خالد وانج: من البوذية إلى الإسلام
خالد وانج: من البوذية إلى الإسلام
ترجمتُ قصص القرآن ... وحياة محمد قبل إسلاميالصينيون فى حاجة لترجمة معانى القرآن رحلة الإيمان .. من الشرك إلى الإسلام .. رحلة شاقة كلها متاعب .. مصاعب .. قد تطول .. قد تقصر .. لكنها فى النهاية رحلة طيبة .. حيث يجد الإنسان نفسه فى حضن الإيمان ومعية الله . خالد وانج .. صينى الجنسية .. أحدث فرد فى قافلة الإيمان بحث عن الإسلام .. فى الصين .. فى مصر .. فى سوريا .. قرأ كتب التاريخ الإسلامى .. تعلم العربية .. ترجم كتب إسلامية وفى النهاية .. دفعته قناعته إلى القاهرة .. وأمام الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر أعلن براءته من الشرك .. ونطق بالشهادتين أمام فرحة المتواجدين فى مكتب شيخ الأزهر . ليلة القدر التقت بخالد وانج .. وأجرت معه هذا الحوار السريع: واضح أن رحلة إيمانك طويلة .. بل كانت عن تجارب .. نريد أن نتعرف على هذه الرحلة ؟ أولا: أنا إنسان عادى .. كنت أدين بالبوذية المنتشرة فى الصين والهند وغيرهما من الدول المجاورة ، ورحلة الإيمان وبكل صدق بدأت منذ عشرين سنة، عندما تعلمت اللغة العربية فى بكين فى أحد المعاهد هناك ، ثم انتقلت إلى جامعة دمشق .. وتعلمت فى كلية الآداب وأصبحت لدى حصيلة كبيرة من مفرادتها . وعملت مترجما من اللغة العربية إلى الصينية ، والعكس .. فى هذه الفترة قمت بترجمة كتاب قصص القرآن لأحمد مورو ، ثم ترجمت كتاب حياة محمد وأبو بكر الصديق للدكتور محمد حسين هيكل .. وطبع من هذه الترجمات العديد من الطبعات ولاقت رواجا واسعا فى الأوساط الإسلامية الصينية . ومن خلال دراستى للغة العربية وترجمتى لهذه الكتب الإسلامية تعرفت على القرآن ، والحديث النبوى الشريف .. وأخذت أتعمق أكثر وأكثر فى الإطلاع على كتب التاريخ الإسلامى .. حتى تولدت لدى قناعة داخلية بصدق الإسلام .. وأنه الدين الحق .. لكن كان هناك شىء ما بداخلى .. يؤجل اتخاذ القرار . (دراسة التاريخ) لماذا كان اهتمامك بترجمة كتب التاريخ الإسلامى ؟ أولا : أنا محب جدا لدراسة التاريخ بصفة عامة .. وعندما تعلمت العربية .. وخاصة دراستى فى سورية اطلعت على كتب التاريخ الإسلامى ووجدت فى هذه الكتب مادة تاريخية صادقة .. يجهلها المسلمون فى الصين ، كما أنى وجدت فيها المعلومات الإسلامية الوفيرة عن تاريخ الإسلام .. وحركة الرسول صلى الله عليه وسلم فى نشره للدعوة كما أدركت الحقيقة الهامة التى يتجاهلها المفكرون فى الغرب .. الإسلام انتشر فى ربوع الأرض بالدعوة .. لا بالحروب كما يدعى البعض .. فى الحقيقة هذه الكتب تضم مادة عظيمة عن تاريخ الإسلام وعظماء الإسلام .. الرسول (صلى الله عليه وسلم).. الخلفاء الراشدين.. أبو بكر وعمر .. وعثمان وعلى .. وعندما علم المسلمون بالصين بوجود هذه الكتب .. أخذوا يتصلون بى وجعلوا منى مدرسا للدين الإسلامى .. وكنت وقتها على ديانتى البوذية .. ولذلك عينت للتدريس فى معهد العلوم الإسلامية فى بكين ، وكان المسلمون فى الصين وفى المعهد يسألوننى فى شتى الفروع الإسلامية ، حتى الأئمة والدعاة كانوا يتجهون إلىّ لكى يسألوننى فى القرآن والحديث لاننى أجيد العربية وأفهمها .. وهم لا يعرفونها . (الفاروق عمر) هل ترجمت كتبًا أخرى .. ؟ نعم ترجمت كتاب الفاروق عمر .. لكن لظروف عملى خارج الصين لم يتم طبعه . وأنا فى شوق لترجمة الكتب الإسلامية للغة الصينية . نعود .. لقصة إشهار الإسلام .. رغم هذا النشاط الإسلامى والترجمات التى قمت بها إلا أنك أخرت إشهار الإسلام فترة طويلة لماذا؟ نعم .. تأخر القرار فترة طويلة .. وهذا يعود إلى عدة أسباب أهمها أن ظروف الحياة .. وتنقلى من عمل إلى عمل آخر .. وسفرياتى خارج الصين لم تترك لى فرصة للخلود إلى نفسى ، ولم تعطنى الفرصة كى أمكث مع نفسى أفكر فى هذا الأمر . و هناك عامل آخر خارجى .. حيث إن فى الصين 56 قومية لها 10 قوميات كلها مسلمون .. هذه القوميات الإسلامية لا تعترف بأحد خارج عنها بل لا تهتم بمن يسلم من القوميات الأخرى .. فهى متقوقعة.. ولا تقبل الوافد عليها . طبعا .. فهم لن يعترفوا بإسلامى .. ولم أستطع إشهار إسلامى هناك .. حتى حضرت إلى القاهرة كى أعلن إسلامى فى الأزهر وأعود إليهم من الأزهر مقبولا لديهم . (زوجتى فى الطريق) وماذا كان موقف الأسرة ؟ اسرتى هى زوجتى وابنى ـ 30 سنة _ ومتواجدان فى الصين وعندما اشهرت إسلامى هنا فى القاهرة اتصلت بها .. وأخبرتها بذلك فباركت لى هذا المسعى .. أما ابنى فلم أكلمه فى هذا الأمر .. وإن شاء الله حينما أعود سأعرض عليهما الإسلام .. بقيمه وأخلاقه .. بتوحيده وأنا واثق بأن زوجتى سوف تشهر إسلامها فور العودة .. أما ابنى فسوف أعرض عليه فقط وأترك له القرار . (أنا واثق) من أين جاءت هذه الثقة .. من أن الزوجة سوف تتبعك فى الإسلام ؟ من كلامها معى عبر الهاتف .. ثم إن الزوجة عندنا دائما تتبع الزوج .. ولا أظن أنها ستخالفنى . وماذا تصنع حينما تعود للصين ؟ لقد خرجت من الصين بوذيا .. وسأعود إليها مسلما .. سأعود بدين جديد .. واتجاه جديد .. فكل ما أستطيع أن أقوم به هو ترجمة الكتب الإسلامية والأحاديث النبوية للصينية .. حتى يقرأها المسلمون فى الصين. ولقد اتفقت مع المسؤولين فى الأزهر على ترجمة كتيب صغير عن التعريف بالإسلام .. المبادىء الإسلامية .. العبادات .. الأخلاق .. وسوف يقوم الأزهر بطبعه لتوزيعه على من يريد الإسلام من المتحدثين بالصينية . (مسلمون بالفطرة) بالمناسبة .. نريد التعرف على أحوال المسلمين فى الصين ؟ المسلمون هناك .. مسلمون بالفطرة .. لا يعرفون عن الإسلام إلا القليل النادر .. لا يقرأون القرآن لعدم معرفتهم بالعربية .. والمعلومات الإسلامية خافية عليهم ويعود ذلك لعدم وجود كتب إسلامية باللغة الصينية .. ولذلك أناشد إخواننا المسلمين فى البلاد العربية بالعمل على وضع ترجمة لمعانى القرآن الكريم باللغة الصينية . ما الذى وجدته فى الإسلام دون غيره ؟ أنا كنت أدين بالبوذية.. والبوذيون يعبدون الأصنام الصماء التى لا تنفع ولا تضر .. وهذا الأمر غير مقبول بصفة عامة .. وعلى وجه الخصوص فى عصرنا الحاضر . ولما نظرت إلى المسيحية .. صدمنى التثليث الذى لم افهمه ولا يستطيع أحد أن يفهمه حتى المسيحيون أنفسهم . ولذلك كان الإسلام .. الذى نهى عن عبادة الأصنام .. ودعا إلى عبادة الله الواحد الأحد .. الصمد . الذى لم يلد ولم يولد .. أضف إلى ذلك أن الإسلام يضم قيمًا وأخلاقًا فريدة .. كفيلة بأن تجعل الناس منسجما مع نفسه .. مع أسرته.. مع مجتمعه، وكذلك يرقى الإسلام بالمجتمعات إلى السمو والرفعة والحضارة . ولو التزم المسلمون بالإسلام .. بقيمه .. بـأخلاقه لكانوا أرقى الأمم ، وأسماها . ماذا تعمل الآن فى القاهرة ؟ انتهيت من العمل فى التجارة .. واستيراد البضائع من الصين . إذن .. فقد تركت العلم .. والترجمات ؟ أبدا .. فقد خصصت لنفسى يومين كل أسبوع أخلد فيهما للعلم والإطلاع حتى لا أضيع .. ما أمنيتك الآن ؟ أن أحج العام القادم .. وأقف أمام الكعبة .. فكم أنا فى شوق للصلاة فى المسجد الحرام .. الذى انطلقت منه الدعوة الإسلامية إلى جميع دول العالم . نقلا عن موقع ليلة القدر
المصدر: http://islameiat.al3robh.com/vg/?sedany=vg49