حوار مع الدكتور صالح السامرائي حول العمل الدعوي في اليابان

 

    اليابانيون أكثر الشعوب الغربية تقبلاً للدين الإسلامي

    الدكتور صالح السامرائي و 40 عامًا في العمل الدعوي باليابان

    الإسلامُ إذا استقرَّ في اليابان فسيكون له شأنٌ عظيم، فاليابانيون أكثر الشعوب تقبلاً لهذا الدين، ولكن شرط أن يتعرَّفوا عليه، وتكون هناك الوسائلُ والأدوات لعرضِ الإسلام عليهم، بهذه الكلمات بدأ الدكتور صالح مهدي السامرائي رئيسُ المركزِ الإسلامي في اليابان حوارَه مع “المستقبل الإسلامي”، والذي أكَّد فيه أنَّ مستقبلَ الإسلام في اليابان فيه الخير الكثير.

    فالشعب الياباني – كما يقول د. السامرائي – ليس كالشعوبِ الأوروبية والأمريكية، بل هو شعبٌ له تقاليدُ وقيم راسخة، وله تاريخٌ وحضارة، فهو شعبٌ يمتازُ بالطِّيبة، وأخلاق الفارس الياباني “الساموراي” قريبة من الخلقِ الإسلامي؛ فهو لا ينسى المعروفَ، ولا يقربُ الخمرَ والنِّساء، ولا يكثر في الأكل، ويحترمُ الوالدين، و”السامورائي” يغسلُ يديه ورجليه صباحًا ومساءً، ويأخذ حمامًا دافئًا يوميًّا، ويحافظ على نظافة جسمه ومظهره، ولا يتدخلُ فيما لا يعنيه، ويحبُّ الخيرَ ويكره العنف، ويبتعدُ عن أصدقاءِ السوء، وكل هذه الصفات تجعل اليابانَ بيئةً صالحة للدعوة.

    وفي حوارٍ مع الدكتور السامرائي تطرق الحديث إلى أوضاعِ المسلمين في اليابان، ووسائل الدعوة هناك، والمشكلات التي تواجه الجيل الجديد، وعلاقة الدول الإسلامية بالجمعياتِ الدعوية العاملة على السَّاحةِ اليابانية.

    والدكتور السامرائي له تاريخٌ طويل في العملِ الدعوي في اليابان، يقتربُ من الأربعين عامًا؛ حيث بدأت عَلاقتُه باليابان عندما ذهب إليها للدراسةِ في عام 1960، ومكَثَ هناك لمدة ست سنوات، أسَّس فيها جمعيةَ الطلبة المسلمين في اليابان عام 1961، وعاد إلى الرياضِ في أواخر عام 1966، ثم أوفد مرة أخرى في بعثة أَمَر بها جلالةُ الملك فيصل – رحمه الله – إلى اليابان عام 1973م ليؤسِّسَ المركزَ الإسلامي في اليابان، والآن هو متفرغٌ منذ عام 1996م للدَّعوةِ في اليابان.

    وفيما يلي نصُّ الحوارِ مع الدكتور صالح مهدي السامرائي رئيس المركز الإسلامي في اليابان، وفي بداية اللقاءِ قلتُ للدكتور السامرائي:

    كيف ترون مستقبلَ الدَّعوةِ في اليابان بصفته بلدًا له تاريخٌ وتقاليد وعادات وحضارة يعتزُّ بها، عكس المجتمعات الغربية؟

    قال: أولاً أؤكِّدُ على أهميةِ الدعوة الإسلامية في بلدٍ كاليابان لعدَّةِ أسباب؛ أبرزها أنَّ اليابانيين لم تصلهم الرسالةُ المحمدية إلا أخيرًا، وبتعبير أدق إننا قصَّرنا كثيرًا في دعوةِ اليابانيين إلى الإسلام، فانشغلنا بالدَّعوةِ في مناطق وبلدان أخرى.

    ثانيًا: إنَّ إقبال اليابانيين على الإسلام – حين يتعرَّفُون على الدعوة – منقطعُ النظير.

    ثالثًا: إنَّنا ولله الحمد نقوم بنشاطٍ مكثف في الدَّعوةِ، رغم قلة الإمكانات، والتكاليف الباهظة والمطلوبة في نشر الدَّعوةِ في مجتمعٍ مستواه الاقتصادي مرتفع جدًّا، فإننا لا نقتصرُ على مناطقَ معينةٍ في الدعوة، بل إنَّ الأنشطة الدعوية في جميعِ المناطق؛ في الشمال والجنوب.

    مجمع إسلامي:

    حتى الآن لا يوجد مجمعٌ إسلامي في اليابان، لماذا؟!

    قد يكون ذلك لغلاءِ العقارات، وارتفاع التكاليف، ولقد خطَّطنا مراتٍ لهذا الأمر بأن نقيمَ مجمعًا إسلاميًّا متكاملاً ثقافيًّا وتعليميًّا واجتماعيًّا، خارج طوكيو، وأخيرًا وجدنا حلاًّ وسطًا، وذلك بإقامةِ مدرسة مجاورة لمسجد طوكيو، وسوف ننتهي – بإذن الله – من بنائها قريبًا.

    وماذا عن هذا المشروع الجديد؟

    تفاصيلُ هذا المشروع أنَّنا وجدنا قطعةَ أرضٍ تابعة لوزارةِ الاتصالات والبريد اليابانية، ملاصقة تمامًا لمسجدِ طوكيو، وقد عُرضتْ هذه الأرضُ للبيعِ، وتنافَسَ عليها كثيرون، ووجدنا في هذه الأرضِ أهميةً خاصة؛ لأنها ملاصقةٌ للمسجد، وهذا ما دفعنا إلى شرائها، علمًا بأن مسجد طوكيو يقع في قلب العاصمة اليابانية وبجانب محطتين للقطارِ رئيسيتين، فقمنا بشراءِ الأرض لإقامة مدرسة لأبناء المسلمين، وكلفتنا عمليةُ الشراء مليونين ونصف مليون دولار، قمنا بدفعِ المليون الأول، أمَّا المليون ونصف المليون المتبقية فهي قرضٌ من بعض المحسنين من المسلمين من خارجِ وداخل اليابان، ونحن مطالبون بتسديدِ هذا المبلغ خلال ستة أشهر.

    40 عامًا في الدعوة اليابانية:

    د. السامرائي 40 سنة في العمل الدعوي على الساحة اليابانية، كيف ترى استجابة اليابانيين للدعوة؟

    أعتقد أنَّ الشعبَ الياباني أكثرُ الشعوب غير المسلمة تقبلاً للدعوةِ الإسلامية وللدين الإسلامي، فهم يعتزون بالقيمِ والأخلاق والتقاليد، ويتمسَّكون بها، فالياباني يقدرُ أخلاقَ وقيم الإسلام، ولديهم تعاليم أقرب إلى الإسلامِ؛ حيث العفة والطهارة واحترام الصغير للكبير، ولديهم مبادئ الفروسية، بل إنَّ طبقةَ المحاربين والمسيطرين التي تُحكمُ بمبادئ “البروشيدور” أقرب إلى تعاليمِ الإسلام.

    صفات حميدة:

    وماذا عن الصفات التي تقرِّبُ الياباني إلى تعاليم الإسلام؟

    صفات الفارس الياباني أنه لا ينسى المعروف، ولا يشربُ الخمر، بل يبتعد عنها تمامًا، ويغسل يديه ورجليه صباحَ مساء، ويحبُّ المحافظةَ دائمًا على نظافةِ جسمه، ولا يتدخل فيما لا يعنيه، ويحبُّ الخيرَ ويبتعد عن الخطأ، ويتحلَّى بالأمانةِ والصدق، والمحافظة على بيئته.

    ولماذا تأخرت الدعوةُ عن الشعب الياباني؟

    للأسف هذا سؤالٌ نواجهه من أيِّ ياباني يعرف شيئًا عن الإسلام، فهم يقولون لنا: لقد تأخرتم علينا، جئتُم إلى الصِّينِ وإلى الفلبين ودعوتموهم إلى الإسلامِ، وتأخرتم كثيرًا علينا.

    وهل هناك اختلافٌ بين دعوةِ الياباني للإسلام ودعوة الغربي؟

    هناك اختلافٌ كبير؛ فالياباني لديه خلقٌ وقيم وتقاليد، تحكمُ المجتمعَ الياباني، أمَّا الغربُ فقد تحلَّلَ من كلِّ شيء، الياباني أقربُ إلينا جغرافيًّا وتاريخيًّا وحضاريًّا، ولم يستعمر الياباني بلدًا عربيًّا أو إسلاميًّا، عكس الغربي وصورة الغربي في ذهن المسلم.

    10آلاف مسلم:

    وماذا عن مشكلات المسلمين في اليابان؟

    المسلمون في اليابان وصل تعدادُهم تقريبًا إلى عشرة آلاف مسلم، ومشكلات المسلمين هناك ليست كثيرة، فهناك المسلمون اليابانيون الذين أسلموا وهم من أصولٍ يابانية، وأكثر هؤلاء يعيشون خارجَ العاصمةِ طوكيو، وهناك المهاجرون الذين هاجروا من بلدانٍ عربية وإسلامية واستقرُّوا في اليابان، وتزوَّجوا يابانيات، ولهؤلاء تجمعاتهم حسب البلدان التي جاؤوا منها، ولكن التجمُّعات الإسلاميَّة يكون فيها المسلمُ من أصل ياباني والمهاجر، وإن كانت هناك أنشطةٌ كبيرة لجماعةِ التبليغ والدَّعوة.

    مجلس التنسيق:

    مجلس التنسيقِ الإسلامي في اليابان هل يجمعُ في إطاره جميع الجمعيات الإسلامية العاملة على الساحة؟

    مجلس التنسيق تشكَّلَ في عام 1976م؛ أي: منذ 23 عامًا، وكان المركزُ وراء تشكيلِ هذا المجلس بهدفِ التنسيق بين الجمعياتِ الإسلامية في اليابان، وتولَّى المرحومُ عبدالكريم ساينو مسؤوليةَ المنسق العام للمجلس لمدة عشرين عامًا، وفي 7 أغسطس الماضي أُعيد تشكيل هذا المجلس في المخيمِ الإسلامي الكبير الذي أُقيم عند سفوحِ جبل فوجي، وشارك فيه ممثلون عن الجمعياتِ الإسلامية، واختير الأستاذ خالد كيبا بالإجماعِ منسقًا عامًّا له، والآمال معقودةٌ على التشكيلِ الجديد للمجلس.

    الإسلام وإسرائيل:

    د. السامرائي، ذهبتَ إلى اليابان قبل أربعين عامًا، وأنت الآن تعيشُ فيها، فكيف تقارِنُ بين الفترةِ الأولى والحال الراهنة بالنسبةِ للمسلمين؟

    إننا حين نقارِنُ بين وضعي المسلمين في الفترةِ الأولى وتحديدًا في الستينيات (60-1966م) وبين وضعِهم الآن نجدُ تطورًا كبيرًا؛ فحينما جئنا إلى اليابان لأول مرة عام 1960 كان اليابانيون يسمعون كلمةَ “إسلام” فيقولون: “إسرائيل”؛ لأنَّهم يقلبون في لغتِهم اللام إلى راء، وكنَّا نأكلُ وجبةً واحدة من اللحومِ الحلال في الأسبوع، وباقي الأيام نأكلُ أسماكًا؛ لأنَّ اللحومَ الحلال لم تكن متوافرة ولم يكن موجودًا سوى مسجد طوكيو، أما الآن – والحمد لله – فكلمةُ “إسلام” باتت معروفةً لدى اليابانيين، وأحيانًا ينطقونها”إسرام”، ومطاعم اللحوم الحلال باتت منتشرة في اليابان، حتى إنَّ رؤساء الدول الإسلامية عندما يأتون في زياراتٍ رسمية إلى اليابان، تُقدَّمُ لهم اللحوم الحلال من المطاعمِ الباكستانية أو التركية.

    من هوكايدو إلى أوكيناوا:

    وهل الحضور الإسلامي الياباني متمركزٌ في منطقةٍ معينة؟

    الآن المسلمون في كلِّ مكانٍ مِن هوكايدو شمالاً إلى أقصى جزيرةٍ صغيرة من جزر أوكيناوا في الجنوب، ملاصقة لتايوان، وتعداد المسلمين الذين يؤدون فريضةَ الحج يزدادُ عامًا بعد عام، وفي العام الماضي أدَّى 43 يابانيًّا الفريضةَ، وقد أرسل المركزُ الإسلامي اثنين من المرشدين معهم، وأؤكد أنَّ اعتناق اليابانيين للإسلامِ يتمُّ بمعدَّلٍ غير متوقع؛ في المركزِ الإسلامي في طوكيو، أو في الجمعيات الإسلامية الأخرى.

    التجمعات الإسلامية:

    وكم عدد الجمعيات الإسلامية العاملة على السَّاحةِ اليابانية؟

    لقد حاولتُ جاهدًا رصدَ عدد الجمعيات الإسلامية على الساحةِ اليابانية، ففي عام 1984 قمتُ برصد عشرين تجمعًا إسلاميًّا لليابانيين وأربعين تجمعًا إسلاميًّا للأجانبِ المقيمين، أمَّا الآن فقد تزايدتْ أعدادُ المسلمين، وازداد معهم عددُ الجمعيات، وازداد عددُ المسلمين المتزوجين من يابانيات بعد اعتناقِهم للإسلام، ونحن في المركزِ الإسلامي نقومُ بعملِ عقودِ الزواج، وإعطاء الشهادات بعد أن يسجلَ الزوجانِ وثائق الزواج لدى السلطاتِ اليابانية، تحاشيًا للمشاكلِ القانونية.

    دعاة باليابانية:

    وماذا عن أحوالِ الدُّعاة في اليابان؟

    الحمدُ لله لدينا أجيالٌ مختلفة من ناحيةِ السنِّ، يقومون بواجبهم الدعوي، فهناك عددٌ كبير من اليابانيين المسلمين ممن تخرجوا من الجامعاتِ الإسلامية، وهم على معرفةٍ ممتازة بالإسلام، ويعتبرون نماذج طيبة في المجالِ الدعوي، ويقوم هؤلاء باستخدامِ أحدث الوسائل التقنية في الدعوة، فقد أنشأ العديدُ منهم مواقعَ دعويةً باليابانية على شبكةِ “الإنترنت”، ويقدِّمون البرامجَ التلفزيونية عن الإسلامِ وحضارته، وأبرز هؤلاء البروفيسور كسوجي، والأساتذة هاماناكا، وإبراهيم أوكوبو، وبرفيسور أونامي، وبرفيسور إيسوزاكي، وبرفيسور أوموري، الأستاذ خالد هيجوتشي، والأستاذ توكاكوماتسو، والأستاذ يحيى إندو، والأستاذ معمر شينوهي، والبروفيسور شيروتاناكا، والأستاذ خالد كيبا.

    رواد في المجال الدعوي:

    يُلاحظُ أنَّ الأسماءَ التي ذكرتها من الدُّعاة من ذوي الأصول اليابانية، فماذا عن الدعاةِ من أصولٍ غير يابانية؟

    يوجد العديدُ من الدُّعاةِ من الشخصياتِ الإسلامية من غير اليابانيين من بنغلاديش والباكستان وتركيا وسيرلانكا وبورما، ودعاة أفارقة كان لهم الفضل – بعد الله – عزَّ وجلَّ – في بناءِ المساجدِ وإقامة المصليات ومطاعم اللحوم الحلال، وتوطين الإسلام في اليابان.

    ومن أبرزِ هذه الشخصيات الشيخ (نعمة الله خليل)، الذي يُعدُّ من أبرزِ روَّاد الدعوة الإسلامية في اليابان، فهو داعيةٌ كبير له جهودٌ مباركة في الحقلِ الدعوي في اليابان وكوريا، قد عمل معه الشيخُ سيد جميل – رحمه الله – وهناك الكثيرُ من الشَّخصياتِ الإسلامية الأخرى.

    المملكة والدور الرائد:

    وماذا عن الدور الذي تقومُ به الدولُ الإسلامية في الدعوةِ على الساحة اليابانية؟

    خلال الأربعين عامًا التي قضيتُها في مجالِ الدعوة في اليابان، أؤكد أنَّ المملكةَ العربية السعودية حكومة وشعبًا لها الدورُ الرائد في دعمِ العمل الدعوي في اليابان، بل في العالَمِ أجمع، فأنا ذهبتُ إلى اليابان لأول مرة عام 60-1966م، ثم عدت إلى المملكةِ العربية السعودية بعد التخرج؛ حيث عملتُ في جامعة الملك سعود، بعد ذلك بعثني جلالةُ الملك فيصل في الفترةِ من (73-1978م) إلى اليابان لتأسيس المركز الإسلامي في اليابان.

    والمملكة العربية السعودية تقومُ بجهودٍ مشكورة لخدمة المسلمين في اليابان، فهي تقدِّمُ مقرَّ سفارتِها في طوكيو المبنى بكامله ليكون مقرًّا للصلاةِ خلال السنوات العشر الماضية، بعد أن هدم مسجد طوكيو، وقد أقامت معهدًا عربيًّا إسلاميًّا ومسجدًا للصلاة، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي تقدمه المملكةُ للدعوةِ الإسلامية في اليابان، من خلال الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي.

    وماذا عن دور الدول الإسلامية؟

    هناك دورٌ مهم تقومُ به الكويتُ ودولة قطر، فقد قدَّموا مساعداتٍ للطلابِ في اليابان، والسفارة الإندونيسية في طوكيو قامت بفتحِ سفارتها للمسلمين في اليابان لأداء الصلاة، وأنشأت مدرسةً تستوعِبُ أعدادًا كبيرة من أبناء المسلمين، كذلك سفارة ماليزيا وسفارة بروناي أقامت كلٌّ منها مصلياتٍ داخلها لأداء الصلاة.

    جمعيات الصداقة:

    الجامعات اليابانية وجمعيات الصداقة الإسلامية لعبت دورًا في تطوير العَلاقات الإسلامية اليابانية، فماذا عن هذا الدور؟

    الجامعاتُ اليابانية العريقة لعبت دورًا مهمًّا في تدريس اللغة العربية واللغة الأوردية، وغيرها من اللغاتِ الإسلامية في كلٍّ من أوساكا وطوكيو، وهذه الأقسام استحدثت بعد الحربِ في العديدِ من الجامعات اليابانية ومراكز البحث العلمي المستقلة، أو التابعة للوزارات والوكالات الحكومية المختلفة، ولها دورٌ رائد في التبادُلِ الثقافي الياباني العربي – الإسلامي.

    ويظهرُ بشكلٍ واضح دورُ جمعياتِ الصداقة اليابانية مع البلدانِ العربية والإسلامية، في تطويرِ هذه العلاقات؛ فهناك جمعياتُ صداقةٍ يابانية إندونيسية وماليزية وباكستانية وعربية وإفريقيَّة.

    لا يوجد صراع:

    ولكن هل توجدُ حساسيات من الأنشطةِ الدعوية الإسلامية لدى الحكومة اليابانية؟

    في اليابان لا توجَدُ أيُّ حساسياتٍ بين الحكومة والأنشطة الدعوية، فالجمعياتُ الدعوية الإسلامية تعملُ في إطارِ نظامي، والحكومةُ اليابانية تعطي الحريةَ لكلِّ إنسان، وعمومًا احتكاك الجمعيات بالحكومة ضعيفٌ، فهي تعطي الحريةَ للجميع، وهي لا تقدم مساعداتٍ لأحد، ولا تناصب أحدًا العداء، أو تدخل في خصامٍ مع أي طرف، والشعب الياباني شعبٌ مضياف، ليس لديه حساسية ضدَّ أي أجنبي، ففي بعضِ المصليات في ضواحي طوكيو يفتحُ اليابانيون منازلَهم أمام المصلين، فهم ليس عندهم حقدٌ ولا مشكلات.

    وماذا عن مشكلةِ أبناء المسلمين؟

    هذه هي المشكلةُ الخطيرة التي نواجهها، أبناء الجيل الثاني الذي نشأ في المجتمعِ الياباني، مشكلاتٌ في التعليمِ واللغة والعادات والتقاليد والانصهار في المجتمع، وقد بدأنا حلَّ هذه المشكلاتِ بإقامةِ المدارس الإسلامية، والزوجة اليابانية تعلِّمُ ابنَها اللغةَ اليابانية، وعادات وتقاليد اليابان، وغالبًا ما تحدث مشكلاتٌ بين اليابانيةِ وزوجها الأجنبي بسببِ عدم التفاهم، ولكن اليابانيات لسنَ مثل الأوروبيات يأخذن الأبناء.

    وكيف ترون مستقبلَ الإسلام في اليابان؟

    الشعبُ الياباني مادة خام للدَّعوة، شعب يمتازُ بالطيبة، وله تقاليدُه الراسخة، فالياباني إذا أدركَ أنَّ القيمَ الإسلامية توافقُ قيمَه وعاداته، وتحافظ عليها فهو يؤيدُها بقوة، فاليابانيون أكثر تجاوبًا مع الدَّعوةِ من غيرهم، والياباني بصفةٍ عامة ضد العنف، وهو شعب صبور جدًّا، وهم يطبقون القانونَ بشيءٍ من الإنصاف، حتى على المجرمين الذين يعترفون بجرائمِهم.

    وماذا عن وسائل نشر الدعوة في اليابان؟

    لدينا مواقعُ إسلامية باللغةِ اليابانية على شبكة الإنترنت، وعليها إقبالٌ كبير ويزداد يومًا بعد يوم، وهناك المساجد والجمعيات الإسلامية، ونصدرُ مجلة “السلام” منذ 23 سنة، وهي مجلةٌ ربع سنوية، ونفكر جديًّا في إصدارِها في ثوبٍ جديد، وهي تصدرُ باليابانية.

    كلمة أخيرة:

    نحن في حاجةٍ إلى الدعم لمواصلة جهودنا الدعوية على الساحةِ اليابانية، فالشعب الياباني أكثر الشعوب تقبلاً للدعوة.

     

    أنواع أخرى: 

    الأكثر مشاركة في الفيس بوك