التطرف اللاديني

التطرف اللاديني

قبل ان يدخل الانترنت إلى حياتي بهذه الكثافة ، كانت دائرة معارفي لا تتعدى بعض الاصدقاء من الجامعة والكثير من المعارف في الإطار الكنسي الذي تربيت فيه .
ولربما من أول ما لفت نظري في التجمعات الشبابية على الانترنت " سواء كانت منتديات او على الفايس بوك حتى ، هو التطرف المضاد للتطرف الديني الذي اعتدت السماع عنه ، هذا التطرف الذي أضحى موضة و أخر " صرعة " وكتير كول ، فأنت متحرر وفهمان إذا انت حتما ً ملحد .
وتأكيدا ً لفهمك و تحررك عليك أن تثبت إلحادك عالطالعة والنازلة .. بكفرية هنا او كفرية هناك دون سبب ،
هذه المجموعة التي " على ما أظن " لا تدري شيئا ً عن الاديان التي تحاربها لكنها تبحث عن الانتماء إلى مجموعة المثقفين ( ولست أتحدث هنا عن الأفكار اللادينية التي يعتقنها الناس عن اقتناع )، وبما أن من " ستايل " المثقفين أن يحاربو الاديان .. ينجرف البعض ويتابع بحربه الالكترونية التعبير المفرط عن لا إيمانه
وهكذا لازال معظم شبابنا يدير التعصب الديني حياتهم ، فالبعض متعصب لإيمانه والآخر متعصب أيضا .. لـلا دينيته

" أنا لست محجبة انا سعيدة " عنوان مجموعة لفتت انظاري في الفايس بوك ، هكذا إذا وأنا التي اعتقدت ان السعادة لها مقومات أخرى أسعى في حياتي إلى اكتشافها وعيشها كل يوم .. أتراني أخطأت ؟ وتكون السعادة فعلا ً بأنني لست محجبة ؟

الغريب بالموضوع ، ان التطرف الديني كان دوما ً يتم إيجاد المبررات له تحت مسميات وتشريعات ، أيات أو أحاديث أو قصص وأن الكثير من رجال الدين بتأثيرهم ودورهم وضغطهم ، ساهمو في شحن المتدينين ضد اختلاف الآخرين . وأننا اعتدنا دوما ً النظر إلى المتطرفين تجاه دينهم وعقيدتهم على أنهم مسلوبو الإرادة وقد تعرضوا لغسيل أدمغتهم
لكن كيف ننظر الأن إلى هذه الشريحة التي تدعي انها شبابية ، مثقفة ، واعية .. وهي تستمتع فقط بشتم ما يعتقده الآخرين ، فقط لتأكيد قدرتها على الشتم !
والتي لا تبحث عن أي نوع من الحوار مع الآخر ، لا فهي تعتقد ضمنا ً ان هذا الآخر المتدين " أقل فكرا ً " .. فقط لأنه متدين . وما المبرر ومن المسؤول عن هذا التطرف المضاد ؟ الذي لن يساهم أبدا ً في تقليص الفجوة بل سيساهم في استفزاز مشاعر المتدينين ويزيد بعضهم تطرفا ً لا أكثر ..
أيعقل أن يندرج كل هذا السلوك في سياق " ردة الفعل " فقط

اتمنى ألا يساء فهمي ويعتقد البعض أنني منزعجة لان الكلام ينتقص من الذات الإلهية " فأنا لا اعتقد ان الذات الالهية تمس بسوء مهما كان الكلام او .. ولا اعتقد انني او غيري مخولون للدفاع عنها !

لكن ما أردت التعبير عنه أنني احترم جدا ً ، الا تؤمن بما أؤمن به .. وأحترم حتى رغبتك في شتم معتقداتي لكنني أأسف على الوقت الذي يهدره أخوة لي في إقناعك والغضب من شتائمك وعلى وقتك أنت ..
على هذا الوقت الذي يمزق عالمنا أكثر فأكثر أأسف لأنني أعتقد ان عالمنا يمتلك ما يكفيه من المتعصبين والعنصريين وأنه يأن حاجة لمن يحترم اختلاف الآخر
أمن بما شئت .. يا أخي أو لا تؤمن ، ودع الإله جانبا ً ( فقد استغرق التفكير به عصورا ً )
فهلا آمنت بالإنسانية فهي اليوم بحاجتك ؟
المصدر: http://www.marcellita.com/2009/04/blog-post_15.html

الأكثر مشاركة في الفيس بوك