التطرف والارهاب
ناصر بن محمد بن ناصر السعيّد:
التطرف والارهاب
ناصر بن محمد السعيّد
أطُلق العنان لسباق الفتاوى العجيبة من جديد, فبعد أن كانت فتاوي تكفير المسلمين بالجملة تحتل المراكز الاولى , خرج علينا الداعية يوسف الاحمد ليتحفنا بفتوى غريبة يطالب بها بهدم المسجد الحرام لمنع الاختلاط في الحرم ليحتل بفتواه العجيبة المركز الاول في هذا السباق بكل جدارة!!.
هذا الداعية الفاضل يريدنا ان نهدم المسجد الحرام ونعيد بنائه من جديد بحجة الفصل بين النساء والرجال في الطواف والسعي زاعما بأن الاختلاط الحاصل في الحرم محرم.
وكأنه لا يعلم بأن المسلمين رجالا ونساءً يطوفون ويسعون في هذا المكان المقدس منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
لو كان ما قاله صحيح لكان محمد عليه الصلاة والسلام حرم هذا الاختلاط قبل ان يأتينا هذا الاحمد!!.
هل يعقل بأن يكون الاحمد اكثر فطنه من الرسول لكي يحرم مالم يحرمه الله ورسوله؟!
قال حرام قال!!!.
في الحقيقة انني اتفق مع الشيخ د. عيسى الغيث عندما قال بأن الاحمد وامثاله يجب ان يوضعوا في محاضن لاعادة تربيتهم وتعليمهم من جديد, ويجب علينا ان نوقفهم عند حدهم ونوقف هذا الغلو والتطرف في الدين لكف البلاد والعباد شرهم القولي والفعلي.
والغريب في الأمر انه كل من هب ودب أصبح يفتي شرقا وغربا في هذه الأيام!!, ولا استبعد أن يخرج لنا في الغد عامل النظافة ليفتي بما لا يعلم!!.
وأقول هنا لا اعلم إلى متى سيخرج لنا أناس يألفون من رؤوسهم فتاوى غريبة بل وكأنهم يألفون ديناً جديداً لا صلة له بالإسلام ولا بأي ديانة سماوية أخرى.
اما ان الاوان لايقاف الاحمد وامثاله عند حدهم واستئصال الفكر المتطرف الذي جعلنا حبيسي قوقعةٍ صغيرة عزلتنا عن العالم بأسره.
ان هذا التطرف لم يخلف لنا متشددين فقط , بل انه خلف لنا ارهابيين ايضا.
هذا الارهاب الذي يجوب العالم غذائه التطرف الديني بغض النظر عن الديانة, فقد يكون تطرف اسلامي او يهودي او مسيحي, فالارهاب لا دين له.
فإسرائيل مثلاً ما ارتكبته ومازالت ترتكبه في فلسطين من مجازر يعد ارهاباً بكل معنى الكلمة فهو متشربٌ من التطرف اليهودي.
وما فعله ايضا الرئيس الامريكي الاسبق جورش بوش بعقليته الصليبية عندما احتل العراق وسفك دماء اكثر من 655000 عراقي بريء بحسب مجلة لانسيت الطبية البريطانية المرموقة, يعد ارهاباً مستسقى من التطرف المسيحي.
اما تنظيم القاعدة الذي لم يسلم منه احد فلم يفرق بين مسلم اويهودي اومسيحي, فَقَتّل الابرياء في كل مكان وفي كثيرٍ من البلدان, هو ايضا تنظيم ارهابي متشرب من التطرف الاسلامي.
فالارهاب غذائه التطرف, وان لم نمنع هذا التطرف من الانتشار فان هذا الارهاب سيطال كل شخص على وجه الارض, لذلك يجب علينا ان نقضي على التطرف بكل اشكاله سواء كان تطرف اسلامي او مسيحي او يهودي, فبقضائنا عليه نحن نقضي على الارهاب.
المصدر: http://www.saudistret.com/articleDetails.php?artId=156