ثقافة الحوار بين المعلم وطلابه

ثقافة الحوار بين المعلم وطلابه
إن ضرورات الحوار تمهد الطريق لحل العديد من المعضلات الشائكة ويرى البعض ان الحوار قابل لفك التشابك فيها.

الحوار من أهم أدوات التواصل والتفاعل البناء، وتعتبر معطياته مؤشرات جيدة على طريق الإصلاح والتجديد خصوصا وان العالم يشهد طفرة هائلة في مختلف المجالات وعلى كافة الصعد والرتب، وضمن إطار الحوار مع الآخر تظل الحاجة ماسة إلى إيجاد قاعدة ومنطلق لأدبيات الحوار، فمنذ النشأة الأولى للطالب بين أسرته يقع على عاتق هذه الأسرة تعليمه أبجديات الحوار الهادف، ثم ما يلبث أن يصبح نهجا ومسارا في تكوين شخصية الطالب باعتبار أن الأسرة تشكل المنطلق الأول والحاضنة الأم للطالب، يترجمها بعد ذلك الطالب كتحصيل حاصل في مدرسته ووسط زملائه الطلبة.

إن ضرورات الحوار تمهد الطريق لحل العديد من المعضلات الشائكة ويرى البعض أن الحوار قابل لفك التشابك فيها من خلال وجود حوار مثرٍ وبناء ومفيد، يؤتي أُكُلَهُ في التوصل لحلول جذرية أحيانا لإشكاليات عميقة، إن استخدام المعلم لقاعدة الحوار كمنطلق أول للتعامل مع تلاميذه يعتبر أسلوبا تربويا وتعليميا صحيا، إذ إن الحوار أحد وجوه الديمومة التفاعلية مع الآخر، إن وجود مثل هذا النهج في غرفة الصف المدرسيه يتيح للطالب فرصا عديدة وثمينة للإبداع والتميز الفكري والعطاء التعليمي.

إن أهم الإشكاليات التي تواجه الحقل التربوي الميداني قلة المعلمين الذين يبدون استعدادهم لتقبل هذا النهج وممارسته الممارسة الفعلية والإيجابية، لذلك فعلى وزارة التربية والتعليم تعميم هذه القاعدة كأولويه مثلى ومنهج ممارس في غرفة الصف، إن أساس بناء المجتمع السليم تنطلق من مبدأ الحوار مع الآخر والتعمق فيه وفتح الأنفاق المظلمة والملفات الشائكة وتخطي الحقول الممنوعة، فالتعبير عن الآراء بكل شفافية وحرية مطلقة عادة ما يشكل حلولا للعديد من المعضلات والمشكلات، بالطبع لا توجد حلول مطلقة أو مفصلية رابطة أو حوارية مركزية لكن تنوع الآراء قد يؤتي ثماره بحلول جذرية للعديد من الإشكاليات التربوية الميدانية التي يعاني منها المشهد التعليمي.

إن استراتيجية الحوار التعليمي يعتبر نهجا تربويا واجبا على المعلمين تبنيه بل وإيجاد فرص لوجوده ضمن إطار العملية التربوية التعليمية، وذلك لإفساح المجال أمام الطلاب للعطاء والإبداع والتميز، وهذا بحد ذاته مطلب وطني عوضا عن كونه مطلبا تعليميا وتربويا ضروريا ومهما يتم وفق ممارسات مقننة ومهذبة وسليمة، إن غياب الحوار عادة ما يكون له إفرازات خطيرة على المجتمع الذي يشكل الطلبة النسبة الأبرز والأوسع من تكوينه، لذا وجب إيجاد وتكوين ثقافة حوار بناءة ومفيدة ليخرج المحصول في النهاية بأفكار وآراء تثري وتبني وتضيف كمحصلة نهائية تسعى للتجديد والتطور والتغيير للأفضل.

المصدر: http://bafree.net/alhisn/showthread.php?t=119251&page=1

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك