قلة الموحدين … وتنافر المتوحدين !!!

عامر الحسيني

 

إن في الانقسام أسباب جوهرية بين مراحل التاريخ المجتمعي وحضارات الامم ؛

 

فالديمقراطية تجذب تنافس الاحزاب والتي تنقسم تحزبات مجهرية باختلاف وجهات النظر وللزعامة هادفة باستثمار افكارا جديدة لنصرة راس المال! بينما الشورى تجمع الاحزاب لانتداب القرار برؤى توحد المصادر المتنوعة بالامة !

ادوار الشخصيات والفرقاء تعود اصلا لتيارات فكرية مقتبسة من اتجاهات ؛ كمصطلح ؛(النخب) الفاعلة بالدستور والقضا بالفهم الراسمالي،و (الكوادر ) اشتراكيا، والاجتهاد والاستبصار والتفقه (اسلاميا)فتنفرج هذه التيارات بمعيار الولاء للهدف الاسمى وتتسطح خلال ( الانا)بنقل العقل الجمعي للذات نحو الشخصنة ضد المصلحة للعامة !

فالانقسام هو نابع من عملية التسطيح للافكار والمبادئ فيكثر (المتغير) ويتبدد ( الثابت) لتنتهي بالدكتاتورية الفردانية ضد الديمقراطية والشراكة المجتمعية!

( الامة الوسطى)اسفنجة ماصة للتبدد والتشظي ضد الانا المتخاصمة وللمرونة والاستيعاب،فوظيفة الامة الوسطى هي جاذبة ضد الانشطار ولتفرض الفهم بين الثابت والمتغير بالشورى لا الاستثمار!

المصلحة والزمن معايير الاستثمار داخل الافراد المتنافسين، وكثيرا مايولد حالات التحزب باستثمار ولاءات الافراد، وحين تتمحور عبادة الذات مقابل عبادة الاهداف السامية والعليا يبرز الانشطار!

الانسان جوهر البناء الحضاري واداة العملية السياسية،انه (متعدد الماهيات) فبتنوع الوظائف والاختصاصات حصيلة المعرفة ( العلم والعمل والزمن ) لضمان الحاجة الذاتية والغريزية سيفضي بذلك الى ( نشاة الموسسات) بالدولة! فتعدد الماهيات ليس وبال ،سيما تنوع سيدعم تكافل ادوار البناء الشمولي للامة!

اقترن الاصلاح بالتطهير الميداني؛ اما ١- بمحاربة الاستثمار المنحرف ضد تفاقم الفوائد عبر مصارف الربوية،بحث المقايضة بالثروات البشرية ضد القروض والربح الراسمالي للمصارف الدولية!

٢- او بالتطهير القيمي نتيجة حالات انقلاب اوازدواجية المبادي والافكار في العملية السياسية ولانقسام المتصدين !

٣- والتطهير مقابل طغيان الانا والسطوة لاستغلال الامم بحالة التعرض للكوارث البيئية والقحط والامراض والحروب ! اذا

سؤال ؛ هل ان القطب العولمي الاحادي يمضي ببناء حضارات متكاملة للامم ؟ ام ان تعدد الاقطاب هي الضمانة لديمومة حضارات المجتمع السلمي والمتكافل؟

١- لست ممن يرى ان القطب العولمي كما اسميته ولا تعدد الاقطاب ضامن لديمومة حضارات المجتمع السلمي والتكافل وانما الضامن هو نوع التفكير الذي يهيمن على الاقطاب ومالم نستبعد الفكرة المهيمنة في رؤوسهم وهي فكرة التغالب في الحصول على المصالح والتعالي في بناء العلاقات واستبدالها بمباديء التعاون والعدالة والتبادل المعرفي واحترام مكانة الامم والشعوب لايمكن ان نصل الى سلام عالمي.

السلام مالم يكن هو الفكرة المهيمنة في عقول من يدير العالم لايتحقق السلام.

السلام المبني على هضم وقضم الحقوق هو بذرة حرب مستقبلية والسلام المبني على ان تكون تحت عباءتي هو حرب مؤجلة والسلام المبني على تبادل التعاون والمعرفة والاحترام هو السلام الحقيقي.

 

نعم انتم محقون ! الافكار اولا !

 

ان صراع الافكار ( تنوعها ) ليس مبررا لانقسام او لمنتج الهيمنة والاستقطاب!

بل البرنامج الذي تؤهله تلك الافكار هي التي تستقطب الجماعات البشرية!

من الجنبة الفكرية لايمكن ان يكون قطب احادي ممثلا للكل!تنوع الماهيات

الاصل الموحد هو العدالة الاجتماعية وفوق منح الحرية الراسمالية والاخرى! والاشتراكية العامةً قد تؤخر حرية الافراد

السلام المجتمعي يتم ضمانه بالتبادل الثقافي والمعرفي والثروات لا باحتكارها!

من خلال ملاحظاتي ومطالعاتي اليومية لما يفرزه واقعنا المعاش وقفت على مبنى نفسي يشكل أحد مركبات النقص ، التي للاسف الشديد يعاني منها جملة من الناس بل وحتى انصاف المثقفين في الواقع الاجتماعي التفاعلي ، والذي ومن وجهة نظري يشكل قصورا ً ذاتيا ً أحدثته امتدادا وترددات الحالة البدوية القاسية (( حسب نظرية المفكر الاجتماعي العراقي علي الوردي ))، والخلل هو النظرة المتخلفه لأحد فنون الحياة النبيلة والمعبر عنه بفن الابكاء على أحداث حقيقية تراجيدية شكلت ندبة فارقه على وجه التأريخ ومنها كمثال موضوعي وواقعي ثورة الامام الحسين عليه السلام الضاربة بالتراجيديا والعواطف الانسانية النبيلة التي تساوقت مع أهداف الحرية والانعتاق والاصلاح في ثورته الميمونة المباركة..

ولعلها مناسبة جيدة ان أفصح عن تجربة حياتية ثرّة استوقفتني كثيرا وانا أعيش تجربة الدولة الغربية في علاقات الناس مع الاحداث ذات البعد التراجيدي الحزين والذي تجاوز ت عقد الخوف والخجل في الافصاح عن المشاعر الانسانية التي تجتاح النفس البشرية بل صارت مركب أساسي في محركات الوعي واللاوعي التفاعلي مع الواقع المعاش .

فهنا ( دول عدم الخوف من المشاعر ) ليس عليك ان تطيل في الحديث مع الشخصية الصحية المتحضرة في موضوع يمتلك بعدا حزينا او واقعة انسانية فيها شيئ من التراجيديا إلا وقد تبارت الدموع لتضفي على جو الحديث بعده الانساني النبيل ، بل قد لاأكون مبالغاً ان قلت شيئا ابعد من ذلك وهو ان الواقع يتعامل مع البكاء على انه ارقى رسالة يحملها الجنس البشري المتحضر حتى انك تجده حاضراً في مواطن الفرح بتحقيق امنية او منجز على المستوى الشخصي..

والحق ان ماتعلمناه في واقعنا الخشن الملمس في ان البكاء وبكل أصنافه وأهدافه يرمز الى الضعف والهزيمة والانكسار إنما هو حالة مرضية شكلت حجرا قلقاً في بناء شخصيتنا النفسية وظهرت تجلياتها على مستوى واقعنا المعاش بما يطلق عليه تعدد الشخصية او الشيزوفرينيا فبين مطالب التعبير النفسي وبين احكام القهر على المشاعر تتردد افعالنا تجاه المواقف الانسانية العاطفية النبيلة ..وما يؤسف له ان يعاني من هذه الحالة بعض كتابنا ومثقفينا ..وهنا أود أن اوجه دعوة صادقة لكل الكتاب والمثقفين في التأمل ملياً في هذه القضية والتي حسب ماأرى ان تغيرت النظره العامة لها فإنها ستجلي النفوس وتجعلها أكثر رقة وعطفا ً وحنانا ً والذي يحتاجه كثيرا ً مجتمعنا الذي بدأ وللاسف الشديد يميل الى التنمر والغلاظة والغرق في العوالم المادية البحتة دعونا نحدث أمراً في واقعنا للتحرر من القيود و قهر الذات ونطمس تأثيرات البداوة القاسية..

 

المصدر: https://hdf-iq.org/%d9%82%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ad%d8%...

 

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك