أحرار الجيش هل يخففون من العدل في القتل؟

أحرار الجيش هل يخففون من العدل في القتل؟

 

في جمعة أحرار الجيش السوري قبل يومين انطلقت تظاهرات الجماهير الهادرة في كل موضع من سورية الحبيبة لتعبر بكل صدق وإخلاص عن محبتها لهؤلاء الأبطال الشرفاء الذين لم يكن مستغربا أن يهبوا لنصرة المحتجين السلميين العزل الذين يسقط منهم الشهداء كل يوم برصاص الغدر والقمع الوحشي الذي فاق كل ما تفرزه شريعة الغاب في كل زمان ومكان.
إنه يوم الوفاء لثلة باعت نفسها لله والوطن والحرية والكرامة لإنقاذ البلاد والعباد وحماية المدنيين والأعيان المدنية في ديار الشام التي تكفل الله بها وأهلها ولابد من الفتح والنصر اللذين وعد مولانا بهما أولياءه المتقين وحزبه المفلحين بإذنه، ألف ألف تحية للجيش السوري الحر الذي يعمل على تحقيق مبدأ قانون التدافع في الأرض حتى لا يهنأ فرعون بجبروته وطغيانه والتحكم بالضعفاء الذين تقضي سنة الله في خلقه أنهم عاجلا أو آجلا سيظهرون على من يزهو بقوته الغاشمة وبطشه اللئيم، إننا منذ البداية نهيب بضباطنا الأبطال أن يخففوا قدر الإمكان حجم الإمعان في القمع الذي وصلت به السلطة الباغية إلى ما تنتهجه من العدل في القتل بمعنى أنها منذ تصدت للمتظاهرين قبل سبعة شهور مازالت تجري الدم الطاهر يوميا على تراب الوطن وبواقع مائة إلى مائة وخمسين كل ثلاثة أيام حيث إنه لا شك من تفاقم أعداد الشهداء الذين بلغوا حتى الآن قرابة عشرة آلاف وليس كما تقدر بعض المنظمات أنهم ثلاثة آلاف، ناهيك عن الكثير الكثير من الجرحى وحوالي مائة ألف معتقل على ما ذكره شيخ الحقوقيين الأستاذ هيثم المالح وقد استشهد منهم تحت التعذيب المئات، فضلا عن المفقودين الذين قدروا بستة آلاف لا يعرف أحد عنهم شيئا والمرجح أن عديدا منهم قد سقطوا بآلة الوحشية الأسدية على شعبها لا على الصهاينة المعتدين هذه الآلة التي قامت لحماية بشار لا حماية الديار وتحرير الجولان، إن المصاب والابتلاء بهذه الطغمة خطير جدا حيث الظلم يستفحل والعدل لا يضمحل بل ينعدم وبتنا ونحن نناجزهم مناجزة الحق للباطل والعدل للظلم نشعر أن عموم شعبنا يشرئب لمبدأ القسط حتى لم يعد يتصور عودة الجور كما أن هؤلاء الظلمة من فرط جورهم لا يتصورون أن يعيشوا حياة العدل والحق والإنصاف، وهذا ما تحدث عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد 5/26 رقم 20323 حيث قال: "لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره ثم يأتي الله تعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره"، فنحن مع هذه البشرى نعيش هذه الفترة ومع الأمل بالله وتحرك هذا الجيش الحر الذي سيحفظ للأمة أملها وعدلها إن شاء الله ليخلد الصالحون ويزول الفاسدون كما ذكر الإمام الطرطوشي في كتابه سراج الملوك 1/220 إن الذي يخلد به ذكر الملوك على غابر الدهور عدل واضح أو جور فاضح هذا يوجب له الرحمة وهذا يوجب له اللعنة، فنسأل الله تعالى أن يشملنا برحمته والشعب السوري والأمة جميعا ليسود العدل والأمن والأمان ولسنا بمقام ذكر نصوص العدل فهي معروفة ولكن يجب أن يعرف كما قال أهل الحكمة أن من جعل العدل له عدة طالت به المدة، فالعدل أساس الملك والجور سبب زواله وعزل صاحبه لا محالة كما قال ابن الجوزي في كتابه الشفاء في مواعظ الملوك ص 47، ويكفي الحاكم الجائر أنه يشعر بالخوف يلاحقه دوما وأن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم هذه الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة كما أكد ابن تيمية في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 42، وعلى هذا فمن يستعرض الوضع في سورية ولو بلمحة خاطفة يدرك مدى الظلم في التوزيع، حيث يعتبر الحاكم نفسه في بلادنا كأنه المالك لخزانة الدولة ولا أحد يستطيع أن يذكره فكم يقرب من أقارب ومؤيدين ويحرم خصومه السياسيين من حقوقهم وهو عين الحاكم الظالم الذي تحدث عنه الإمام الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية حيث ذكر أن من صفاته أن يقرب من مالأه ويبعد من خالفه في رأي أو مذهب.
أين العدالة القانونية الجزائية في محاسبة مثل هؤلاء الجورة الذين يذلون الأمة ويسرقونها حقوقها، ولذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: "لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع" رواه أبويعلى ورجاله رجال الصحيح كما في سنن ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رقم 2426.
ورسولنا هو القائل: "وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، كما في البخاري برقم 3288 لقد كان لزاما علينا أن نطلق هذه الإشارة والعبارة في هذه الجمعة وكلنا رجاء من الله أن يتقوى هذا الجيش السوري الحر ويزداد الانشقاق في صف الجيش الذي منه من يحمي الديار ومنه من يحمي بشار، إن المدافعة عن المتظاهرين والمدنيين ووضع الأمور في نصابها لحماية الثورة السلمية وهو حق تقره جميع الشرائع والأديان أصبحت واجبا كي يرتدع المعتدي ويعرف حجمه حتى لا يجول ويصول الجبان على الضعاف، ظانا أنه لا قوة توقفه عند حده، فالله والمؤمنون غالبون في النهاية.

في جمعة أحرار الجيش السوري قبل يومين انطلقت تظاهرات الجماهير الهادرة في كل موضع من سورية الحبيبة لتعبر بكل صدق وإخلاص عن محبتها لهؤلاء الأبطال الشرفاء الذين لم يكن مستغربا أن يهبوا لنصرة المحتجين السلميين العزل الذين يسقط منهم الشهداء كل يوم برصاص الغدر والقمع الوحشي الذي فاق كل ما تفرزه شريعة الغاب في كل زمان ومكان.
إنه يوم الوفاء لثلة باعت نفسها لله والوطن والحرية والكرامة لإنقاذ البلاد والعباد وحماية المدنيين والأعيان المدنية في ديار الشام التي تكفل الله بها وأهلها ولابد من الفتح والنصر اللذين وعد مولانا بهما أولياءه المتقين وحزبه المفلحين بإذنه، ألف ألف تحية للجيش السوري الحر الذي يعمل على تحقيق مبدأ قانون التدافع في الأرض حتى لا يهنأ فرعون بجبروته وطغيانه والتحكم بالضعفاء الذين تقضي سنة الله في خلقه أنهم عاجلا أو آجلا سيظهرون على من يزهو بقوته الغاشمة وبطشه اللئيم، إننا منذ البداية نهيب بضباطنا الأبطال أن يخففوا قدر الإمكان حجم الإمعان في القمع الذي وصلت به السلطة الباغية إلى ما تنتهجه من العدل في القتل بمعنى أنها منذ تصدت للمتظاهرين قبل سبعة شهور مازالت تجري الدم الطاهر يوميا على تراب الوطن وبواقع مائة إلى مائة وخمسين كل ثلاثة أيام حيث إنه لا شك من تفاقم أعداد الشهداء الذين بلغوا حتى الآن قرابة عشرة آلاف وليس كما تقدر بعض المنظمات أنهم ثلاثة آلاف، ناهيك عن الكثير الكثير من الجرحى وحوالي مائة ألف معتقل على ما ذكره شيخ الحقوقيين الأستاذ هيثم المالح وقد استشهد منهم تحت التعذيب المئات، فضلا عن المفقودين الذين قدروا بستة آلاف لا يعرف أحد عنهم شيئا والمرجح أن عديدا منهم قد سقطوا بآلة الوحشية الأسدية على شعبها لا على الصهاينة المعتدين هذه الآلة التي قامت لحماية بشار لا حماية الديار وتحرير الجولان، إن المصاب والابتلاء بهذه الطغمة خطير جدا حيث الظلم يستفحل والعدل لا يضمحل بل ينعدم وبتنا ونحن نناجزهم مناجزة الحق للباطل والعدل للظلم نشعر أن عموم شعبنا يشرئب لمبدأ القسط حتى لم يعد يتصور عودة الجور كما أن هؤلاء الظلمة من فرط جورهم لا يتصورون أن يعيشوا حياة العدل والحق والإنصاف، وهذا ما تحدث عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد 5/26 رقم 20323 حيث قال: "لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره ثم يأتي الله تعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره"، فنحن مع هذه البشرى نعيش هذه الفترة ومع الأمل بالله وتحرك هذا الجيش الحر الذي سيحفظ للأمة أملها وعدلها إن شاء الله ليخلد الصالحون ويزول الفاسدون كما ذكر الإمام الطرطوشي في كتابه سراج الملوك 1/220 إن الذي يخلد به ذكر الملوك على غابر الدهور عدل واضح أو جور فاضح هذا يوجب له الرحمة وهذا يوجب له اللعنة، فنسأل الله تعالى أن يشملنا برحمته والشعب السوري والأمة جميعا ليسود العدل والأمن والأمان ولسنا بمقام ذكر نصوص العدل فهي معروفة ولكن يجب أن يعرف كما قال أهل الحكمة أن من جعل العدل له عدة طالت به المدة، فالعدل أساس الملك والجور سبب زواله وعزل صاحبه لا محالة كما قال ابن الجوزي في كتابه الشفاء في مواعظ الملوك ص 47، ويكفي الحاكم الجائر أنه يشعر بالخوف يلاحقه دوما وأن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم هذه الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة كما أكد ابن تيمية في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 42، وعلى هذا فمن يستعرض الوضع في سورية ولو بلمحة خاطفة يدرك مدى الظلم في التوزيع، حيث يعتبر الحاكم نفسه في بلادنا كأنه المالك لخزانة الدولة ولا أحد يستطيع أن يذكره فكم يقرب من أقارب ومؤيدين ويحرم خصومه السياسيين من حقوقهم وهو عين الحاكم الظالم الذي تحدث عنه الإمام الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية حيث ذكر أن من صفاته أن يقرب من مالأه ويبعد من خالفه في رأي أو مذهب.
أين العدالة القانونية الجزائية في محاسبة مثل هؤلاء الجورة الذين يذلون الأمة ويسرقونها حقوقها، ولذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: "لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع" رواه أبويعلى ورجاله رجال الصحيح كما في سنن ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رقم 2426.
ورسولنا هو القائل: "وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، كما في البخاري برقم 3288 لقد كان لزاما علينا أن نطلق هذه الإشارة والعبارة في هذه الجمعة وكلنا رجاء من الله أن يتقوى هذا الجيش السوري الحر ويزداد الانشقاق في صف الجيش الذي منه من يحمي الديار ومنه من يحمي بشار، إن المدافعة عن المتظاهرين والمدنيين ووضع الأمور في نصابها لحماية الثورة السلمية وهو حق تقره جميع الشرائع والأديان أصبحت واجبا كي يرتدع المعتدي ويعرف حجمه حتى لا يجول ويصول الجبان على الضعاف، ظانا أنه لا قوة توقفه عند حده، فالله والمؤمنون غالبون في النهاية.

 

د. خالد هنداوي

المصدر: http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=261348

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك