نحن بحاجة للحوار الآن لمواجهة التطرف

نحن بحاجة للحوار الآن لمواجهة التطرف
كتب وجدى الكومى
أكد عدد من المثقفين على الحاجة الشديدة الآن، للحوار، ومناقشة كل الأفكار التى يتم طرحها فى الظرف الحالى الطارئ الذى يمر به الوطن، بعد ارتفاع أصوات تدعو لرفض الآخر، وفرض آرائها، واستخدام الدين، وسيلة، للهيمنة على القلوب.

وأشار المثقفون إلى أن فكرة "مؤتمر المثقفين" التى يعتزم مجموعة من الأدباء والفنانين تنفيذها فى الأيام المقبلة، هى طلب ملح، لمواجهة ما يعترى المجتمع المصرى الآن من تغيرات، حيث رحبت الناقدة الدكتورة شيرين أبو النجا بالفكرة، وأعربت عن أن فكرة المؤتمر، نشأت نتيجة الظرف الطارئ الذى يعيشه المجتمع المصرى الآن.

وقالت أبو النجا لـ:اليوم السابع" إن مؤتمرات المثقفين التى تم الإعلان عنها فى السابق، لم تنعقد، ولا مرة، والسبب فى ذلك اختلاف المثقفين، واختلاف أفكارهم، وهو ما أجهض عقد هذه المؤتمرات، وكذلك مؤتمر "المثقفين المستقلين" الذى ظهرت بياناته قبل الثورة بأشهر.

وأضافت أبو النجا: "فى الحقيقة لا يمكن مواجهة التطرف والرجعية بالمؤتمرات، كما لا يمكن محاربة الفساد بأن يتحول المثقفون لنشطاء سياسيون، ولكن بالكتابات التى تحض على الفكر السليم، الذى بوسعه التغيير"، وأوضحت أبو النجا: "الناس إذا لم تقرأ ما يتم كتابته، فهذه ليست مشكلة المثقف".

وأشارت أبو النجا إلى أن المؤتمر يجب أن يشهد نقاشات حقيقية، وحوارات ناضجة، وعميقة، يتم عبرها نقل خبرات وهو ما تستدعيه هذه المرحلة، مضيفة: "لكن لا يجب أن نعقد مؤتمرات ندخل بها معارك مع آخرين".

فيما أشار الشاعر رفعت سلام من جبهة "المثقفين المستقلين" التى ظهرت العام الماضى، أن القضايا الثقافية مزمنة، وشديدة التعقيد، وليس هناك حلول ثابتة لها، كما أنه لا يوجد اتفاق على هذه الحلول.

وقال سلام: "هذا كان هدفنا عندما طرحنا مؤتمرنا قبل الثورة التى لم تحل قضايا ومشكلات المثقفين بقيامها، بل سيكون علينا نحن المثقفون أن نبذل جهدا لطرح الحلول السليمة لها".

وأضاف سلام: "فى المؤتمر الذى كنا نرتب له قبل الثورة، رغبنا فى تشكيل قوة ضاغطة على الدولة، لإصلاح حال المثقفين، والآن، يمكن طرح الحلول الذى يخرج بها المؤتمر الجديد على الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة، ونرى ما سيفعله، خصوصا أننا لم نجربه بعد".

وعن أسباب عدم انعقاد مؤتمر المثقفين المستقلين رغم الإعلان عنه فى شهر أغسطس الماضى، قال سلام: "الثورة فاجأتنا، كما فاجأت الجميع، ونحن لم نحدد موعدا لاجتماعنا القادم، بعد، لكن هيئة المؤتمر لم تزل موجودة ولم نزل نراجع أوراقنا، وسنجتمع قريبا".

أما الروائى حمدى أبو جليل، فأكد لـ"اليوم السابع" أن الدافع لعقد مؤتمر جديد للمثقفين، هو حاجتهم للإعلان عن أنفسهم الآن، أكثر من أى وقت مضى، وقال أبو جليل: "بضاعة المثقفين المتجسدة فى فنونهم وآدابهم، صارت مهددة، رغم أن الثورة قامت لهدم القوى التى كانت تصادر على الرأى، لكن المثقفين يواجهون خطرا من قبل جماعات متطرفة، بدأت تعلن عن نفسها".

وأضاف أبوجليل: "يحتاج المثقفون أيضا أن يجتمعوا، من أجل تفعيل العتاد الثقافى الذى تملكه وزارة الثقافة، وللأسف معطل، ولا يعمل، وأقصد تحديدا الثقافة الجماهيرية التى ساءت أحوالها كثيرا عن قبل الثورة، وكل اهتماماتها ينحصر فى الاحتفال بعيد الأم، فى الوقت الذى تظاهر فيه عشرات موظفيها، من أجل إلغاء مجلة مسرحنا، وموقع "المحروسة الإلكترونى"، وهما نشاطان يتسببان فى إهدار المال العام.

وقال أبوجليل: "كان من الأجدى برئيس الهيئة الجديد الشاعر سعد عبد الرحمن، أن يجلب عدداً من الدعاة من الأزهر، ويستضيفهم فى مكتبات قصور الثقافة، ويعقد ندوات يشرحون فيها للناس، أن الليبرالية لا تجعل صاحبها كافرا، أو عدوا للدين، لكنه للأسف انشغل باحتفاليات عيد الأم، أكثر من الأنشطة الليبرالية، لذا تبرز الحاجة للجماعة الثقافية أن يجتمعوا، ويتناقشوا، ويتباحثوا فى مشكلاتهم.
المصدر: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=385753&

الأكثر مشاركة في الفيس بوك