يحتل ارضك ويخضعك بعد ذلك ليبتز منك الاعتراف به وتوقيع "السلام" معه مقابل انسحابه منها ، لا يكون الا "فعل اغتصاب" كما قال الشاعر السوري نزار قباني و"تقبيلا لحذاء القتلة" ، ولكن التجربة كما يقول المثل احسن برهان ، فقد وقع البعض معها اتفاقيات سلام منذ خمسة وثلاثين سنة ، اي ما يزيد على نصف عمرها ، والشعب المصري يرفض حتى زيارتها في رحلات ممولة ، وحتى ثمن ذاك السلام وهو عبارة عن مبلغ مالي لا يساوي ربع ما استحق لاسرائيل ، تهدد امريكا بقطعه في مسألة قضائية صغيرة ، خلال هذه المدة اصبح دخل الفرد الاسرائيلي في شهر يوازي دخل المصري في سنة وأكثر . ماذا كانت نتيجة السلام الذي وقعناه نحن اصحاب القضية المباشرين ، إن اللسان ليعجز خجلا عما اوصلتنا اليه اسرائيل في سلامنا معها استيطانا وتهويدا ونهبا وقتلا وأسرا واذلالا . ام يكون البعض قد صدق ان تعطيل المصالحة كان بسبب من حماس او من فتح ؟
بعد القضاء على بؤرة بابا عمرو ، خرجت اسرائيل عن صمتها و عن رشدها و "إنحرقت بصلتها" فيعلن وزير خارجيتها الاكثر تطرفا والذي كان قد هدد منذ وقت ليس ببعيد ان يقصف الاهرامات ويقتل عائلة الاسد ، خرج ليعلن اليوم انه على استعداد لنقل مساعدات "انسانية" للشعب السوري ، وانه سيوفر ملاذا "للاجئين" منها ، ولن نتوقف عند انسانية هذا الوزير وما يمثل ، فهذا مضيعة لحيز الصحيفة والمقال ، لكن ألهذا الحد كانت بؤرة بابا عمرو مهمة له ؟ نعم . انها على صغرها تنبيء بالقضاء الساحق على بقية بؤر العار في سوريا ، وهي بالتالي تنبيء بفضح وكشف انظمة العار في المنطقة كلها ابتداء من دول عظمى مرورا بدول اقليمية وبحركات أصولية وصلت الى السلطة وانتهاء بأحزاب وشخصيات بدت انها وطنية وتقدمية من امثال الغليون وجماعته . ان كل هذا بالطبع سيصعب مهمتها (اسرائيل) في ايران ، ولهذا بدأت تعرض تقديم مساعداتها (الانسانية) والمقصود التدخل العسكرتاري لإنقاذ ما تبقى من هذه البؤر ، وكذلك استعدادها لإستيعاب اللاجئين السوريين اليها ، والمقصود الفارين من هذه البؤر لاعادة تدريبهم وتأهيلهم وتطعيمهم بالموساد الاسرائيلي والعربي كي تكون ضرباتهم اكثر تركيزا وايلاما واختصارا .
يقول قباني : وتزوّجنا بلا حبٍّ.. من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا.. مضغتْ أكبادنا.. وأخذناها إلى شهرِ العسلْ.. وسكِرنا ورقصنا.. واستعَدنا كلَّ ما نحفظُ من شعرِ الغزلْ..
ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الحظِّ، أولاداً معاقينَ ، لهم شكلُ الضفادعْ.. وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ، فلا من بلدٍ نحضنهُ.. أو من ولدْ.

المصدر: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/05/253362.html

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك