الحوار الإسلامي المسيحي يثير أزمة الاعتراف المتبادل

الحوار الإسلامي المسيحي يثير أزمة الاعتراف المتبادل

عبد الرافع محمد-الدوحة

طغا النقاش حول إشكالية الاعتراف المتبادل بين الإسلام والمسيحية على نقاش اليوم الأول من الحوار الإسلامي المسيحي الذي يعقد دورته السنوية الثانية في العاصمة القطرية. ليخرج الحوار عن هدوئه المتوقع عندما اشترط علماء مسلمون اعترافا مسيحيا صريحا بالإسلام كي يكون الحوار جادا حسب قولهم.

وشارك في الحوار الذي يستمر ثلاثة أيام في فندق ريتز كارلتون الدوحة 75 شخصية تمثل الديانتين، بين رجل دين ومفكر وكاتب، يمثلون طوائف ومؤسسات رسمية وأهلية.

وفي كلمة افتتح بها المؤتمر دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى إزالة ما شاب العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.

وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني "إن انعقاد هذه الندوة في قطر يكتسب أهمية مضاعفة لأنه يتزامن مع ما نواجهه من تداعيات خطيرة تنذر بأفدح الأخطار للسلم والأمن والاستقرار، ولأنه يمثل لقاء من أجل إعلاء شأن القيم السامية التي جاء بها الإسلام والمسيحية".

وبدأت الجلسة الأولى في الحوار المخصص حول الحرية الدينية بكلمات لكبار الشخصيات من الديانتين، تحدث فيها كل من شيخ الجامع الأزهر الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي، وأمين أرشيف الكنيسة الكاثوليكية الأمين السابق لعلاقات الكرسي الرسولي الكاردينال جان لويس توران، والمفكر الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي، وبطريرك الأقباط الأرثوذكس الأنبا شنودة الثالث، ورئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي.

في البداية غلبت على الكلمات لغة الدبلوماسية والاسترضاء، في ما بدا واضحا أنه إصرار من المتحاورين على مناقشات هادئة حتى ولو تجاوزت قضايا جوهرية.

لكن ما لبث الخلاف أن فرض نفسه حين عارض الدكتور القرضاوي البابا شنودة بعد أن ذكر الأخير في كلمته أن الملائكة تخطئ، وواصل القرضاوي فذكر أن الحوار يجب أن يبنى على الاعتراف المتبادل، وقال إن المسيحيين من أجل حوار جاد يجب أن يقدموا لنا ما نقدمه لهم، مؤكدا أن الإسلام يعترف بكل الأديان، أما المسيحية فإنها لا تعترف بالإسلام دينا.

ولكن الدكتور حامد الرفاعي عارض القرضاوي، وقال إن الحوار لا يستلزم الاعتراف المتبادل، وعلينا الانتقال بالحوار من ساحة العقائد إلى ساحة المصالح.

محمد سليم العوا

من جانبه طرح رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار الدكتور محمد سليم العوا مقاربة لحل الإشكال، فقال إن الحوار مستحيل بين الأديان، لأن كل دين مقدس عند أهله، والصحيح أن نقول الحوار بين أهل الأديان.

ولكنه اعترض بشدة في حوار مع الجزيرة نت على عبارة المسيحيين الحوار بين المؤمنين، وذكر أن الوثنيين يسمون أنفسهم مؤمنين ولكن على المسيحيين أن يعترفوا بصراحة بأنه حوار بين المتدينين، وأوضح أن الاعتراف لا يعني تغيير الأديان لأن الإسلام اعترف بالأديان ولم يتغير لصالحها.

واستنكر العوا أن تخلو كلمات الافتتاح في حوار عن الحرية الدينية من ذكر "العدوان المستمر على حرية الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين في ممارسة عبادتهم بسبب البطش الإسرائيلي الذي لا يرعى حرمة مسجد ولا كنيسة".

واستهجن أن يسكت المتحدثون عن منع شماندريت حنا عطا الله المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية من السفر خارج البلاد وعن ضرب مساجد بغداد بالقنابل الأميركية.

وينظم المؤتمر مركز الخليج للدراسات بجامعة قطر، بالاشتراك مع لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين بالجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان.
___________
الجزيرة نت
http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=77613

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك