الالتزام باسم الاسلام العظيم والدعوة اليه وعدم التعصب لأي مسمى..د. محمد سعيد حوى

الالتزام باسم الاسلام العظيم والدعوة اليه وعدم التعصب لأي مسمى..د. محمد سعيد حوى

ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 26

قلت ان اكثر المسلمين تعيش معنى الاسلام بعمومه واصوله بعيدا عن التحزب لفئة لا لسلفية ولا لمذهبية ولا لأشعرية ولا لصوفية، ولكنهم ربما انهم بعيدون عن التأثر والتأثير والتفاعل مع قضايا الأمة.
ومن ثم من هنا يبدأ الطريق لحل معضلة تمزق الأمة تحت شعار قوله تعالى ''هو سماكم المسلمين'' وقوله تعالى ''ولا تتبعوا السبل'' فكيف يكون هذا الحل؟.
لا اريد ان ابسط القضية فهي معقدة كما ذكرت لكنها دعوة الى جميع المسلمين بما فيهم اتباع الفئات المختلفة من سلفية واشعرية وصوفية ومذهبية ان نتحرر من هذه المسميات تماما وان نلتفت الى المسمى الحقيقي الذي سماناه الله تعالى به وهذا يقتضي جملة امور:.
1- ان على علماء الأمة وقادتها ومفكريها التركيز على هذا اللون من الخطاب: اننا امة مسلمة من دون الناس واننا تجمعنا هذه الاصول العظيمة في الكتاب والسنة التي لا خلاف عليها.
2- ان يتوقف كل فريق من اتباع تلك المسميات المختلفة عن ادعاء انه يمثل الحق او يمثل الاسلام وان مخالفه مبتدع او ضال او مخطئ..
3- ان باب الاجتهاد والحوار ومن ثم الاختلاف وتعدد وجهات النظر والتنوع في الآراء في اطار المنهج الاسلامي العام بمرجعية القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه وان هذا التنوع والتعدد قائم وسائغ ومشروع.
4- ولا بد في اطار ذلك كله اذا ما اصر انسان على الانتساب الى فئة مما ذكرت (سلفية - صوفية - مذهبية - واشاعرة..) ان يعتقد ان بينه وبين اخوانه من المسلمين من اتباع الاتجاهات الاخرى قواسم عظيمة مشتركة وانه ليس بالضرورة ان يكون كل ما هو عليه حقا تماما كما ان الآخر ليس بالضرورة ما هو عليه باطل.
5- انه لا بد ان نعيد النظر في طبيعة هذه الفئات وحيث لا يمكن الغاء وجودها تماما فلا بد ان نعيد النظر في طبيعتها ومفهومها لنحولها من تيارات تدعي تمثيل الدين الى تجمعات تشكل مدارس في الاطار الاسلامي العام.
وهي فعلا لا تعدو ان تكون مدارس في الفهم وطريقة التفكير في الاطار الاسلامي العام والاصول القطعية.
فالامام ابو حنيفة مدرسة في فهم النصوص، فكان من نتاج هذه المدرسة انه اذا تعارضت النصوص من مرتبة واحدة قدم الترجيح على التوفيق ولا ضير عليه في هذا، ومن نتاج هذه المدرسة ان النص القرآني العام قطعي لا يخصص الا بقطعي مثله.
وخالفه اتباع مدارس فقهية اخرى.. ولكن يبقى ان الجميع مسلم موحد مؤمن بالله وبرسوله يستقي فقهه واحكامه من الكتاب والسنة فهل يجوز ان يقول احد ان الامام ابو حنيفة يمثل الاسلام بمفرده،او ان الامام الشافعي يمثل الاسلام بمفرده لا .. لا يقول احد ذلك.. ولم يدع احد من الائمة ذلك.
اذن، هي اجتهادات في اطار المنهج والمرجعية الواحدة وقد جعل الله الاسلام قائما على هذا التنوع والتعدد كما رأينا ابا بكر وعمر يختلفون في اسرى بدر ورأينا الصحابة يختلفون في صلاة العصر في بني قريظة ويختلفون في يوم الحديبية وبحضرة رسول الله حتى حسم الخلاف ويختلفون في صحة احاديث من بعده.. ويختلف عمر مع بلال وصحبه في شأن ارض العراق لما فتحت، وانما كان يحسم الخلاف واقعيا من خلال ولي الأمر ويبقى لكل فقيه اجتهاده.
ولذا عرف عن ابن عباس بعض ترخصاته وعرف عن ابن عمر بعض تشدداته وما الزم احد احدا.
وكان لأبي بكر سيرته ومنهجه في بعض القضايا مثل المساواة في العطاء وكان لعمر منهجه المختلف وكان لعلي منهج آخر في امور...
القصد من ذلك كله هل نستطيع ان نجعل من كل الفئات المذكورة انها مجرد مدارس ينتمي اليها اصحاب الاختصاص في طريقة الفهم ولا نجعلها حكما على الناس ولا ممثلا للاسلام ومن ثم لا عصبية لأحد ولا دعوة الا الى الاسلام العظيم..
وللحديث بقية ان شاء الله..
المصدر: http://www.manbaralrai.com/?q=node/47826

الحوار الخارجي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك