الحوار الفكري الاسلامي المسيحي

الحوار الفكري الاسلامي المسيحي

الشيخ / موافي عزب

السؤال
مارأيكم في الحوار الفكري الاسلامي المسيحي ؟
هل من الممكن ان نتحاور مع غيرنا من غير المسلمين؟
في اي شيء ممكن ان نتحاور معهم؟
الإجابــة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أمال حسن       حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

فإن قضية الحوار بين الأديان من القضايا القديمة التي نشأت منذ صدر الإسلام ، إلا إنها تحتاج إلى ضوابط لابد من مراعاتها حتى يتضح الحق للناس ولا يلتبس عليهم ، فالمعلوم أن هناك قواسم مشتركة بين جميع الديانات السماوية كالدعوة إلى التوحيد ، وتحريم الربا والخمر والزنا وغير ذلك من الكبائر، وفي إشارة إلى ذلك يقول الحق بتارك وتعالى ( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) (آل عمران:64) . ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم الحدود على اليهود بالمدينة عملا ًبما في كتبهم من الحدود التي أقرها الإسلام ، وقال سبحانه (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (العنكبوت:46) .

فهذه النصوص تشير إلى إمكانية الحوار بين الإسلام واليهود والنصارى، شريطة أن يكون ذلك وفق الثوابت التي أقرها الإسلام، مما لم يدخله التحريف في كتبهم ، أما ما دخله التحريف وجاءوا به من عند أنفسهم، فنحن لا نعترف به ، ولا نقرهم عليه .

فقضية الحوار ذات شقين ، وذلك لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتولى ذلك إلا إذا كان عالماً بثوابت الإسلام ومتغيراته حتى لا يعطي الدنية في ديننا ، ولا يقرهم على باطلهم تجاه الحق الذي أكرمنا الله به ، ونظراً لأن ديننا حق وصدق ولا يخالف العقل، فنحن نرحب بالحوار أياً كان الداعي إليه ليقيننا وقناعتنا بأن الإسلام قادر على رد جميع الشبهات ودحض جميع الأباطيل ، فإذا تولى الحوار علماء ثقات يعتزون يدينهم وإسلامهم ، فلا مانع من الحوار ، وإلا فلا داعي له حتى لا يظهر الإسلام بمظهر الضعف والعجز عن مواجهه تحديات العصر، وأن يكون كالمتهم الذي يدافع عنه.

 

المصدر: http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=1377

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك