مأساتنا والحل عودة ودعوة

مأســاتنـــــــــــــــــــا
والحــــــــــــل ( عودة ودعوة )

مقالات عن ألمنا وأملنـــــــــــــــــــــــــا
د مهدي علي قاضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقــــدمـة

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .

من أين يبتسم الفؤاد ويفـــــــرح وظلام ليلك جاثم لا يـبـــــــــــرح( 1 )

إخواننا وأخواتنا في العقيدة في كل مكان؛ وسط هذا الواقع الأليم والأخطار التي تعيشها الأمة أوجه هذه الكلمات عبر هذه المقالات عسى أن تجد قبولاً في قلوبكم وعملاً صادقاً قويـــــــــــاً لإنقاذ أمتكم .

ولا يخفى عليكم المأساة العظيمة التي تعيشها أمتنا, والتي تجلت في ضعفها وهوانها وتسلط أعداء الدين على أبنائها في شتى بقاع العالم وعدم قدرتها على حمايتهم وإيقاف مآسيهم, وأصبحت أمتنا في ذيل الأمم يتحكم بها ويستأسد عليها أعداؤها, بينما الأصل أن تكون في مقدمة الأمم بل قائدة للأمم حتى تقود العالم إلى طريق الحق والسعادة .
ويجب أن نتيقن بدون ريب بأنه لا يمكن أبدا أن هذا العجــز الذي حصل في الأمة والهـوان الطويل الذي جثـم عليها في عصرنا الحديث كـان بدون تقصير منها.

وقد كتبت هذه المقالات في فترات مختلفة على مدى عدة سنوات سابقة, كان كل مقال منها يكتب بعد مأساة جديدة أو محنٍ عصيبة عاشتها الأمة.وهذه المآسي والمحن أصبحت تتوالى علينا الواحدة تلو الأخرى في عصرنا الحديث حتى كأننا ألفنا حدوثها . ولا شك أن سبب استمرارها وعجزنا عن إيقافها هو عدم قيام أمتنا بعلاج مرضها الحقيقي ودائها العضال الذي أصابها, وهو ُبعدها عن التطبيق الجاد الكامل لدينها في كل أمور ونواحي حياتها, وحل مآسيها وشفاؤها يكون بالعلاج الحاسم وهو: عودة قوية إلى الله ودعوة إلى سبيله ( عـــــودة و دعـــــوة ) .

وقد يلاحظ بعض التكـــــرار في بعض معانيها لأنها كما ذكرت سابقاً كتبت في أوقات مختلفة في مسيرة ألمنا الطويلة, ولكن كل مقال يركـز على إظهــار جانب أو معنى في هذه القضية أكثر من غيره, وأيضا بعض التكرار يكون لــــه أثر طيب بإذن الله في تثبيت وتركيز المعاني .

وقد ذُيِّلت هذه المقالات في الهامــــش بنقاط تذكيرية هامــــــــــة أرجو من القارئ الالتفات لها.

ويحسن أن ننبه إلى أن سبب استمرار مآسينا- وهو ُبعد الأمة عن حقيقة دينها والالتزام بكل شرائعه وأوامره- هـو بحد ذاته أكبر مأساةٍ تعيشها الأمة. فنحن نؤمن بأن هدفنا في الحياة هو تحقيق عبوديتنا لله وتطبيق دينه وتحكيم أوامره ونشر الإسلام في أرجاء الأرض لكي ننقذ به البشرية المتخبطة التعيسة, ونحن نؤمن بالله وعظمته وجزائه وجنته وناره....؛ فتخلينـــا وعدم صدقنا في تحقيق هدفنا في الوجود وعدم استعدادنا القوي لكي ننجي أنفسنا في يوم الدين يوم السؤال والحساب والجزاء هـو أكبر مأساةٍ ومصيبة نعيشها, وحلها أيضا عـــــودة ودعـــــوة .

اللهم يا كريم يا أرحم الراحمين أبرم لهذه الأمة أمر رشد يؤمر فيه بالمعروف في كل الأمور وينهى فيه عن المنكر في كل الأمور, ويعود فيه المسلمون إلى تطبيق كل أوامر دينهم ,وينطلقـون داعين إلى نهج نبيهم  في أنفسهم وفي كل أرجاء الأرض,لينقذوا أمتهم والعالم أجمع من محن وضياع الدنيا والآخرة (ليكونوا حقيقة لا خيالاً)( 1 ), إنك على كل شيء قدير.

8/9/1422هـ
د مهدي علي قاضي
ص ب 10409جدة رمز بريدي 21433
Email: maqadi@islamway.net

كثرت المآســــــــــي والآلام
فمتـــــــــــــــــى
الاستيقــــــــاظ والعــــــــــــــودة ‍!! ؟

كثرت المآسي والآلام فمتى الاستيقاظ والعودة ‍!! ؟

يا أُمة الحق إن الجُــــرحَ متسـع ٌ فهـل تــــُرى من نزيف الجرح نعتبرُ
ماذا سوى عــــودةٌ لله صادقــــةٌ عسى ُتغيـــر هــذي الحال والصــورُ

ما أبلغ هذين البيتين من القصيدة الشهيرة المؤثرة (دم المصلين في المحراب ينهمر- والمستغيثون لا رجع ولا أثر( 1 )) وهي من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الاسلامية , خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم . فالحل الحقيقي لجراحنا وآلامنا هو عودة الأمة الى الله وعودتها إلى الالتزام التام بدينها, الذي به يعود عزها ومجدها , ومن ثم تستطيع الرد على أعدائها وحماية أبنائها في أي مكان كانوا, وتستطيع بإذن الله حينها بهيبتها وقوتها وجهادها-الذي سينطلق يومئــــذ بقـــــوة- أن توقف تجرؤ أعداء الدين على أبناء أمتنا .

مشاهد القتل والتشريد تبكينـــــي وجذوة من لهيب الحزن تكوينـــي( 2 )

ويجب أن يدرك كل مسلم وأن يدرك كل غيور متألم على واقع الأمة أن هذا هو الحل الأساس والجذري الذي سيوقف بإذن الله هذه المذابح والمآسي المتكررة والعديدة . ويجـــــــــب أن ندرك أن دعم المسلمين الذين يتعرضون للمذابح والتشريد بالمساعدات المالية والدعاء -على الرغم من أهميته ووجوبه والحاجة إليه وضرورة المبادرة إليه إلا أنـــه في الحقيقة حل وقتي وجزئي- لا يوقف المآسي وينهيها تماماً, وإن انتهت مأساة فستظهر أخرى لأن الداء الحقيقي مستمر وهو ضعف الأمة وذلها وهوانها وعجزها عن حماية أبنائها الذي حدث نتيجة بعدها عن الالتزام التام بأوامر ربها. قال تعالى : ) إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) (محمد:7), وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر ( اذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعـــــــــــــــــوا إلى دينكم) (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني) .

لما تركنا الهدى حلت بنا مِحـــنٌ وهَاج للظلم والإفساد طوفـــانُ( 1 )

وللفائدة ولنشر الخير والتذاكر فإن الحل لمآسي أمتنا والمنقذ لها من الأخطار بإذن الله يمكن أن يُجمل في كلمتين..* عـــــودة و دعـــــوة * ( 2 ) أي عودة كل فرد في الأمة إلى تطبيق الدين تطبيقاً جادا ًكاملاً في كل الأمور صغيرهــــــا ( 3 ) وكبيرها, ودعوته ( 4 ) غيره إلى ذلك, وهي عودة ودعوة للتمسك الجاد الكامــــــل الحقيقـــــــــي بالكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ففي ذلك نصر الأمة وفلاحها.

وعلى كل مسلم أن يتذكـــــــــر أن عليه أن لا يكون سبباً في استمرار ذبح إخوانه !! وهزيمة الأمة وتأخر وصولها إلى العزة والكرامة والنصر !! بتقصيره في العودة والدعوة .

ويا ليت أن تصبح هاتان الكلمتان شعــــــــاراً (1) لطريق الحل لإنقاذ أمتنا , وأن تكونا رمــــــزاً تتذاكــر الأمة به لكي لا تنســـــــــــــــى , ولكي تســــــــــــــــرع للطريق الحقيقي الموصل للنجاة والعزة والكرامة .

وعلينا أن نعلم وأن نوقــــــن تمام اليقين أن العودة هي الطـــريق الذي يوصلنا إلى بناء الأمة الصادقة المجاهدة التي ينصرها الله لأنها نصرته. فقد تعلمنا من أسس ديننا ومن منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في التربية, وتعلمنا من أحداث أمتنا على مدار التاريخ أن ما يعيد للأمة عزها وقوتها , وأن أقــــوى ما يحركها للجهاد الصادق السليم من الشوائب والنواقص والأخطاء, وأفضل ما يحفزها للإعداد لما يلزم له؛ هو عودتها إلى الله وتحقيقها صدق العبودية له وتطبيقها شرعه في كل الأمور وتربِّيها على الإسلام بكـــل جوانبه ومعانيه حقيقةً لا خيالاً . ثم إنَّ ما تنصــــر به الأمة على أعدائها في الجهاد هــو – أولاً وقبـل كل شيء – طاعتهـا لله واستقامتها على أوامره وإخلاصهـــــــــــــا وتجردها . فالعودة هي ؛ "مــــــوقد شعلة الجهاد وســـــر انتصاره" ...

مع كُلِ مذبحــةٍ تَجِـــــــــــــــــدّ ولا جوابَ سِوى الـعويـــــــــل
مع كل جــــــــــرحٍ في جَوانِحِ أُمتي أبـداً يسيــــــــــــــــــــــل
مــع كل تشــــــريدٍ وتمزيــــقٍ لشــعـــــــــبٍ أوقَبِيــــــــــــــل
يأتي يساؤلني صديــــــــــــــقٌ من بـلادي ما السبيـــــــــــــــل
كيف السـبيل إلى كرامتنــــــــا إلى المـجد الاثيــــــــــــــــــــــل

فَرَمَقـْـــــــتُ وجـهَ مُحَدِّثِــــــي وهتفــــــت من قلبٍ عليـــــــل
قلـبي ملــــــــيءٌ بالأســــــــى وحديـث مأســـاتي يطــــــــول
أَسمَعْتُـــــــهُ آيـاتِ قرآنـــــــي بترتـــــــيل جميـــــــــــــــــــل
حدثتــــــــه عن قِصَّةِ التـحرير جــيـــــــلاً بعد جيـــــــــــــــل
ووقفــــت في حطيــــن أقطـف زهــرة الأمـــــــل النبيــــــــــل
ورأيــــــــت في جـالوت مـــاء النـــيل يبتلع المغـــــــــــــــول
بلْ وِحْــدَةُ الفِكْــرِ القَويـــــــــمِ ووحــــدة الهــــــدفِ النبــيــل
وَبِنَاءُ جـيــــــــلٍ مؤمـــــــــــنٍ وهو الصواعــق والــفتـيـــــل
بكتائـــــــــب الإيمـــــان جـنـب المصحف الهادي الدليــــــــــل
تمضـي كتــائبنـــــــا مــــــــــع الفجـــر المجلجل بالصهيــــــل
هذا الـسبيل ولا سبيــــــــــــــل سواه إن تبغي الوصــــــــــول(1)

إن السبيل قد عُــرف فهل نستيقظ‍‍ ‍‍‍‍!! فالمسؤولية كبيرة كبيرة وسنسأل عنها يوم القيامة . أحيانــاً يسيطر اليأس على القلب خاصة عندما يرى غفلة الأمة واستمرارها في اللهو والمعاصي على الرغم مما تراه الأمة مما يتفطر له القلب كمداً من المآسي والآلام ,... ولكن أملنـــــــــــا-بإذن الله- في الخير الكامن في المسلمين , وأملنـــــا بأنهم لن يرضوا بأن يكونوا بتقصيرهم سبباً في استمرار الذبح والهوان لإخوانهم وأمتهم , وأملنــــا في إدراكهم للمخاطر الرهيبة التي تواجههم وأن نصيبهم من بطش الأعداء قد يأتيهم , وأملنــــــا في خوفهم من السؤال عند الوقوف أمــــــام الله عن واجبهـــم تجـاه أمتهم يجعلنا نـــأمل في حصول الاستيقاظ والعودة....ولكن نرجو أن يكون قريبــــــــــــــاً .... فالألم شديـــــــــــــــــــــــــــد…

كي لا نكــــــــون سببـــــــــــاً
في ذبـــح إخواننـــــــا!!

كي لا نكـــــــون سببـــــــــــــاً في ذبح إخواننا

أَوَ مَا يُحَرِّكُــــــــــــكَ الذي يجري لنـــــــــــــــــــا
أو ما يُثيـــــــــــــرك جُرحُنَا الدفــــــاقُ( 1 )

أمر مهم يجب على الأمة أن تدركه وأن تنتبه له وهو أننا نحن المسلمين عامةً أفراداً ومجتمعات مسؤولون عن استمرار مآسي ومذابح الأمة إن لم نصدق مع الله ونلتزم بأوامره, لأننـــــــا بتقصيرنا واستمرارنا في الذنوب وتركنا الجدَّ في الدعوة إلى الله والإصلاح نكـــــــــون سبباً في ضعــــــــــــــــــف الأمة, وبالتالــــــي نكون سبباً في عجز الأمة عن حماية أبنائها ووضع حل جذري لهذه المآسي, فنكون من أسباب استمرار مذابح المسلمين .

يقول الشيخ المجاهد محمد محمود الصـــــــواف رحمه الله (( فبينما نحن معشر المسلمين أمة قاهـرة ظاهـــرة في الأرض لنا الملك والسلطان والسيف والصولجان ؛ ولنــــا الكلمة العليا ؛ إن قلنا أصغـت الدنيا لقولنا ؛ وإن أمرنا خضعت الأمـــــــــــم لأمرنا وسلطاننا ,...
فلمـــــــــــا تركنا أمر ربنا وخالفنا قواعد ديننا وتنكبنـــــــا الطريق المستقيم الذي رسـمــه الله لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينة قوية وأمرنا بالسير فيه وسلوكه، لمـــــــا سلكنا هذا السبيل المعـوج صرنا إلى ما صرنا إليه من الـفـرقـــــــــــــة والشتات والذل والهوان . وهل في الدنيا والآخرة شر وداء وبلاء إلا وسببـــــه الذنوب والمعاصي وترك الأوامر والنواهي )) (2)
يقــــــــول سماحة العلامة عبدالعزيز ابن باز( 1 ) رحمه الله في رسالة له عنوانها ( أسباب نصر الله للمؤمنين على أعدائهم) كلمة عظيمــــــــــــة ينبغي لكل الأمة ولكل فرد من أفرادها أن ينتبه لها :

(( ومتى فرط المؤمنون في هذه الأمور فهم في الحقيقة ساعون في تأييـــد عدوهــــم في نصــره عليهم ، والمعنـــى أن معاصي الجيش عون لعدوهم عليهم كما جرى يوم أحد( 2) فعلى المؤمنين جميعاً فــــــي أي مكان أن يتقـــــوا الله ، وأن ينصــــروا دينه ، وأن يحافظوا على شرعه وأن يحذروا مـــــن كل ما يغضبـــه في أنفسهم ، وفيمن تحت أيديهم وفي مجتمعهم ))( 3) .

وأحب أن أؤكد أن سماحة الشيخ رحمه الله لا يقصد بكلماته أن المسلمين الذين يسعون في تأييد عدوهم بارتكابهم المعاصي هم فقـــــــط أفراد جيش المسلمين عندما يكونون في ساحة القتال, فإن ما يقصده عام ويشمل المسلم ولو كان في خارج ساحة المعركة ,فهو بتقصيره يكون سببـــــاً في أن تكون العزة والمنعة والغلبة لأعداء الدين وسبباً في هزيمة الأمة وتأخـــــر نصرها, بل إن أكثر كلامه في هذه الرسالة كان عن سلوك المسلمين في كل حياتهم, وعن تطبيقهم لأوامر الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فليرجع إليها من أحب الاستزادة .

وما أعظــــــــــــــــم هذه الكلمات للشيخ محمد الغزالي رحمه الله من كتابه القيم المهم "حصاد الغرور" والتي تستحق أن تكتب بماء الذهب , وهي وإن كان على ما يبدو أن الشيخ يقصد أكثر ما يقصد بها الذين يقلِّلون من أهمية الدين والتدين والذين يُضيِّعون على المسلمين أحكام دينهم ويساعدونهم على التخلي عنها ويضيقون على الدين وأهله, إلا أن مدلول كلمته عام و يشمل كل مفرط في التزامه بأوامر الدين لأنه بذلك كما ذكر الشيخ يرحمه الله يعين أعداء الدين على المسلمين. وقد أشار الشيخ في مواضع عدة في هذا الكتاب إلــــــــــى أثر الذين يفرطون في الالتزام بالدين على تحقيق التمكين للكافرين .
واسمحوا لي أن أقول ُمذكــــــراً لإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات ؛ ليتنا نكتب كلماته القادمة على باب كل مذنبٍ ولاهٍ لأنه لا يذنب فقط في حق نفسه بــــــــل في حــــــق أمته جمعاء وحـــــق اليتامى والثكالى والمذبحين, بل نكتبها على باب كل من أهمل واستهان بالدعــوة إلى الله بينما الأمة في أمس الحاجة لها , بل نكتبها على باب الدعاة الذين يقصرون في دعوتهم وهم يرون أمتهم بها ما بها ثم لا يبذلون غاية جهدهم, بل وغيرهم وغيرهم لأن كل هؤلاء يؤخـــــــــرون نصر الدين ويؤخـــــــــرون الفرج على المسلمين .

يقـــــــــول الشيخ الغزالي في كلمته الهامة هذه :

((إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للآخرة فحسب إنه أضحـــــــى سيــــــــاج دنيانا وكهــــــــــف بقائنا .
ومن ثم فإنى أنظر إلى المستهينين بالدين في هذه الأيام على أنهم يرتكبون جريمة الخيانـــــة العظمـى ، إنهم - دروا أو لم يدروا - يساعدون الصهيونية والاستعمار على ضياع (بلداننا) وشرفنا ويومنا و غدنا . . !! فــــارق خطيــــــر بين عرب الأمس وعرب اليوم . الأولـــــــون لما أخطؤوا عرفوا طريق التوبة ، فأصلحـــــــــــــوا شأنهم ، واستأنفوا كفاحهـــم ، وطردوا عــدوهم . . . )) ( 1 ).

ويقـــــــــول الشاعر الأستاذ محمد الوقداني في هذه الأبيات
المعبرة عن كيف أننا بحق نساعـــد الأعداء بتقصيــــرنا:

نحــنُ ساعدنا الأعـــــادي بالتوانــــــي والرقــــــــادِ
لو رأوا صفا قويــــــــــــاً مستعــــــــــداً للجهــــــاد(2)
لأنابُـــــوا واستجابـــــــوا ثمَّ ثابـــــوا للرشــــــــــادِ
غيرَ أن الضـعف يُغـــــري كلَّ عــادٍ بالتمــــــــــادي( 3)

ولا شك أن أقوى ما تستعد به الأمة هو صدقها مع الله وطاعتها له سبحانه, فهي أساس النصر وهي التي تحفز المسلمين وتطلقهم للجهاد ولإعداد العدة اللازمة له, لكي يحموا إخوانهم وأنفسهم ويستعيدوا مجدهم المُضيَّع .

أخــي المسلم : هل أدركـــت الموضوع تماماً, وبيقينك الجــــــــــازم.
إنها كالمعادلة: ذنـــوب( ) نرتكبها بإصــــــــرار ومجاهـــــــــرة... ينتج بسببهـــا أمة إسلامية ضعيفة....تعجــــز عن حماية أبنائها.... مما يــؤدي إلى استمرار ذبح إخواننا... (وقد يأتينـــــــــا الدور ! نسأل الله السلامة والعافية) .
والحل هو العودة إلى الله والدعوة (عــــودة ودعــــوة ) ,وأي تقصير منك في ذلك يعني ذبحاً لإخوانك !!
ولنستمع بقلــــــــــــوب مصغية لهذا النداء المؤثر في القرآن العظيم كلام ربنا سبحانه , مستشعرين جلال وعظمة ورهبة هذا التوجيه الرباني من ربنا وخالقنا المنعم علينا والغني عنا القوي الجبار سبحانه ؛

قال تعالى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال:27[

ورد في تفسير هذه الآية ما ذكره ابن كثير ( والخيانـــــــة تَعُـــــــم الذنوب(1)
الصغــــــــــــار والكبار اللازمــــة والمتعدية)(1)

وتشمل كما ذكر سيد قطب في الظلال ( التخلـــــــــــي عن حمل أمانة الدين والدعــــــــــوة إليه والجهـــــــــــــاد في سبيله)( 2 ) .

وخالقنا العظيم الجبار يخاطبنــــــــــــــــــــــــا بقوله( وأنتم تعلمـــــــون) وهي كلمة يعجـــــــــز اللفظ عن استيفاء مدلولاتها وإيحاءاتها العظيمة التي تُلقيها في النفس, ولا شك أنها تشمل في وقتنا هذا علمنــــا بواقع أمتنا ومآسيها,.. فربنا ذو الجــلال يعاتبنا سبحانه عن تخلينـــا... ونحن من العالميــــــــــن .

وأعتقـــــــــــد أنه لا عذر اليوم للمسلمين... لا عذر اليوم للمسلمين....... بعــــــــــــــــد أن رأوا مـــا رأوا... بعـــــــــــــــد أن رأوا مـــا رأوا .

هل أوضـــــــح الدعـــــاة
وأدركـــــــــــت أمتنـــــــــــا !! ؟

( الرضيعة "إيمان الحجو. . . من يبــــوء بإثمها ؟ )

هل أوضـــح الدعـاة وأدركــــــــــت أمتنــا !! ؟

كثرت مآسي المسلمين وكثر الذبح والاضطهاد الذى يواجهه أبناء أمتنا في شتى أنحاء العالم بشكل رهيب يتفطر له قلب كل مسلم غيور , ولا شك أن الحل الاساس الجذري( 1 ) الذي سيوقف هذه المآسي المتكررة بإذن الله هــــــــــو إسراع الأمة – أفراداً وجماعات - واجتهادها في العـــــودة إلى الله والدعـــــــوة اليه لكـــــــــــــي يعود للأمة عزها ومجدها ومن ثم تستطيع أن تنتصر لأبنائها – في أي مكان كانوا - على الأعداء وأن توقف وتمنع استمرار هذه الفواجع والمآسي المؤلمة قال تعالى :  إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ  محمد:7].

ولكـــــــــــن السؤال هو : هل أدركت الأمة وأدرك أبناؤها ذلك تماماً, وهل أوضح الدعاة إلى الله ذلك بشكل كافٍ, وهل أوصلــــوا الرسالـــــــــــــــــة واضحة الى كل فرد مسلم , بل نقول إلى قلب كل مسلم بأن هذا هو الحل الذي تقع مسؤولية تحقيقه على كــــل فرد في أمتنا !!؟؟… الذي يبدو أن الموضوع لم يأخد حقه اللازم من الإدراك والإيضاح !.

وإنه يحــــــــــزُّ في النفس عــــدم إدراك أفراد الأمة واستشعـــــارهم تمامـــــــــــاً لهذا الجانب وعدم المســــــــــــــــــــارعة إليه بقوة ...., فهم فيهم الخير والشهامة وقـــد يكون التذكير بهذا الجانب وتَذَكّــــــــــره حـــــــافزاً للبعض للعودة إلى الله والالتزام الكامل بأوامر الدين …غيـــــــــــرة على واقع الأمة( ) وإخوانهم أكثر من تأثرهم بالوعظ المباشر العادي . ولنا شاهد في قصة إسلام حمزة رضي الله عنه عندما تأثر لما رآه من أذية المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

وينبغــــــــي أن يشعر المسلمون أنهم مسؤولون عن استمرار مآسي الأمة من هذا الجانب لأنهم بتقصيرهــــــم واستمرارهــــــــــــم في الذنوب وتركهم الجـــــــــــدَّ في الدعـــــــــــــوة إلى الله والإصلاح يكونون سببــــــاً في ضعف الأمة وبالتالـــــــي يكونون سببــــــــاً في عجزها عن حماية أبنائها ووضع حل جذري لهذه المآسي وبالتالي يكونون بتقصيرهم من أسباب استمرار مذابح المسلمين .

وتحتـاج أمتنا أن تتذكر عظمـــــــــــــــــــة ما يحدث من المذابح وغضب الله جل جلاله من ذلك والذي يتبين من مثل قوله  في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمر ( لزوال الدنيا أهـــــــون على الله من قتل رجل مسلم ) { صحيح الجامع الصغير للألباني} وقول ابن عمرعندما نظر إلى الكعبــــــة فقال :( ما أعظمك وأعظم حرمتك, والمؤمن أعظــــــــــــــم حرمة عند الله منك ) {صحيح الترمذي للألباني} . فيجب على المسلمين الخوف والحذر مما يغضب الله إن لم يقومــــــــــــوا بمسؤولياتهم تجاه ذلك .
وينبغي أيضا أن يتذكر المسلمون وأن يُذَكِّرَهُم الدعاة بأن عدم استيقاظهم من الغفلة وعدم المسارعة إلى التوبة والإصلاح -خاصــــة وسط هذه الظروف الشديدة التي تعيشها الأمة وخاصــــة وهم يرون ما يحدث لإخوانهم!!- يجعلنا نخشى أن يصيبنـــــــــــــــــــا مثل ما أصاب إخواننا ( 1 ), خاصــــــة أن الأعداء حالياً متربصــــــون بأمتنا من كل جانب .

وما يحـــــز في النفس أكثر هو أن الكثير من الخطباء والمحاضرين والكتـــــــاب والشعــــــــراء والدعاة عموماً لا يقومون في خطبهم ودعائـــــهـم( ) وتوجيهاتهم عند الحديث عن مآسي المسلمين بتذكير الأمة بهذا الجانب الهام بالشكل الواضـــــــــــح والكافــــــــــــــي والمــــــــــؤثر الذي يُشعِـــــــــر كل فـــــــــرد مسلم بمسؤوليته هـــــو في نفسه في تحقيق هذا الواجب, مع أن هذا كما ذكر سابقا هو الحل الحقيقي الجذري للمآسي .
وبغض النظر عن أنه الحل الأهم فإنها فرصة مهمة للدعاة لتذكير المسلمين بالعودة إلى الله من هذا الجانب وهذا من باب المفهوم التربوي *التربية بالأحداث* ومن الخســــــــــارة ألا تستغل هذه الفرصة للتذكير بالهدف الأساس الذي تطمح إليه الأمة وهو عودة المسلمين إلى الالتزام التام بدينهم والذي به بإذن الله يتحقق للأمة نصرها وتمكينها في الأرض, ونجاتها وفوزها يوم القيامة.

وبعبارة أخرى نقول للدعاة بأنه يجب علينا ألا نعالـــــج الأعــــــــــــــــــراض فقط وننســــــــى المرض الحقيقي للأمة وننسى التركيز على الأولويــات والأساسيـــــــات حتى وإن كانت الأعراض شديدة وحادة في بعض الأحيان(1) .

وإن أملنــــــــــــــــــــــــــــــا كبير في أن إيصال هذه الحقيقة إلى قلوب المسلمين بوضـــوح سيثير في نفوسهم الخير والنخــــــــوة وسيوقظ الكثير منهم من غفلتهم بإذن الله , وقـــــد يجعل بعضهم – من تأثره لواقع أمته وواجبه تجاهها- لا يستلذ ويرضى بزيادة في نومٍ أو لهوٍ مباحٍ فضــــــــــــلاً عن استمراره في المعاصي والبعد عن الله .

أمــــــة الإســــــلام

فلنــــعُد قبل أن تأتينا الطامات
وتحل علينا العقوبــــــات!!
وليكن شعارنا عـــــــودة ودعـــــــوة

أمة الإسلام : فلنـــعُـد قبل أن تأتينا الطامات وتحل علينا العقوبات!! .. وليكن شعارنا عـــودة ودعـــوة ( 1 )

كنا نتكلم قبل فترة وجيزة عن مآسي إخواننا ومذابحهم العديدة الرهيبة, والتي وقفت أمة المليار مسلم عاجزة عن إيقاف ما يحدث لهم!!!...,ونادى المصلحون بضرورة عودة الأمة عودة جــــادة كاملــة إلى دينها لأنها هي الحل الأساس الذي يعيد للأمة عزها ومجدها وقوتها وفقا للسنـــــــة الربانية المقتضيــــــــة أن نصر الله لنا مرتبـــــط بتمسكنا بأوامر الله والتزامنا بشرعه, وعندها ستكون الأمة في موقف القوة والعزة والتمكين, وسيظهر حينها الجهاد القوي الهادر من أمة نصرت ربها بالتزامها بأوامره فيتحقق لها النصر وتوقف هذه المذابح والمآسي المتكررة على أبناء أمتنا . بل وبها يحمي المسلمون-الذين لم يصلهم بعد بطش الأعداء- أنفسهم!! من شرور الأعداء وكيدهم, فعندما تستعيد الأمة هيبتها لا يتجــــــرأ أعداؤها عليها.
قال عز من قائل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ  (محمد: من الآية7)
وقال سبحانه :
 إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد: من الآية11)

والآن.... بعد أن قربت منا الأخطار واتضحت بشكل أكبر أمام أعيننا وظهر شر الأعداء وتحاملهم وتحالفهم وكيدهم, وظهر بوضوح أكبر شدة ضعف الأمة وهوانها وضياعها فإن الحاجة للعودة إلى الله والاستيقاظ من غفلتنا أصبحت أكبر وأكبر..
قال صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها, قالوا قلنا يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) الحديث (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني) .
ولا يليق بنا كمسلمين مؤمنين بكلام ربنا العظيم أن نتغافل ونتعامى وننسى كيد الأعداء الكبير للمسلمين وخطرهم علينا وعدم رضاهم عنا مع أننا نريــــــــــد سعادتهــــم والخيــــــر لهم . وليتنا نقرأ بتمعن تفسير العديد من الآيات القرآنية المتحدثة عن ذلك ومنها قوله تعالى: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ التوبة:10]
وأعداء الإسلام اليوم متمكنــــــون ومتجهــــــزون, ونحن في ضعف شديد, ولا مقارنة بيننا وبينهم فيما يملكونه من قوة وعتاد , ولو أرادوا ذبحنا كما ذبحوا إخوة لنا قريباً فالأمر حاليا متاح لهم - إلا أن يمنعهم الله- .
وسواء فعلوا ما يبيتونه للمسلمين الآن أو فيما بعد فإن الشاهد هو أن الأخطار تتزايد وتتعاظم. وتقترب منا أكثر وأكثر...

فإلى متــــــــــى الرقاد والنوم يا أبناء الإسلام عما يُحاك لكم..!!, وإلى متـــــــــى تستمر غفلتنــــا ويستمر لهونا وسط ألمنـــــا.. !!( 1 ) , وإلى متـــــــــــى يستمر ابتعادنا عن طريق نصرنا..!! الذي لا شك أنه السبيل الوحيد لإنقاذنا وحمايتنا من المخاطر.
إلى متـــــــــــى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان في مجتمعاتنا..!! في المنازل, في الأسواق, في الجرائد والمجلات, في الشاشات والإذاعات, في المؤسسات ,في المعاملات, في القوانين وفي ...وفي ...وفي.... بل قل في شتى إن لم يكن في كل جوانب حياتنا.
ألم نــــدرك بعــــــــــد!! ونتيقــــن أن ذلك هو أساس ذلنا وضعفنا وهواننا .

إلى متــــــــــــــــى ونحن نبارز جبـــار السماوات والأرض بالمعاصي..!! أمـــا نخــــاف ونخشــــى ..!! هل تناسينــــــا وعيده وعقابه ...!!

أمــــــــا آن أن نصحــــــــو...!!, أمــــــــا آن أن نصحـــــــو...!!, أم أننا لن نصحو إلا عندما تأتي علينا الطامات والعقوبــــــــات التي بدأت نذرها تلوح في السماء ونكون وقتها استحقيناها بإعراضنا وقسوة قلوبنا.....

قال تعالى : فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43)فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ الأنعام43-44)
وإن علــــى الذين يستهينون بالمنكرات والأوامر الشرعية صغيرة كانت أو كبيرة وسط هذا الواقع المؤلم الخطير الذي تعيشه الأمة أن ينتبهـــــــــــــــوا إلى أن تقصيرهم لا يعود بالضرر على أنفسهم هم فقط بل يعــــود على الأمة بأكملها, فيكونوا بذلك مـن أسباب انهزامها وتأخر نصرها وبعد فرجها من كربها العظيم الذي تعيشه !!.... وأجزم أنهم لحبهم لدينهم وأمتهم لا يرضون ذلك ولكن هل بــــــــــــــــــــدؤوا بالعمل والتغيير!!؟.

ومن المؤلـــــــم أنه وعلى الرغـــم من الأحداث الأخيرة الخطيرة التي نعيشها فإن الكثير من المسلمين أفرادا ومجتمعات لا زالــــــــوا في بعد عن التطبيق الحقيقي الكامل لأحكام الشرع . والإصــــــــرار على المعاصي والمجاهــــــــــرة بها لا زال قائماً وواضحاً...

قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأنفال:27]

وإن علــــى كل مقصر في أمتنا سواء قصر في تطبيــــق أوامر الشرع والتزامه بدينه, أو قصر في الدعــــــــــــوة إلى الله والجدّ فيها أن يخجــــــــــــــــــل ويخــــــــــــــــــاف من كونه سبباً في تأخر نصر الأمة وبالتالي يكون من أسباب استمرار استئساد أعداء الدين على إخواننا وعلينا واستمرار تعرضهم وتعرضنا لشتى أشكال البلايا والنكايات.
وعليه وعلى كل مسلم أن يتذكر ذلك الموقف العظيم يوم يقف أمــــــــــام الله ويكلمه سبحانه كما ورد في الحديث الصحيح.......فماذا سيجيب إذا ُسئل عما قام به تجاه الواجبات الكثيرة الكبيرة المتعلقة بواقع أمته المؤلم, وهل نصرها بقوة ؟ أم كان سببـــــــــــــاً في هزيمتها وذلها. خاصة أن إيذاء المسلمين وقتلهم من أعظم الأمور التي تغضب الجبار سبحانه, ونحن من أسباب استمرار ذلك بتقصيرنا.

وطريــق النصر والنجاة وقت المخاطر يستلزم صحوة سريعــــــــة قويـــة يبدأ بها كل فرد في الأمة بأن يعمل على تغييـــــــر نفسه ثم يهــــب مباشرة مسارعاً للواجــــــــــــب الكبير الذي نسيـــــــــــه أكثر المسلمين الآن وكأنه قد سقــــط عنهم ألا وهو واجب الدعــــــــــــوة إلى الله وإصلاح الغير(عــــودة ودعــــوة) ...
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ الأنفال:24)
وقال تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ آل عمران:104)

ومن هنا أبعث نـــــــــــــــــــــــــــــداءً حاراً أرسله إلى كل مسلم في أرجاء الأرض خاصة الدعاة وموجهي الأمة في شؤونها والتربويين والمفكرين والكتاب والشعراء بأن يركزوا على تبيين طريق النصر لأمتنا بخطابات قوية مؤثرة, دقيقة مفصلة, تصف الداء والدواء, علَّ أمتنا تصحو من غفلتها وتنتبه للداء الأساس الذي أصابها ونتجت عنــــه كل الأعراض والأمراض والبلايا الأخرى , وعلَّها تلتفت لمسؤولياتها وتبـــــــــدأ العمل.
وتبيين كيد الأعداء مهم , والحديث عن آلامنا مهم, ولكن الأهــــــــــــــــم هو إيضــــاح طريق النجاة والخلاص والنصر .... والسعــــــــــي لتحقيقه.

وليــــــــت أمتنا تحمل بقلوبها وُتذكِّر بألسنتها وتطبق بأعمالها هذا الشعار العظيم الذي يرمز للطريق الحقيقي للخلاص والنصر لأمتنا... (عــــودة ودعــــوة) ...أي عودة إلى الله ودعوة إلى سبيله.

قال تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (لنور:55]

وقال سبحانه ووعده الحق : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ الأنبياء:105-106]

الجراح عديــدة غائـــــــرة
والأمر جلــــل والأخطار قادمــــــــــة
والجبار يغضــــــــب
ونحن مسؤولــــــون
والحل الأساس؛
عــــــــــــودة ودعــــــــــــوة
فهل بدأنا العـمـــــــــــــــــــــل بجـــــــدٍ لذلك.!!؟

أوَ مَــــا يُحَرِّكُــــــــــــــــكَ الذي يجري لنا
أوَ مَا يُثِيـــــــــــــــرُكَ جرحنــا الدفَّـــاق

( مذبحة سريبرينيتسا(البوسنة11/7/1995م)....يوم ذاك الألــــــــــــم )

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك