مسلمو فلوريدا … مخاوف الهوية تبددها حرية المعتقد

مسلمو فلوريدا … مخاوف الهوية تبددها حرية المعتقد

 

أميركيون ينقلون تجربتهم الروحية مع الإسلام
مسلمو فلوريدا ينعمون بحرية المعتقد التي يكفلها الدستور

مروة كريدية من أورلاندو- فلوريدا
 
الانتماء الديني يتلاشى في هوية الدولة العلمانية
يرفع الآذان في مسجد الرحمن في أورلاندو بفلوريدا يوم الجمعة ويجتمع قرابة 200 مسلم على مرحلتين ليقوموا بأداء صلاة الظهر على دفعتين، كما نجد حضورا لسيارة شرطة الولاية على باب المجمع الذي يشتمل على مدرسة وجامع ومركز إسلامي  .
ويعيش في وسط فلوريدا حوالي 50 ألف مسلم يؤدون شعائرهم الدينية بحرية واحترام في عشرة مساجد تشرف عليها المؤسسة الإسلامية لوسط فلوريدا ، وتُقدر الإحصائيات عدد المسلمين في الولايات المتحدة بحوالي 7 ملايين في بلد يقارب عدد سكانه 300 مليون نسمة بينما تبلغ نسبة العرب المسلمين منهم حوالي 18 % و 60 % منهم من دول آسيوية كالهند وباكستان وبنغلادش وماليزيا واندونيسيا بينما يُشكل المسلمون من جذور أميركا الجنوبية حوالي 10% .
حاولنا استقصاء المصادر الرسمية للإحصاءات، فوجدنا أن مكتب إحصاء السكان الأميركي لا يجمع بيانات عن الهوية الدينية كون الدولة علمانية وتفصل تمام الفصل بين الدين وعمل المؤسسات . كما تباينت إحصاءات بعض المؤسسات بشكل كبير حيث تشير تقديرات "CIA" إلى وجود 1.8 مليون مسلم عام 2010 ، بينما قدر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية وجود سبعة ملايين مسلم وهذا المجلس أنشأ في عام 1994 ويعتبر مؤسسة متخصصة في الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين أو الأجانب، و يعمل على تحسين صورة الإسلام في أمريكا ومشاركة المسلمين في الحياة السياسية الأمريكية .
 
الخطبة تدعو إلى"الوحدة والتعاون "
دخلنا المسجد قرابة الواحدة والنصف ظهرًا بعد أذان الظهر مباشرة، حيث حرص الإمام محمد المصري على تقديم خطبة هادئة بلغة انكليزية واضحة متناولا مفهوم الوحدة في الإسلام وأهميته، مشيرا في الوقت عينه إلى نماذج الاتحاد كأميركا بوصفها مجموعة ولايات "اتحدت" والوحدة الأوروبية كتجمع اقتصادي ناجح ،  وان النجاح الاجتماعي يكون في التعاون والألفة ، مؤكدا أن عدد الآيات القرآنية التي تدعوا إلى الاتحاد والتعاون يفوق عددها الآيات التي تتحدث عن العبادة واعتبر أن الانصهار والتفاعل الحضاري مع كافة شعوب الأرض هو مفتاح النجاح لتقديم الصورة الايجابية عن المسلم المتعاون والمحب للآخرين الذي يعكس روح العدالة الإنسانية .
معتنقي الإسلام: تجارب  ايجابية  يحميها الدستور
روزا لينا . ت أميركية اعتنقت الإسلام وتحرص على حضور الفعاليات الدينية بانتظام قالت لإيلاف عقب الصلاة :" اعتناقي للإسلام لم يغير من حقيقة إنسانيتي شيئًا بل سهّل لي اكتشاف العمق الروحي لشخصي ، وكشف عن المواهب الجميلة التي كنت احملها بفطرتي" وأكدت أنها لم تتعرض لمضايقات أو ضغوطات بسبب إسلامها كما أن لكل فرد الحق في اعتناق ما يراه مناسبا ويتلاءم مع راحته الشخصية مشيرة إلى أن :" المسلمين كما غيرهم من الديانات لهم حرية ممارسة شعائرهم في أميركا كما اقرها الدستور الأمريكي وان جميع المؤسسات الدينية معفاة من ضرائب البيع والشراء المفروضة على المؤسسات التجارية الأخرى "
وعن ارتدائها للحجاب قالت :" لا أجد أن غطاء الرأس يحد من حريتي أو إنسانيتي بل على العكس من واجب الآخرين احترام خياراتي الشخصية في ارتداء ما يناسبني ، ولم أتعرض لأي أمر يضايقني في عملي وربما في أعوام سابقة كان بعض مدراء الأعمال يحظر على العاملين والعاملات ممارسة شعائرهم الدينية كارتداء الحجاب أو لبس القبعات أو العمامة أو إطلاق اللحية ولكن حقوقنا الدستورية الأميركية تضمن لنا ذلك وهو حق لنا لا يمكن لأحد حرماننا منه "
وعن "الإسلام فوبيا " قالت :" الإسلام هو المعتقد الوحيد الذي يدخل مفهوم السلام في تسميته مباشرة "الإسلام هو سلام " ولا يمكن لدين يحث على الحرية الفردية وينبني على العدالة الاجتماعية أن يكون إرهابيا على الإطلاق "
أما ادوارد .ر. فيقول انه لا يرى في الإسلام "مجرد شعائر " بل هو "فلسفة تحتوي على رمزية عالية " لذلك فهو بعيد عن الوثنية وتشييئ "النظريات " مضيفا :" انه معتقد يحث على الحرية الفردية وينبني على العدالة الاجتماعية  ، وهذا ما أعجبني فيه "
ادوارد غير قلق من إيمانه ويقول:" إني أميركي احترم بلدي وأحبه وقد أديت خدمتي العسكرية وأودي واجباتي كاملة كمواطن جيد والتزم دفع ضرائبي أما معتقداتي فهي خاصة   ولا يمكن لأحد أن يفرضها عليّ"
وعن الشعب الأميركي ومخاوفه تجاه المسلمين يقول :" أتفهم قلق البعض حيال ممارسات بعض المسلمين و هذه المخاوف نزكيها غالبا تقارير إعلامية " مشيرا إلى انه على :" الرغم من أن 40% من الأميركيين يؤيدون  أن يحمل المسلمون بطاقات هوية خاصة ولكن نجد أن هناك أكثر من 20 ألف أميركي يعتنقون  الإسلام في العام "
 
"الرحمن" أقدم مساجد فلوريدا ولا دور للدول الخليجية في دعمه ماديا
ويعد مسجد " الرحمن أول مسجدٍ في فلوريدا أسس عام 1985 بعد أن استأجرت العائلات المسلمة أماكن خاصة لتأدية الصلاة وقد قال إمام المسجد محمد المصري لإيلاف في مقابلة خاصة انه :" لا دور مباشر لأي دولة خليجية في المساجد وأنها في فلوريدا بُنيت بالتبرعات ومساعدة السكان المحليين المسلمين "
وينتشر المصلين عقب الصلاة أمام المسجد ليسلموا على بعضهم البعض حيث توجد في باحة المسجد "بسطات " لبيع الملابس التقليدية والمأكولات ، كما يقدم المسجد إفطارا مجانيا للصائمين في رمضان وتقام صلاة التراويح فيه بعد العشاء ، وتعقد في المركز الإسلامي بقرب المسجد محاضرات أسبوعية لتعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي. 
 
معلومات وأرقام:
الولايات المتحدة الأمريكية هي جمهورية دستورية فيدرالية تتكون من خمسين ولاية ومنطقة العاصمة الاتحادية. ويقدر عدد سكانها ب307 مليون نسمة. وهي تعد ا واحدة من أكثر دول العالم تنوعاً من حيث العرق والثقافة، وجاء ذلك نتيجة الهجرة الكبيرة إليها من بلدان مختلفة.
الولايات المتحدة دولة علمانية رسمياً؛ ويكفل الدستور حرية ممارسة الأديان، ويمنع إنشاء أي حكم ديني. في دراسة لعام 2002، ويقدر عدد المسيحيون فيها 78.4٪
بينما بلغ مجموع تقديرات الديانات غير المسيحية في عام 2007 نحو 4.7% وأكبر الديانات المنتشرة غير المسيحية هي اليهودية (1.7 ٪) والبوذية (0.7٪) والإسلام (0.6٪) والهندوسية (0.4٪) والعالمية التوحيدية (0.3 ٪)وتذكر الإحصائيات أيضاً أن 16.1% من الأمريكيين يعتبرون أنفسهم لا أدريين أو ملحدين .
 وعدد المسلمين بها حسب آخر الإحصائيات يقدر بسبعة ملايين وان 70% منهم يتمركزون في عشر ولايات، هي: كاليفورنيا ونيويورك والينويز ونيوجرسي وأنديانا وميتشجان وفرجينيا وتكساس وأوهايو وميريلاند.  

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك