التطرف شكلاً ومحتوى

التطرف شكلاً ومحتوى
الملاحظ ان هناك تقصيراً بيناً من جهات رسمية.. وتقصيراً بيناً ايضاً من جهات الاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.. امام مخاطر التطرف المادية والفكرية التي تنمو في قلب المجتمع.. وكأن لا الجهات ولا المعارضة تدرك مخاطر هذا الغلو الديني الذي يفترس روح التسامح من على منابر دور العبادة.. ويشوه قيمها ويثير النعرات الطائفية في المجتمع ويُشاحن النفوس بالاحقاد والبغضاء!! ان المجتمع برمته حكومة وشعباً يتحمل مسؤولية الوقوف ضد غائلة الظلام والتطرف التي تحاول خنق كل جميل وانساني في هذا الوطن.. وان ما يؤسف له ان قوى المعارضة في الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني تُصالب ذراعيها على ظهرها.. وكأن الأمر لا يعنيها تجاه الأعمال الإرهابية في اشعال حرائق اطارات السيارات وسد الطرقات والاعتداء على قوات الامن والمدنيين بقوارير الملتوف.. وكأنها تتشفى من الحكومة.. أليست هي معارضة؟! وهذا ان دل على شيء فانما يدل على روح المراهقة السياسية التي تحتضن الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.. بالرغم من أن انشطة حرائق اطارات السيارات وتعكير صفو الامن وحركة المرور تتكرر بكثرة في القرى.. إلا ان الاعلام لم يحض ولا ببيان استنكار من قوى المعارضة والاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.. وكأن الأمر يرضيهم.. أو يُرضي بعض اطرافهم لاغراض انتخابية!! وهو ان دل على شيء فانما يدل على روح الانتهازية المتأصلة في الزعامة الحزبية.. وعدم إدراك أبعاد مخاطر التطرف والإرهاب الذي يتوغل في صميم المجتمع.. ان جرس إنذار التطرف الفكري والمادي والطائفي الذي يأخذ انتشاره الرأسي والافقي في المجتمع يمس الجميع على حدٍ سواء: قوى السلطة.. وقوى المجتمع المدني.. وان انتشاره يعني ردم طريق العبور نحو الحرية والديمقراطية وتعددية الحداثة والتحديث في المجتمع.. أي هد آمال وطموحات قوى التغيير والإصلاح في السلطة وفي مؤسسات واحزاب المجتمع المدني!! إلا ان على القوى المستنيرة في القمة والقاعدة ان يتعاضدوا ويتكاتفوا ويعملوا في إطار فريق واحد وعلى حد سواء لإزالة شوائب أفكار التطرف والظلام وإيقاد شموع الإنارة في المجتمع!! ان ظهور الشكل يدلل على كمون المحتوى.. وان كمون المحتوى يدلل على ظهور الشكل.. والتطرف شكل يُشير الى ظاهرة تطرف محتوى. وبعمل احصائي بسيط على مدرجات الجامعة او على مقاعد المدرسة او السينما أو الأسواق العامة.. يأخذ الشكل أبعاده وسعاً لدى النساء والرجال: ما يدل على محتوى التطرف والتزمت الفكري والروحي لدى المرأة والرجل على حدٍ سواء.. وان كان لدى المرأة يتألق اكثر فأكثر بشكل صارخ في النقاب!! وهذا التحول لدى البحريني والبحرينية استوى وتناضج وتمدد بعد الثورة الخمينية في شكل المظهر.. وفي محتوى التفكير!! ولا يمكن الوقوف ضد الشكل وترك المحتوى او الوقوف ضد المحتوى وترك الشكل، فالتربية نضال وجهد في تغيير الشكل والمحتوى.. وان الارتخاء امام الشكل ارتخاء في تغيير المحتوى.. ولا يمكن بناء ثقافة المواطنة التنويرية والإنسانية الا بتغيير الشكل المتخلف وإلحاقه بالمحتوى المتقدم.. وكان إدراكاً تنويرياً ثقافياً سورياً واعياً في ملاءمة الشكل بالمحتوى في قرار وزير التربية معالي الدكتور علي سعيد في إبعاد نحو 1200 مُدَّرسة من السوريات المنقبات.. اذ لا يستوي محتوى العلم والتقدم بشكل الانغلاق والغلو والتطرف.. إدراكاً واعياً في علاقة جدل الشكل بالمحتوى في تلقي العلوم والمعارف.. هو إجراء كما قال الوزير السوري سوف يتناول المرافق الاجتماعية الأخرى.. ان ظاهرة النقاب لا تمت الى ديننا ولا إلى عادات وتقاليد امهاتنا وعماتنا وجداتنا.. وانما هي ظاهرة.. عرفناها يوم ان عرفنا الخطاب الديني في التطرف والإرهاب. لتتعاضد وتتضامن قوى المجتمع الخيرة النيرة ضد خطاب التطرف وشكل التطرف.

المصدر: http://www.alayam.com/Articles.aspx?aid=33796

الأكثر مشاركة في الفيس بوك