الحوار التاريخي بين الأمير والإرهابي
الحوار التاريخي بين الأمير والإرهابي
بالطبع لم يدر في خلد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - أن الحوار الهاتفي الذي دار بين سموه - حفظه الله - وبين الإرهابي عبدالله ين حسن العسيري، سوف يذاع أو ينشر، ومع ذلك قدر الله جل وعلا أن ينتشر هذا الحوار ويسمع كل الناس ما قيل ودار ويملك الأمير النبيل محمد بن نايف بن عبدالعزيز القلوب والعقول بمودته وشهامته وحرصه على هداية الضال وحماية كل المواطنين وفي مقدمتهم النساء والأطفال.
لقد كان الأمير محمد بن نايف محبوباً كالهواء الطلق الذي نتنفسه، فهو - ووالده الجليل وعمه الكريم سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز - ساهرون على أمن الوطن والمواطنين، يواجهون من المصاعب والمتاعب ما الله به عليم، فالمملكة مستهدفة من أعداء كثر، والحاسدون لنا على حكمة قادتنا ومتانة تلاحمنا واستقرار بلادنا وازدهارها كثيرون، ونحن في عصر خطير سريع وتهب عليه أعاصير جهنمية من الأفكار المنحرفة والفئات الضلة ومروجي المخدرات والمنكرت ومثيري الفتن ما ظهر منها وما بطن..
الحوار بين سمو الأمير وبين هذا الإرهابي الحقير كان تاريخياً، وأتمنى أن يعاد عبر الإذاعة والتلفزيون مراراً، ففيه الكثير من الدروس العظيمة، وفيه مودة عميقة من هذا الأمير النبيل، وحرص عظيم على هداية ضالي المسلمين، واخراجهم من الظلمات إلى النور بحول الحي القيوم، ومع جمال الأقوال التي تفضل بها سموه فإن أفعاله الجميلة كانت تسبق أقواله، فقد استقبل الكثير من التائبين من تلك الفئة الضالة، وأكرمهم وآمنهم وزوجهم ويسر أمورهم وسهل لهم الاندماج في مجتمعهم، فوق ما وفرت وزارة الداخلية من مناصحة لهم وقبول تائبهم ورعاية أسرهم حتى استحقت مسمى (وزارة الداخلية للشؤون الأمنية والرعاية الاجتماعية) كما عبر رئيس تحرير هذه الصحيفة الأستاذ تركي السديري..
(مقاطع من الحوار التاريخي)
- الأمير محمد بن نايف: السلام عليكم الأخ عبدالله.
- المنتحر: نعم نعم.
- الأمير محمد بن نايف: كيف الحال.. القوّة
- المنتحر: كيف حالكم
- الأمير محمد بن نايف: بخير كل عام وأنتم بخير
- المنتحر: وأنت بخير إن شاء الله.
- الأمير محمد بن نايف: كيف صحتك
- المنتحر: مبروك رمضان.
- الأمير محمد بن نايف: عسى ما تعبتوا؟
- المنتحر: الحمد لله
- الأمير محمد بن نايف: وشلون أخوك إبراهيم عساه طيِّب؟
- المنتحر: طيب الحمد لله.
- الأمير محمد بن نايف: أبشرك ترى الوالد والوالدة كلهم طيبين ولله الحمد أمورهم زينة وكل شي زين.
- المنتحر: اللهم لك الحمد
- المنتحر: ونسأل الله عز وجل أن يتمم.
- الأمير محمد بن نايف: اللهم آمين اللهم آمين.
- المنتحر: عسى الله ييسر الأمور
- الأمير محمد بن نايف: أبد الأمور متيسرة ما دام الإنسان يحط الله بين عيونه أموره متيسرة.
- المنتحر: إن شاء الله.
- الأمير محمد بن نايف: في ذهنك شيء ودك تسألني إياه.
- المنتحر: والله علي أني أقابلك.
- الأمير محمد بن نايف: أنا وأنا أخوك في جدة وأنت بعيد شوي محلك.
- المنتحر: أنا ودي أقابلك حتى أعطيك الموضوع كامل لك متى ما تيسرت عرفت.
- الأمير محمد بن نايف: هو أهم شي الآن عندنا أول شيء بسأل سؤال تجاوبني عليه لاطمئن.
- المنتحر: أبشر
- الأمير محمد بن نايف: طمني على زوجة سعيد وعن الصغار عسى ما جاهم شي.
- المنتحر: لا أبد طيبين مرة اللهم لك الحمد
- الأمير محمد بن نايف: هذولا وأنا أخوك لهم أهل فلابد تراعونهم قبل كل شي انتبه عليهم تراهم عندي أهم منكم أقولها لك بصراحة
- المنتحر: بيّض الله وجيهكم
- الأمير محمد بن نايف: الحين أقولك حطها في وجهي أبيك تطمني عنهم قبل كل شي
- المنتحر: عجبنا وضوحكم معنا عرفت حتى الشباب مستغربين من تعاملكم.
- الأمير محمد بن نايف: ليه؟ أنتم عيالنا ليش مستغربين هاالتعامل؟
- المنتحر: بيّض الله وجيهكم
- الأمير محمد بن نايف: هذا واجب، أحرصوا ترى الأشرار يبون يستغلونكم في كل أمر، حطوا الله بس بين عيونكم وتعالوا لديرتكم.
- المنتحر: هذا رمضان بإذن الله رمضان خير.
- الأمير محمد بن نايف: آمين آمين وأن شاء الله دايم.
- المنتحر: ومتفائلين ان رمضان هذا يعني بيكون نقلة
- الأمير محمد بن نايف: بحول الله، أول نقلة وأنا أخوك تقر عين أهلك فيك.. هذا أول شي.. ثانياً أنا والله ماني كاذب عليك ودي المرأة هذي وعيالها يجون سالمين غانمين لأن النساء عندنا أولوية في كل شيء.
- المنتحر: بإذن الله حنا نحبكم في الله وأن الأمور بإذن الله تتم وتتيسّر
- الأمير محمد بن نايف: أبشرك الأمور زينة.. وأنا يهمني أهم شي تقر عين والدتك فيك ووالدك هذولا بعد ما لهم ذنب.. والدك ووالدتك يتجلدون قدام الناس ما يبون يشعرون أحد انهم متأثرين ولكن من جُوّه تعرف قلب الوالد.
المنتحر: أنت كلمتهم؟
- الأمير محمد بن نايف: والله دايم أسأل عنهم ونكلمهم باتصال ولا لي فضل فيها.
...- المنتحر: والله ودي أقابلك وأشرح لك الوضع كامل.
- الأمير محمد بن نايف: أبد.. حياك الله لك مني إذا جيت أقعد أنا وإياك وكل منا يعطي اللي عنده رفيقه ولكن أهم شي الجماعة لا يبطون ما أدري وش الأوضاع عندهم
...- المنتحر: بعض الشباب متخوفين شوي.
- الأمير محمد بن نايف: وش متخوفين منه؟
- المنتحر: ما أدري بعضهم متخوف.
- الأمير محمد بن نايف: معليش محقين أنتم ما سألتم عن محمد تراه طيب وبخير وفي بيته
- المنتحر: جانا الخبر والحمد لله بعد الخبر ارتحت كثير وقالوا كلم الأمير بنفسه ويكلم الشباب وبإذن الله يعطيهم وجه.
الأمير محمد بن نايف: ترى إلى هالحين لو فيه حق خاص أبعلمك أمورنا كلنا تتبع الشريعة وقد نكون مقصرين في بعض الأمور ولكن عن غير قصد وما فيه أحد كامل خلني أكون معك صادق.. لكن لو الإنسان قاتل له، كان فيه حق خاص ما أقدر أوعدك فيه لين أهل الحق يتنازلون.
...- المنتحر: وتكفى أنك تسامحنا لأنها والله يعني ما كانت
- الأمير محمد بن نايف: لا تنخاني يا رجال أني أسامحك.. أنت ولدنا وأبرك ساعة نبي نكسبك وتعودون لا أحد يستغلكم هذا اللي نبيه..»
* لقد كان سمو الأمير في قمة الشهامة والمودة والتعاطف ولكن هذا المدحور كان غداراً لئيماً شريراً فارتد غدره في نحره ولم يضع معروف الأمير وكرمه وتعاطفه فقد ابتهج الناس بسلامته وتنفسوا الصعداء وأحسوا بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه.
إنه حوار تاريخي من أميرنا الكريم لم يدر في خلد أحد أن يسمعه أو يقرأه لولا وقوع الحادث الغادر الذي أثبت أن الله يدافع عن الذين أمنوا، وأنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.