التعايش السلمي السهل الصعب..

التعايش السلمي السهل الصعب..

فائزة الفرج

التعايش مع الآخرين أصبحت ضرورة ملًحة أمام المنزلق الخطير التي يسابق خطواتنا ويجرفنا إلى مستنقع عمّيق مترامي الأطراف، وبدون شعور نجد أنفسنا وقعنا في المحظور.!

وأنا وأنت فرد من أفراد المجتمع لنا حقوق وعلينا واجبات، والدين الإسلامي يرى الناس سواسية في الحقوق وفي المزايا، ويحرم كل تبعيض وتمييز، له حق في احترام هذه النفس من جانبيها المادي والمعنوي بعيدًا عن انتماءاته العرقية أو الدينية والطائفية.. ونحن علينا تمثيل الإسلام بصورته الحقيقة " التي يريد منا إسلامنا أن نمثلها ونجسدها فيما بيننا وأن ننقلها للآخرين من غير تشويه ولا تزييف. "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى"...

قد يظن البعض أن طمس المذاهب الإسلامية للمجتمع يمكن أن يحل الإشكال! ويزول طرف ويبقى أخر! لاعتقادهم أنهم على صواب، وهذا سبب تخبطنا وارتباكنا وإشعال فتيل الحرب بيننا.

انطلاقا من التشريع الإلهي وليس من الأمزجة المتقلبة للبشر، علينا طرح مفهوم التعايش السلمي والعمل به. والبعد عما يزعزع التعايش الأخوي، فالحاجة إلى التعايش موجودة أينما وجدت علاقة بين طرفين، وهي مسؤولية مشتركة يتحملها الطرفان غالبا. فـالأصـل الإنساني واحـد، والجميع له منزلته عند الله سبحانه، ولسنا مخوَّلين لمراقبة البشر وتصنفيهم حسب ما يروق له فكرنا واعتقادنا، والإمام علي يقول "الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق " لابد أن تؤدي حقوق الإخوة، الذي أوصى بها المسلم وغير المسلم، فلا يحق لك أن تقتل المسلم، لأنه أخ لك في الدين، ولا يحق لك ان تقتل غير المسلم لأنه نظير لك في الخلق؟ فبأي حق نكفر بعضنا ونطعن في عقيدة الأخر.؟ وهذا على غير مذهبنا فيجب قتله ألا يعلم هؤلاء القوم إن الرسالة الإلهية قد قدست حياة الإنسان. مهما كانت ديانته أو طائفته يبقى إنسان! له حقوقه على وطنه ومجتمعه والعكس صحيح! علينا فتح أدبيات وأولويات الحوار مع الآخر من مختلف التيارات والحركات!

من اجل التعايش ونبدى بأنفسنا نحن الناس العاديون حتماً سنحدث تغيير! إذا تصالحنا مع أنفسنا فلا نبرئ أنفسنا ونرى الحق معنا والخير طريقنا بل علينا أن نعلم كذلك أن الآخر ليس شراً

 

أو خيراً :

 مطلقاً! بهذا المعيار ينبغي أن ننظر إلى الآخر ونتعامل معه وننظر إلى أنفسنا ونتعامل معها. فنظرتنا إلى الآخر تؤثر في طبيعة نظرة الآخر إلينا. وبذرة الخير موجودة بكل نفس بشرية، فلما لا نسقيها حتى لو كانت بطيئة النمو سيكون أفضل من محاربتها وزرع بذرة الشر مكانها! ولا أن ننصب أنفسنا وكلاء على الناس في تفكيرهم وعقائدهم طالما لا يضرك بشيء! أن رياح التغيير قادمة لا محالة إذا أغلقنا باب الاتهامات والمناقشات والجدل العقيم مع المتشًددين من جميع الطوائف، ودق أخر مسمار في نعش الطائفية! إن القلب يبكي ألماً على ما يفعله جهلة هذه الأمة.!

المصدر: http://www.alrames.net/?act=artc&id=9900

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك