حكم دعوية

حكم دعوية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

وبعـــد...

فتعجبني قراءة التجارب الدعوية، والمسالك الإصلاحية عبر التاريخ الإسلامي إلى عصرنا الحديث ولسببين :

أولهماً : أنها تستضيئ بنور من مشكاة النبوة...

ثانيهما : أنها ماست واقعاً، عبرت عنه، ولم تنبثق من عالم الخيال، أو دنيا الأحلام!!

أو كانت نتاج تأليفات نظرية، خرجت من المكتبات، ولم تتصل بالواقع الميداني! إن الوالج للميدان الدعوي بكل صنوفه، ومحاسنه وتعرجاته،  لا يستطيع أن يشقه بغير علم وتجربة، ولا يمكن له أن يدعي ذلك دون التزود بزاد ثمين ومعين، ثم سعي وصبر وحراك، حتى يبلغه الله المبلغ، وينزله المنزلة الرفيعة...

ثم إنه قد يصيب ثماره، وقد لا يصيب كما قال الله تعالى عن نوح عليه السلام:

(وَمَا  آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) (هود : 40)

وقال عن سائر رسله الكرام  (ما يقال لك إلا كما قيل للرسل من قبلك) مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم، وذكره مرة أخرى (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) ولولا ما يحمل هؤلاء الدعاة من أنوار ربانية في نفوسهم وسيرهم، لذابوا وتقاعسوا، ولكن الله يلهمهم حلاوة الطريق، وزينة المسلك، فيستطعمون الصبر، وينسون المصاعب والمهالك...!

كما قال سبحانه :

 (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد: 17)

وفي خضم تلك المعاناه الدعوية، تشرق على النفس محاسن العبر، وجميل الدروس ويبعثها لاستخراج ما يصلح أن يكون حكمة ودراساً تتعلم منه الأجيال.

ولاتزال التجارب الدعوية تفيض علينا عجائبها وايحاءاتها، التي هي خلاصة عقل، وتجربة عمر، وإشعاعه واقع، ونبض حكيم.. لا سيما وهي مع كونها إنشائية إلا أنها مستظلة بأفياء الوحي، لأن الداعية يغرف من الشرع، بخلاف الطبيب والمهندس والطيار، يغرفون من الواقع فحسب!!

ففضلت التجارب الدعوية، وصحت نتائجها، ببركة وعيها الشرعي، وصدقها الواقعي، وهو ما لم يبلغه اتجاه آخر.

وإذ تأملت كتب بعض العلماء، رأيت شكلاً من هذه التجارب والدروس، على هيئة حكم وخاطر، تبرزها بعد عمق ونضج، كما تراه للأئمة الأربعة، وأكابر الفقهاء والغزالي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب إلى عصرنا الحال وبروز مفكرين في هذا الجانب، ينظرون لما يسمى (بالفكر الدعوي) ويجودون بخلاصة تجاربهم، علماً وفقهاً من نحو ما صنع البشير االابراهيمي،  وسيد ومحمد ابنا قطب، والخضر حسين، والشيخ أبوالحسن والمودودي والبنا وابن باز وابن عثيمين والألباني، وغيرهم من العلماء والدعاة، جزى الله الجميع خيرا، وشكر مساعيهم.

واستناناً بما صنع أولئك، أسجل ما سنح لي من تجارب وحِكم وخواطر، أفرزها تراكم الخبرات، والأسفار، وشدة التأمل، واستلهام مناهج الدعاة، ومعاينة العواقب، والاستفادة من نظرات الحكماء.

وسأسردها سرداً من غير عنوان، لا فصل، ولاموضوع،  تُلتمح بشكلها ، وتجذب من هدايتها وفحواها...

سائلاً المولى الكريم، الفتح والتوفيق والتسديد، إنه جواد بَرّ كريم....

                                              عشية الجمعة 14/8/1432 هـ

                                                             15/7/2011 م

* قطار التسامح الدعوي المنفرط، والملاينة المستديمة، ومسلك أنصاف الحلول أثبت التاريخ الدعوي عدم جدواه، لا سيما إذا كان على حساب الشرع !! لأنه ركون إلى الذين ظلموا... ولا يزال المتربص ينتظر، فإما الثبات أو الانقطاع المنتهي بالمنابذة... انتهى...

* وقع آية قرآنية تصب على أذهان الناس، خير من محاضره فضفاضة، لاخطام ولا زمام...!

* قد قلت لك : إن الحزم والحدة البالغة، إذا جُردِّت عن العلم أساءت وأفشلت.

* اجعل من طاقتك الدعوية، مشروعاً اجتماعيا يبقى بعد وفاتك..!

* غوصُ الداعية في القرآن، توسيع لمداركه، وامتداد لعطائه.

* المحاورة الدعوية لا تقلل من حدة الاختلاف فحسب، بل ترسم إطارا للوفاق الدعوي...!!

* الكثير من الإرفاه التربوي، يعنى الكثير من الغثائية الشبابية !!

* تفاعل الداعية الميداني لا يعني ولوج الشبهات، أو خرق المروءات أو تقمص أدوار لا تصلح لمثله !

* يجتهد بعضنا في صناعة دعاة أو خطباء أو جادين ، ولكنهم ينسون صناعة القادة والقدرات .!

* تكلَّم، وعِظ، وشارك، وأكثر الترحال، ولكن لا تعزف عن القراءة والتعلم ولو وقتاً يسيراً..!

* لا يفلح الداعية وهو كثير الكلام، قليل العمل، مهما كان جماله، وحسن بيانه.

* انفتاح الداعية وتمدنه، يجب أن يبقى في وعاء المحافظة والاستقامة، وليس وبطء الأشواك المكروهة، وملامسة الموبقات...!

* التنظير للنقد الدعوي والمناصحة الشرعية، قد يفعله الكثيرون مع غيرهم، ويمنعونه مع أنفسهم ... أو نقول :-

* جميل فيك سرد معاني النقد وضوابطه... ولكن الأجمل احتمالك لنقدات الناس وتنبيهاتهم بكل شجاعة أدبية.

* دخل يوسف عليه السلام السجن بضع سنين فما تكاسل وما ضجر، بل تابع دعوته كأنه في مسجد أو حديقه ماتعة!!

* عزوف الداعية عن القراءة والتعلم، واستكناه المعارف الجديدة، قد تعني الجفاف، والتكبير عليه أربعاً لوفاته...!

* منظومة الأخلاق إطار للعلم والدعوة، وخروقاتها كسر لا ينجبر...!!

* تطبيق أخلاقي آسر، قد يفوق عشرات النصائح والكلمات.

* من لم تجدِ معه المواعظ والعبر، سيطر عليه بالأخلاق والشمائل.

* لا تجعل من دعوتك إملاءات فتصنع وحشةً بينك وبين الناس.

* التضييق الدعوي كقضبان السجن له فتحات، تنشر الهواء الشمس أحياناً، فلم الضجر والاشمئزاز ؟!

* وُظفت التقنية الحديثة لإفساد الأجيال، فقلبها الله عليهم تغييراً، وهدّا لعروشهم الشيطانية.

* يبلغ من جلافة بعض العلماء والدعاة، أن يبخل على مستمعيه بالابتسامة المجانية، وهذه مخالفة صريحة للهدى النبوي.

* جنوح بعض الدعاة إلى حصد الثمار وعدها، شكل من قلة الفقه الدعوي، لأن الله يقول (إن عليك إلا البلاغ) .. فالمسئولية بلاغية، أكثر مما هي إنجازية !!

* الدعوة تشبع داخلي، يسفر أفقاً لا حد له، وعزيمة تواقة مستغرقة...!

* إذا غلب قول الداعية على فعله، قلَّت هيبته، وضعف تأثيره، وإذا ناقض قوله فعله، مَّه الناس، ولاكته الألسن..!!

* الدعوة فنون شتى، كفنون العلم لس بالضروره امتلاكها كلها، ولكن قيمتك وجودتك فيما تحسنه وتنبري له....

* ذيوع الصيت، لا يجعلك تنعزل عن الناس،بل تقترب منهم لتمكّن للدعوة، وتبني بنيانها الراسخ.

* تنابز بعض الدعاة فيما بينهم، قد يُفسَّر بقلة الإخلاص، والحكمة التصالح، والتغاضي.

* ليست العبرة بكمية الحضور الجماهيري، ولكن العبرة بتغير هذه الجماهير، وتحويلها إلى أدوات دعوية مؤثرة.

* التشاور الدعوي يبتدئ من خُلَّص، يصطفيهم الداعية، ويطمئن لعقولهم.

* ليكن القرآن، البحرَ الذي تغرف منه، تلاوة، ووعياً، وفهماً وتدبراً، وتربية وتذكيراً، فإنك لن تشبع، ولن تنتهي!!.

* إن ضيق فكر الداعية، كثيراً ما يتعافى بتدبر القرآن، والاستغراق في آياته وعظاته...

* خيار الدعاة، من تتسع صدورهم للناس، ومراجعاتهم، ونقداتهم.

* فقاهة الداعية تقتضي أحياناً، الأ يعلق على كل شيئ، أو يتصدى لكل قضية وحدث، بل يراوح بين ذلك كله.

* بيت الشورى الدعوي، بات ضرورياً لاتساع الدعوة، وكثرة مشكلاتها وضخامة أعدائها وأعبائها.

* أولى خطوات التفكير السليم، فهرسة الداعية لبرامجه وتحركاته.

* إن صناعة الداعية، تتطلب عملاً مؤسسياً منظماً، ليشعر الجميع، أن الدعوة علم يُطلب، لا سوق يدُخل!!.

* الخطاب النخبوي، لا يمكن جعله شعبوياً إلا بالتغيير والممارسة.

* إذا أحسست بانصراف الناس عنك فانصرف قليلاً، وراجع نفسك، وجِدّد آلياتك.

* ليس من الحكمة أن يتكلم الداعية في كل شئ، بل يتخير المسار المليح المستحسن له، لأن الدعوة فنون واتجاهات.

* لغة المفكر الراقية، ولا تصلح للخطاب الجماهيري ولا المنبري في أحايين كثيرة، بل لا بد من التنزل والتيسير.

* حينما تنشد الناس إلى قضية معينهة، فلا تتجاهلهم ومطالبهم، لأن ذلك يشعر بعدم الاحترام...

* صدق الداعية يتجلى في إيمانه العميق وإخلاصه لفكرته، وحميته للخير وازدهار كلماته، التي تربط الناس به.

* الداعية المتواضع المتقلل: يحسب الناس كلماته، ويرصدون مواقفه، فكيف بالعالمي المنتشر..؟!

* إنَّ في قلب الداعية مؤشراً على المواصلة أو الانقطاع، أو التطويل أو الإيجاز، أو الحديث وسواه، فلا تعقلن عن مراجعته وتوجيهه...!

* أعجب ممن يحتفي بشيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله، فقيها أصولياً، ويتجاهله مصلحاً، ومجدداً، وفيلسوفاً ناقداً، شعشع الإسلام بداخله، ورسمه على خارطته الدعوية، بكل صدق وحيوية.

* مدنية الداعية وانفتاحه، لا تعني ولوج كل ميدان، والترخص المطلق، وركوب الصعب والذلول، الذي قد يجر إلى المصانعة، والمداهنة، المسفرةعن فتاوى شاذة، ومواقف باهته، لا سيما لمن جرب الطريق، وذاق المرَّ والمرير..؟!

 من جرَّب الكي لا ينسى مواجعَه        ومن رأى السمَّ لا يشقَى كمَن شربا !!

* فوقية الداعية على المخاطبين، واعتقاده الوصاية عليهم، يذهب بركة حديثه، ويقلل من نسبة تأثيره وقبوله...

* إذا حال الانهماك الدعوي الفضائي دون الدراسة والمراجعة، وتجديد المعلومات يوشك أن يعلو التكرار والفتور والإفلاس، وهذا امتحان ما بعدَه أشد منه !!

* إذا لم يتعلم الداعية من تجاربه السابقة، أثبت أنه مقنوب الذاكرة، معدوم الدرس التاريخي، وسيكرر أخطاءه من جديد !

* تمر على الداعية اختبارات، يحاول أن يتجاهلها.. ويظن أنه بمنأى عن الناس، ولا يدري أنه مرصودٌ منظور من الجميع!!

* لا يشدني الداعية المهمتم بترصيع البيان، ويهمل إصلاح الجنان، وأعتقد أنه لا يصلح لمقامات الدعوة الشريفة، حتى يستقيم قلبه قبل لسانه.!

* بقدر ما فرحنا بالدعوة الفضائية الجديدة، ساءنا افتتان بعضهم بها، وذوبانه فيها، إلى أن صار لا يراجع ولا يحضّر، ولا يتورع !!

* لايزال الناس يهتمون بروحانية الداعية، كاهتماههم بعلمه أو أكثر، لأنها نافذة إجلالهم ومحبتهم له.

* عدم فهم كلام المفكر الدعوي في قضية ما، قد يُشعل الخلاف فيما لا وجود له، بسبب مباينة السياق، أو التعجل ولعَاً بالنقد الدعوي!!

* لابد للمدارس الدعوية من نقاط اتفاق عليا يحترمونها، ويخدمون أهدافها، ويتركون الاختلافات للتفاصيل الجزئية، التي لا تعكر العمل، أو تصنع التحريش والمنابذة.

* من الخطأ أن يخلط الإنسان بين الدعوة ومقاصده الشخصية، ويركب بعضها على بعض !! ولكن الأسدَّ والأهدى أن يعزل الدعوة عن ذاتيته ورغباته، ليحصل النجح، ويزكو الثواب.

* كما تفكر في هداية الناس وتغييرهم، فكر أيضاً في أن تجعلهم هداة يغيرون أهليهم ومَن حولهم.. وهذا  هوالنجاح الأكبر...

* السيرة النبوية مسار استراتيجي للداعية، وهي ميدانه العملي التطبيقي، فلابد له أن يراجعها كما يراجع حفظه من القرآن.

* الداعية العبقري اللماح، هو من يستثمر كل أحداث الحياة، لتحويلها إلى دروس وذِكَر دعوية.

* إذا دُعيت لمحاضرة أو خطبة، فأعد لها عدتها، وأَعرف مستوى الحضور، لتقدم لهم ما ينفعهم.

* تلون معارف الداعية يكسبه حب الكثيرين، واهتمامهم بطروحاته، ولكن ذلك يعتمد على الشغف القرائي، الجاري على نغمات التنوع والبحث السريع.

*  إنشائية الداعية اللامعة المفرطة، إذا جُرِّدت من النصوص الشرعية، تقل جدواها وتحسس المستعمين بجفافه الداخلي، وإفلاسه النقلي، الذي لا غنى للمسلم عنه، فضلاً عن المتحدث الناصح.

* فاعلية الداعية تتعاظم إذا حوَّل جهده الدعوي، إلى مؤسسة ذات تلاميذ وأتباع ومستشارين، وموقع الكتروني وما شابه ذلك.

* اصنع أتباعك كما تصنع محاضراتك، وخصّهم بتربية ، وتوجيه خاص، وعناية فائقة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.

* الاجتماعية الزائدة  قاتلة، والانقباض الشديد جفاء، فكن بين بين، وسدّد وقارن، وخيرُ الأمور أوساطها.

* تنوع السيرة النبوية، وتسارع أحداثها المختلفة، مابين ضعف وقوة، وسِلم وحرب ونصر هزيمة، وفرح وحزن، وشدائد أرزاء، جعل منها خارطة دعوية لكل عامل يدعو إلى الله، ويسعى إلى تحقيق المجد المسلوب.

* أقِلَّ الظهور ليعظم الإتقان، وأكثر الظهور ليضعفَ الأداء، ويملَّك الناس!!

* إذا تحدثت إلى الناس، فلا تقل كلَّ شئ، ولكن قل أحسن الأشياء وأخيرها، فخيرُ الكلام ماقل ودل.

* عودِّ نفسك تجاهل الخلافات الدعوية لتعيش لقضيتك، وتصفو نفسيتك..

* كن مع جمهورك كالأب، أو الأخ الأكبر، الذي يوجه بصدق، وينصح بإشفاق، ويحتمل أكثر التبعات!!

* يعرف الناس صدق الداعية بنبرة كلماته، وثباته على مبادئه،وحسن تفاعله مع قضاياهم، أو تركه الخوض مع الخائضين...

* الناس لا يعجبهم الداعية المتحول ! إلا حينما يقدم مسوغات ذلك، حجةً وبرهانا، ويحترم قناعاتهم.

* مشكلة بعض الدعاة، أنه لا يفكر إلا إذا حلَّت به مشكلة، وارتباك برنامجه الدعوي سمة بارزة فيه!! متى نتعلم التفكير، قبل القول والعمل ؟!

* التعصب لمدرسة دعوية معينة، يشوش رؤية الداعية، ويقلل من موضوعيته، وقد يضعف من إخلاصه، فالحقُّ أحقُّ أن يُتبَّع.

* قد يحمل المجد الدعوي بعض الشيوخ على نكران جميل شيوخهم، وهنا تبرز فجوة بين الشيوخ والتلاميذ، وتفقد الدعوة خصلة الحكمة، والتواضع التي يجب توريثها للأجيال.

* من فقه الداعية ورقي حكمته، أن يمتاز أتباعه، ويفرز طلابه، ويجعل كل شخص في مشربه المناسب، ودوره اللائق به، وهذا يتطلب حَذاقةَ عالية،  وعلاقة دانية!!

* من علامات صدق الداعية، وتجرده، محبته لزملاء المهنة، وإشادته بجهودهم وإن لم تكن على هواه، ومراده فالأعمال بالنيات، والأبواب كثيرة، والعقول متفاوتة.

* الجماهير أطياف وألوان، فهم الكبار والنساء، والأطفال والشباب، وطلبة العلم، والعوام، والمبتلون بالمعاصي، وحدثاء التدين، فاستحضر ذلك في مسيرتك وتخصّص فيما تحسنه وتقدر عليه.

* الخطاب القاسي العنيف لا يحبه الناس، لأنهم كاليمامة تنفر من كل صوت، وترق مع الرفق والهدوء، فترفق وزِن خطابك!!

* حينما يهتدي أناس على يديك، اجعل منهم أدوات عملية،تطبق ما قالته، بحيث يتحولون نُذُراً إلى أهليهم وأحبائهم.. (فلما قضى ولدا إلى قومهم منذرين).

* لا تخلو المواقف الدعوية المتنوعة بكل أفراحها ومنغصاتها، وما تحمل من فرح أوحزن وتقلبات من أثارة قرآنية تسّدد ، أو تداوي أو تعزي، فكن للقرآن سميرا، ولوعيه وتدبره، نبيها خبيراً (فهل من مدكر) ؟!

*على الدعاة الحذاق، أن ينشروا نظرية (علم الدعوة) وأنه علم كالفقه والحديث له أصوله وضوابطه، وآلياته وأدواته، التي تُطلب وتُجَمع كأي علم آخر، حتى يعلم الجهله والمتسرعون، أنه ليس سوق بقر أو تمر !!

* البرنامج الدعوي ليس جدولة أعمال السنة فحسب، بل الجدولة وماوراء الجدول من التأمل والتدقيق والتقويم، ورصد التفاعلات وغاية التحركات.

* لابد من تحويل المواعظ والخطب، إلى أفكار وعقائد يحملها الأتباع عن قناعة ورسوخ، لتؤدي تبعاتها من العمل والانقياد والمسارعة، ولتحظى الدعوة بأنصار أخفياء، وقادة غير مشهورين.

* جدِّد خطابك الدعوي قدر المستطاع، وتفنن في الاستهلال والعرض، وسرد الأفكار والنصوص، فإن النفوس تميل إلى التجديد والتنوع، وتتضايق من الجمود والتقليد.

* مدخل المحاضرة الجذاب، يعطي الانطباع الأولىِ للاستمرار والمتابعة، فاحرص على اختياره وتجويده وتنميقه..

* الكلمات الدعوية جيش من الصدق، والصبر، وحسن الأداء، وطول النفس والتخطيط والاستشراف.. في ظل حرب باردة، قد تسخن أحياناً لتؤذن بمواجهة مصيرية .. قد تُكسب، وقد تنتهي بالفشل، فيموت الداعية ولا تموت الدعوة !!

* شهرة الداعية لكي تؤثر، يجب أن تتجاوز الحميمية المتبادلة، لتنتهي إلى أفكار منطقية ومؤسسية فاعلة، ومشاركات ميدانية، وإلا بقينا في العالم الروحاني المحدود !!(من أنصاري إلى الله).

* المنظومة الدعوية ، إذا حولت حراكها إلى صراع وتناقض، بدلاً من التحاور والتكامل، حكمت على نفسها بالفناء والدمار، وأجهضت غاياتها، وأضحكت الناس عليها.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل........

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك