حوار وطني

حوار وطني

السعودية / د. أسماء بنت راشد الرويشد

ثم شعور لا بد أن يغمر قلوبنا في هذا اللقاء، وهو شعور المنة لله تعالى؛ حيث جعلنا أبناء لهذا الوطن أرض مهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين، يجمعنا دين واحد ونؤمن برب واحد، والعالم ينظر إلى هذه الكتلة الواحدة، بـ"ما، وكيف" ستتحاور؟! ولحساب من؟ وعلى حساب من سيكون هذا الحوار؟!

فأذكركم إخواني وأخواتي وأقول: أروا الله تعالى والعالم من أنفسكم خيراً، وكونوا عباد الله إخوانا، واعتزوا بدينكم وقيمكم؛ امتثالاً لقوله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (139) سورة آل عمران.

إخوة الإسلام، أبناء وبنات وطننا الغالي.. "نحن" اجتمعنا في هذا اللقاء الأخوي المفعم بالطرح الصريح، نريد "نحن" أن نتوصل إلى موقف سوي ومنصف واضح يحدد معالم علاقتنا مع الآخر في لقاء حواري يحمل شعار "نحن والآخر".

إخواني وأخواتي.. أود أن تشاركوني مشاعر الإجلال والإيمان، فيما وقفت عليه من كتاب الله أثناء قراءتي سورة آل عمران، بعد اللقاء الحواري في منطقة الرياض، حيث وقفت متأملة أمام هذه السورة العظيمة وهي تحدد منطلقات ومعالم وأهداف هذا اللقاء، وتشبعه إيضاحاً وبياناً في كثير من جوانبه الأساسية، ابتداء من عنوان اللقاء "نحن والآخر" كما في قوله تعالى في هذه السورة: {...وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (84 - 85) سورة آل عمران، وانتهاء بتحديد الرؤية الصحيحة تجاه الآخر، ومن ثم التعامل السوي الواضح المنصف الذي يحقق مصالحنا ويحفظ لنا عزتنا، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (19-20) سورة آل عمران.

{لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} (28) سورة آل عمران.

{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (61) سورة آل عمران.

{وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*يا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ *يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (69-70-71) سورة آل عمران.

فلو شاء الله لي أن يكون هذا الموقف قبل لقاء منطقة الرياض لضمنت من جملة توصياتي الشخصية لذلك اللقاء، أن يدرج تفسير سورة آل عمران ضمن حقيبة المشاركين للقاء الختامي؛ لعله يوضح لنا ما أبهم ويفصل لنا ما أجمل ويذكرنا بما نسينا؛ إذ إنها قضية إيمان وكفر، ولا أشك مطلقاً في أن الجميع يؤمن بالله رباً ويرضى بكتاب الله حكماً فصلاً عدلاً.

المصدر: http://www.asyeh.com/ArticDet.asp?Articals.aspx=421

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك