من شهادات المنصفين الغربيين الأعلام عن الإسلام
من شهادات المنصفين الغربيين الأعلام عن الإسلام
من المعروف اليوم أن أكثر الدوائر الغربية الفكرية والسياسية تسعى سعياً حثيثاً بهجمات شرسة ضد الثقافة الإسلامية بهدف طمس معالمها وتزوير تاريخها، ولاريب أن هذا هو الامتداد الطبيعي لاستعمارهم السابق البغيض، ولكنه اليوم يتمدد بوجه أقوى وبقطبية أحادية تريد أن تفرض قيمها المزعومة على حد ما صرح به الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما أكد أن القرن الحاضر هو قرن القيم الأمريكية التي يجب أن تذوب فيها جميع القيم والثقافات باسم العولمة المجنونة التي يراد لها أن تقضي على المقدس من هوية الشعوب، وما ذلك إلا لنشر التجهيل في الجيل وعدم إتاحة الفرصة للثقافة العربية والإسلامية التي كانت وما تزال قائمة على مبدأ الأخذ والعطاء واحترام الأديان والشعوب رغم الاختلاف، حيث إن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وليس للمسلمين فقط ومع التمادي الرهيب الذي ما زال يفرغ حقد أصحابه على ديننا الحنيف ورسوله الشريف والإساءة بكل الأشكال عبر العديد من وسائل الإعلام من قبل الصهاينة والصليبيين ومن شايعهم، فإننا نحب بين الفينة والأخرى أن نذكر القراء الواعين بأن أفعال هؤلاء لا تنم إلا عن الغل والحقد الدفينين دون أي تبصير، وأن مجرد سياسي أحمق أو مجنون أو صحفي مغامر أو مأجور لن يقف أمام شهادات المفكرين والفلاسفة والمستشرقين الغربيين المنصفين الذين درسوا الإسلام دراسة حقيقية ورأوا بعد البحث روعة حضارته وصلاح نظامه، ولعل في بعض هذه الأقوال المضيئة ما يدحض باطل المعتدين.
1-يقول العلامة الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب "ص 128": رأينا من آي القرآن أن مسامحة محمد لليهود والنصارى كانت عظيمة للغاية، بحيث اعترف بعض علماء أوروبا المنصفين بهذا التسامح، وإن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو الأديان الأخرى.
2-يقول الفيلسوف والكاتب الانجليزي برناردشو: إن الإسلام دين الديمقراطية وحرية الفكر ودين العقلاء وليس فيما أعرف من الأديان نظام اجتماعي صالح، كالنظام الذي يقوم على القوانين والتعاليم الإسلامية. كما في كتاب الإسلام الدين الفطري للعلامة مبشر الطرازي "2/224".
3-ويقول أعظم أدباء ألمانيا الشاعر الثائر جوته: من حماقة الإنسان في دنياه أن يتعصب كل منا لما يراه، فإذا كان الإسلام معناه الاستسلام لله، فإننا جميعا نحيا ونموت مسلمين، "المصدر السابق ص 227".
4-وقال المستر وينتروب كيهمبال الباحث الانجليزي: أعجبني من الإسلام أنه دين بسيط معقول ليس فيه ما في غيره من نظريات معقدة وطقوس لا معنى لها وقديسين يكادون يبلغون في ادعائهم الباطل درجة الألوهية ولا أظن أنني الوحيد الذي يرى في الإسلام الجاذبية هذه، ولو تباح معرفة الإسلام للكثيرين منا لنراهم يدخلون في دين الله أفواجا أفواجا، "المصدر نفسه ص 228".
5-ويذكر د. ترتون في كتابه أهل الذمة في الإسلام "ص 159" عن البطريرك عيشويان وكان على منصب البابوية حتى عام 657هـ شهادته: إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا بالمدح والتوقير ومد يد العون.
6-ويقول المفكر الإسباني بلاسكو أبانيز في كتاب ظلال الكنيسة كما ينقل مصطفى أبو زيد فهمي "ص 387" في كتاب فن الحكم في الإسلام: لقد أحسنت إسبانيا استقبال هؤلاء الرجال وما أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى حتى تفتح لها الأبواب بالترحاب، إنهم قبلوا كنائس النصارى وبيع اليهود ولم يخش المسجد معابد الأديان التي سبقته فاستقر إلى جانبها غير حاسد لها.
7-كما يقول جوستاف لوبون في حضارة العرب "ص 127": إن القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم واتسعت فتوحاتهم واقتنعت الأمم بدينهم ولغتهم والحق أن التاريخ لم يعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحا مثل دينهم.
8-ويقول آدم متز في كتابه الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري "2/93" لما كان الشرع الإسلامي خاصا بالمسلمين فقد خلت الدولة الإسلامية بين أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم.
9-يؤكد المفكر الأمريكي مايكل هارت في كتابه المائة الأوائل عند الصفحات الأولى أنه لم يتشرف باعطاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المرتبة الأولى بين هؤلاء المائة إلا بعد دراسة دقيقة لشخصيته وللدين الذي بلغه وأنه هو النظام الأمثل الذي يصلح لخطاب البشر لأنه يجمع في نظرته الاهتمام بالدنيا والآخرة.
إننا نقول: إن هذه بعض الشهادات من مئات الشهادات التي أدلى بها منصفون عرفوا حقيقة الإسلام ومنهم من آمن ومنهم من اكتفى بعرض محاسنه الجميلة ولا علينا نحن المسلمين إلا أن نبلغ هذا الدين ونبذل النفس والنفيس لتبيين حقائقه للحاقدين والجاهلين وإن جولة الباطل ساعة وإن صولة الحق إلى قيام الساعة.