لماذ الحوار مع الصغار ؟

لماذ الحوار مع الصغار ؟

 

الحوار أمر غاية في الأهمية..
وأشعر بأهميته مع الصغار أكثر من الكبار
خاصة عند تقويم سلوك خاطئ أو تصحيح مفهوم أو توجيه لردة فعل غير جيدة تجاه موقف معين,

فالصغير غالباً لا يدرك نتيجة عمله و لا يعلم أبعاد فعله بحكم عمره الزمني و العقلي وقلة خبرته في الحياة ..

لذلك نحتاج لأن نتناول الأمر معه حول ما كان من فعله سواء كانت سلوكيات سلبية او إيجابية ..
ليصل لقناعة ذاتية بأن سلوكه خاطئ ولا يمكن تكراره إن كان سلبي,
وأيضاً يعتبر تعزيز لثقته بنفسه وتحفيزه للمزيد إن كان إيجابي,

ومن الأهمية بمكان أن يكون الأسلوب والكلمات تتناسب مع فهمه وإستيعابه,

كثيراً ما تواجهني مواقف يومية مع التلميذات أضطر معها أحياناً لإستقطاع مدة ليست بالقصيرة من زمن الحصة,
من أجل مناقشتهن ببعض الأمور بشكل يناسب عقلياتهن و نفسياتهن حينها ..
واحياناً أقوم بترك شرح الدرس وإرجاء إعطاء مفهوم اليوم لوقت آخر,
المهم إفادة التلميذة ومساعدتها على رؤية الموقف بصورة أكثر وضوح ..

من المواقف ..
كانت إحدى الطالبات قد أحضرت شريط فيديو لتعليم جدول الضرب بالأناشيد ,
ولعلمي المسبق بالشريط أرى أنه لا يناسب عرضه والتعلم منه لوجود بعض المحاذير الشرعية فيه !
طبعاً ذكرت لها ذلك..
لكنها ألحت بالسؤال, ومن ثم إزدادت عدد الأصوات بطلب العرض ..
فأدركت ضرورة قناعتهن برفضه وذلك بوقوفهن على أسباب عدم صلاحيته ,
قَبلت عرض الشريط .. وتوالت المشاهد بما تحمله من مخالفات ..
فبدأت بمحاورة التلميذات أثناء العرض ..

- رأيكم بلبس الفتاة .. ؟
فجاءت بعض الردود ( مايصلح يامعلمة .. لابسه بنطلون وهي كبيرة ... حرام عليها تلبس كذا ..)

- طيب عمرها مناسب تظهر دون حجاب ؟
لا ... كبيرة يامعلمة لازم تغطي شعرها ... ولازم تلبس عباية ..

-طيب رأيكم نسوي نفس حركات البنات قدام الجميع ؟
فكان الجواب من البعض ( لا يا أستاذة نستحي , ما يصلح .. عيب نسوي كذا ..)

طيب بما انه فيه أخطاء مثل كذا .. هل نستمر بمشاهدته ؟
على طول قالوا خلاص يا معلمة وقفي الشريط ,

فحمدت الله وأغلقت الشريط ..

هناك من عارض إيقاف عرض الشريط وقال : أجل كيف نتعلم الجدول ونستفيد أكثر ؟
قلت : هل هذه هي الطريقة الوحيدة التي نملكها لتعلم الجدول ؟!! أليس لدينا أشياء أخرى نستخدمها دائماً ؟
قالوا : عندنا أشياء ثانية ... عندنا سي دي تعليم جدول لضرب ... وعندنا ألعاب ورقية ... وعندنا الجداول المطبوعة الملونة ... وعندنا شرائح عمليات الضرب للتلوين وغيرها بحمد الله ..

فاكتفت المعارِضات بإبتسامة الإستسلام ..

أتت الطالبة ذاتها .. إعتذرت وقالت ( ما دريت إن فيه زي كذا .. )
وبعضهن قالت ( الحمد لله إننا مابعد شريناه )

بحمد الله أخيراً وصلت لما أريد , بوقوفهن بأنفسهن على الخطأ وقناعتهن بذلك.

المصدر: http://mpbs.akbarmontada.com/t161-topic

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك