الشيخ أبو بكر جومي وترجمة معاني القرآن للغة الهوسا

 
الشيخ أبوبكر محمود  جومي (1924 ـ 1992) هو عالم دين إسلامي وهب عمره لخدمة مسلمي غرب أفريقيا ، شغل منصب قاضي قضاة المنطقة الشمالية بنيجيريا في الفترة من سنة 1962 إلى أن ألغي المنصب سنة 1967.

ولد الشيخ أبو بكر محمود جومي عام 1341هـ في بلدة جومي بولاية سكوتو في نيجيريا (زامفرا حالياً) ، درس القرآن الكريم على يد أبيه، ثم التحق بالمدارس النظامية وتخرج من كلية الشريعة، ثم واصل تعليمه في السودان حيث حصل على دبلوم عال في اللغة العربية، وبعد عودته إلى نيجيريا أرسلته الحكومةُ الفيدرالية النيجيرية كمسؤول عن بعثة الحج إلى السعودية، ثم تدرج في المناصب حيث عين مساعدًا لرئيس القضاء الأعلى في محكمة الاستئناف الشرعية العليا، ثم أصبح رئيس القضاء في الإقليم الشمالي من البلاد، وفي عام 1396هـ عين مفتي البلاد الأكبر.

إلى جانب ذلك كان الشيخ أبو بكر المستشار والساعد الأيمن للحاج أحمدو بللو (عام 1966م) وشاركه في إنشاء (جماعة نصر الإسلام) التي قام من خلالها بجهود كبيرة في الدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات، ثم أسس بعد ذلك (جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة) حتى أصبح الشيخ أبو بكر جومي زعيم الحركة الإصلاحية المناهضة للصوفية في غرب إفريقيا في القرن العشرين، وكان -رحمه الله- عضوًا في المجلس الأعلى العالمي لشؤون المساجد، والمجمع الفقهي بمكة، ومجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، والمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في القاهرة، وهو عضو مؤسس لرابطة العالم الإسلامي بمكة، وجماعة أحمدو بللو، ومجلس كبار العلماء في نيجيريا، أما آخر منصب تولاه فهو رئاسته لمجلس مركز التعليم في بلاده.

ووصف البعض الشيخ الجومي بالترجمان الأفريقي للقرآن الكريم؛ ويقال أنه كان -بحق- الجسر الأفريقي الهوساوي إلى عالم كتاب الله العظيم؛ قال عنه الناشر في مقدمة تفسيره: ” فريد عصره الداعي إلى سبيل الرشاد، قامع البدع وكل ألوان الشرك رئيس القضاة بشمالية نيجيريا، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي” فهو صاحب الترجمة المشهورة لمعاني القرآن الكريم إلى الهوساوية، واستفاد من هذا الجهد ما يزيد عن مائة مليون شخص في معظم دول غرب أفريقيا.

ومن مؤلفاته أيضاً في الحديث: “الورد العظيم من الأحاديث والقرآن الكريم”بالعربية ، وفي الفقه: مناسك الحج والعمرة”، و في الأدب كتاب “ديوان غومي” بالعربية، و في الاقتصاد الاسلامي: “قضايا في الاقتصاد والتعامل مع البنوك الربوية ، كما عكف  على ترجمة كتب الشيخ عثمان بن فودي من العربية إلى لغة الهوسا منها كتاب “نور الألباب في مسائل التوحيد والعقيدة”، وكتاب “أصول الدين في مسائل الاعتقاد”، وكتاب “هداية الطلاب في أهم مسائل الدين”، ومن بين الرسائل الصغيرة التي ترجمها إلى الهوسا كتاب” القاديانية”.

حصل الشيخ أبو بكر جومي على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية، منها ،الدكتوراه الفخرية في كل من جامعة أحمدو بللو في زاريا بشمال نيجيريا ،وجامعة إبادن بجنوب نيجيريا . ووسام الدرجة العثمانية من رئيس وزراء شمال نيجيريا ووسام الشرف الأعلى وجائزة الدولة التقديرية من حكومة نيجيريا الفدرالية إلى جانب فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م وقد مُنِح فضيلة الشيخ أبي بَكر محمُود جُومي الجائزة؛ وذلك للجهود الكبرى التي بذلهَا في العَمل الإسلامي داخل بلاده وخَارجهَا في مجالات الدعوة والتدريس والتربيَّة والقضَاء والإفتَاء.

كان رحمه الله بحق عالمًا  عاش عمره في خدمة مسلمي غرب أفريقيا عموماً ونيجيريا على وجه الخصوص وتظل جهود العلمية ومؤلفاته في ميزان حسناته إلى يوم الدين .

المصدر: https://islamonline.net/30535

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك