25 وسيلة للدعوة فى أماكن لا يوجد بها مساجد

تقديم : - الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا , مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
أما بعد:-
المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )
المساجد نعمة عظيمة من الله , كانت منذ بدء الإسلام , ولا زالت للمؤمنين منارات وهدى في الظلمات , ظلمات النفس والمجتمع والأفكار والتصورات ، ففي المساجد الإسلام , والإيمان , وطاعة الرحمن , و ما يصلح دنيانا , وفيها التقوى , والورع , والسكون والصفاء , ما لا نجده في أي مكان آخر , وبهذا يقر المؤمن والكافر .
أخي القاريء الكريم : -
في بعض الأماكن , أو الأوقات , لسبب أو لآخر , لا توجد مساجد , وإن وجدت لا تجد داعية للحق , ولا يجد أهل الحق متنفسا , هذا واقع لا مفر منه عشناه أو رأيناه أو سمعنا به.
في هذا البحث المختصر سبل واقتراحات و , قد تكون بإذن الله تبارك وتعالي نافعة للدعاة , إن تعرضوا للحرمان من المساجد .
والحمد لله رب العالمين .

1- إيجاد وسائل للدعوة من خلالها في المساجد الموجدة :
وذلك لأن بعض المساجد لا يجد الداعية مجالا مباشرا للدعوة , مثل الخطابة والوعظ وإلقاء دروس ومحاضرات علمية ، فيحاول الداعية إيجاد طرق دعوية منها :
أولا : حلقات تحفظ القرآن الكريم إبتغاء مرضات الله ( بالمجان ) للرجال بمستوياتهم المختلفة ، وكذلك النساء , وبرنامج خاص للأطفال .
ويفضل إختيار حسن الصوت, ويحاول الداعية إيجاد القبول والمحبة وتوثيق الصلة الأخوية بينه وبين من يحفظهم , ويعلمهم قواعد التجويد , وننصح بعدم الإطالة , والرفق بهم , والسؤال عن غائبهم ,ومشاركتهم في فرحهم وحزنهم , والإبتسامة الدائمة في وجوههم , وحسن الكلام , والقدوة , فهذه وسائل دعوية ناجحة .
ونذكر بالأتي :
أ– التعليم يحتاج لصبر ومن ثواب الصبر :
قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾
وقال الله تعالى ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
ا - عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان اللَّه والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض، الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )
ب - عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن ناسا مِنْ الأنصار سألوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: ( ما يكن عندي مِنْ خير فلن أدخره عَنْكم، ومن يستعفف يعفه اللَّه، ومن يستغن يغنه اللَّه، ومن يتصبر يصبره اللَّه، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع مِنْ الصبر )

ب- الوصية بالرفق والرحمة في الدعوة :
قال الله تعالى : ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ َ ﴾
ومن الأحاديث النبوية الشريفة :-
ا - عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهماُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لأشج عبد القيس: ( إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه: الحلم والأناة )
ب - عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ( إن اللَّه رفيق يحب الرفق في الأمر كله )
ج – عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ( إن اللَّه رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه )
د –عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ( إن الرفق لا يكون إلا في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه )
د – عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ( دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )
( السجل ) بفتح السين المهملة وإسكان الجيم: وهي الدلو الممتلئة ماء ، وكذلك الذنوب.
ج – حسن الخلق مع من يعلمهم الداعية :
قال الله تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
وقال الله تعالى : ﴿ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
د - عن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن اللَّه يبغض الفاحش البذِيّ )
( البذِيّ ) هو: الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام
.د– نذكر بثواب طلاقة الوجه أمام المسلمين :
عن أبي ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طليق )

هـ- من فضل تحسين الصوت بالقرآن الكريم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن الله لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به )
معني أذن : استمع , وهو إشارة إلي الرضا و القبول .
ثانيا : مجلات حائط, وفتاوى وأحاديث , تعلق في المساجد :-
ويراعى أن تناسب العامة , وتفهمهم العقيدة والسنة , وترد على شبهاتهم , وتتسم بالبساطة ويسر الأسلوب , واجتناب التطويل والحشو والتعقيد .
ويلاحظ أن كثير من المساجد التي لا تستطيع الدعوة من خلالها يسمح بذلك وينبغي استئذان إمام ومسئولي المسجد قبل تعليقها , مع الرفق والابتسامة والدعاء بالتوفيق , ولا يظهر الضجر إن رفضوا .
ثالثا : توزيع مطويات وكتيبات وفتاوى على المصلين .
رابعا : إلقاء مواعظ قصيرة بعد الصلاة ( إن أمكن ) ، وينبغي أن تكون مختصرة , سهلة الأسلوب , خالية من الغموض والتعقيد , تشمل العنصرالقصصي المشوق للعوام .
2- محاولة الدعوة من خلال مساجد أهل البدع ، على ألا تتركهم فريسة لبدعتهم , بل نحاول نصحهم وتعليمهم الصواب بإذن الله تعالى :
وأذكر بالأتي :
أ– البعض يترك الصلاة أو الدعوة في مسجد لبدعة ما فنذكر تلك الفتوى .

الصلاة خلف المبتدعة
ج : وأما الصلاة خلف المبتدعة: فإن كانت بدعتهم شركية كدعائهم غير الله ونذرهم لغير الله واعتقادهم في مشايخهم مالايكون إلا لله من كمال العلم أو العلم بالمغيبات أو التأثير في الكونيات - فلا تصح الصلاةخلفهم، وإن كانت بدعتهم غير شركية؛ كالذكر بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن مع الاجتماع والترنحات: فالصلاة وراءهم صحيحة، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يتحرى لصلاته إماما غير مبتدع؛ ليكون ذلك أعظم لأجره وأبعد عن المنكر .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س : ما حكم الذي يصنع التمائم وهل الصلاة وراءه جائزة بعد نصحه ؟
ج : التمائم منها ما يكون شركا ومنها ما يكون محرما ، وتحريمه من باب سد الذرائع فيجب أن ينصح ، فأن أبى فلا يصلي خلفه ويجب السعي في إبداله بغيره ) أ هـ
س : الصلاة خلف المذاهب المختلفة ؟
ج : ‏ الاختلاف في الفروع ليس له أثر في صحة صلاة بعض المختلفين خلف بعض، وعلى الإمام وغيره من أهل العلم أن يتحرى الأرحج في الدليل، سواء كان المأمومون يوافقونه في ذلك أم لا‏.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الدعوة في مساجد أهل البدع
س : إننا إذا قدمنا البلد والمعروف عندنا في البلد مسجد أهل السنة ومسجد التيجانية والقادرية أو مسجد معروف بعمل الخرافيين فيه ، فإذا قمنا بالدعوة في مساجد أهل السنة لا يأتينا هؤلاء إلا إذا ذهبنا إلى مساجدهم ونصلي معهم ثم نقوم بالدعوة في هذا المسجد بنية إننا إذا دعوناهم في مسجدهم منهم من يقبل فهل يجوز لنا أن نصلي معهم لهذا الغرض . وما هي النصيحة التي تقدمها لي أثناء وصولي إلى البلد . وما هي الأساليب التي أواجه هؤلاء بها ؟
الجواب : عليكم إذا وصلتم إلى بلادكم أن تلزموا أهل السنة والجماعة , وتعمروا مساجدهم بالعبادة , وتتعاونوا معهم على دراسة العلم النافع وإلقاء الدروس والمواعظ وإرشاد الناس إلي الحق , وتعريفا لهم بطريقة السلف الصالح علما وعملا , واغشوا مجالس التيجانية والقادرية وغيرهما من طوائف المبتدعة ومجامعهم العامة , وادعوهم إلى الكتاب والسنة بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلوهم بالتي هي أحسن فيما هم عليه من البدع عسى أن يهديهم الله .
دعوة الصوفية وأتباعهم , من فتاوى اللجنة الدائمة
( نوصيكم بالدعوة إلى الله لشيوخ الصوفية ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن كما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك والحث على التزام السنة وترك البدعة , مع الإبتعاد عن التشدد والتنفير ، ومن أبى أن يلتزم بالسنة وأصر على بدعة فإنه يهجر و يحذر الناس منه بالطريقة اللائقة التي لا تكون لها مردود سيء على الدعوة وأهلها , والشر إذا لم يمكن إزالته بالكلية فإنه يخفف حسب المستطاع .
ولا يفوتني أن أنصح بالرفق واللين وترك الجدال الذي لا طائل منه )

3- محاولة إقامة مسجد , مهما كانت الإمكانيات , أو صغرت المساحة ،
ونذكر تعريف المسجد .
المسجد لغة : هو موضع السجود ، وشرعا كل ما أعد ليؤدي فيه المسلمون الصلوات الخمسة جماعة , وفيه يطلق على ما هو أعم من هذا فيدخل فيه ما يتخذه الإنسان في بيته ليصلي النافلة أو ليصلي فيه الفريضة عند وجود مانع شرعي يمنعه من أدائها جماعة في المسجد الذي يقيم الناس فيه الجماعة ومن دليل ذلك ما رواه البخاري وغيره عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : و جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل )
ونذكر بثواب بناء مسجد .
عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة )

4– إيجاد أماكن يبيحها قانون بعض البلدان :-
مثل استئجار قاعة للمحاضرات أو دكان أو شقة , ويمكن عن طريقها إقامة مسجد والصلاة فيه مهما كان المسمى , مثل المركز الإسلامي أو جمعية أو .... إلخ
وأذكر قصة مشهورة رجل من الدعاة إستأجر قاعة في ملهى ليلي , وعندما فتح الستار , وجد الناس شيخا معمما جالسا , وظن البعض إنها دعابة أو فقرة فكاهية , وإذا بالشيخ يعظهم بالله ويذكرهم بالجنة والدار , والنتيجة توبة بعض الفاسقين وصاروا من يرتادوا بيوت رب العالمين .

5- إتباع الطرق الرسمية الممكنة لإتاحة وجود مساجد وتأسيسها وإظهار إننا لا نريد إلا مسجد نعبد الله فيه , و إننا مظلومون في أول و أعظم حقوقنا وهي عبادة الله سبحانه وتعالى

6– استخدام البث المباشر عبر الانترنت في بث الدروس والإستماع إليها في البيوت وغيرها بجدول ثابت وهو شيء يسير ولله الحمد .
فتوى الشيخ إبن جبرين في استغلال الانترنت في الدعوة .
الدعوة إلى الله من فروض الكفاية، وتشمل نشر العلم وذكر محاسن الدين وبيان الأحكام الشرعية، وذكر تفاصيل الحلال والحرام والحث على العمل الصالح وذكر أدلة الأحكام، وبيان وجه دلالتها وذكر الوعد والوعيد والثواب والعقاب ونحو ذلك، مما يكون سببًا لتفقه المسلمين ومعرفتهم بأحكام دينهم، وهكذا ينتج عن الدعوة إلى الله ونشر العلم معرفة الجهال ما يلزمهم، من حق الله تعالى وحقوق بعض المسلمين على بعض، مما يسبب الرجوع إلى الله والتوبة إليه من المعاصي والمخالفات والبدع والمحدثات وهكذا يعرف الإسلام من لم يسمع بمحاسنه، ويعرف حقيقته من بلغه هذا الدين بصورة مشوهة فيدخل في الإسلام عن رغبة وقناعة، ولا شك أن كل وسيلة يمكن استعمالها للدعوة إلى الله فإنه يلزم المسلمين سلوكها، ففي الزمن القديم كانت وسائل الدعوة مقتصرة على الخطابة والمكاتبة والمناظرة والمقابلة بين الداعي والمدعوين والحلقات العلمية؛ امتثالاً لقوله تعالى : ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } ونحو ذلك من الوسائل، وأما في هذه الأزمنة فنرى سلوك كل وسيلة يمكن استغلالها في الدعوة إلى الإسلام، كالإذاعة المسموعة والمرئية والنشرات العلمية والمقالات الإسلامية في الصحف والمجلات السليمة ومن ذلك وسيلة الإنترنت التي ظهرت في هذه الأزمنة وانتشرت في العالم كله، فنرى على حملة العلم والدعاة إلى الله استغلال هذه الوسيلة في نشر المقالات والكلمات المفيدة والنصائح الصحيحة ليستفيد من ذلك من يريد الخير ويقصد تحصيل العلم والعمل به، فإن هذا الإنترنت قد تمكن وجوده وظهوره في البلاد جميعها فلا يترك يستغله النصارى واليهود والمشركون والمبتدعة والعصاة والفسقة فينشرون فيه أفكارهم وشبهاتهم ودعاياتهم وضلالاتهم فينخدع بها من يتلقاها ويحسن الظن بمن قالها، معتقدًا نصحه وسلامة وجهته، فيقع الذين يتلقون هذه النشرات والمقالات في الكفر والبدع والمعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن، أما إذا استغله أهل العلم الصحيح وأهل التوحيد والإخلاص فإنهم يضيقون المجال على دعاة الفساد وينتفع بمقالاتهم من يريد الحق ويقصد الانتفاع بالعمل الصالح والعلم النافع والله أعلم. أ . هــ. الشيخ ابن جبرين .
7- إستغلال دروس هامة تذيعها القنوات الفضائية لعلماء ومشايخ ودعاة ومنها بجدول ثابت وببث مباشر.
فتوى دار الإفتاء بالسعودية في حكم التلفاز
جهاز التلفزيون نفسه لا يقال فيه حرام ولا مكروه ولا جائز , لأنه مادة لا فعل , وإنما تتعلق الأحكام بأفعال العباد لا بذوات الأشياء ، فصنع التلفزيون واتخاذه لنشر حديث ديني أو برنامج إجتماعي شريف واتخاذه لذلك وسماعه منه جائز, أما إن كان ما يعرض فيه من الصور الفتانة المثيرة كصور النساء العاريات وصور الرجال المتشبهين بالنساء , وما في معنى ذلك , أو لكان المسموع منه محرما كالأغنيات الخليعة و الكلمات الماجنة وأصوات المغنيات ولو بأغنيات غير ماجنة وغناء الرجال الذين يتكسرون في غنائهم أو يتخنثون فيه فهو محرم , و هذا هو الغالب في استعماله في هذا العصر , لشدة ميل الناس إلى اللهو وغلبة الهوى على النفوس , إلا من حفظه الله وقليل ما هم , وبالجملة فالجلوس أمامه أو الإ ستماع له أو الرؤية تابع في الحكم حلال وحرمة لما يرى أو يسمع , وقد يمنع ما كان جائزا من السماع والجلوس أمامه من أجل الإفراط فيه وتضييع لفراغ قد يكون الإنسان في أمس الحاجة إلى شغله بما يعود عليه وعلى أسرته وأمته بالنفع العميم والخير الكثير , والواجب على المسلم في دينه ترك شرائه واستماعه ورؤية ما يعرض فيه لأنه قد يكون وسيلة إلى سماع ورؤية ما يحرم سماعه ورؤيته . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه و سلم . أ هـ .

8- إستغلال التسجيلات في سماع الدروس :
لله الحمد يوجد كثير من الألبومات لفروع العلم لعلماء أفاضل ويسهل العثور على شروح لكتب مختلفة .
من أقوال العلامة بن باز رحمه الله في التسجيلات الإسلامية: - , لا شك أن الحرص على تسجيل المقالات النافعة والمواعظ والأحاديث المفيدة كل ذلك مفيد للأمة , ومن فعل ذلك لنفع الأمة فهو مأجور وعليه في ذلك الصبر والاحتساب , ولو قيل فيها فيه ما قيل تأسيا بالرسول عليه الصلاة والسلام و بالاخيار قبله , ولا حرج في بيع الأشرطة المشتملة على ذلك مع تحري الأسعار الخفيفة التي لا تثقل على الناس ليستعين بها على مهمته , وينفع الناس بعمله لما في ذلك من نشر العلم وتعميم الفائدة , وأنا أنصح باقتناء الأشرطة الطيبة وأنصح بشرائها والاستفادة منها , إذا كانت صالحة لأنه ليس كل شريط صالح وليس كل من تكلم يكون كلامه مفيدا وجديرا بأن يسجل .
فالواجب على طالب العلم أن يختار ما كان صادرا من أهل العلم المعروفين بالعلم والتحقيق ليستفيد من ذلك وأهله وإخوانه وزملاءه وعليه أن يحذر من تسجيل ما يضره ولا ينفعه . اه

9- إستغلال الجنازات في الوعظ خاصة في المقابر , و هذا المجال ولله الحمد سهل يسير فالناس مؤهلة لسماع الوعظ , بسبب هيبة الموت وكم رأينا فاسقا بسبب فقد أحد الأحباب صار ممن يرتادون المساجد , بمجرد سماع النداء , ونذكر بالموعظة عند القبر : -
عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته، ثم قال : ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ) فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وذكر تمام الحديث.

10- الدعوة في العرس ( عقد القران والزفاف) في هذه المناسبة الطيبة نجد القلوب مفتوحة لكلمات طيبة من الدعاة وينبغي على الدعاة استغلال ذلك في تعليم الناس ما يخص دينهم والرد على الشبهات المعاصرة خاصة شبهات العقيدة وذلك مع عدم الإطالة واستخدام الأسلوب المبسط لوجود كثير من العوام والأميين ويمكن كذلك توزيع مطويات أو تسجيلات أو كتيبات .
من أقوال الشيخ الجبرين ( الوعظ في الاحتفالات والمناسبات ) : , لا بأس بهذه الكلمات الوعظية والإرشادية , فلها مناسبة في هذه الاجتماعات حيث يحصل بسببها تعليم الجهال والتحذير من المخالفات والترغيب في الطاعات والحث على المسابقة إلى الخيرات , فإن هذه الاجتماعات لابد فيها من الكلام , فأما أن يكون كلاما مفيدا أو كلاما محرما كالغيبة والنميمة وإذا كان كذلك فشغل هذه الأماكن بالذكر والقرآن والعلم النافع والفوائد الدينية أولى من السكوت وحتى لا تشغل بالمحرمات .
وقد كانت مجالس النبي صلى الله عليه وسلم في كل المجتمعات معمورة بقراءة القرآن وتعليم العلم وشرح تعاليم الإسلام , وهكذا أتت مجتمعات الصحابة وسلف الأمة , يدل على ذلك كثرة ما روى عنهم في الأحكام والتفاسير والمواعظ والإرشادات , حيث يتحقق أن جميعها لم يتلقوها في خطبة جمعة أو عيد أو مدرسة خاصة , فدل ذلك على أن كل إجتماعاتهم معمورة بالدعوة إلى الله بالمواعظ والإرشادات , سواء كانوا في المساجد وفي الأسواق أو في المنازل أو الأسفا و ذلك دليل واضح على أنهم لم يشغلوا مجالسهم بالقيل والقال الذي ورد النهي عنه , ولا بالغيبة والنميمة المحرمة ولم يكونوا ليسكتون في مجتمعاتهم سكوتا كاملا إلى أن تنقضي مجالسهم , فدل ذلك على أنهم يعمرونها بالعلم النافع والعمل الصالح والله اعلم . أ هـ.

11- إنشاء جمعيات ذات صبغة قانونية , وأسهل طريقة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم , فيمكن من خلال ذلك الوعظ والدعوة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

12- إنشاء حضانات للأطفال , والإشراف على تعليمهم الإسلام وتحفيظهم القرآن الكريم , وتعليمهم العلوم الدنيوية التي تخدم الدين ومنها القراءة والكتابة .

13- إنشاء دور رعاية الأيتام وكفالة اليتيم , ولو بالتعاون على كفالة يتيم واحد .
وهذا باب واسع جدا , فما أكثر الأيتام , وما أجمل القبول للداعية الذي يحسن لليتيم , فالعلاقة بين الداعية واليتيم , والداعية وأهل اليتيم تتسم حتما بالمحبة الخالصة، ونذكر بثواب كفالة اليتيم :-
أ– قال الله تعالى : ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾
ب– قال الله تعالى : ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾
ج - عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
و ( كافل اليتيم ) : القائم بأموره.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ( اليتيم له أو لغيره ) معناه: قريبه أو الأجنبي منه. فالقريب مثل أن تكفله أمه أو جده أو أخوه أو غيرهم من قرابته، والله أعلم.

14- تعمير المساجد التي لا يوجد بها أئمة , أو يوجد أئمة قليلى الحضور , فيسهل التعاون معهم بما ييسر أمر الدعوة بإذن الله تعالى .

15- تصوير الفتاوى الهامة وتعليقها مثل :
فتوى حكم الحجاب الشرعي وحكم حلق اللحية لدار الإفتاء المصرية
ونذكر كلمة طيبة للشيخ ابن باز / في الاحتياط من الفتوى فلا تؤخذ إلا من أهل العلم .
- يجب على المسلم أن يحتاط لدينه, وألا يأخذ الفتوى ممن هب ودب , لا مكتوبة ولا مباعة , ولا من أي طريق لا يثبت منه , سواء كان القائل علمانيا أو غير علماني , لابد من التثبت في الفتوى لأنه ليس كل من أفتى يكون أهلا للفتوى , فلابد من التثبت و المقصود أن المؤمن يحتاط لدينه فلا يعجل في الأمو , ولا يأخذ الفتوى من غير أهلها , بل يتثبت حتى يقف على الصواب ويسأل أهل العلم المعروفين بالاستقامة و العلم , حتى يحتاط لدينه قال تعالى : ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ ، وأهل الذكر هم أهل العلم بالكتاب والسنة, فلا يسأل من يتهم في دينه أو لا يعرف علمه أو يعرف بأنه منحرف عن السنة .
20- إلقاء كلمات طيبة والردود على الشبهات في مجالس الطرقات ، وهي مجالس معتادة في البلاد الزراعية و الصحراوية ونذكر بالحديث التي :
وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا: يا رَسُول اللَّهِ ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها ، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حق الطريق يا
رَسُول اللَّهِ؟ قال: ( غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )

21- الإهتمام بدعوة الأهل و الأقارب , وهو سهل ميسر , لكن ننصح بعدم الاختلاط بين الرجال والنساء , وقصر مدة الزيارة قدر الإمكان لألا يتضرر أحد ونذكر بالأتي :
أ– من بر الوالدين تعليمهما الإسلام قال الله تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾
عن أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أي العمل أحب إلى اللَّه؟ قال: ( الصلاة على وقتها ) قلت: ثم أي؟ قال: ( بر الوالدين ) قلت: ثم أي؟ قال: ( الجهاد في سبيل اللَّه )
ب– صل الرحم .
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم قال: ( الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله اللَّه،
ومن قطعني قطعه اللَّه )
ج – الأمر بغض البصر .
قال الله تعالى : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه )

22- كلمات ومواعظ قصيرة جدا عقب الصلاة في أماكن العمل ويراعى أن وقت العمل لا يحتمل الإطالة غالبا كما يمكن إلغاء الكلمة أو الموعظة إن تتطلب العمل ذلك .
ويمكن الدعوة في أماكن العمل إن أتيحت الفرصة ووجد وقت .
ونذكر الفتوى الآتية للشيخ العثيمين :
س : إذا قام الموظف بأداء عمله المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن أو قراءة شيء مفيد أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا ، فهل عليه شيء من ذلك ؟
الجواب : ليس عليه شيء ما دام قائما بالعمل الذي وكل إليه ، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله فأن ذلك حرام عليه ولا يجوز وأما النعاس فلا رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر .

23- الذهاب إلى مساجد يوجد بها دروس لدعاة صالحين مهما بعدت المسافة فهو في سبيل الله .
من ثواب السعي للمساجد : -
ا - عن أبي هريرة ت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح )
ب – عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم , و الذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الأمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام )

24- إلقاء كلمات ومواعظ قصيرة في وسائل المواصلات الخاصة والعامة _ إن أمكن _ ويراعى قصرها لأن الإطالة مملة للعام , وكثير الكلام ينسى بعضه بعضا , ويراعى البساطة في اللغة , وتجنب الخلافات والحشو الزائد و الغموض , ويفضل الأسلوب القصصي الشيق .

25- تكثيف الدعوة الفردية ويراعى فيها :-
أ– تكوين صداقات وعلاقات طيبة .
ب- إهداء كتب , مطويات ، كتيبات ، تسجيلات , وكل ذلك حسب المستوى .
ج– الرد على الشبهات المثارة .
د- الصبر والرفق وعدم التعجل .
هـ- عدم كشف العيوب على الملأ .
و– إستخدام القدوة .
ل– لا تهمل أحدا لفقره أو مرضه أو غير ذلك .
ع – التدرج في التغيير وأهم شيء العقيدة والصلاة والزكاة , و الحجاب بالنسبة للمرأة .
ظ– لا تكلم أحد فوق مستواه .
ر– لا تكثر المزاح بل عليك بالإبتسامة المشرقة .
ن– راعي ميوله وإهتماماته وما يحب وما يكرهه .
ي– تقرب لقلبه وعليك بالإخلاص والدعاء له

تم بحمد الله
كتبه
إبراهيم فوزى
راجعه
ياسر برهامي

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك