لاهوت التّخلف: اللاّهوت الأشعري أنموذجاً

محمد رحمون

 

من الفرق الأولى الّتي ظهرت على مسرح الجدل الكلامي فرقة الجبريّة القائلة إنّ السّلطة الإلهيّة المطلقة تتطلّب التّحديد المطلق لأفعال الإنسان من قبل الله، فالله وحده من يملي كلّ حركة يقوم بها الإنسان، وكلّ قول غير هذا يحد من حريّة الله وسلطته المطلقة. ثمّ ظهرت فرقة القدريّة الّتي أيد زعماؤها حريّة الإنسان، وقالوا إنّ إرادته حرّة وأنّه مسؤول عن أفعاله، إذ دون هذه الفكرة سيبدو الحساب الأخروي بلا معنى. وقد دفع القدريون الثّمن غاليا، لأنّ موقفهم كان يهدد السّلطة الأمويّة ويهدم أساسها العقدي التّبريري القائم على أنّ الله قدر منذ الأزل حكم الأمويين للمسلمين، فقتل معبد الجُهني(ت80هـ) وغيلان الدّمشقي(ت99هـ) والجعد بن درهم(ت120هـ)(1).

ثمّ ظهر المعتزلة الّذين قالوا برأي القدريّة في حريّة الإرادة الإنسانيّة، وقالوا بخلق القرآن. والمعتزلة هم رجال دين عقلانيون، دافعوا عن عقائد الإسلام بما أتيح لهم من مفاهيم المنطق والفلسفة اليونانيين، وقالوا بمركزيّة العقل وأوّليته على الوحي(النّقل)، لأنّ العقل يحتاج إلى إثبات وجود الله قبل أي شيء آخر متعلّق بكلّام الله مع الإنسان، أي وجوب إثبات وجود الله أولا حتّى تصبح عبادته وفعل ما يرضيه وتجنب ما يغضبه قضيّة مستساغة عقليا. كما أنّ تأويليتهم للقرآن تقوم على آليّة المجاز لتجنب أي تعارض بينه وبين العقل. هكذا يقوم إيمان المعتزلة بعقلانيّة وإمكانيّة معرفة الوجود المادي، لأنّ الله لا يخدع مخلوقاته عبر خلق عالم غير عقلاني.

والمعتزلة هم المؤسّسون الفعليون لعلم الكلّام، وكانوا بارعين في فنون الجدل وطرق النّظر والاستدلال، وتناولوا قضايا عقديّة متعدّدة توزّعت إلى قسمين:

ـ دقيق الكلام: الجسم، الجوهر الفرد، السّكون والحركة، الحواس، الأعراض، الخلق والبقاء والفناء، التّولد، الرّوح، الجزء الّذي لا يتجزأ …إلخ

ـ جليل الكلام: الله وصفاته، طبيعة القرآن، اللّطف الإلهي، البلوغ والتّكليف، الإيمان، الخلق، الأحوال، العقاب…إلخ

وقد فرض الاعتزال ثلاثة من خلفاء بني العبّاس على مدى سنوات طويلة، فصار لهم دولة ورجال. وعندما تولى جعفر المتوكلّ (847م ــ 861م) الخلافة أطيح بالمعتزلة وانتهت المحنة (محنة أحمد بن حنبل وشيعته)، ولعن الفقهاء المعتزلة بأسمائهم، وأصبحت العقيدة الاعتزاليّة كفرا وجريمة، وأغلق بيت الحكمة الّذي أنشأه المأمون، واضطهد الكندي وطرد من بغداد، وجلد في عمر السّتين ستين جلدة أمام حشد من النّاس. ويحكي الطبري(838م ـ 923م) عن منع الوراقين والنسّاخ كتب الكلام والجدل والفلسفة.

أمّا الفرقة الّتي نركز نظرنا عليها في هذه المقالة فهي فرقة الأشاعرة، الّتي أسّسها أبو الحسن الأشعري(260هـ ــ 324هـ/874م ــ 936م)، وهو عربي من البصرة، كان تلميذا لأبي علي الجبائي المعتزلي، ثمّ تحوّل إلى موقف “أهل السّنة والجماعة” مدعما إيّاه بمناهج الكلام الّتي تعلّمها من المعتزلة. وحاول شرعنة الاشتغال بعلم الكلام من القرآن والسّنة، وقد جادل في الموضوعات المعروفة في علم الكلّام (برهان وجود الخالق، صفات الله وأفعاله، إمكانيّة النبوّة، استحالة كذب الله، الإرادة الإلهيّة، طبيعة كلّام الله…إلخ). ومن أهمّ مصنّفاته المحقّقة والمتداولة اليوم: “اللّمع في الرّد على أهل الزيغ والبدع”و”مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين” و”الإبانة عن أصول الديانة” و”رسالة استحسان الخوض في علم الكلام”. ولقب بألقاب عديدة منها: شيخ السّنة، رئيس الجماعة، إمام المتكلّمين، ناصر السّنة، إمام أهل السّنة والجماعة، قامع الملحدين والمبتدعين.. وانتسب إلى مذهب أحمد بن حنبل، وقال في هذا: “فإن قال قائل: فعرفونا قولكم الّذي به تقولون، وديانتكم الّتي بها تدينون، قيل له: قولنا الّذي به نقول، وديانتنا الّتي بها ندين، التّمسك بكتاب الله وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم ــ وما روي عن الصّحابة والتّابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل ــ نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته ــ قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنّه الإمام الفاضل، والرّئيس الكامل، الّذي أبان الله به الحق عند ظهور الضّلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشكّ الشّاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين”(2).

وعندما وصل أربعين عاما أعلن خروجه من الاعتزال قائلا: ” من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو الحسن الأشعري، كنت أقول بخلق القرآن، وإن الله لا يرى بالدّار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم، وها أنا تائب من الاعتزال معتقدا الرّد على المعتزلة، مخرج لفضائحهم ومعايبهم”(3). وخروجه هذا له قصتان:

ــ القصّة الأولى: جاءه الرّسول في المنام ثلاث مرّات يقول له أن ينصر الحديث. فهجر علم الكلام ونصر الحديث. وفي الحلم الثّاني جاءه النّبي مرّة أخرى وأمره بنصرة الحديث ولكنّه لامه على ترك الكلام. وهكذا عاد الأشعري إلى علم الكلام كمناهض للاعتزال ومدافع عن تعاليم أحمد بن حنبل. إلاّ أنّ هذه القصّة لا تحظى بقبولنا، إذ كيف يبني الإنسان المنشغل بعلم الكلام مواقفه على أحلام من هذا القبيل، خاصّة وأنّ الأشعري كان متمكنا من طرق الاستدلال كما تعلمها عند المعتزلة.

ــ القصّة الثّانية: أنّه ناظر أستاذه الجبائي وفشل هذا الأخير في إقناعه بخصوص العناية والعدالة الإلهيّة. وهي القصّة الّتي تعكس تطورا فكريا عند الأشعري، ورغبة في معرفة مسائل لاهوتيّة لم يجد لها جوابا شافيا عند أستاذه.

ويمكننا اختصار مبادئ اللاّهوت الأشعري ومقولاته في النّقاط الآتيّة(4):

ــ إمكانيّة رؤيّة الله لأنّ النّبي محمد قد رآه وسيراه المؤمنون في الحياة الأخرى، ولئن لم يكن أحد قد رآه في الحياة الدنيا فلأنّه لا يخلق فينا هذه الرؤيّة.

ــ الإرادة والعلم أزليان وفريدان، ويستطيع الله أن يأمر بما يريد ألا يكون(تضحيّة إبراهيم مثالا)، كما يستطيع ألا يريد من البشر جميعا الأفعال الحسنة، وهو ما تدلل عليه الآيات القرآنيّة الّتي تتحدّث عن إرادة كان بوسع الله امتلاكها وتفعيلها لكنّه لم يفعل. كما أنّه يريد الأفعال السّيئة بوصفها كذلك. وإذا كان الله يخلق كلّ شيء بما في ذلك الأفعال السّيئة فمن المشروع القول إن الشّر يأتي منه.

ــ أوجد الأشعري تخريجا تلفيقيا بين الاعتزال وأهل السّنة لقضيّة حريّة الإنسان، إذ يرى أنّ الله هو خالق كلّ شيء، وتوجد أفعال “جبريّة” من جانب، وأفعال تفترض فينا قوّة موافِقة من جانب آخر سماها “كسبا”. لكنّه يرفض القول بأنّ الفعل مشترك بين الإثنين، لأنّ الله وحده يمكن أن يوصف بالفاعل، ويمنح الفعل الوجود والجوهر في الآن معا. هكذا يكون الفعل الإرادي في الوقت نفسه مخلوقا من الله ومنسوبا إلى الإنسان الّذي حققه بفعل قوّة عارِضة، ويتحمّل بالتّالي مسؤوليته وسوف يحاسب عليه يوم القيامة.

ــ الله حرّ في اختياراته وقد يستطيع الإرغام على إتيان المستحيل، فكلّ ما يصدر عنه ويأتي منه عادل وحكيم لمجرّد أنّه يأتي منه، والوحي هو المحدد لقيمة الأفعال، وليس للعقل أي علاقة بها.

ــ الفعل لا يكون حسنا أو قبيحا بذاته، بل وفق الأمر به أو النّهي عنه فقط.

ــ يبقى المؤمن مؤمنا حتّى وإن ارتكب كبيرة، لأنّ الإيمان تصديق بالجَنان ولا تفسده الأعمال(موقف المرجئة)، ولا وجود لمنزلة بين المنزلتين كما قال المعتزلة.

ــ يتسم الله بصفتين: القدرة والإرادة (ويفعل الله ما يشاء ـ إبراهيم: 27) (فعال لما يريد ـ البروج: 16). وإذا كانت كلّ الأديان التّوحيديّة تؤمن بأنّ الله يجب أن يكون كلّي القدرة ليكون واحدا، فإنّ حجة الأشاعرة تختزله في قدرته الكلّيّة بالتّركيز حصرا على قدرته اللاّمحدودة مقابل سببه. فالإنسان لا يعرف أسباب الله، والله يقدر كيف يشاء، ويقول الله “كن” فيكون العالم، ويمكنه أن يقول “لا تكن” لينتهي العالم، دون سبب ل “كن” أو “لا تكن”، فكلمته كافية للخلق أو للعدم. رغم أنّ كلمته هي إرادته أكثر من كونها تعبيرا عن سببه. لذلك فالخلق ليس موسوما بالسّبب ولا يمكنه أن يعكس ما ليس موجودا. ونتيجة لذلك ليس من ترتيب عقلاني في الكون يعول عليه، بل هناك فقط تجليات لإرادة الله وهي تجليات خاضعة لإرادته وقتما شاء وبالكيفيّة الّتي يشاء.

وكتب الغزالي (1058م ـ 1111م) في كتابه المنقذ من الضّلال: ” إنّ الطبيعة مسخرة لله تعالى، لا تعمل بنفسها، بل هي مستعملة من جهة فاطرها. والشّمس والقمر والنّجوم والطّبائع مسخرات بأمره لا فعل لشيء منها بذاته عن ذاته”(5). وهكذا فاعتقاد الأشاعرة بأنّ الله حرّ حريّة مطلقة في أفعاله، معناه أنّه ليس ملزما بالتّصرف لغايّة عقلانيّة أو غائيّة معينة، لأنّ الغاية الخارجيّة تقيد حرّيته المطلقة، فهو غير ملزم بفعل ما في صالح مخلوقاته لأنّه يفعل ما يريد.

لقد كانت النّتيجة المأساويّة لهذه الأفكار (العقيدة) إنكار العلاقة بين السّبب والنّتيجة في النّظام الطبيعي، وهذا ما أكّده الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة عندما قال بأنّ الله غير ملزم بأي نظام، وأنّه لهذا السّبب ليس هناك تسلسل طبيعي للسّبب والنّتيجة، بل هناك، فقط، تجاورات لحوادث غير متّصلة، تجعل النّار تظهر كأنّها تحرق القطن، لكنّ الله بمقدوره أن يفعل شيئا آخر. محاولا بذلك تفنيذ فكر الطبائعيين الماديين القائل بأنّ للأشياء في ذاتها أو بطبيعتها أثر سببي مستقل عن إرادة الله.

إنّ إلغاء السّببيّة يجعل التّنبؤ مستحيلا معرفيا، ومرفوضا لاهوتيا(6). ولهذا قال ابن رشد في ردّه على الغزالي: ” والعقل ليس هو أكثر من إدراكه الموجودات بأسبابها وبه يفترق من سائر القوى المدركة فمن رفع الأسباب فقد رفع العقل. وصناعة المنطق تضع وضعا أن ههنا أسبابا ومسببات وأنّ المعرفة بتلك المسبّبات لا تكون على التّمام إلّا بمعرفة أسبابها، فرفع هذه الأشياء هو مبطل للعلم ورفع له فإنّه يلزم ألاّ يكون ههنا شيء معلوم أصلا علما حقيقيا”(7). فإنكار السّبب يعني إنكار المعرفة، وإنكار المعرفة يعني أن لا شيء في العالم يمكن معرفته. وهكذا جعل اللاّهوت الأشعري نظريّة المعرفة أمرا مستحيلا، وهو إلغاءٌ للعقل وقتل لقدراته على البحث المعرفي الّذي كان سببا مباشرا في صناعة العالم الحديث.

لقد شكلّ انتصار عقيدة الأشعري انتصارا لمنظومة لاهوتيّة تتميز بإنكار قدرة العقل على معرفة أي شيء، وإنكار قانون السّببيّة، ورفض الواقع بوصفه غير قابل للإدراك، والقول بأنّ العقل لا يعرف، أو ليس هناك ما يُعرف. وهذه الأرثوذكسيّة الدينيّة الّتي مكنت لها السّلطة السّياسيّة ساهمت في إغلاق العقل الإسلامي، وليس الفكر الخرافي السّائد إلّا تجل من تجلياتها.

في أواخر القرن الثّامن الميلادي وأوائل القرن التّاسع بدأ خطاب فكري جديد يتشكلّ داخل المجال التّداولي الإسلامي، ونقصد به الفكر المؤسّس على المقولات الفلسفيّة والمنطقيّة اليونانيّة، والّذي فتح عقل المسلم على روح البحث الحرّ والتّساؤل. وفي هذه اللّحظة انطلقت مغامرة العقل الإسلامي الأكثر إبداعيّة في تاريخه. وبعد هذا الاحتكاك واجه الفكر الإسلامي إشكالات متعدّدة: مكانة العقل ــ قدرة العقل على إدراك الواقع ــ معرفة الله عقليا ـ العلاقة بين العقل الوحي وأيّهما أسبق ــ العقل والأخلاق خارج الوحي ــ علاقة الشّريعة بالفلسفة. ودارت مناقشات حادة حول هذه القضايا في العهد العباسي، وفي نهايّة المعركة انهزمت الفلسفة والفكر العقلاني وانتصرت الأرثوذكسيّة والدّوغمائيّة.

لقد انتعش علم الكلام وتنوّعت مدارسه، وازدهرت الفلسفة والعلم، وأسّس الفقهاء المذاهب الفقهيّة الأساسيّة، وبحلول القرن الثّاني عشر أغلق باب الاجتهاد ودخل المسلمون في دائرة الاجترار والتّقليد، وعندما دعا محمد علي السّنوسي(1787 ـ 1859) بدايات القرن التّاسع عشر إلى فتح باب الاجتهاد، رُفضت دعوته بفتوى صدرت عن مفتي القاهرة قال فيها: ” لا يُنكر أحد أن فضل الاجتهاد قد اختفى منذ أمد طويل، وليس في زماننا الحاضر أي رجل وصل في العلم إلى درجة فتح باب الاجتهاد. ومن يظنّ نفسه مجتهدا لا بدّ أن يكون واقعا تحت تأثير هلوساته والشّيطان“.

*******

المراجع و الإحالات:

1 ــ للتّعرف على السّياق السّياسي الّذي ظهرت في خضمه التيّارات الكلّاميّة الأساسيّة ينظر نصر حامد أبو زيد، الاتّجاه العقلي في التّفسير، المركز الثّقافي العربي، الطبعة السّابعة 2011، ص 11 وما بعدها.

2 ــ أبو الحسن الأشعري، الإبانة عن أصول الدّيانة، حقّقه صالح بن مقبل بن عبد الله العصيمي التّميمي، مدار المسلم للنشر، السّعوديّة، الطبعة الأولى 2011، ص200 ــ 201.

3 ــ مرتضى الحنفي (ت1145) إتحاف السّادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدّين، الجزء الثّاني، ص3. نقلا عن مقالة لحماد الأنصاري، مجلّة الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة، العدد 23.

4 ــ ينظر عبد الرحمن بدوي، مذاهب الإسلاميين، الجزء الأول: المعتزلة والأشاعرة، دار العلم للملايين، بيروت 1970.

5 ــ أبو حامد الغزالي، المنقذ من الضّلال، تعليق محمد محمد جابر، مكتبة الجندي، مصر، (د ـ ت) ص50.

6 ــ هذا ما دفع وسائل الإعلام الباكستانيّة بين عامي 1983 و 1984 إلى إيقاف التّنبؤات بالأحوال الجويّة، لأنّ التّنبؤ بالأمطار يقع خارج ما يمكن للإنسان أن يدركه من الناحيّة الشرعيّة.

7 ــ ابن رشد، تهافت التّهافت، تقديم وضبط وتعليق محمد العربي، دار الفكر اللبناني، الطبعة الأولى 1993. المسألة الأولى من العلم الطبيعي (المسألة السّابعة عشر) (السّببيّة)، ص 291 ـ 292.

المصدر: https://www.alawan.org/2019/10/14/%d9%84%d8%a7%d9%87%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%91%d8%ae%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d9%91%d9%87%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%b9%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d9%86%d9%85%d9%88%d8%b0/

الأكثر مشاركة في الفيس بوك