إسرائيل تاريخ من الارهاب والعجز العالمى فاين الكرامة العربية ؟
إسرائيل تاريخ من الارهاب والعجز العالمى فاين الكرامة العربية ؟
كتبهاايهاب العزازى ، في 31 مايو 2010 الساعة: 23:01 م
لقد وصفت الولايات المتحدة الانتفاضة الفلسطينية بأنها إرهابية في طبيعتها ، وأصدرت كذلك حكماً بأن ‘حزب الله’ اللبناني هو منظمة إرهابية ودعت الحكومة اللبنانية رسمياً إلى تجميد كل حسابات ‘حزب الله’ المصرفية ، وهو طلب واجهته الحكومة اللبنانية برفض قاطع ، كونها تعد الانتفاضة و’حزب الله’ حركتي تحرير .
إن العالم لم يتفق حتى الآن على تحديد معنى وتعريف ثابت للإرهاب . هل الأعمال الإرهابية التي ترتكب لتحقيق أهداف وطنية وقومية مشروعة تعد إرهاباً بالمعنى نفسه لعملية مركز التجارة الدولي في نيويورك ؟
يُعتبر الهجوم الإسرائيلي على اسطول الحرية مثالاً لأعمال الصراع من وجهة النظر الإسرائيلية؛ يمكن بدراسته تصور أشكال الصراع المتوقعة ونتائجها المحتملة والتفكير في الأعمال التي يمكن أن تواجهها، هكذا – فإن دراسة أعمال القوات الإسرائيلية ليست من أجل الإدانة والاستنكار فقط، بل من أجل دراسة إمكان الاستفادة منها باتخاذ الخطوات الوقائية وربما الرد عليه، وكذا باتخاذ الإجراءات المضادة ذات الطابع الإيجابي.
يمكن للمراقب المهتم والمتفحص لطبيعة الصراع أن يلحظ بعض السمات لأعمال القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومن أهم ما يمكن ملاحظته في هذا الهجوم أن إسرائيل تركِّز هجومها على الأهداف المدنية والبنية التحتية للأراضي الفلسطينية، وأنها تعمل على اغتيال القيادات الفلسطينية لحرمان الشعب الفلسطيني من قيادته، وأنها تحاول أن تصل بالشعب الفلسطيني إلى حالة اليأس، ولا تتورع عن استخدام أحدث الأسلحة ضد الأطفال والنساء، وتستخدم أساليب الحصار والتجويع، وأنها - بالرغم من ذلك - تتجنب الالتحام المباشر مع الشعب الفلسطيني قدر الإمكان، وتحرم الشعب الفلسطيني من أبسط أنواع الأسلحة ووسائل الدفاع عن النفس
لا يمكن لقاتل أن يصل إلى منصب وزير الدفاع إلا في إسرائيل". "إسرائيل ترتكب جرائم حرب". "يجب محاكمة شارون". "إسرائيل تسير على هدي موسوليني". "هناك جنود يتصرفون كالحيوانات". كانت تلك بعض التصريحات الواردة في الحديث الذي أدلت به الوزيرة السابقة شولاميت ألوني لصحيفة "كل العرب" التي تصدر في الناصرة قبيل تنفيذ خطة فك الارتباط.
ويرى خبراء أنه من وجهة النظر التاريخية ، الإرهاب هو الطرف الآخر للدبلوماسية وحيثما فشلت الدبلوماسية تولى الارهاب زمام الأمور . فلنأخذ مثلين في الاعتبار : منذ عام 1967م ، يتواصل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ، وعمدت إسرائيل إلى مصادرة الأملاك الفلسطينية والاستيطان فيها وضمها إليها ، وقد أخضعت الفلسطينيين لكل أشكال الإستعباد الاقتصادي ، كبديل عن إبادة جماعية تامة .
ويبدو أن ‘شارونات’ إسرائيل يجنون لذة سادية من معاملة الفلسطينيين على نحو يذكر بالطريقة التي عاملت بها المانيا النازية الشعب اليهودي .
هكذا يجبر الفلسطينيون على التكفير عن ذنوب آخرين ، رغم أن الفلسطينيين ليسوا مذنبين بأي جريمة في حق الشعب اليهودي ، إلا إذا كان النضال في سبيل الحرية والاستقلال يعد جريمة ! إن إرهاب الدولة تمارسه اسرائيل على نطاق واسع وبأحدث الأسلحة المتطورة - وهي أسلحة تؤمنها بسخاء الولايات المتحدة - ضد الفلسطينيين الذين لا تملك غالبيتهم سوى الحجارة كسلاح ‘مميت’ يدافعون به عن أنفسهم .
إن لائحة الاعتدائات الإرهابية التي نفذتها الجماعات السرية اليهودية هي أطول من أن تسرد هنا كاملة ، وتشير الأمثلة المذكورة آنفاً بوضوح إلى أن إسرائيل ، بعدما أجبرت بريطانيا على التخلي عن الانتداب ، نشأت كدولة بواسطة الرعب والإرهاب اللذين مارسهما رجال على غرار بن غوريون وشامير من عصابة ‘شترن’ وبيغن من جماعة ‘ايرغون’ ومن ثم شارون وغيرهم ، الذين اصبحوا فيما بعد من رؤساء حكومة إسرائيل ، وهللت لهم الولايات المتحدة كأبطال وطنيين .
ان الممارسات الارهابية للدولة الاسرائيلية المستمدة من وعدي يهوه وبلفور، والتي قد تمت ترجمتها عبر منظمات ارهابية يهودية، هي ايضا كانت المؤسسة لما سمي لاحقا بجيش الدفاع الاسرائيلي. وفي هذا النطاق يمكن اعتبار منظمتي "الهاغانا" و "الارغون" الاكثر تنظيما . مثال على ذلك ان دستور منظمة "الهاغانا" الذي عدل عام 1943، اعتمد فيما بعد كاساس لتنظيم الجيش الاسرائيلي. اما مؤسسات الاستخبارات فهي اربع: جهاز الاستخبارات العسكرية، مؤسسة الاستخبارات والمهمات الخاصة (الموساد). جهاز الامن العام(شين بيت) ومركز التخطيط والبحث الاستراتيجي (28) . وفي عام 1950 تم انشاء لجنة خاصة للتنسيق بين كل هذه الاجهزة وتحديد اولوياتها.
نلاحظ ان الارهاب الاسرائيلي اتخذ ويتخذ عدة اشكال منها الابتزاز، المجازر، خطف الطائرات،الاغتيالات، والتجسس. ولك هذه الاعمال لم توجه فقط ضد الانسان العربي، بل طالت ايضا الدول التي حالفتها او ناصرتها. ابرز الامثلة على ذلك تحميل اسرائيل كل الشعب الالماني وزر المحرقة وحتى لخصوم هتلر الذين كانوا في السجون ابان الحكم النازي. ففي كتابه هذا السلام اسمه الحرب كشف عادل الياس ان التعويضات الالمانية لاسرائيل بلغت في عام 1996 حوالي 4.9 مليار مارك . حتى الولايات المتحدة لم تكن بمنأى عن عمليات تجسس الموساد. في تشرين الثاني عام 1985 القت السلطات الاميركية القبض على جوناثان بولارد بتهمة التجسس لصالح اسرائيل .
ونبقى في مناقشة هذا النوع من الارهاب لنشير الى انه في 19 شباط 1998، اعتقلت السلطات السويسرية خمسة عملاء تابعين لجهاز الموساد وهم يحاولن وضع اجهزة تنصت على الهاتف في قبو منزل كان يقطنه احد اعضاء حزب الله منذ اربع سنوات . ايضا ، في 25 ايلول 1997 تم اعتقال عميلين للموساد يحملان جوازات سفر كندية مزورة لدى محاولتهما اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الاردن . حتى اللحظة لم تتقدم تل ابيب باي اعتذار عن تلك الاعمال الارهابية بالرغم من انتهاك الموساد لسيادة دولتين مستقلتين.
اما عن الارهاب كوسيلة عنف فاننا نشير الى ان الحركة الصهيونية قدمت امثلة مبكرة على الارهاب الدولي في الشرق الاوسط وضد دولة حليفة. اذ يكفي ان نعرف:
1 ـ تفجير سفينة باتريا ( Patria) وركابها على ظهرها في مرفأ حيفا في عام 1940 بقصد ممارسة الضغط السياسي على بريطانيا.
2 ـ عملية اسرائيلية معروفة باسم " فضيحة لافون" ضد الممتلكات الاميركية في مصر، وذلك لتوتير العلاقات بين واشنطن وحكومة الرئيس عبد الناصر في عام 1954.
3 ـ اغتيال اول وسيط للامم المتحدة، الكونت فولك برنادوت في 16 ايلول عام 1948، نفذت هذه العملية عصابة " شتيرن" وبامر من اسحق شامير.
4 ـ تدمير فندق الملك داوود في القدس في 26 تموز عام 1946، وقد ذهب ضحية هذا الحادث الارهابي حوالي 100 موظف رسمي من البريطانيين والعرب .
بالنسبة الى الاغتيالات، يكفي ان نذكر ان جهاز الموساد قام باغتيال قادة فلسطيني في عواصم عالمية، ومتمتعين بالحصانة الديبلوماسية. مثال على ذلك:
1 ـ اغتيال كل من محمود همشري في باريس ووائل زعتر في روما خلال العام 1972.
2 ـ اغتيال الاديب الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت تموز عام 1972.
3 ـ اغتيال كمال ناصر، كمال عدوان، ويوسف النجار في نسان عام 1973.
4 ـ اغتيال ابوحسن سلامة في بيروت عام 1976.
5 ـ اغتيال سعيد حمامي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لندن في شباط عام 1979.
6 ـ اغتيال اسماعيل الفاروقي في فيلادلفيا ومنذر ابوغزالة في اثينا بين عامي 1985 و 1986.
7 ـ اغتيال خليل الوزير(ابوجهاد) في تونس عام 1988
وبالنسبة الى اعمال القرصنة الجوية واختطاف الطائرات المدنية وتدميرها فاننا نشير الى ان الموساد قامت بالاعمال الارهابية التالية:
1 ـ خطف طائرة مدنية سورية واجبارها على الهبوط في مطار اللد في كانون الاول عام 1954.
2 ـ قام سلاح الجو الاسرائيلي بغارة على مطار بيروت الدولي ودمر الاسطول الجوي اللبناني في عام 1968.
3 ـ في 21 شباط 1973، قتل 102 شخص حين اسقطت الطائرات الحربية الاسرائيلية طائرة ركاب ليبية مدنية متجهة من طرابلس الغرب الى القاهرة.
4 ـ ارغم سلاح الجو الاسرائيلي طائرة ليبية صغيرة كانت تقل عددا من كبار المسؤولين السوريين على الهبوط في احدى القواعد الجوية الاسرائيلية في عام 1986
ولن ننسى في تعداد المآثر الارهابية الاسرائيلية، ان احتلال اسرائيل للاراضي العربية يعتبر من افظع اشكال الارهاب على الاطلاق. فاسرائيل تحدت ولا تزال كل القرارات الدولية التي تدعوها للانسحاب من الاراضي العربية المحتلة، كما نص على ذلك قرار مجلس الامن رقم 242. اما بالنسبة الى السكان العرب الرازحين تحت الاحتلال، فقد مارست عليهم اسرائيل ابشع اساليب الارهاب ، نذكر منها:
1 ـ كسر عظام المتظاهرين.
2 ـ تدمير المنازل.
3 ـ اقفال الجامعات.
4 ـ الاعتقال الاداري.
5 ـ طرد الاشخاص بموجب ما يسمى باوامر الابعاد.
6 ـ التعذيب النفسي والجسدي
واخيرا، تبقى المجازر واساليب الابادة الصفحة الاكثر سوادا في دليل اسرائيل الارهابي . من هذه المجازر نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
1 ـ مجزرة دير ياسين التي نفذتها عصابة "الارغون" بقيادة مناحيم بيغن وادت الى ذبح 254 فلسطينيا في 9 نيسان 1948. ولقد علق بيغن على ذلك فيما بعد ، بقوله: "لولا النصر في دير ياسين لما كانت هناك دولة اسرائيل".
2ـ مذبحة اللد في 12 تموز 1948 حيث دخلت العصابات الصهيونية المدينة واطلقت النار على جميع المارة . واعترف القتلة بانهم قضوا على 250 عربيا.
3 ـ قتل الجنود المصريين الاسرى في حربي 1956 و 1967 ودفنهم في مقابر جماعية .
4 ـ قصف طائرات الفانتوم لمنطقة ابو زعبل وقتل 80 عاملا مصريا في 12 نيسان 1970.
5 ـ في 8 تشرين الاول 1990 ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة الحرم الشريف والتي سقط خلالها 23 شهيدا واكثر من 600 جريح.
6 ـ في 25 شباط 1994 قام باروخ فلودشتاين بقتل 40 عربيا كنوع من الصلاح في قبر البطاركة اليهود.
اما في لبنان فيمكن القول بان تاريخ الاعتداءات الاسرائيلية على هذا البلد هو تاريخ المجازر والارهاب . من هذه المجازر نذكر حولا (1948) جانين(1967) بنت جبيل (1967) عملية الليطاني(1978) والتي سقط خلالها 560 شهيدا ، الاجتياح البربري عام 1982 وما تخلله من حصار مرعب لمدينة بيروت دام اكثر من 72 يوما والاشتراك في مذابح صبرا وشاتيلا. وقد اوقع هذا الغزو الآلاف من القتلى والجرحى عدا الخسائر المادية الباهظة. وفي تموز عام 1993 اقترفت اسرائيل مجازر اخرى ابان ما سمي بعملية " تقديم الحساب" والتي استمرت سبعة ايام. ولقد اسفرت هذه العملية عن استشهاد 133 شهيدا وتهجير 300 الف انسان من قراهم
واما قانا الجليل فان دمها لم يجف، واطفالها ما زالوا يبحثون عن الحقيقة. وعندما دوت صيحة موتهم عالية وحزينة في اروقة الامم المتحدة كان زعماء اسرائيل يضحكون في سرهم لان موت العرب لا معنى له بنظرهم ، فهو وقود لدولة تخطو خطواتها منذ سنوات بعيدة على ارضنا العربية ، بالدم والحديد والنار… . نعم، في 18 نيسان عام 1996 قصفت المدفعية الاسرائيلية ، وعن سابق تصور وتصميم موقع القوات الفيدجية التابع للامم المتحدة مخلفة 107 شهداء معظمهم من النساء والاطفال. ولقد شار تقرير الامين العام للامم المتحدة الصادر في 7 ايار 1996 الى " ان نسق سقوط القذائف في منطقة قانا يجعل من غير المرجح ان يكون قصف مجمع الامم المتحدة نتيجة اخطاء تقنية او اجرائية" المهم ان عملية عناقيد الحقد الاسرائيلية، جاءت بعد انعقاد مؤتمر شرم الشيخ في 12 آذار 1996 تحت شعار "قمة صانعي السلام". هذا المؤتمر انعقد لدعم شمعون بيريس المتهم بالتقصير في الانتخابات البرلمانية والتي حددت في 29 ايار 1996 وفي اليوم الثاني الذي اعقب المؤتمر تعهد الرئيس كلينتون تقديم 100 مليون دولار لاسرائيل لمساعدتها على مكافحة الارهاب
واخيرا اليوم ضرب أسطول الحرية هل هناك اكبر من ذللك للتدليل على ارهاب الدولة الاسرائيلية للمجتمع العربي
أما المثال الآخر فهو مثال الفلسطينيين الذين لا ذنب لهم سوى رغبتهم في تحرير بلدهم وترسيخ هويتهم الفلسطينية . وبما أن الدبلوماسية ومفاوضات السلام قد فشلت في تحقيق هذين الهدفين لم يعد ثمة خيار بديل أمام هؤلاء سوى محاربة المحتل بكل الوسائل المتوفرة لديهم . فهل يعد ذلك إرهاباً ؟ أو ليست الحرية هدفاً مشروعاً للشعوب ؟
والى متى سيظل الصمت والعجز العربي تجاة اسرائيل نحن بحاجة الى صحوة عربية كبري ونتمنى ان يكون ضرب اسطول الحرية يدق ناقوس الخطر فى اذان العالم اجمع وان نستطيع تحريك المياة الراكدة فى مشروع الدولة الفلسطينية
ياعرب افيقوا فقد اصبحتم اشباة رجال
اتحدوا من اجل مستقبلنا جميعا
اين الكرامة العربية
اين القانون الدولى
اين المنظمات الدولية