التعصب للرأي يهدر فرص الاستفادة من الحوار .. ؟؟

التعصب للرأي يهدر فرص الاستفادة من الحوار .. ؟؟
الأستاذة الدكتورة/ أمل المخزومي أخصائية الطب النفسي اعتبرت أن تجربة الحوار الالكتروني جديدة على الساحة ومثيرة لحب الاستطلاع لدى الجمهور، تقول:" هناك من هو مهيأ لخوض هذه التجربة وآخرون يسيطر عليهم التعصب والاندفاع ونبذ أفكار وآراء الغير ".
وتضيف :" للتواصل الالكتروني ايجابياته وسلبياته ومن هذه الايجابيات أنه :
1- يساهم في تطوير الأفراد وذلك باطلاعهم على المستجدات العالمية من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والعلمية والفكرية والأدبية والدينية والاجتماعية والأسرية ...الخ .
2 - يساعد على تكوين صداقات مع مختلف الشعوب .
3 - يختصر مسافات الاتصال مع مختلف أنحاء العالم .
4 - يساعد على اكتساب مواهب جديدة وذلك عن طريق الدورات والدروس المجانية التي تقام في المنتديات أحيانا .

أما سلبياته فمنها :
------------------
1 - استخدام الأسماء المستعارة التي تساعد على تخفي الشخص ومن هذا المنطلق تسهل له ما يشاء من الإساءة للآخرين - إذا كان مستعدا لذلك - وهناك مئات لا بل الآلاف من التجاوزات التي تقع بسبب ذلك التخفي.
2 - يشوب الحوارات التعصب للرأي مما يضيع فرصة الاستفادة منها خاصة في المجالات السياسية والدين.
3 - الابتعاد عن الجدية، فهناك بعض الأفراد يلجئون للمنتديات بغرض السخرية والاستهزاء ويمارسون سلوكيات غير لائقة.

وعن الشروط التي تساهم في السيطرة على السلبيات تقول:" ينبغي أن يبنى الحوار على أسس من الاطمئنان والثقة بين الطرفين وإلا ضاع الاثنان في تلاعب الواحد بمقدرات الآخر كما هناك من الشباب والشابات وحتى الكبار من تحلو لهم تلك اللعبة لأسباب عديدة منها الفراغ ومنها الانتقام أو التلذذ بعذاب الآخرين الذي نعتبره نوع من السلوك الانتقامي العدواني. وتلافيا لذلك على الإنسان أن يكون حريصا على فهم واستيعاب شخصية من يواجههم في ساحات الحوار".

وعن آلية الطرح للمواضيع الشائكة تقول: " ينبغي أن يكون طرح الموضوع واضحا من حيث الهدف مثل أي موضوع آخر نتناوله في حياتنا اليومية، و إذا حدث التباس لابد على الكاتب أن يوضح فكرته دون انفعال ليعطي فرصة أخرى للحوار ويساعد الآخرين على التفكير في ما يرمي إليه... وعلى القارئ كذلك أن يدرك أنه يناقش الفكرة لا الشخص حتى لايندفع في طريق الخلاف الشخصي بعيداً عن مناقشة فكرة ما بموضوعية".

وتضيف الدكتورة أمل المخزومي عن الدور الإداري المطلوب في المنتديات لإدارة الحوار بالشكل المطلوب قائلة:" في الواقع لايوجد برنامج يحقق نتائج سحرية وذلك لأن الحالات التي يواجهها الفريق الإداري للمنتديات تختلف وتتنوع باختلاف المشتركين.... والمهم هنا أن تضع الإدارة في اعتبارها أنها تتعامل مع أناس مختلفي الأذواق والأغراض وقد يقع نوع من اللبس والاختلاف وعليه أدرج بعض النصائح في ذلك :
1 ) مواجهة الاختلاف في الرأي برحابة صدر .
2 ) المحافظة على الاحترام بين الأعضاء وعدم ترك المجال لاستخدام ألفاظ غير مناسبة.
3 ) التدخل لمنع الإساءة وإيقافها في الحال .
4 ) التأكيد على الجوانب الأساسية في الحوار والاستفادة منها .
5 ) الاستفادة من الأفكار المهمة والجديدة والمبدعة وذلك بتشجيعها وتفعيلها كي يتم التطوير والتوسع في مجالات الطرح.
6 ) العمل على أن تكون الأهداف من الحوار عامة وليست شخصية .
7 ) الحرص على أن تتناسب المواضيع المطروحة مع الأذواق ومشارب الناس كي تكون مؤثرة وفعالة .
حرية التعبير وواجب الإصغاء
-----------------------------

الوجه الآخر لحرية الحديث هو وجوب الإصغاء، فإذا منحت لنفسك تلك الحرية التزم بواجبك حيالها.... مقولة جميلة قرأتها لأحد علماء الاجتماع وبدأت بها حواري مع الدكتور عبدالله السعداوي أخصائي علم الاجتماع الذي يؤكد أنها قاعدة هامة ينطلق منها الحوار الصحي ويقول:" الإلمام بثقافة الحوار أهم من فتح القنوات له عشوائياً وبعد متابعتي لنماذج من المشاكل الدارجة في منتديات الحوار الإلكتروني أستطيع أن أقول أنه لاتوجد مشكلة في هذا الحوار بحد ذاته سوى أنها مشكلة نعانيها مع أنفسنا في كل حوار وإن اختلفت الأدوات... فنحن نبحث عن مساحة حرة للتعبير وفي نفس الوقت نريدها مساحة لرأينا فقط ولحريتنا فلانتقبل رأي آخر ولاصورة أخرى من الحرية التي ينشدها غيرنا بشكل مختلف... كما أننا نود أن ننتقد ولكن لم ننجح مع أنفسنا في تدريبها على تقبل الانتقاد ولم نعتد على الوضوح... فأكثر لحظات حدة الحوار حرجاً على نفسك بوسعك أن تتجاوزها بموقف بسيط تخبر به الطرف الآخر عن ما تشعر به إزاء أسلوبه ليعود الحوار إلى مساره الطبيعي بدلاً من أن يتحول إلى خلاف شخصي بسبب المشاعر السلبية ".
وعن مقومات الحوار الصحي التي يجب على المتحوارين مراعاتها يقدم الدكتور السعداوي نصائحه لأطراف الحوار فيقول " :
ـ استمع جيداً إلى مايود أن يقوله الآخر ولاتتعجل بالرد أو إسداء النصح أو النقد قبل أن تتأكد من أنك قد نجحت فعلاً بإستيعاب فكرته... فإن لم تنجح بذلك بإمكانك أن تستفسر وتطلب الإيضاح.
ـ وفقاً لاستيعابك لما ذكر تصور أنك تعرفه وأنه يجلس أمامك ويراك وحدد أهدافك من مخاطبته... هل تود أن تقنعه بوجهة نظر أخرى لتصل إلى نتيجة إيجابية معه؟ هل تود إهانته فقط؟ هل تود ذكر وجهة نظرك فقط وتعتقد أن القضية محسومة بالنسبة لك ولاتجد بداخلك مساحة لنقاشها أو التغيير من موقفك؟
لكل إجابة من الإجابات السابقة نتيجة مختلفة تنعكس على مسار الحوار وإذا كانت إجابتك الأولى فقط بنعم يمكنك أن تبدأ أو تواصل حوارك مع الآخر... أما إذا أجبت بنعم على السؤال الثاني أو الثالث فعليك مواجهة نفسك بحقيقة أنك لاتبحث عن الحوار أو الإقناع أو الاقتناع وبالتالي ليس من المناسب أن تضع مداخلة في هذا الموضوع.
ـ إذا شعرت بأنك قد أخطأت فمن الشجاعة أن تعترف، فكلما أسرعت بالتعامل مع تصرفاتك السلبية ستجد نفسك تتجه نحو الإيجابية وتعود بالحوار للمسار الصحيح .... وتأكد أنه بإمكانك دائماً أن تجد أسلوب مختلف لتواصلك مع الآخر وليس من العيب أن تغير أسلوبك لتنجح في الحوار حتى مع أكثر الأشخاص اختلافاً معك.
ـ تكون المشاعر والعواطف في أحيان كثيرة أقوى من قدرتك على التحكم فيها لتتمكن من صياغة أفكارك، في هذه الحالة عليك أن تنتظر إلى أن تهدأ هذه العواطف لتستعيد قدرتك على الرد متحرراً من سيطرتها عليك أو تحاول كما أسلفت أن تخبر الطرف الآخر بما تشعر به ليضعه بعين الاعتبار.
ـ لاتحاكم نفسك بنواياك وتحاكم الآخرين على تصرفاتهم أو تفعل العكس، فلتحكم على الآخرين دائماً كما تحكم على نفسك وبنفس المقاييس مع مراعاة الظروف التي يفرضها عليكما المكان.... ففي الحوار الإلكتروني أنت تعرف نفسك لكن الطرف الآخر لايعرفك ولايعرف نواياك وإن كانت صادقة لذلك لا تعتبر حسن النية المبيت لديك كافياً مالم ترفقه بتصرفات تعززه لدى الآخر عنك.
ـ التسامح هو العامل الأهم لخلق علاقات صحية... فمها حصل بينك وبين الآخرين بإمكانك دائماً أن تختار ردة فعلك.... فالعلاقات الصحية هي نتاج مجهود تبذله واختيارات وردود أفعال متعقلة.
ـ لا أحد منا بوسعه أن يدعي الكمال... وعليك أن تصارح نفسك مجدداً وتوجه السؤال لها هل الأفضل أن أكون على حق أو الأفضل أن أخرج منتصراً؟، الإجابة يلمسها الآخرون من ردة فعلك فإن كنت باحثاً عن الحق ستبحث عن الحقيقة لدى الآخر أولاً... وان أردت أن تنتصر لرأيك فقط فستبدأ بالتعصب لذلك الرأي والتأكيد على أنه صواب لايحتمل الخطأ.... الحوار يعني قناعة لن تصل إليها إلا في الخاتمة، فلا تبدأ وتحسمه بقناعة تحملها بداخلك... امنح لنفسك الفرصة لتختبر صحة وثبات قناعتك في مواجهة قناعة أخرى.
ـ الطريقة الأمثل للارتقاء بالآخر هي تحفيزه على ذلك بأسلوبك ليتبع خطاك... أما إذا كنت تنتظر من الآخر أن يتغير لتصل معه إلى حوار متزن فهذا يعني أنك شخصية اتكالية... احذر من أن تقع فريسة لوهم يسكنك ويقول: " ليس بوسعي عمل شيء إلى أن تتغير أنت وتطور أسلوبك" فهذه الجملة تقودك نحو السلبية وتنعكس منك على الآخر بردة فعل تجعله يقاوم التغيير الذي تنشده".

المصدر: http://forum.khleeg.com/110084.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك