هل مؤتمرات الحوار وسيلة لوحدة الأديان؟؟!!

هل مؤتمرات الحوار وسيلة لوحدة الأديان؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين؛ أما بعد.
هل مؤتمرات الحوار وسيلة لوحدة الأديان
في المؤتمر الصحفي حول مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان المنشور في جريدة الشرق في عددها (8525) في 21/11/1432هـ يفاجئنا رئيس قسم الدعوة في كلية الشريعة في جامعة قطر بقوله إن المناقشات ستتركز على دور الأديان في تنظيم وتقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الأديان ووضع الضوابط والقواعد الأخلاقية لها والحد من الإساءات إلى الأديان... لافتاً بأن هناك محطات تسيء للأديان. اهـ
وأقول: لا شك أن الإساءة إلى دين الإسلام أمر يغضب الله تعالى ويستوجب صاحبه العقوبة الشرعية.
ولكن عبارة الدكتور لا تقف عند حماية الدين الحق فقط ولكنها تتعداها إلى حماية الباطل وحماية دين المشركين الذي أمر الله تعالى بإزالته كما قال تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله " أي لغاية أن لا يكون أحد يدين لغير الله بل حتى يكون جميع الخلق يدينون لله تعالى وحده بالخضوع والطاعة والانقياد وسائر أنواع العبودية.
وهذا هو معنى دين الإسلام الذي خلاصته الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
وما أدري لماذا نخاف على أديان الشرك والكفر والتثليث، ودعوة الصاحبة لله والولد، لماذا نخاف على هذه الأديان من الإساءة إليها وقد حملت هي كل معاني الفساد والسوء.
فهل هناك أشد سوءً من نسبة النقص والحاجة للخالق سبحانه؟
هل هناك أشد سوءً من نسبة الشريك لله الواحد سبحانه؟
هل هناك أشد سوءً من أن تصرف العبادة للمخلوق مع الخالق على حد سواء؟
هل هناك أشد سوءً من أديان قائمة على الكذب على الله وعلى أنبيائه ورسله؟
هل هناك أشد سوءً من أديان نسبت الفواحش للأنبياء والرسل؟
إن الأديان السيئة يجب أن يعرف الجميع سوءها حتى لا يتدينوا بها.
والدين الحق يجب أن يعرف الجميع أنه الدين الحق لتقوم الحجة على الخلق.
ولا شك أن من حكمة الله تعالى في إرسال الرسل هو التفريق بين الحق والباطل والتفريق بين الدين الذي يرضاه الله ويحبه والدين الذي يريده الشيطان وأولياءه.
ولذلك قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم بأنك عبت ديننا وشتمت الآلهة وسفهت العقول. يريدون أنه بين أنها آلهة لا تضر ولا تنفع وإن عبادتها شرك وكفر، وأن دينهم باطل لا ينجيهم من النار، ثم فاوضوه ليترك الإساءة إلى دينهم بأن يعطوه مالا أو يملكوه أو يزوجوه أجمل نسائهم فأبى صلوات الله وسلامه عليه.
والآن نرى من رئيس قسم الدعوةِ الدعوةُ إلى مطالب المشركين من ترك الإساءة إلى الأديان الأخرى بدل أن يدعو إلى ما دعا إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
ثم يأتي دور نائب عميد كلية الشريعة بجامعة قطر ليكمل المسيرة القديمة فيقول " وقد تتحسن العلاقات بين الأديان إذا استخدمت الوسائل التواصلية الصحيحة لافتا بأن التواصل انتصار للأديان جميعاً.
ولا أدري على أي شيء سينتصر دين التوحيد إذا كُتب العلو والانتصار لدين الشرك.
إذا لم ينتصر التوحيد والإيمان على الشرك والكفران فبأي شيء ينتصر التوحيد.
إن محاولة جمع الانتصار للأديان جميعاً، محاولة فاشلة سبق إليها أبو جهل وأمية بن خلف.
فلا يتعب الدكتور نفسه في طريق مسدود حكم الله بإبطاله شرعاً وقدرًا، فإن كفار قريش لما رأوا إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن مغرياتهم الدنيوية عرضوا عليه عرضهم الذي به تنتصر جميع الأديان فقالوا نعبد إلهك عاما وتعبد إلهنا عاماً.
فأنزل الله تعالى " قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين "
أي أنه لا يمكن أن يقبل الله منك ديناً غير الإسلام ولا يمكن أن يرضى عن أحد يقبل ديناً آخر.
وقد يقول قائل لماذا تنكر التواصل مع "الآخر" - وربما لا يستطيع أن يقول مع "الكافر"- أو تقبل الإساءة له
فأقول: التواصل مع الكافر لأجل دعوته إلى الإسلام بالحكمة والتي هي أحسن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن التواصل معه لأجل تحسين دينه ونصر الأديان كلها هذا من هدي أهل الجاهلية.
وحبذا أن تكون نبيهاً فطناً فنحن لم نتكلم عن معاملة الأشخاص الكفار، مع العلم بأن الإساءة إليهم بغير حق أمر لا تجيزه شريعة الإسلام.
وكلام هؤلاء الدكاترة لم يذكر فيه الآخر أو الآخرين ولم يشر فيه إلى مدعوين أوإلى أشخاص الكافرين، ولكن الكلام كله دائر حول الدين نفسه. ولنا أن نتساءل ألم يسمعوا قول الله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال)
الإسلام هو دين العدل والأنصاف وأحكامه العادلة قد تناولت المسلم والكافر في جميع أحوالهما والخلط في هذه الأحكام هو الذي يسبب التشويش لدى الكثيرين
وأحياناً قياس الأمور بالأهواء دون الرجوع إلى النصوص يكون سببا في ضلال المسلم وبالتالي تضليل الكافر أيضاً، وتفاصيل تلك الأحكام معروفة في كلام الفقهاء.
ولكن لم يقل أحد من المنتسبين إلى العلم يوماً يجب السعي لكي تنتصر الأديان، هذا الكلام لا يقوله من يعرف حقيقة الإسلام وحقيقة الكفر، وأما من غابت عنه الحقائق وفني في مشاهدة الذوق والوجد ربما يجد مثل هذا التخليط كما يقوله أصحاب الحلول والوحدة مثل جلال الدين الرومي حيث يقول في أشعاره " المصابيح مختلفة ولكن الضوء واحد " ويردد هذه الأشعار ويظهر إعجابه بها الرئيس الأمريكي بوش (انظر مجلة المجتمع العدد (1858)
تحت هذه الأفكار الشيطانية يمكن أن نجد مكاناً لاجتماع الأديان وسعياً في انتصارها جميعا.
وأما تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله فلا محبة ولا ولاء إلا لدين التوحيد دين الإسلام ولا سعي في انتصارٍ، إلا للتوحيد ودين الإسلام ولو كره الكافرون والمشركون.
وهذا حكم حكم الله به شرعاً وقدرًا، " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون "
والله تعالى هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
إسماعيل بن غصاب العدوي
28/11/1432
25/10/2011م

المصدر:

مجلة موقع المحجة

http://www.mahaja.com/content.php?241-هل-مؤتمرات-الحوار-وسيلة-لوحدة-الأديان؟؟!!&s=7014cbfa273bf3c0aa877105cf4d75e1

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك