الحكومة الدينية أم المدنية

الحكومة الدينية أم المدنية

ياسر فكري أبو الحسن

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

فقد كثر في الآونة الأخيرة الكلام عن رفض أن تحكم الحكومات بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأننا في مجتمع واحد لسنا كلنا مسلمين، فكيف نجبر الآخر على العمل بشرعنا المطهر؟

 وقد شاهدت مؤخرا جزءا من برنامج تليفزيوني وكان ضيفه رئيس تحرير إحدى الصحف الشهيرة،  وفي سؤال عن هل ترى أن تكون الحكومة دينية؟ فأجاب بأنه يرى أنها يجب أن تكون مدنية!

 وهذه الإجابة للدول التي يسكنها أغلبية غير مسلمة والمسلمون فيها ضعفاء قد تكون مقبولة، ولكن في الدول التي يسكنها أغلبية مسلمة فهي غير مقبولة للأسباب التالية:

1- الله هو الذي خلقنا ويعلم الأنفع لنا وما يصلحنا وما يفسدنا "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".

2- الله أمرنا أن نحتكم لشرعه وأن يدير حياتنا شرعه

بدليل:

سورة المؤمنون - الجزء 18 - الآية 71 - الصفحة 346

وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ

سورة الجاثية - الجزء 25 - الآية 18 - الصفحة 500

ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ

سورة البقرة - الجزء 1 - الآية 120 - الصفحة 19

وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

سورة المائدة - الجزء 6 - الآية 49 - الصفحة 116

وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ

3- بعض أمثلة لاتباع الهوى على مر العصور:

ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ ۖ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

سورة المائدة - الجزء 7 - الآية 103 - الصفحة 124

مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ۙ وَلَٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

والذي حرم هذه الأشياء هم الكهنة أى كهنة الآلهة – وهم أصحاب المصالح الدنيوية- فحرموا من الأطعمة أشياء لينتفعوا بها هم فالآلهة لا تأكل ولكن الكهنة يأكلون وهذا يحدث الآن في الكنيسة، فقد أسلمت زوجة مهنس مسلم وهي أجنبية بعد أن حرمت الكنيسة أكل اللحم في يوم كذا من الأسبوع بعد أن كان يوم كذا، فوجدت أن الدين يتغير من بشر مثلها وهذا لا يتفق مع دين نزل من قبل الله. ولكن انظر إلى ما حرم الله من الأطعمة والأشربة وعلة التحريم واضحة وهي مصلحة الإنسان أولا:

قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

سورة المائدة - الجزء 7 - الآية 91 - الصفحة 123
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ

فهذه الخمر هي رأس كل خطيئة ومع ذلك يحلونها لأن أصحاب المصالح كثيرين وكذلك السجائر على الرغم من أضرارها الفادحة بل حللت بعض الدول كهولندا الحشيش وهو من المخدرات التي تذهب العقل تماما.

وهذا مثل للأهواء والمصالح في الطعام والشراب والأمثلة في شتى مجالات الحياة لا حصر لها. إذن فاتباع غير شرع الله هو هلاك للمجتمع واقرأ معي هذا الحديث:

عن ابن عباس قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت وما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين وما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء وما جار قوم في حكم إلا كان البأس بينهم أظنه قال : والقتل

الراوي: عبدالله بن بريدة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة

فالمجتمع كله يعاقب من قبل الله بازدياد البعد عن حكم الله، فنقض العهود والزنى واللواط والغش قي الميزان وعدم جمع الزكاة أو حتى أدائها من قبل الأفراد والظلم في الأحكام، كل هذه الأمور قد انتشرت وفي القانون لا يحرم منها إلا الغش قي الميزان والظلم في الحكم. إذن ما نشاهده من عقاب الله على هذه الجرائم - التي لا يعاقب عليها القانون ويقوم بها الأفراد – من تسليط العدو وكثرة الموت المفاجئ والجفاف والحرب على المياه هو ما وعد به الله. وانظر إلى بعض الدول التي تقربت كأفراد أو كأفراد وحكومات من منهج الله كيف تغير حالهم الدنيوي مثل ماليزيا وتركيا والسودان – ولا شك أن التغير ليس كاملا لأنهم لم يتغيروا كاملا – "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (وليس حتى يغيروا حكوماتهم). وتظهر مسؤلية أصحاب الدين عن المجتمع في نصحهم للناس لأننا جميعا كمجتمع في مركب واحد، يقول صلى الله عليه وسلم:

مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا

الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري

فلو ترك المخلصون النصيحة ولم يأخذوا على أيدي المفسدين – هم طيبون لا يريدون إيذاء الآخرين في السفينة -  ولكنهم سيغرقون السفينة، سفينة المجتمع لو تركوا.

ولنعلم أن سنة الله في خلقه لا تتبدل فلنقرا ما حدث للمسلمين في غزوة أحد من هزيمة كبيرة لمخالفة الرماة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك يوم حنين حينما أخذوا بالأسباب ولكنهم ركنوا إلى الأسباب فكانت الهزيمة مع أن المسلمين كان بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة ولكن إذا غلب عدد المخالفين عدد الصالحين المصلحين تخلى عنهم الله عز وجل.  وهذا كتاب الله يحدثنا:

سورة التوبة - الجزء 10 - الآية 25 - الصفحة 190
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ

سورة آل عمران - الجزء 4 - الآية 165 - الصفحة 71
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وفي اليوم التالي لغزوة أحد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الذين شاركوا فقط في الغزوة للخروج مرة أخرى لملاقاة العدو الذي استعد للقضاء على المسلمين نهائيا، وكانت نصرة الله للمسلمين بدون قتال بعد أن عادوا إليه سبحانه وتعالى فيقول تعالى:

سورة آل عمران - الجزء 4 - الآية 173 - الصفحة 72
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَٱنقَلَبُوا۟
بِنِعْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍۢ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوٓءٌۭ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضْوَ‌ٰنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

فالله ليس بينه وبين المسلمين نسب إلا الطاعة.

وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على زينب بنت جحش أم المؤمنين فزعا يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) . وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ، قالت زينب بنت جحش : فقلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )

الراوي: زينب بنت جحش المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري

فهذه سنة الله في كونه " إذا كثر الخبث" نزلت العقوبة. وانظر إلى قوم نوح وفرعون وجنوده وعاد وثمود وقوم لوط وآخرين كثر أهلكهم الله وحدثنا الله عن هلاكهم كثيرا لننتبه إلى خطورة مخالفة أمر الله على المجتمع. وتأمل في حضاراتهم كيف اندثرت وانطفأ نورها، حتى أن هذه الأقوام أصبح لا يوجد من يتحدث بلغاتهم ولا من يعمل بعلومهم التي وصلوا إليها وكان من المفترض أن تنموا على مر الزمان.

ولا شك أن سبب الرفض الرئيس للشرع هو السلطة، وأصحابها هم أكثر الناس مصلحة إلا المخلصين منهم. وتُطلب السلطة عادة للعزة وللمال، وانظر إلى سنة الله في هذين الأمرين:

سورة المنافقون - الجزء 28 - الآية 8 - الصفحة 555
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ

سورة النساء - الجزء 5 - الآية 139 - الصفحة 100
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا

سورة المائدة - الجزء 6 - الآية 52 - الصفحة 117
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ

سورة فاطر - الجزء 22 - الآية 10 - الصفحة 435
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ

سورة الحج - الجزء 17 - الآية 18 - الصفحة 334

وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ

سورة النور - الجزء 18 - الآية 55 - الصفحة 357
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

فلا عزة ولا تمكين إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح، بل ولا سعادة في الدنيا قبل الآخرة إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح، يقول تعالى:

سورة النحل - الجزء 14 - الآية 97 - الصفحة 278
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةًۭ طَيِّبَةًۭ ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ

سورة طه - الجزء 16 - الآية 124 - الصفحة 320
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةًۭ ضَنكا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ أَعْمَىٰ

يقول العرباض بن سارية:  وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة

الراوي: العرباض بن سارية المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب

وعلى أي الأحوال لا خروج على الحاكم وإن كان عبد

والأمر الآخر للسلطة هو الثراء والغنى وهذا أيضا شرطه الإيمان والعمل الصالح

سورة الأعراف - الجزء 9 - الآية 96 - الصفحة 163
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

سورة الطلاق - الجزء 28 - الآية 2 - الصفحة 558
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا

سورة نوح - الجزء 29 - الآية 10 - الصفحة 570
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا

والأمر الأخير الذي يخشاه الناس هو معاملة غير المسلمين، ويكفي أن نعلم أن لهم نصيب في الزكاة لتأليف قلوبهم هم والمسلمين ضعاف الإيمان

سورة التوبة - الجزء 10 - الآية 60 - الصفحة 196
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

وانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله رجل غنما بين جبلين . فأعطاه إياه . فأتى قومه فقال : أي قوم! أسلموا . فوالله ! أن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر . فقال أنس : إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا . فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم

فهذا عطاء يقدر في يومنا هذا بالملايين الكثيرة، دفعه النبي صلى الله عليه وسلم طمعا في إسلام فرد واحد لينقذه من النار. نعم المواطن غير المسلم مواطن من الدرجة الثانية ولكن لمصلحته حتى يشعر بعظمة الإسلام فيسلم فلا يخلد في النار، فالخلق كلهم خلق الله ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوبًۭا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير”،  وهذا ما قاله سيدنا أنس رضي الله عنه أن بعض الناس كان يسلم طمعا في الدنيا (ليتحول إلى مواطن من الدرجة الأولى) فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.

فالقضية هي أن نكون كمواطنين عبيدا لله فنسعد في الدنيا والآخرة.

وفي الختام:

يقول تعالى: سورة الأنبياء - الجزء 17 - الآية 105 - الصفحة 331
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم  ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار

ذاق طعم الإيمان ، من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا " .

الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث : مسلم - المصدر: صحيح مسلم -  

فإذا كنا صالحين وتحققت شروط تذوق الإيمان سننسى هذا الموضوع الذي طالما خاض فيه الناس.

خاتمة:

أخي الكريم:

كن داعيا إلى الله، فمتى استفدت من أمر أو موضوع فانشره بين إخوانك أو انشر استفادتك لننجو من الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة.

كتبه:

ياسر فكري أبو الحسن

8 جمادى آخر 1431

22 مايو 2010

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك