موروث اجتماعي وعجز في ثقافة الحوار..العنف ضد المرأة يهدد كيان الاسرة

موروث اجتماعي وعجز في ثقافة الحوار..العنف ضد المرأة يهدد كيان الاسرة
الشرائع والاديان تصون حقوقها وتحفظ كرامتها
تحقيق / كريم عبد مطلك
(سناء) سيدة في العقد الرابع من العمر وام لثلاثة اطفال متزوجة من ابن عمها لايحمل شهادة دراسية بينما تحمل هي شهادة جامعية وتعمل مدرسة في احدى المدارس الثانوية وتقول : لقد اعتاد زوجي في الفترة الاخيرة على اهانتي وضربي واسماعي الكلمات القاسية امام اهله حيث نسكن معهم ولا اجد سببا في ذلك سوى شعوره باني افضل منه حيث تغلب عليه هذا الشعور لكونه عاطلاً عن العمل
في معظم الاوقات وعندما يعود ولم يحصل على فرصة عمل يصب جام غضبه علي علماً بأني المسؤولة عن اعالة اطفالي من خلال راتبي الوظيفي ولقد اتعبني سلوكه هذا كثيراً حتى فكرت بالانفصال ولكن سرعان ما اتراجع عن ذلك لاجل اطفالي وأملاً في ان تتغير تصرفاته معي ولا ادري متى تنتهي معاناتي معه حيث كثيرا ما حاولت تجاوز ذلك بالتفاهم معه ولكن دون جدوى .
قصور ثقافي ومفاهيم خاطئة تحدثنا باسمة سعيد / موظفة قائلة : ان ما تعانيه الكثير من النساء في مجتمعنا من العنف الاسري انما هو ناتج عن قصور في الثقافة الاسرية وقلة الوعي والتقاليد والعادات الاجتماعية المتوارثة والمفاهيم الخاطئة التي تعد الرجل هو السيد في البيت والحاكم الذي لايناقش في كل الامور ولو كان على خطأ فيما تنظر هذه المفاهيم المغلوطة الى المرأة على انها كائن ضعيف يتوجب عليه الطاعة العمياء دون اعتراض او مناقشة من غير الاخذ بنظر الاعتبار على ان المرأة شريكة الرجل في الحياة ووجوب حفظ كرامتها وصون حقوقها وهو ما أقرته الشرائع والرسالات السماوية والاديان والتي تكرم المرأة وتحفظ لها مكانتها في البيت والمجتمع . أما سعدون خلف / كاسب فيقول : قد اضطر الى استخدام الضرب مع زوجتي عندما اشعر بأنها تجاوزت الخط الاحمر بعدما يصل حديثنا الى حوار ساخن تحول بعدها الى شجار أجد نفسي مضطرا لاستخدام العنف لكي اجعلها تشعر بأني مازلت الطرف القوي الذي يجب ان يكون كلامه قاطعاً و رايه هو السائد في البيت .
بينما تقول خلود صبحي / ربة بيت : صحيح ان بعض الرجال يتعاملون بقسوة لاتفه الاسباب حيث ينظر الكثير منهم الى المرأة على انها ناقصة عقل ودين كما يدعون وهذا ما يخالف الشريعة التي لم تقر ذلك بل كرمتها حيث ان هذه المقولة انما المقصود فيها سقوط الاحكام الشرعية كالصلاة والصوم في فترات معينة كالحيض والولادة بسبب طبيعة تركيبتها الفسيولوجية وتكوينها الخلقي وهذا لايتعبر نقصاً بل تكريماً من الخالق لها لمكابدتها وتحملها وصبرها أثناء الحمل والولادة ولكن في بعض الاحيان قد يكون السبب في ضرب الرجل للمرأة ناتجاً منها هي فقد تدفعه بعض تصرفاتها الى ذلك وهنا يجب على المرأة ايضاً أن تتفهم ظروف زوجها خصوصاً ونحن نعيش ظروفاً غير اعتيادية بل وقاسية مما يؤثر على نفسية الرجل وتعب أعصابه حيث أنه المتكفل بمعيشة العائلة ورعايتها لكن بعض النساء لهن طلباتهن الكثيرة التي تفوق طاقة الرجل في ظروف اقتصادية صعبة وهذا لا يمنع من القول بأن على الرجل ان يكون أكثر ليونة وعطفاً وان يتسع صدره لشريكة حياته ويحاول أقناعها بالأسلوب اللطيف والكلمة الطيبة بعيداً عن العنف.
موقف علن النفس والأجتماع
يقول قاسم حميد / أختصاص علم النفس : أن أسلوب العنف واستخدام الرجل للضرب في معاملته لزوجته أنما يمثل حالة من الوحشية والقسوة وهي حالة ليست انسانية في التعامل ، واللجوء الى هذا الأسلوب انما يعبر عن خلل في الشخصية ونقص كبير في الثقافة والمعرفة بمدى مكانة المرأة وقدسيتها اللتين توجبان احترامها والتعاطي معها بأرق المشاعر الأنسانية واعتبارها جزءاً من النفس مثلما يعبر عن العجز عن استخدام الطريقة المثلى في التعامل بالحوار الهادئ الشفاف واستخدام أحب العبارات في التخاطب كما أوصى نبينا الكريم بذلك حيث قال (ص): (نادوهن بأحب الأسماء اليهن )، ومن هنا فأن القوة تكمن في الحوار وادب التخاطب بما يليق بمنزلة المرأة.
أما عزيز عبد الكريم / باحث إجتماعي فيقول : ان ذلك يعود الى النظرة الخاطئة الى المرأة حيث التقاليد الأجتماعية والأعراف العشائرية التي ترى فيها على إنها الكائن الضعيف والتابع الذي لا يحق له ابداء الرأي والنقاش وقد تصل أبعد من ذلك حيث تعتبرها عبداً لا يمكن له مخالفة سيده في أي شيء بينما لو نظرنا الى الأحكام السماوية وتعاليم الشريعة نجد أنها قد عدت العلاقة الزوجية علاقة مقدسة حيث كرمها الله إذ خلق لنا من أنفسنا ازواجاً لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة كما أن السنة النبوية قد جاءت لتؤكد هذه التعاليم وتوضح هذه الثقافة الراقية حيث توجب على الرجل استخدام الكلام المهذب والعبارات اللطيفة بعيداً عن العنف والضرب الذي قد يؤدي الى زعزعة الحب وزرع بذور الكراهية مما قد يدفع بالعلاقات الاسرية الى التفكك ومن ثم الانهيار مثلما يؤثر سلبياً ليس على نفسية المرأة فحسب بل يترك اثره الكبير على نفسية الأطفال فيتعكر صفو الجو العائلي.
ويعقب السيد علي فاضل أحمد / أستاذ جامعي قائلاً:لا أجد مبرراً لأتباع هذا الأسلوب من التعامل وهو ان دل على شيء إنما يدل على العجز عن معالجة الأمور بالطريقة المثلى في ثقافة الحوار كما انه يمثل نقصاً في التعليم وقصوراً في الثقافة الأسرية فالرجل وبما أنه رب الأسرة وهو الخيمة لها وجب عليه ان يكون واسع الصدر حليماً ومستوعباً للأمور وحكيماً في معالجتها من أجل إشاعة روح الحب وتغليب العقل والمنطق وأن يفيض بالعطف والحنان على أسرته.

المصدر: http://www.baghdadiabian.com/news.php?action=view&id=4727

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك