حول العقلانية في منتدى حوار الثقافات

حول العقلانية في منتدى حوار الثقافات

أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت يؤكد أن العقل لا يستطيع أن يكون حاضرا في التاريخ الإنساني بدون قدرته على النقد.

كتب ـ عبدالمنعم عبدالعظيم

لشهر رمضان عبق خاص، لهذا تحرص الهيئة القبطية الإنجيلية على تعميق أواصر الوحدة الوطنية من خلال دعوتها لاعضاء الحوار من كل محافظات مصر للالتقاء على مائدة إفطار رمضاني ثم حوار فكري ثم سحور رمضاني.

ورغم مشقة الرحلة الى الإسكندرية هذه الايام حيث فوضى مواعيد السكة الحديد وقطع الطريق في اكثر من محافظة الا ان اعضاء الحوار حرصوا على اللقاء.

كانت كتيبة سميرة لوقا مدير قطاع التنمية الثقافية تجاهد في التأكيد على الحضور، وتألقت سميرة كعادتها في تقديم اللقاء والحرص على التواصل خاصة في رمضان واختارت مناسبة الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة وانتصارنا في العاشر من رمضان مناسبة للقاء الذي ضم نخبا من مثقفي مصر وإعلامييها واكاديمييها على مدى ثلاث لقاءات كان موضوعها الرئيسي العقلانية والتفكير الناقد في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة.

الأول شارك فيه نخبة من شباب الدعاة، وعدد من المفكرين وأساتذة الجامعات. والثاني بعنوان "القيم والإعلام في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة"، وشارك فيه عدد من شباب الإعلاميين، والثالث بعنوان "مقومات الدولة الحديثة" بمشاركة عدد من شباب الأكاديميين الذين يمثلون مختلف الجامعات المصرية.

في الجلسة الاولى قدمت سميرة لوقا للقاء وقدمت المفكر الدكتور القس أندريه زكي، مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية، الذي أكد على أن بناء الدولة الديمقراطية الحديثة لأي مجتمع من المجتمعات يجب أن يستند إلى أسس مهمة وشاملة تشكل الدولة أولها العقلانية والتفكير الناقد.

وأكد المشاركون في المنتدي على ضرورة أن يكون مفهوم قيام الدولة على أساس ديمقراطي واسس سليمة بما يحقق مفهوما توافقيا من جميع احتياجات جميع أبناء المجتمع المصري. وأن ما حدث حتي الآن في ثورة شباب مصر من الخامس والعشرين من يناير من الإطاحة بنظام سلطوي استمر أكثر من 30 عاما يعتبر وبحق معجزة، ولكنها معجزة أولى تحتاج إلى المعجزة الثانية، وهي بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وهو ما يعتبره كبار المفكرين في العالم بمثابة كتابة للتاريخ.

جاء ذلك خلال المناقشات التي شهدتها الجلسة الأولي للمنتدى حيث أكد الدكتور القس أندريه زكي مدير عام الطائفة الإنجيلية أن ثورة شباب مصر تتميز عن باقي الثورات بأنها قامت على أسس من العقلانية واستخدام وسائل العلم والاتصالات الحديثة نتج عنها فهم جديد للديمقراطية بالارتباط بالجانب الإنساني، واعتبر المشاعر الإنسانية جزءا من الثورة وبناء الدولة, وأكد أنه لا بد للحياة السياسية السليمة التي ننشدها أن ينتج عنها حياة اقتصادية سليمة يشعر بها المواطن البسيط الذي قام بالثورة, وأكد على أهمية التفسير التعددي للنص المقدس واحترام الآخر.

ومن جانبه أكد الدكتور محمود عزب, مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر للحوار, أن الأزهر عاد من جديد وانتفض مع ثورة الشباب ليعود إليه دوره المحلي والعالمي وأن الأزهر ليس ضد مفهوم الدولة المدنية، وأن يكون التفسير للنصوص مناسبا للزمان والمتغيرات والبعد عن الجمود مع الاحترام الكامل للنص المقدس.

وأكد عزب أنه عندما تم تهميش دور الأزهر تم تهميش دور مصر وبعد أن عاد الأزهر لدوره عادت مصر لتلعب دورها الإقليمي والدولي, وطالب بأن يكون المفهوم للدولة هو دولة "وطنية ديمقراطية دستورية".

وعرف الدكتور إكرام لمعي أستاذ مقارنة الاديان بكلية اللاهوت العقلانية بالقدرة على تفحص وفهم الواقع كما هو وليس كما يتمناه الإنسان وهذا يعني تفحص الواقع في علاقته مع العقل، وليس مع الحدس او الخيال او التمنيات، ولا يستطيع العقل ان يكون حاضرا في التاريخ الإنساني بدون قدرته على النقد.

وأكدت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا على ضرورة هضم الثقافات وإعادة إنتاجها، وعلى قدرة البسطاء على صناعة المستقبل واعادة قراءة المشهد الاجتماعي.

وكانت الصحفية الناشطة إقبال بركة تحاول ادارة الحوار وتفعيل المناقشة بحرفية لضبط ايقاع المناقشة مع الوقت المستهدف وشارك الجميع من خلال ورش العمل في تأصيل المفاهيم وترسيخ سياسة الحوار.

وبينما يتناول الجميع السحور، كان الأقباط يصومون صوم العذراء، والمسلمون يصومون رمضان، وكان اللقاء روحانيا فكريا سمت فيه روح الوفاق والتسامح وقيم الثورة النبيلة.

عبدالمنعم عبدالعظيـم ـ مدير مركز دراسات تراث الصعيد ـ مصر

 

المصدر: http://www.middle-east-online.com/?id=116273

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك