الأندلس العربية: إسلام الحضارة وثقافة التسامح، كتاب روزا مينوكال

الأندلس العربية: إسلام الحضارة وثقافة التسامح، كتاب روزا مينوكال

مارية روزا مينُوكال* / الدكتورة سلوى الزاهري**

ظهرت الطبعة الإنجليزية لكتاب ماريا روزا مينوكال أول مرة بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2002م تحت عنوان: (توشيح العالم: كيف أنشأ المسلمون واليهود والنصارى ثقافة التسامح في إسبانيا الوسيطة).

وتُرجم إلى اللغة الفرنسية في السنة الموالية (2003م) وصدر بباريس تحت عنوان (الأندلس العربية: ثقافة التسامح (القرن الثامن – القرن الخامس عشر)(1).

أما ترجمته العربية فقد صدرت بالمغرب سنة (2006م) عن دار توبقال للنشر تحت عنوان: (الأندلس العربية: إسلام الحضارة وثقافة التسامح). في حلة أنيقة، يزيدها جمالا صورة لرواق من قصر الحمراء بغرناطة الذي يجسد أحد أبرز المعالم الحضارية التي تشهد على روعة الفن المعماري الإسلامي بالأندلس.

ولا يتعلق الأمر بكتاب خاص بالأندلس فقط كما يعلن عن ذلك عنوانه، وإنما هي محاولة تفسير لتاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية برمته خلال العصور الوسطى.

هل انبثقت إسبانيا من الصراع المسيحي الإسلامي؟ أم من تمازج مختلف التقاليد التي تعايشت على أرضها؟ حول هذه الأسئلة تنازع أطروحتان لا تخلوان من خلفيات سياسية سادت خلال الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم (نظرية أمريكو كاسترو، ونظرية سانشيز ألبورنث)(2) ولكنهما تتفقان على إيلاء أهمية خاصة لحضور الإسلام بشبه الجزيرة الإيبيرية. تعود ماريا مينوكال بدورها إلى النظريات التي صاغها أمريكو كاسترو سنة 1948م (خاصة في كتابه إسبانيا في التاريخ: المسيحيون، والمسلون واليهود), ولكنها ترصد تاريخ الأندلس العربية من منظور يغاير ما دأبت عليه خطاباتنا التاريخية عن الأندلس وعن إسلامها وعروبتها وثقافاتها ولغاتها. بالنسبة للمؤلفة- وهي أمريكية من أصل كوبي، متخصصة في اللسانيات، وأستاذة بجامعة يال, وتشرف على مركز ويتني للدراسات الإنسانية- فإن ما يعتبره الباحثون أسطورة قديمة- أي التعايش السلمي بين الديانات الثلاث في شبه الجزيرة الإيبيرية- هو حقيقة أكيدة. فقد تكونت بالأندلس ثقافة تسامح، ومنها انتقلت إلى إسبانيا المسيحية وإلى باقي الغرب المسيحي. على أن عوامل خارجية متطرفة خنقتها تدريجيا خلال القرون المتأخر من العصر الوسيط. ولعل قيمة الكتاب هذا, تكمن في محاولة تقديم نماذج من الحوار والتسامح بين الأديان الثلاثة التي تعايشت في الأندلس، وفي التساكن الذي غلب على تجاوز القيم الثقافية المتنافرة والمنتفية لشعوب وجماعات إثنية متباينة.

تحدد مينوكال منذ مقدمة كتابها أنها تتعامل مع التسامح باعتباره مفهوما نسبيا, ومصطلحا إجرائيا للتغلب على النظرة السائدة التي تكونت لدينا عن (العصور الوسطى المظلمة). إنها تطمح – وهي تتوجه بكتابها هذا إلى الجمهور الواسع- إلى التذكير بأهمية الأندلس في تاريخ العالم الإسلامي ومدى تأثيرها وإشعاعها على أوروبا اللاتينية. كيف لا وقد انجذبت مؤلفته بقوة وحماس إلى التجربة العربية الإسلامية بالأندلس مصرة على تقديمها لأوسع شريحة من الجمهور غير الأكاديمي. والجدير بالذكر أن المؤلفة سبق لها أن نشرت العديد من الكتب في مجالات الأدب والثقافة الوسيطين(3). وتبين إسهامها في كتاب (أدب الأندلس) الذي نشر في سلسلة كمبريدج للأدب العربي ما توليه من أهمية خاصة لدينامية الاختلاطات الثقافية التي عرفتها الأندلس العربية.

وتصر المؤلفة في هذا الكتاب –وفي درسها ومحاضراتها- على أن الحداثة الأوروبية تعود في كثير من مظاهرها وأفكارها إلى ما قدمته الأندلس من نموذج حضاري وإنساني، وأن تعايش الديانات السماوية الثلاث في ظل الإسلام بالأندلس العربية يظل حلما إنسانيا مفتوحا على المستقبل(4).

(إذا كان المسلمون قد ودعوا منابر الحكم بالأندلس وتراجعوا القهقرى نتيجة ظروف ذاتية وموضوعية كثيرة، فإن الحضارة الإسلامية لم تغرب أبداً شمسها ولم يخْبُ لها شعاع، بل على العكس من ذلك ازداد نورها توهجا واقتحمت، بفعل ما أرساه علماء الأندلس الإسلامية وأعلامها من ثقافة وفن وفكر وتاريخ وبصمات لا يمحوها السهو، دول الشمال الأوروبي وانتقلت فيما بعد إلى أمريكا والغرب، وظلت كذلك دون أن يأفل لها نجم، وقد كان للعمل الذي قام به الفونسو العاشر، الذي أسس مدرسة طليطلة للترجمة, دوراً فعالاً في نقل معالم الحضارة الإسلامية الأندلسية إلى ما دونها من دول الغرب، إذ أصبحت هذه البؤرة الثقافية منبعا للاغتراف من بحر العلوم الإسلامية والآداب والفكر والفن الأندلسيين، وكان لهذه المعلمة الفضل الأجل في مد باقي أوروبا والعالم بإشعاع الحضارة الأندلسيين التي لن تموت، ومنها انشق ضوء السراج الإسلامي الوهاج إلى كل بقاع المعمورة شمالا وغربا)(5).

في القسم الأول من الكتاب (ص21-45) تقترح المؤلفة إعادة قراءة تاريخ الأندلس. فمع قيام الإمارة الأموية بالأندلس على يد عبد الرحمن الداخل، الهارب من المشرق بعد سقوط الخلافة الأموية هناك (132هـ)، يبدأ تاريخ الأمويين بالأندلس، ومعهم بداية بناء هوية خاصة بالإمارة الجديدة. وتوضح الباحثة السياق التاريخي والسياسي الذي هيأ لعبد الرحمن الظروف لتشكيل إمارته التي ستكون نموذجا لا مثيل له، إذ إضافة إلى كونه يشكل رمزا للخلافة الأموية المطاح بها، فهو أيضا إنجازٌ للبربر الذين يهزهم الحماس لمعانقة مجد الخلافة بالأندلس، ولأن الدولة الأموية كانت قد انقرضت سياسيا في الشرق، فإنه سيكتب لها ميلاد جديد بالغرب في وقت كانت أوروبا تعيش فيه مرحلة ظلام دامس، ودخول عبد الرحمن إلى الأندلس كان حدثا حاسما لأنه سيضع أسس أوروبا على مستوى تدعيم التعايش بين المتناقضات, والحرص على نشر الحوار والسلام والتسامح بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، وبالتالي زرع ثقافة الحريات الدينية أو حرية المعتقد.

غير أن هذا النموذج الاستثنائي من التعايش بين الديانات الثلاث في الأندلس، ومن التساكن الذي غلب على تجاور القيم الثقافية المتنافرة والمنتمية لشعوب وجماعات إثنية متباينة، والإقبال على الثقافة واللغة العربيتين من قبل الجماعات غير العربية، سوف يتوارى وستكبح جماحه مع تصاعد التشدد الديني وظهور الطاعون الأسود، وظهور مفهوم النقاء العرقي أو الصفاء الثقافي الذي سيطبع الفترة ما بعد الوسيطة.

لقد تميزت الأندلس منذ الفتح العربي الإسلامي لها سنة 711م باستقلاليتها داخل المجال الإسلامي (وهي الاستقلالية التي توَّجها إعلان عبد الرحمن الثالث نفسه خليفةً سنة 939م)، وبإشعاعها الثقافي الذي وصل حتى داخل العالم اللاتيني. كانت الأندلس آنذاك متألقةًً بأكملها. وألقها الفكري, الذي لا يمكن فصله عن رفاهيتها المادية، هو الذي جعل منها في نهاية المطاف (جوهرة العالم الساطعة)(6)، وسراج أوروبا الذي ينثر عليها أشعة الثقافة السامية. ولقد تأثرت مسيرة الأندلس بتوافد عناصر البربر (المغاربة) عليها نهاية القرن العاشر الميلادي، وهم الذين لم يسهموا –حسب المؤلفة- في ذلك الإشعاع، بل إنهم قاموا بالدور الأول في الحرب الأهلية التي اندلعت في بداية القرن الخامس الهجري/الحادي عشر. وبعد إلغاء الخلافة سنة (1031م)، استمرت الهوية الأندلسية قائمة في ممالك الطوائف، وانتشرت في الأصقاع المسيحية بفضل ازدهار المبادلات. ولقد أدت حروب الاسترداد التي اندلعت عقب الاستيلاء على طليطلة سنة (478هـ/1085م) إلى جواز القوات البربرية (المغربية) إلى الأندلس ممثلة في المرابطين، ثم في الموحدين بعد سنة (1147م). ونتج عن ذلك التدفق البربري تعرض الثقافة الأندلسية للضعف، وانقطع إسهام اليهود والمسلمين في الثقافة الأوربية. ولقد سمح التوسع المسيحي عقب حروب الاسترداد بأن يتأثر الغازي المسيحي بحضارة الأندلسي المنهزم، لكن هذه الحضارة انطفأت مع سقوط غرناطة سنة (1492م).

إن كتاب (الأندلس العربية) ليس كتاب تاريخ بالمعني المعروف، بل هو رسم للمسارات الثقافية للأندلس منذ أن صارت عربية، عبر تصوير شخصيات هامة مؤثرة أسست لثقافة الحوار والتسامح وبناء المعنى الاجتماعي للثقافة والإنسان، وأيضا عبر وصف وتتبع لبعض المآثر العمرانية الجميلة. وتعترف المؤلفة بأنها لا تسعى إلى (إعادة بناء تاريخ العصر الوسيط، أو تاريخ إسبانيا الوسيطية)، وإنما اختارت أن ترسم (من بداية الكتاب إلى آخره، سلسلة من الصور الشخصية المنمنمة في إطار امتداد شاسع من الأزمنة والأمكنة، من وجهة نظر ثقافة أكثر منها سياسية)(7).

ذلك ما تفصله المؤلفة في القسم الثاني الذي يشكل عصب كتاب (الأندلس العربية) (ص 47-204)، وينقسم إلى ست عشرة دراسة تدور حول (زخارف بارزة)، أو وجوه معروفة من: شعراء تروبادور، فلاسفة، مثقفين، رجال علم أو سياسة، قصور، مكتبات, حدائق أو جنات كما كانت تسمى, مساجد وكنائس...إلخ، إنها (قصور [جمع قصْر] الذكري) التي تبسط المؤلفة فيها في ترتيب كرونولوجي، النظريات التي طرحتها سابقا. إن مقاربتها مقاربة ثقافة، والأمثلة التي تسوقها مستمدة من اللغة، ومن الأدب أو من الفن.

فالمسجد الجامع بقرطبة الذي شيد في نهاية القرن الثامن ومطلع القرن التاسع الميلادي، يعكس تركز سلطة جديدة، وتشكل هوية ثقافية. وفي منتصف القرن التاسع، أبانت قضية شهداء قرطبة الأزمنة التي تسببت فيها عملية تعريب المسيحيين واعتناقهم للإسلام. قرن بعد ذلك، سيجسد اليهودي حسداي بن شبروط، كاتب عبد الرحمن الثالث، اندماج الطائفة اليهودية بالأندلس، ويقيم الدليل على إشعاع الخلافة الأموية بالأندلس. وكان قد أرسله سفيرا إلى الإمبراطور البيزنطي. في نفس الوقت، يمثل بناء قصر الزهراء –الذي دمره البربر المغاربة خلال فتنة 1009م – بيانا سياسيا وفي نفس الوقت إنجازا ثقافيا أندلسيا خالصا. وظلت أندلس الطوائف في القرن الحادي عشر أرضا ثقافية خصبة : فقد استطاع صامويل ابن النغريلة الوزير اليهودي في البلاط الغرناطي- لأول مرة أن ينظم الشعر باللغة العبرية. وكتاب (طوق الحمامة) لابن حزم يبين كيف أن شعر الحب (الغزل) قد بلغ أوجه آنذاك. أما النرمانديون الذين استولوا على بربشتر سنة (1064م) أخذوا معهم مغنيات الأعيان العرب، فقد نقلوا هذه الحساسية الشعرية إلى العالم اللاتيني.

ولقد أسفرت حرب الاسترداد عن أشكال من المثاقفة. وتقدم طليطلة التي أضحت خلال القرن الثاني عشر (عاصمة للترجمة وجالبة للتنافس الفكري والثقافي، وخاصة وفي مجال العلوم والفلسفة)(8) نموذجا حيا عنها، بمآثرها ذات العمران المستعرب (ومن بينها كنيسة القديس رومان) وبمدرسة ترجمتها. ولقد أصبحت المدينة طيلة القرن الثالث عشر المركز العلمي الأول في الغرب. ولقد استعمل الإمبراطور فريدريك الثاني في بلاطه – وكان مولعا بالثقافة العربية- المثقفين الذين تكونوا بمدرسة طليطلة، أمثال ميشال سكوت. وكان ينظر لسكان إسبانيا المستردة (أي الأندلس) في جميع المناطق باعتبارهم علماء: لقد درس بيير ألفونسو، اليهودي المتمسح، العربية وعلم الفلك بمدينة لندن، ونشر أنماط القصة والحكي على شاكلة ألف ليلة وليلة. في نفس الوقت، كان التقليد الثقافي الأندلسي يضمحل كما يشهد على ذلك نبذ يهودا هاليفي العنيف للشعر لصالح الدراسات الدينية، وهجرته إلى المشرق الناتجة عن أزمة الطائفة اليهودية على عهد المرابطين. إن تنقل راهب (دير كلوني)، بطرس المبجَّل، بالأندلس بهدف القيام بترجمة لاتينية للقرآن سنة (1142م)، يشكل لحظة حاسمة في نقل السجال بين العقيدة والعقل إلى العالم الغربي. إن الهجمات المتكررة ضد الرُّشدية (نسبة إلى ابن رشد) بجامعة باريس في القرن الثالث عشر تشهد على معارضة رجال الدين اللاتينيين للعقل الأندلسي.

فبعد فترة مزهرة على عهد ملك قشتالة ألفونسو العاشر (1252-1284) – وهو الذي رعى وشجع العديد من عناصر الثقافة العربية، ومن أهم الثروات الفكرية التي استفاد منها العرب اللاتيني)(9) اصطدمت الثقافة الأندلسية في إسبانيا ذاتها، بعراقل كبيرة: في بداية القرن الرابع عشر هاجم (موسي دي ليون) النزعة العقلية ذات النفحة العربية التي كان قد دافع عنها ابن ميمون، الفيلسوف اليهودي الكبير في القرن الثاني عشر، وأراد أن يعوضها بنوع من النزعة الصوفية. في القرن الرابع عشر، كانت الحياة الثقافية بمملكة غرناطة، وهي التي احتضنت الإرث الأندلسي، ما تزال بصحة جيدة. فقد تبنى ملوك قشتالة أسلوب ملوك بني نصر المجسد في قصر الحمراء، وأقاموه في قصورهم بإشبيلية. كما تبناه يهود طليطلة في بيعاتهم الجديدة. وتم تسليم غرناطة سنة (1492م) في جو يطبعه التسامح. وكان الملكان الكاثوليكيان يعتمران عمامات أندلسية، وضمنا للمسلمين الأندلسيين حرية العبادة. إن التخلي عن هذا العهد ثم طرد يهود إسبانيا في نفس السنة قد دق ناقوس النهاية للثقافة الأندلسية. ففي بداية القرن الثامن عشر، لم يشاهد منها سيرفانتس سوى بقايا طليطلة : المخطوطات العربية التي كتبها المورسكيون دُونت باللغة الألخامية (Aljamiado) (قشتالية بحروف عربية).

نخلص إلى القول أن ماريا روزا مينوكال تقدم في كتابها هذا نظرة مختلفة تماما عن تاريخ الأندلس، وهي نظرة تخلصت فيها المؤلفة من المواريث الصليبية والأيديولوجية والسياسية القديمة والحالية، كونها ليست مستشرقة أو مستعربة، بل متخصصة في الدراسات الرومانثية. وهذا الأمر من شأنه أن يجعلها أكثر موضوعة وأشد إنصافا في مناقشتها للأدب العربي الذي كتب في أوروبا خلال القرون الوسطى. فقد أنصفت الثقافة العربية الإسلامية، وأقرت بفعلها الكبير في الإشعاع الذي عرفته الحضارة الإنسانية في أوروبا والعالم بأسره متجسدة في الحكم الإسلامي بالأندلس على عهد الأمويين وما أفشاه من ثقافة الحوار والتسامح، وإن كنا نلمس نوعا من التحامل على الشمال الإفريقي الإسلامي الذي لعب دورا حاسما في إيصال الإسلام إلى الأندلس وتمديد عمر الحكم الإسلامي بها لقرون من الزمن.

كتاب (الأندلس العربية) ليس كتاب تاريخ بالمعنى التقليدي، بل هو كتاب، كما جاء في تقديمه، يحاول رسم المسارات الثقافية للأندلس منذ دخول العرب إليها، عبر تصوير شخصيات فاعلة، شخصيات أسست لثقافة الحوار والتسامح وبناء المعنى الاجتماعي للثقافة والإنسان، وعبر تتبع تاريخ بعض المآثر. ويدعو القارئ إلى قراءة مختلفة لتاريخ الأندلس العربي والنظر في تاريخ التأثيرات الثقافية الأوروبية نظرة أخرى, خاصة فيما يرتبط بالعلاقة بين الثقافة العربية والغرب, لأن الأندلس العربية ساهمت بشكل كبير في رسم صورة جديدة للعالم الغربي ووضعت أسسه الثقافية التي كانت منطلق حداثته. إنها دراسة تركز على الأسباب والطرق التي تمكننا من رؤية مركزية الأندلس في أوروبا، وتجعل القارئ ينظر إلى هذه الفترة الأندلسية بوصفها واحدة من أمجد فترات التاريخ الأسباني.

****************

*) مارية روزا مينُوكال، الأندلس العربية: إسلام الحضارة وثقافة التسامح، ترجمة: عبد الحميد جحفة ومصطفى جباري، دار تبقال للنشر، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2006م، 226ص.

**) باحثة من المغرب.

1 - Menocal, Maria Rosa, L'Andalousie Arabe. Une culture de la tolérance, VIIIe-XVIe siécle, Paris, Autrement, 2003, p. 247 p., Collection Mémoires 92.

2- يتعلق الأمر بالنقاش الذي دار بين كاسترو وسانشيس ألبورنس حول طبيعة التاريخ الأندلس وأهميته في إطار التاريخ الإسباني العام. فبينما اعتبر كاسترو التاريخ الأندلس من أهم أطوار التاريخ الإسباني، رأى سانشيس ألبورنث أن التاريخ الأندلسي شكل انكساراً في السير التاريخي الإسباني. وبينما رأى كاسترو أن مساهمة العرب والمسلمين واليهود في الأندلس كان لها تأثير هام في إغناء التاريخ الإسباني، رأى سانشيس ألبورنث أن وجود المسلمين والعرب واليهود منع المسيحيين الإسبان من الاستمرارية في تطورهم الحضاري والتاريخي كما اعتبر الثقافة الأندلسية جزءا من ثقافة أجنبية غريبة عن طبيعة الثقافة الإسبانية.

3- انظر مثلا كتابها: الدور العربي في التاريخ الأدبي للقرون الوسطى، ترجمه إلى العربية صالح بن معيض الغامدي، مطبعة النشر العلمي والمطابع، جامعة الملك سعود، 1419ه، 1999م.

4- الأندلس العربية، ص7 (من تقديم المترجمين).

5- إبراهيم الحجري, جريدة القدس العربي، 28/4/2006م.

6- الأندلس العربية، ص 34.

7- الأندلس العربية، ص 19، من تقديم المؤلفة.

8- الأندلس العربية، ص 40.

9- الأندلس العربية، ص 40.

المصدر: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=423

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك