الحوار والتجديد

الحوار والتجديد
إبراهيم الناصر الحميدان
في يقيني أننا نجتاز مرحلة حضارية في محيط الثقافة والتجديد تقوم على دعوة أطلقها العاهل الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في جعل شعار الحوار أساسا للوعي الاجتماعي وإن كان يميل إلى الجانب الديني في الخلاف العقائدي والحوار أساساً يبنى على الوعي في حقيقة الخلاف الذي بدأ منذ أكثر من ألف عام واستمر في التنامي إلى أن اصطدم بطريق مسدود استفحل إلى نوع من العداء الذي انبثق من التعصب بتشجيع من قوى خارج الوطن أسهم الأعداء الأجانب في تغذيته من أجل إثارة شعار (فرق تسد) الاستعماري المعروف. وبما أن الخلاف الاجتماعي قائم في أكثر من شعار فقد سعى العاهل الكبير إلى مناقشته في أكثر من موضع في مختلف أنحاء البلاد بحيث ناقشه مجموعه من المثقفين جرى اختيارهم في أكثر من مركز والتجديد الذي خرجنا به من طرح هذا الشعار اقتراب أوجه الخلاف بتقريب المسافات وهي خطوة تقديمية تسعى إلى رأب الصدع ليمكن إزالته نهائيا أو على الأقل تجميده إلى خلاف فردي على أساس أن يستمر النقاش ويبقى خافتاً لا صوت يضمر العداء أو يرفع سلاح الخلاف عالياً حتى لا يصطدم بوجه التعصب الذي ينكر أوجه الاتفاق الذي يسعى إلى إزالة الخلاف أو تجميده عند نقطة تصغر بالتدريج في طرح وجهات النظر خصوصا وأن الشعارات تقترب تارة وتبتعد أخرى. إن النظرة الشمولية هي التي دفعت بخادم الحرمين الشريفين إلى طرح هذا الشعار العقائدي الذي تنامي من خلاف صغير بدأ يكبر من خلال وجهات نظر مختلفة ثم توقف عند نقاط معينة وتجمد عليها فإذا بالليبرالية التي تسامت بين الشعوب تصل إلى الآفاق الدينية بين مختلف الدول لتنهض بها الجهات الدينية مثل الفاتيكان والحكومات التي كانت تشكو من التعصب وهي تدعو إلى الحوار بين الأديان القائمة ولا سيما الإسلام والمسيحية التي يقف في وجه عرقلتها الصهاينة واليهود إنما مجرد طرحها للنقاش يدعو إلى التفاؤل العالمي في تقريب وجهات النظر وعدم محاربة الدين الإسلامي في بعض الدول الكبيرة مثل أمريكا بالذات. وعلينا نحن كدولة إسلامية نستجيب إلى ملايين البشر أن نطلق شعارنا العالمي للحوار بين الأديان بدون تعصب أو غضب لأن الدول الأخرى أخذت تستجيب لما يدعو الإسلام من تسامح مع رغبة في النقاش بدون تعصب أو أحادية شأن الليبرالية العالمية التي تدعو إلى نبذ الخلافات القائمة بين الشعوب عن طريق فتح آفاق العولمة. وبما أن دولتنا تسعى إلى مواكبة الركب العالمي في الانطلاقات الحضارية فلا بد من ملازمة هذا الاتجاه بالذات عن اتجاهات الوعي لدينا حتى نحقق ذاك الطموح الحضاري المرغوب من قيادتنا والتوجه العام الشعبي .

المصدر: http://www.al-jazirah.com.sa/culture/29102007/fadaat17.htm

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك