الكلامُ المستفِزُّ يؤدي إلى التطرُّف

د. خالد عايد الجنفاوي

 
 

يؤدي الكلام المُستفِزُّ،وبخاصة الذي يوجهه بعض المعتوهين إلى المتدينين والمحافظين، إلى إثارة التطرف وترسيخ المغالاة الدينية والمذهبية، وبخاصة إذا تعمد الانسان النَّقِيضُ في الفكر والسلوكيات الاستمرار في إثارة غضب شخص أو أشخاص يختارون بملئ إرادتهم الحفاظ على هويتهم الدينية أو المذهبية أو الثقافية الخاصة في عالم متغير. والأسوأ حول الكلام المُستفز يتمثل دائماً في خروجه من أفواه نفر موتورين ونرجسيين يعتقدون أنهم يمتلكون حقاً حصرياً في الصواب وفي التحضر المدني وفي النخبوية الثقافية المزيفة، وينظرون بعيون الازدراء لمن هم مختلفون عنهم. فعندما يتأبط أحد السفهاء أو أحد السفيهات استفزاز فئة معينة في المجتمع ويواصلون الاستهزاء بأطباعهم أو بثقافتهم الاجتماعية أو بممارساتهم الدينية أو المذهبية، بزعم ممارسة حرية الرأي والتعبير، فالنتيجة المتوقعة لهذا النوع من الاقوال والكلام والكتابات الاستفزازية والمثيرة للغضب هي زرع بذور الفتنة في المجتمع عن طريق التضييق على حريات الناس، وربما يؤدي هذا النوع من الجنون والهوس المرضي إلى إخراج بعض العقلاء عن أطوارهم، وربما يؤدي إلى نشر بذور التطرف والغلو، فلا يُمكن وفقاً للمنطق وما يمليه التفكير السليم، أن يقوم أحد أو بعض الحمقى في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى بعض شاشات القنوات الخاصة في استفزاز مشاعر أقلية أو أغلبية محافظة وتقليدية في عاداتها وأساليب حياتها، وربما لا يجدون أحياناً من يردعهم عن غيهم وعدائيتهم وتجنياتهم الباطلة. وفي نفس الوقت، يُلام الانسان المتدين أو المحافظ إذا أبدى أي نوع من الاعتراض على ما يتم توجيهه له من ازدراءات وإهانات مبرمجة واستفزازات مباشرة ومتواصلة ومتعمدة. وبالنسبة لي شخصياً، فلا أزال أتعجب من ذلك النفر المعقد وتافه التفكير والذين عاهدوا أنفسهم على الاستمرار في استفزاز مشاعر المتدينين والناس المحافظين، وكيف لهم لا ينتقدون سلوكيات البعد عن الدين في مجتمعاتهم المحافظة، وما ينتج عن ذلك من مظاهر تتنافى مع المنطق الاخلاقي الكوني؟ وبالطبع، من يتعمد استفزاز بعض أعضاء المجتمع بسبب اختلافهم عنه هو بشكل أو بآخر شخص أحمق ومرفوع عنه القلم وفقاً لاختياره.

المصدر: http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8F-%D8%A7...

الأكثر مشاركة في الفيس بوك