توصيات مؤتمر "الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف"
توصيات مؤتمر "الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف"
لتحقيق الأهداف المحددة للمؤتمر فقد عالج موضوعه تحت أربعة محاور هي :
المحور الأول: ظاهرة التطرف ( الأسباب المنشئة والمغذية له ) .
المحور الثاني: منابع فكر التطرف.
المحور الثالث: مخاطر الإرهاب وآثاره.
المحور الرابع: المعالجة الفكرية لظاهرتي التطرف والإرهاب .
وقد حظي المؤتمر بقبول واهتمام كبيرين من العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين،حيث قدم للمؤتمر أكثر من خمسمائة بحث و ورقة عمل ،
تم تحكيمها علميا ووقع الاختيار منها على ثلاثة وثمانين بحثا ، تناولت الموضوعات المندرجة تحت محاور المؤتمر ، وتم إلقاؤها في اثنتي عشرة جلسة علمية، ودارت حولها مناقشات ومداخلات أثرت المؤتمر وأثمرت عن التوصيات التالية :
(1) يحث المؤتمر الأسرة المسلمة على القيام بدورها فيما يلي:
أ- تربية الأبناء على ثقافة الحوار وقبول الآخر.
ب- توجيه الأبناء وتحذيرهم من رفقة السوء، وحثهم على مصاحبة الأخيار، والتحلي بالأخلاق الإسلامية، والاقتداء بالقدوة الحسنة.
ج- تحذير الأبناء وحمايتهم من مخاطر الفضائيات المشبوهة ، ومواقع الانترنت الإباحية والمغرضة والمتطرفة.
د- تنبيه الآباء إلى خطورة النقد الاجتماعي غير المسؤول أمام الناشئة .
ه- وفي هذا السياق يوصي المؤتمر أن تقوم الدول بتكريم ودعم الأسر التي تقوم بدور فاعل في حماية أبنائها من الانخراط في صفوف الجماعات المتطرفة ،أو في عودة ابنها الضال إلى طريق الحق والاستقامة والولاء للوطن .
(2) يحث المؤتمر الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية على تشجيع أبنائهم على الاعتدال في فهم الإسلام وحسن الجوار واحترام الأخر والتقيد بالأنظمة،
كما يحث حكومات تلك الدول باحترام حقوق تلك الجاليات والتعامل معها بالمساواة كبقية أفراد المجتمع.
وفي هذا الشأن يوصي المؤتمر كل جالية بتوحيد جهودها إزاء القضايا الإسلامية المصيرية .
(3) يوصي المؤتمر شباب المسلمين بالتمسك بوسطية الإسلام واعتداله وتسامحه مع الآخر ،والالتفاف حول القيادات في بلدانهم،
والحذر من مفارقة جماعة المسلمين ، وأخذ الدين عن علمائه المتخصصين الثقات والمعروفين بوسطيتهم ، ونبذ التفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء.
وفي هذا السياق يوصي المؤتمر شباب المسلمين بتكثيف مواقع الدعوة إلى الإسلام وبيان سماحته و وسطيته والدفاع عنه على شبكة الإنترنت ، بعد أن يتحصنوا بالعلم الشرعي الصحيح، ويجيدوا ثقافة الحوار مع الآخر .
(4) يدعو المؤتمر الجماعات المتطرفة المنتسبة إلى الإسلام إلى ما يلي:
أ- أن تتقي الله عز وجل في الإسلام والمسلمين، وأن تفكر تفكيراً جاداً وواعياً بما أصاب الإسلام والمسلمين على أيديهم وبسببهم من كوارث ونكبات.
ب- أن تكف عن إقحام الإسلام في خطابها الإعلامي الضال .
ج- أن تتوقف عن ارتكاب الأعمال الإجرامية ، وتعود إلى رشدها وتسلك سبيل الجماعات التي أعلنت عن توبتها وتبروئها من الأعمال الإرهابية .
(5) يدعو المؤتمر المؤسسات الدينية لتفعيل رسالتها السامية في ما يلي:
أ- إعداد الأئمة للقيام برسالة المسجد على الوجه المطلوب وتفعيل دور المسجد التوعوي بتبصير المجتمع بأضرار الغلو والتطرف ومخاطر الإرهاب.
ب- تقديم خطبة الجمعة بأسلوب يواكب متطلبات واحتياجات العصر، و تشتمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المنحرفة مع الابتعاد
عن أساليب الإثارة المحفزة على الغلو والتطرف.
ج- تكثيف جهود الدعاة من خلال العمل الميداني لتوعية وتبصير الشباب بشأن الانحرافات الفكرية وما يترتب عليها من مخاطر وأضرار.
د- تحقيقاً لذلك يستحث المؤتمر الدول الإسلامية على إنشاء معاهد أو مراكز متقدمة لإعداد وتأهيل الأئمة و الدعاة .
(6) يدعو المؤتمر المؤسسات التعليمية في الأقطار الإسلامية أن تضمن مناهجها وبرامجها التعليمية والتثقيفية ما يحقق الأهداف التالية :
أ- تعزيز تدريس التربية الإسلامية.
ب- تعزيز الانتماء الوطني لدى الناشئة من طور الطفولة المبكرة.
ج- نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار وأدب الاختلاف وقبول الآخر.
د- تصحيح مفاهيم الطلاب في قضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء، وبيان حقوق الولاة والعلماء، والرد على الأفكار المنحرفة التي تثيرها الفئات الضالة ، من خلال المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية .
ه- وتفعيلاً لما تقدم يوصي المؤتمر كل مؤسسة تعليمية بتقديم جائزة مالية سنوية تمنح لأبرز المعلمين والمعلمات مساهمةً في نشر فكر الوسطية والاعتدال ، وتعزيز الانتماء الوطني بين الطلاب والطالبات .
(7) يناشد المؤتمر وسائل الإعلام العربية والإسلامية بما يلي :
أ- احترام الهوية الإسلامية فيما تبثه وتنشره من برامج ورسائل إعلامية .
ب- تكثيف البرامج التوعوية والحوارية والرسائل الإعلامية المثمرة حول وسطية الإسلام واعتداله وسماحته.
ج- تجنب الانزلاق وراء ترديد ما تبثه بعض وسائل الإعلام الدولية من رسائل مغلوطة ومشوهة لصورة الإسلام والمسلمين.
د- دعوة وزارات الثقافة والإعلام إلى إصلاح الخطاب الإعلامي ،ووضع ميثاق شرف للقنوات الفضائية لتجنب ازدراء القيم والرموز الإسلامية ،
و الابتعاد عن البرامج الحوارية مع أدعياء العلم الشرعي ، و البرامج المثيرة للغرائز، والمؤججة للحقد الاجتماعي المؤدي إلى فكر التطرف ،
و تجنب التغطيات الإعلامية المغلوطة التي تهدف إلى الإثارة.
ه- يدعو المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى إنشاء هيئة إعلامية إسلامية تعمل على تحسين صورة الإسلام وتتبع الرسائل المناوئة والمغلوطة والرد عليها مباشرة.
(8) يناشد المؤتمر وسائل الإعلام العالمية التعرف على حقيقة الإسلام باعتباره ديناً سماوياً عالمياً تسوده قيم المحبة والسلام
والعدالة والحرية والتسامح واستيعاب الآخر، و تجنب التشويه المتعمد لصورة الإسلام .
ويؤكد المشاركون في المؤتمر على رفضهم الإساءة إلى دين الإسلام ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والصحابة الكرام .
ويستحث المشاركون أثرياء المسلمين على افتتاح قنوات فضائية ناطقة باللغات العالمية الحية غير العربية للتعريف بالإسلام والدعوة إليه ،كما يستحثهم على ترجمة الأعمال العلمية لعلماء المسلمين الراسخين في العلم إلى اللغات العالمية الرئيسة وطبعها ونشرها بين أوساط غير المسلمين .
(9) يحث المؤتمر قيادات وحكومات الدول الإسلامية بما يلي :
أ- تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة .
ب- دعم هيئات وجمعيات حقوق الإنسان.
ت- دعم المشاريع التنموية والحد من البطالة و معالجة مشكلات العشوائيات السكنية والقضاء على التهميش الاجتماعي للشباب.
ث- تفعيل رسالة المسجد و دور الأسرة و مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليمية والإعلامية والأسرية في تعزيز الوسطية و تصحيح المفاهيم الخاطئة عند الشباب .
ج- الحفاظ على الطبقة الوسطى من التآكل و التهميش .
ح- تشكيل هيئة عليا للتنسيق بين جهود الجهات المعنية بالمعالجة الفكرية والإعلامية للإرهاب .
(10) يناشد المؤتمر المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب بما يلي:
أ- التعامل بموازين عادلة مع كافة القضايا الدولية، وتجنب التعامل بمعايير مزدوجة مع المسلمين وقضاياهم العادلة .
ب- التصدي لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
ت- اتخاذ التدابير اللازمة ضد الدول المتورطة في إمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح أو بالمال ، أو تجعل من أراضيها ملاذا آمنا للمتطرفين من دول آخري .
(11) يدعو المؤتمر جميع القوى المحبة للسلام في العالم إلى حل النزاعات في العالم الإسلامي حلاً عادلاً يحقق تطلعات الشعوب الإسلامية ،
حيث أصبحت هذه النزاعات عاملاً أساسياً تستغله الجماعات المتطرفة لتحقيق مآربها .
(12) يطالب المؤتمر بإعادة بناء الموقف العالمي المناهض للإرهاب على أسس جديدة أكثر عقلانية و عدالة، وفي إطار غير عنصري،
يتبنى سياسة الحوار بين الأديان، وينبذ فكرة الصراع بين الحضارات .
(13) يؤكد المؤتمر على ضرورة وضع مفهوم دولي موحد للإرهاب، درءاً للاستغلال السيئ له وفقا للمصالح الخاصة بكل دولة.
(14) يوصي المؤتمر بتشجيع البحوث والدراسات، وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل وحلقات النقاش في مجالات ظواهر الغلو والتطرف والإرهاب، والتعرف على مصادرها ومناهجها وأسبابها ودوافعها ومخاطرها، ووضع الحلول الفعالة لمواجهتها والحد من انتشارها،وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات لما تقدم .
كما يدعو المشاركون في المؤتمر الدول الإسلامية ودعاتها والمختصين فيها بالشأن الديني برصد وجمع الشبهات التي يثيرها أصحاب الغلو والتطرف، والعمل على وضع الردود المناسبة الكفيلة بتفنيدها، ونشرها بجميع الوسائل المتاحة وتسهيل الحصول عليها.
كما يشجع المشاركون مبادرات المراجعات التي تقوم بها بعض الجماعات وقياداتها، ويدعون إلى نشرها، ونشر ما أدى إليها من حوارات ، وتزويد الراغبين فيها للاستفادة منها.
(15) يؤكد المؤتمر على قناعاته التالية :
أ- تبني تعريف الإرهاب الصادر عن مجلس وزراء الداخلية ومجلس وزراء العدل العرب الذي اعتمده المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي ، حيث إن مصطلح الإرهاب قد اتخذه البعض ستاراً للطعن في الإسلام وتشويه صورة المسلمين ، والتدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول الإسلامية ، وتعطيل المساعدات الإغاثية والإنسانية للمنظمات الإسلامية لأسباب لا علاقة لها بالإرهاب.
ب- أن الإرهاب لا يختص بدين أو عرق أو جنسية أو دولة بعينها، و إنما هو ظاهرة عالمية تمارسها جماعات تنتمي إلى مختلف الأديان والأعراق والأجناس والدول .
ت- يرفض المؤتمر جميع العمليات الإرهابية أينما وقعت ومن أي جماعة كانت، ويأسف لما ينجم عنها من إزهاق لأرواح الأبرياء وتشريد للأسر وترويع للآمنين وإتلاف للأموال والممتلكات وتعطيل لعمليات التنمية ، كما يرفض النزعات الانتقامية ، وردود الأفعال المفرطة في استخدام القوة ، ويدين كل أذى يلحق المدنيين العزل
والمنشات المدنية تحت مزاعم مكافحة الإرهاب الدولي والذي من شأنه إعاقة الجهود المبذولة لمواجهة الأفكار الضالة .
ث- أن مفهوم الجهاد في الإسلام مفهوم نبيل يختلف في مشروعيته وأهدافه عن الممارسات الخاطئة لبعض الجماعات المنحرفة عن الإسلام .
ج- مسئولية الإعلام العالمي عن محو الصورة النمطية المشوهة التي رسمها البعض عن الإسلام والمسلمين .
(16) يشيد المشاركون في المؤتمر بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وتبنيه لقضايا الحوار الوطني والحوار بين الحضارات ،وما لذلك من أثر بالغ في قبول الآخر والقضاء على منابع فكر التطرف والإرهاب .
لذا يدعو المؤتمر كافة العلماء والمفكرين والمثقفين في العالم أجمع إلى الوقوف في وجه دعوة صراع الحضارات، والمواجهة بين الأديان، وإثارة النزاعات والفتن العنصرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين وغيره من الأديان السماوية .
(17) يعبر المشاركون في المؤتمر عن تأييدهم لاقتراح المملكة العربية السعودية إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب
الوارد في ختام أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تم عقده في مدينة الرياض.
(18) يشيد المشاركون في المؤتمر بجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب أمنياً وفكرياً ، وفي معالجتها الحكيمة للفكر الضال بما استحدثته من لجان للمناصحة وإعادة التأهيل والرعاية اللاحقة لمعتنقي الفكر الضال.
(19) يشيد المشاركون بجهود علماء المملكة العربية السعودية في تصديهم وتصحيحاتهم للأفكار المنحرفة وكشفهم لتلبيسات قادة الفكر الضال .
ويدعو المؤتمر الدول المعنية بمكافحة الإرهاب إلى الاستفادة من التجربة السعودية في هذا المجال .
(20) يوصي المشاركون في المؤتمر برفع برقية شكر وامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -
لموافقته السامية على عقد هذا المؤتمر ،واستضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر في رحاب الجامعة الإسلامية .
ورفع برقيات شكر وتقدير إلى:
- صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على عنايته بالمؤتمر .
- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لرعايته للمؤتمر ،
واعتبار كلمته في افتتاح المؤتمر وثيقة من وثائق المؤتمر .
- صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة , لمتابعته أعمال المؤتمر.
- صاحب المعالي الأستاذ الدكتور : خالد بن محمد العنقري,وزير التعليم العالي .
(21) يوصي المشاركون برفع التوصيات إلى وزارة التعليم العالي والجهات ذات العلاقة لتفعيل ما ورد في بنود التوصيات .
وفي الختام يتقدم المشاركون في المؤتمر إلى الجامعة الإسلامية وفي مقدمتهم معالي مديرها الأستاذ الدكتور : محمد بن علي العقلا،
بوافر الشكر والتقدير على الجهود الكبيرة في تنظيم المؤتمر ، ويشكرون اللجان العاملة فيه على حسن الإعداد وجودة التنظيم وجميل العناية بالمشاركين والحضور.
أعلن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية في يوم الأربعاء 15/4/1431ه الموافق 31/ 03/2010م
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
المصدر: http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?article_no=4346