الترجمة وحوار الثقافات

الترجمة وحوار الثقافات
بقلم ( محمد محمد جبلي )
ما هو دور الترجمة في تجسيد حوار الثقافات .. في عصرنا الراهن.. عندما تجسد الثقافة حوارا إنسانيا بين الثقافات الإنسانية برمتها في أطوار أزمنة ثقافية متواصلة عبر العصور..

من هنا لا بد أن تكون الثقافة جديرة بقداسة الإنسانية التي تؤكد احترام الذات في كل مكان.. من هذا المنطلق نود التساؤل هل للترجمة دورها في مسألة حوار الثقافات بعيدا عن الصراعات الداكنة لا بد أن يقتضي الأمر حوارا ثقافيا في صميم الحضارات الإنسانية ولولا دور الترجمة ما عرف العالم في كل بقاع الأرض حضارة الصين وعبقرية الفراعنة وحكماء الهند وهكذا أضاءت فناراتهم بضياء الحب من نور الحكمة.. من هنا تبقى ضرورة الترجمة مسألة قصوى وبالغة الأهمية في تواصل الشعوب في أجندة كل لغات العالم ولولا دور الترجمة لم نر أن هناك تواصلا ثقافيا في أنساق الحضارات الإنسانية ولم تشكل تكويناتها في أطر متباينة نوعا ما ولا كان هناك تمازج بين العادات والتقاليد في العالم في حياتهم المعيشية ولولا الترجمة ما عرف العالم أحداث القصص الخيالية الاسطورية في الشرق بالغة الإثارة وهي قصص (ليالي ألف ليلة وليلة) وكذلك روائع الجمال الشاعري في قصص (رباعيات الخيام) في ترجمتها من الفارسية إلى العربية والتي ترجمها أحمد صافي النجفي وأحمد رامي .. ومن المعروف أن الترجمة كان لها دورها منذ انطلاقة الحركة الاستشراقية التي جسدت بوادر الحوار الأولى لحضارات الشرق والغرب هنا كان الحوار من قبل المستشرقين بدراسة الشرق وتاريخه العريق في التراث والفن والإبداع وجسد الأدب روائع الترجمات الأدبية.. وبناء على ذلك يمكن القول:

لا بد من تداول عملية الترجمة بين العديد من اللغات العالمية (من العربية إلى الإنجليزية إلى الفرنسية الأسبانية الألمانية.. هلم جرا) في هذا السياق يثير اهتمامنا المستعرب والمترجم الإنجليزي روبن أوستل في حوار نشرته جريدة الشرق الأوسط (المنتدى الثقافي) في عددها (10494) بتاريخ الأربعاء 22/8/2007م. أجرته معه الزميلة صابرين شمردل.. تضمن الحوار على حد تعبير المستعرب الإنجليزي روبن أوستل الذي يزعم إن ثمة روحا خاصة للثقافة العربية تتضافر فيها كل تلك العناصر والاقتصار على الأدب أو عزله عن سياقه العام لن يجدي الوصول إلى هذه الروح لذلك فالموقف الذي وصفته موقف غامض يؤثر على الدراسات العربية وهذه الأسباب هي التي دفعته إلى الترجمة وفي عصرنا الراهن تشهد حركة الترجمة في البلدان العربية حركة نوعية كما هو معروف في إصدارات وزارة الثقافة السورية والمجلس الأعلى للثقافة في مصر والمجلس الثقافي الوطني و(عالم المعرفة) في الكويت ودور النشر في لبنان إضافة إلى ما تجسده الترجمة من عروض الكتب وقراءتها النقدية في جريدة الشرق الأوسط عبر ملحق (المنتدى الثقافي) وجريدة (الرياض) المتجسد دورها في النسخة العربية من (لوموند ديبلوماتيك) المترجمة من الفرنسية إلى العربية إضافةإلى العديد من (المجلات) والدوريات التي تهتم بالترجمة الثقافية.. (واتا)

لم تقف الترجمة في العالم العربي عند هذا الحد بل تجسدت في إطار كيان معرفي نقابي للمترجمين واللغويين العرب تمثل في دور الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العربية.. وفكرة أهدافها المستوحاة صوب ثقافة الحوار نرى ذلك واضحا في مجلة (واتا) المعنية بالترجمة ومنتديات (واتا) على شبكة الإنترنت . وما تجسده من حوارات في منتديات واتا الحضارية.. من هنا حققت الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب نجاحا هاما في تأسيس جمعيات لها في عدد من البلدان العربية كمصر والأردن وفلسطين وغيرها. إضافة إلى نجاح ملتقيات الجمعية في الأردن وفلسطين و(إصدار أنطلوجيا الشعر العربي) الذي يتضمن العديد من القصائد العربية المترجمة إلى الأسبانية وإصدار العددين الأول الثاني من مجلة واتا للترجمة.. والآن تتطلع الجمعية الدولية إلى عقد مؤتمر (الترجمة وحوار الحضارات) في نابلس قريبا.. وهذا سوف يمثل رؤية فريدة للترجمة.
__________________
الحوار الانساني لغة العصر
المصدر: http://forum.rtarabic.com/showthread.php?t=22

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك