الجمود الفكري

سعيد وهاس
 

يعتبر الجمود الفكري «Inflexibility» من أهم قواعد الاختلاف، وصلب معوقات الالتقاء بين الأطراف في بعدها الحواري «الثنائي أو الجمعي»، وقاعدة التواصل غير الفعال. لقد خلقنا الله بقواعد «اختلاف» في جميع الخصائص الجسدية والنفسية والاجتماعية، فنختلف في الشكل واللون والحجم، نتباين في الطباع والسمات والخصائص الشخصية والقدرات الإدراكية والمُعتقدات، تختلف استجاباتنا العاطفية وإدراكنا لواقعنا وما يدور حولنا، مُختلفين في الشأن الأسري والتنشئة الوالدية والاجتماعية، تتنوع توجهاتنا وأعراقنا وطوائفنا ومللنا الدينية، مختلفين في الشأن الحضاري والثقافي والاقتصادي، إلخ…، من هنا كان لزاما علينا أن نعي ثقافة الاختلاف بداية، ليسهل علينا فيما بعد بناء قاعدة معرفية فردية وجمعية مُعاكسة للاختلاف للتحول لثقافة التقبل ومنها الارتقاء صعوداً للتسامح. يزداد الجمود الفكري «صلافة» عندما يُؤدلج الاختلاف ليخدم قضية فكرية معينة أو نسقا مُعتقديا خاصا أو طيفا عاطفيا توحديا أو أمرا شخصيا «صرفا»، ليصبح «سلوكاً» ظاهرا للعيان من خلال «طفح نتن» من السب والشتم والتنابز في منابر قنوات التواصل الاجتماعي والمحافل العامة، التي بدورها «مع الأسف» سهلت مرور ذلك «الطفح» دونما رقيب أو حسيب. إن المُتتبع لواقع الحال يسمع ويرى كم من المهاترات تُدار بين عامة الناس، ليشمل الأمر «النُخب» في العديد من القضايا الجدلية وربما الشائكة، والعجيب أن كل فريق مُتصلب في فكره، صلف في طرحه، يضخ كمية من الكره والعدائية وإقصاء الآخر وتهميش الخصوم واللعب على وتر «المؤامرة» لمن اختلف معه، وربط القضية مناط الجدل بجهات مُغرضة!! المضحك/المبكي أن بعضهم يتحدث في أمسية ثقافية أو ندوة دينية أو لقاء أدبي أو «يتوتر» في لقاء أو طرح تحت عنوان «ثقافة التسامح والتقبل ونبذ الاختلاف والفرقة»، ولا أعلم لساعته من المضحوك عليه، أنحن كمتلقين أم هم كمتحدثين، أم كلانا ضائع والعبث يجري، لست أدري!!!.

المصدر: http://hewarpost.com/?p=305

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك