إنه زمن التسامح

إنه زمن التسامح

كان في ذلك الزمان من يُمسك عنده صندوق او «شنطة» للطرب. تؤخذ ومعها «اسطوانتها» ويعمل لها محضر إتلاف ويتم إتلافها امام الناس لكونها عملا غير محبب وكان من يستخدمها «يحشو» فتحة الصوت فيها «بمنشفة» او بعض «الخرق» لخنق صوتها وكان الناس أو بعضهم يتحايلون على استخدام تلك «الآلة» في تمريرها من امام احد الحراس وهم في طريقهم الى أحد البساتين خارج المدينة المنورة – فكان ان دعوا احد الصالحين المعروفين بتقواهم وصرامة حياتهم فدعوه للخروج معهم الى ذلك البستان وقد قبل الدعوة لروحه السمحة ومعرفته بهم فأصر ان يشاركهم في حمل بعض الحاجيات وبعد ان ألحوا عليه بعدم قيامه بذلك أصر هو على ان يقوم به فتغامزوا ان يحملوه تلك «الشنطة» الملفوفة داخل قماش محكم فوضعها على رأسه وهم يضحكون في سرهم وعندما اتوا امام «عسكري» المركز حتى تلبسهم الخوف والرعب ان ينكشف امرهم لكن – العسكري – بحكم معرفته بالرجل الصالح اعتقد انه قد القى القبض على هؤلاء ومعهم «الشنطة» اللعينة.. وهو في طريقه لتنفيذ عقاب الحرق لها.
لكن كانت المفاجأة ان ذلك الرجل .. كان على علم بهذه الحيلة: عندما قال لهم بعد ان تخطوا منطقة الخطر خذوا «بلاويكم» وانا عائد الى بيتي.
انه زمن التسامح .. ورجال السماح والتسامح.

المصدر: http://www.albiladdaily.com/articles.php?action=show&id=11129