(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)

شذى الطيار

 

قلت يومًا: وإلى جانب كل هؤلاء الدعاءة والشيوخ، أستمع في بعض الأحيان إلى فلانٍ وفلانٍ وفلان..

فقيل لي: «هداكِ الله كيف تفعلين؟ أما الأول فضلّيل كذّابٌ أشِر، يتحدث بكل ما خلا ما جاء به الله ورسوله، وأما الثاني، فهو مُتسلّق على الدعوة، ولا يعدو كونه أداةً في يد السلاطين، إن هم قالوا، قال بأمرهم، وإن هم صمتوا، أشاد بصمتهم ففيه الحكمة، ولئن سألتِه الحق فلن يكون سوى قولهم وإن كان فيه عظيم الفساد، وأما الثالث، فهو داعية ليس فيه من صفات الرجولة شيء، يتحدث وكأننا في عالم المثالية والأحلام، ترينه كما ترين عارض أزياء، أو كما ترين متباهيًا بعضلاته في مسابقة كمال الأجسام…»

حسنًا، لنحاول عمل تسويةٍ هنا، أو لنقل توضيحًا حول هذا الأمر وغيره..

أتمثل في حياتي مبدأً لا أحيد عنه، وهو الذي يتجلى في الآية الكريمة في سورة الزمر: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ..}

إن كل شخص في هذا العالم يؤخذ منه ويُرد، فليس الأمر اتباعًا لهم أو ما شابهه، إنما أستمع إليهم وإلى كل من هم على شاكلتهم، فآخذ ما أرى فيه نفعًا وفائدةً لي وأُعرض عما خالطه شك أو كدر. وفي كلا الحالتين هناك نفع، فإن أنا ما أخذت عنهم، تعلمت كيف أبحث عن صحيح المعلومات وكيف أتثبت مما لا يوافق المنطق والعقل والدين ولا يقارب الصواب، وهذه تحسب لي لا علي..!

لا أحبذ فكرة مجانفة كل من لا يوافق قوله ما أراه أو أؤمن به، وأحسب أن معظم من لا يرون فيهم وفي غيرهم فُرجة خيرٍ واحدة، استندوا إلى ما سمعوه من غيرهم عنهم، فبات الأمر إيمانًا في العقل الجمعي ليس إلا. ولئن سألتهم ماذا تخالفون من رأيه أو ماذا رأيتم من فعله أو سمعتم من قوله مما لا يقارب الصواب قالوا: لا شيء، إنما هذا ما سمعناه من الآخرين، وهكذا يقولون إن جاء ذكره..

لا يتحكمنّ أحد بما تتابع ومن تتابع، وبمن تحتذي وبمن ترفض، ثم إننا لذووا ألباب ونستطيع أن نميز بين الخطأ والصواب. وبإعمال عقولنا قليلًا وتمرير كل ما حولنا على (فلتر) فيها، نستطيع أن نأخذ ما صفا من كل شيءٍ في هذه الحياة ونترك ما تكدّر. لتسمح لنفسك بالتنقيب والغوص والتفكير والنقد والنقاش، كن أنت من يصنع فكرك ومعتقداتك لا غيرك..

المصدر: https://medium.com/@shatha/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84-%D9%81%D9%8A%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%87-1516322d38a6

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك