الحوار الأسري مفتاح التفاهم والانسجام وصمام الامان

 الحوار الأسري مفتاح  التفاهم والانسجام وصمام الامان

د. خالد المهندي

إعداد إيمان محمود :
 
يعتبر الحوار الأسري أحد الركائز الأساسية في استقرار الحياة الأسرية وصمام الأمان الفاعل لنجاح العلاقة الزوجية ، لدوره في ترسيخ قيم التفاهم وحل المشكلات بالسبل والأساليب الودية بعيدا عن الانفعالات والمشاحنات التي غالبا ما تؤدي إلى تصدع الجدار الأسري وربما وقوع كارثة الطلاق وما يترتب عليها من تداعيات مؤلمة وباعثة على تشريد أبناء الأسرة ، كما يعد الحوار الأسرى عاملا مهما وناجعا في تنشئة الأطفال على نحو ايجابي .

وحول هذه القضية المحورية في المنظومة الأسرية قال مدير مكتب المهندي للاستشارات النفسية والاجتماعية الدكتور خالد المهندي ان علماء النفس عكفوا على البحث والدراسة لتقديم أفضل البرامج والأساليب الارشادية التي تنمي مهارة حل النزاعات الأسرية وكان من أفضل ما قدم هؤلاء العلماء لزيادة الشفافية وتقريب وجهات النظر داخل الأسرة هو “برنامج الحوار الأسري الناجح”.

عواقب غياب الحوار
من الخطورة أن تغلب مجتمعاتنا مبادئ الإلزام
 والإكراه والإفراط في استخدام
السلطة الأبوية في تنشئة الأطفال

وأكد أن الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام وأن انعدام الحوار يعني النزاع الأسري الذي يترتب عليه مشكلات نفسية واجتماعية قد تؤدي الى الطلاق لافتا الى أن دراسة احصائية أعدتها “لجنة اصلاح ذات البين” في المحكمة الشرعية في بيروت عام 2006 أثبتت أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الرئيسي الثالث المؤدي الى الطلاق.
واوضح ان الحوار هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر أحدهما في الحوار دون الآخر ويغلب على الحوار الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب وهو عكس التسلط الذي يعتبر نوعا من الاكراه في التربية ، لافتا الى أن أسلوب التسلط هو من أبرز الاتجاهات التربوية السائدة في المجتمعات العربية ويقوم هذا الاتجاه على مبدأ الالزام والاكراه والافراط في استخدام السلطة الأبوية في تربية الأطفال وتنشئتهم.

الاقناع والتفاهم
انعدام الحوار من الأسباب الرئيسة للطلاق
وتفكك الأسرة وشيوع لغة الحدة والانفعال

وقال المهندي أن لغة الحوار تبدأ من أول مشاجرة بين الأبناء فاذا قام الأب بحل المشكلة بفرض رأي معين على احد الأولاد منع لغة الحوار بين الأبناء وفي حال قام بدور الوسيط بين الأبناء ودعاهم الى الحوار بكلمة دعونا نتحاور حول هذه المشكلة تبدأ الكلمة بالانتشار داخل قلوب أفراد الأسرة وليس فقط في مسامعهم فالحوار يحتاج لاقتناع من قبل أفراد الأسرة بأنه هو الطريقة المثلى للوصول للحل والتفاهم .

اللوم والاتهامات والتهديدات والتنابز بالألقاب
والسخرية من معوقات الحوار الأسري

وعن معوقات الحوار بين افراد الأسرة ذكر المهندي ان من بينها اللوم والاتهام فكثرة اللوم والاتهام تفقد أفراد الأسرة روح حب المناقشة لأنهم يشعرون دائما بالذنب والدونية بل ان بعضهم يتهرب من الحوار حتى لا يدخل في دوامة الاتهام أو اللوم ففي حال كان احد أفراد الأسرة يتصف بهذه الصفة يجب استبعاده من الحوار أو تسحب منه ادارة جلسة الحوار.
واكد ان الشتائم تعتبر من احد ابرز معوقات الحوار ايضا ومن الممكن أن تحول جلسات الحوار الأسري الى جدل يثير الكراهية والبغضاء عند التلفظ بهذه الألفاظ.
وأشار الى أن اطلاق التهديدات من معوقات الحوار ومن اسباب التأزيم الأسري موضحا أن هذا النهج عادة ما يحدث عندما يحاول الأب او الأم أو الأب في فرض الطاعة بالتهديد بالضرب مضيفا ان الاكثار من الأوامر يعد معوقا من معوقات الحوار ايضا.

واوضح ان بعض الاسر تربي ابناءها على السمع والطاعة مع العلم أن 70 بالمئة من المدمنين كان يعيشون في اسر كاملة وهي الأسر التي يهمها أن أبناءها ينشئون على السمع والطاعة وعندما يدخلون في مرحلة المراهقة يقدمون السمع والطاعة لأصدقائهم والعصيان لابائهم وأمهاتهم فالأوامر نوع من فرض السلطة وعندما تفرض السلطة يغيب الحوار.
وحذر المهندي من استخدام عبارات الضحية باعتبارها معوقا من معوقات الحوار كترديد “انتم جبتوا لي الضغط.... أنا راسي شيب منكم .... شكلي بموت قبل يومي منك.....انتم زهقتوني مرضتوني” وغيرها.

لا للسخرية

وقال ان من معوقات الحوار القاء المحاضرات ودروس الأخلاق وهي مطلوبة اذ يحث عليها كثير من التربويين لكن لا يجب ان تكون في كل وقت وساعة حيث أن الاكثار منها يحدث الملل لدى أفراد الأسرة وبخاصة في حال تحولت جلسة الحوار الى محاضرة أو درس في الأخلاق في وقت يحتاج فيه للتعبير عن رأي معين في قضية تشغل فردا من أفراد الأسرة.
ومن معوقات الحوار ذكر السخرية من أي رأي يقدمه أي فرد من أفراد الأسرة وقد يكون هذا الرأي ليس بالمستوى المطلوب فالسخرية تأكل الحوار وتقضي عليه بل أن الطفل في حال أحس بالسخرية مما يقول يفقد الثقة في الحوار بشكل نهائي داخل الأسرة ولذلك يجب احترام كل رأي حتى لو كان غير منطقي أو ضعيفا. ومن معوقات الحوار التنبؤ وهو أن يتنبأ فرد من الأسرة عن الآخر مثل ان يقول “أنا أتوقع ان لا تفلح في دراستك او ان تكون شخصيتك مهزوزة” فهذا من شأنه أن يعطل كل مقومات الحوار في المستقبل.
وأضاف ان من معوقات الحوار كذلك عدم نسيان الخطأ فبعض أولياء الأمور لديهم ذاكرة قوية بأخطاء أبنائهم فهم لا ينسون ما فعلوا فاذا طرح موضوع فيه مشكلة سحب الأب أو الأم ملف الولد أو البنت وبدأ يذكره بالماضي فهو في هذه الحال لا يترك مجالا لتوبة وثانيا يجعل الأبناء ملتزمين الصمت في الحوار خوفا من نبش تصرفات وقعت في الماضي.

المناخ الايجابي
اتساع مساحة الحرية لتبادل الآراء يؤسس
لبيئة أسرية ناجحة يظللها الأمن الأسري

واشار المهندي الى وجوب اشاعة الجو الايجابي داخل الأسرة فعندما يشعر الأبناء والزوجان أن هناك مساحة للحرية لتبادل الآراء واحترام وجهة نظر الآخرين يتكون لدى أفراد الأسرة نوع من الأمن داخل محيط الأسرة فيعيشون في جو ايجابي في ألفاظهم وسلوكهم حيث أثبتت دراسات في بريطانيا أن الأطفال الذين يعيشون في اسر فيها مساحة من الحرية في طرح الآراء واحترام الآخر يكون أولادهم ايجابيين في تعامهم مع المجتمع الخارجي.
وقال المهندي ان من اكبر المشكلات التي تواجهه الأسرة الخليجية هو انعدام الشفافية بين أفراد الأسرة لاسيما بين الزوج والزوجة وهو بدوره ينعكس على الأولاد فتنعدم الشفافية بين الأولاد أنفسهم ومع آبائهم وأمهاتهم فالحوار يثير نوعا من الوضوح داخل الأسرة نتيجة التعبير المباشر والمستمر عن كل ما يشعر به الأفراد داخل الأسرة ويرغب فيه فلا مكان للخوف أو الخجل من أي شي أمام أفراد الأسرة.

القدرة على المناقشة

وذكر ان الحوار داخل الاسرة يحتاج الى شخص لديه القدرة على المناقشة المبنية على التحليل والتفكير ومن لا يجيد ذلك لا يستطيع أن يكون مقنعا في الحوار فنتيجة الحوار المستمر والمتكرر داخل الأسرة يتكون لدى أفراد الأسرة مهارة المناقشة تلقائيا دون أي تعب وجهد منهم. وعن شروط الحوار الأسري قال ان الحوار يجب ان يبدأ من الطفولة ويكون مبنيا على الاحترام المتبادل وألا يكون الحوار جدالا يثير الكراهية والبغضاء وأن يكون فرصة لطرح الآراء ومناقشتها وأن يتم تقبل الأخر وكذلك عدم التسرع في اصدار الأحكام.
وعن مقومات الحوار داخل الأسرة قال الدكتور المهندي ان الحوار يقوم على آداب الحديث ومنها عدم رفع الصوت وعدم التلفظ بألفاظ غير لائقة وتطعيم الحديث بالمرح والضحك. واضاف انه يعتمد ايضا على آداب الاستماع ومنها النظر بهدوء للمتحدث والاستماع باهتمام وانتباه الى الاشارات الجسمية ونبرة الصوت وتقليل المقاطعة قدر الامكان.
 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حصلت على درجة دكتوراه في التربية الرياضية
أكاديمية كويتية تدعو إلى الاهتمام بسباحة رياض الاطفال

دعت اكاديمية كويتية الجهات التربوية المسؤولة الى توجيه مزيد من الاهتمام لتعليم السباحة في مرحلة رياض الاطفال وتصميم برامج تشويقية خاصة لدفع الطفل الى هذه الرياضة والعمل على تنمية الثقة بنفسه والتغلب على الخوف لديه. وقالت الدكتورة كفاء مشاري التي حصلت على درجة دكتوراه الدولة في التربية الرياضية من جامعة حلوان بالقاهرة بدرجة امتياز وتوصية بالنشر ان دولة الكويت اولت اهتماما كبيرا لرياضة السباحة من خلال مشروع خاص بتكوين فرق رياض الاطفال بدأ عام 1998 في الاندية المدرسية واتحاد السباحة الا ان المشروع شابه سلبيات عديده رغم كل الامكانات المادية والبشرية التي عملت الدولة على توفيرها من اجل انجاحه.

واضافت مشاري ان من هذه السلبيات الافتقاد الى برامج تقليدية متبعة حاليا في الالعاب المائية تساعد على اكتساب الطفل مصادقة مع الماء والتعود على الوسط المائي ودرء الخوف الذي يؤثر عليه عند التعلم في هذه المرحلة فضلا عن عدم توفر حمامات تعليمية مناسبة للتعلم في هذا العمر الذي بحاجة الى عمق مائي معين.

واوصت الدكتورة كفاء في رسالتها بتصميم برنامج تعليم سباحة خاص بمرحلة رياض الاطفال للمساهمة في تحقيق اهداف المشروع التعليمي بدولة الكويت موضحة ان الهدف هو تهيئة الطفل لممارسة السباحة من خلال عنصر التشويق بالعاب مائية وتعلم المهارات الاساسية بالسباحة.

وشددت على ضرورة مراعاة عوامل الامان والسلامة والتعامل بحذر مع بداية نزول الطفل للماء .

المصدر: http://www.iico.net/al-alamiya/issues-1429/no-224/issue-224/moslem-family.htm

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك